Date: Sep 20, 2015
Source: جريدة الحياة
كيري: على الأسد الرحيل والتوقيت يتقرّر خلال المفاوضات
إعدام جماعي لأسرى من جنود النظام السوري وعشرات القتلى في معارك كفريا والفوعة
شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، على ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، لكنه قال إن ذلك لا يعني أن عليه الرحيل فوراً، مشيراً إلى أن التوقيت يتقرَّر خلال المفاوضات. وصدر هذا الموقف، وهو أحد أكثر المواقف وضوحاً من إدارة الرئيس باراك أوباما في شأن «الرحيل المؤجل» للأسد، في وقت تتصدّر الأزمة السورية الأولويات السياسية في نيويورك تمهيداً لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق الشهر الجاري. ولوحظ سعي دول غربية إلى تكريس مبدأ «الفصل» بين الأسد وبين نظامه، من خلال التشديد على ضرورة «رفض التعامل مع الأسد» ولكن في الوقت ذاته التمسك بـ «بقاء هيكل الدولة» تجنُّباً لتكرار السيناريو العراقي، في إشارة إلى حل الجيش والمؤسسات الحكومية في العراق بعد الاجتياح الأميركي.

وقال ديبلوماسي أوروبي في مجلس الأمن إن ثمة ضرورة لتأكيد أهمية «انخراط روسيا» في جهود الحل السياسي، معتبراً أن تدخلها المباشر الحالي (عسكرياً) في سورية هو «لأسباب تتعلق بمصالحها الاستراتيجية في هذا الجزء من البلاد (الساحل)، ولكن أيضاً لكي تكون لها الكلمة الفصل في إطار الحل السياسي».

في غضون ذلك، واصل طيران النظام السوري حملة القصف المكثّف على المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، وأقدمت «جبهة النصرة» على إعدام جماعي لعشرات الجنود الذين أُسروا في معركة السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري في ريف محافظة إدلب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «النصرة» وفصائل أخرى إسلامية أعدمت 56 من أسرى المطار، ليرتفع بذلك إلى 71 عدد الجنود السوريين الذين أُعدموا منذ السيطرة عليه في 9 أيلول (سبتمبر) الجاري.

كما قُتل وجُرح عشرات في الهجوم المتواصل للفصائل الإسلامية على بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين قرب مدينة إدلب. وكثّفت فصائل معارضة منخرطة تحت لواء «جيش الفتح» عملياتها العسكرية ليلة الجمعة- السبت ضد الفوعة وكفريا، بعد استهدافهما بأكثر من تسع سيارات مفخخة قاد انتحاريون (ضمنهم سعوديان ولبناني) سبعاً منها ضد مراكز للجان الشعبية الموالية للنظام في محيط البلدتين. وتسبّبت التفجيرات والمعارك في مقتل 21 من المسلحين الموالين للنظام و17 من مقاتلي الفصائل. كما قُتل سبعة مدنيين بينهم طفلان بعد تمكّن انتحاري من الدخول إلى الفوعة وتفجير نفسه، وفق المرصد، الذي أشار إلى مقتل «القيادي الجهادي التونسي «أبو الحسن التونسي»، الذي كان مساعداً لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في أفغانستان، خلال المعارك العنيفة والمستمرة منذ 24 ساعة في محيط بلدتي كفريا والفوعة».

في لندن (أ ف ب)، قال الوزير جون كيري، عقب محادثات مع نظيره البريطاني فيليب هاموند: «على مدى سنة ونصف سنة قلنا إن على الأسد التنحي، ولكن متى وما هي الطريقة... ليس من الضروري أن يحدث ذلك خلال يوم أو شهر أو ما إلى ذلك». وأضاف: «هناك عملية تتطلب من جميع الأطراف أن تجتمع وتتوصل الى تفاهم حول كيفية تحقيق ذلك».

ورحّب كيري بتركيز روسيا جهودها ضد «داعش» في سورية، قائلاً: «نرحب بذلك، ونحن مستعدون لمحاولة إيجاد سبل للقضاء على داعش بأسرع الطرق وأكثرها فاعلية... علينا أن نبدأ المفاوضات، وهذا ما نبحث عنه، ونأمل في أن تساعد روسيا وإيران وغيرهما من الدول صاحبة النفوذ في تحقيق ذلك، لأن (غياب) ذلك هو الذي يمنع انتهاء هذه الأزمة». واستدرك: «نحن مستعدون للتفاوض. هل الأسد مستعد للتفاوض الحقيقي؟ هل روسيا مستعدة لإحضاره إلى الطاولة والعثور فعلاً على حل لهذا العنف؟». وأضاف: «في الوقت الحالي يرفض الأسد إجراء مناقشات جديدة، كما ترفض روسيا إحضاره الى الطاولة للقيام بذلك».

أما هاموند، فاعتبر أنه بسبب التدخل الروسي «الوضع في سورية يصبح أكثر تعقيداً». وأضاف: «نحتاج إلى مناقشة هذه المسألة في إطار المشكلة الأكبر، وهي الضغوط التي يتسبّب بها المهاجرون والأزمة الإنسانية في سورية وضرورة هزيمة داعش». وأعلن أن وجود الأسد يعدّ «جاذباً للمقاتلين الأجانب يدفعهم للمجيء إلى المنطقة».

إعدام جماعي لأسرى من جنود النظام السوري ... وعشرات القتلى في معارك كفريا والفوعة

واصل طيران النظام السوري أمس حملة القصف الجوي المكثّف للمناطق الخارجة عن سيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد، في وقت أقدمت «جبهة النصرة» (فرع تنظيم «القاعدة» في سورية) على إعدام جماعي لعشرات الجنود الذين أُسروا في معركة السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري في ريف محافظة إدلب، كما قُتل وجُرح عشرات في الهجوم المتواصل للفصائل الإسلامية على بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في هذه المحافظة الواقعة في شمال غربي البلاد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير أمس: «أعدمت جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والحزب الإسلامي التركستاني وفصائل إسلامية 56 على الأقل من عناصر قوات النظام ممن تم أسرهم خلال معارك السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري، ليرتفع إلى 71 عدد العناصر الذين تم إعدامهم منذ السيطرة على المطار». وأكد أن جميع الجنود الذين كانوا في المطار أُعدموا أو أسروا أو باتوا في عداد المفقودين ولم ينجح أي منهم في الفرار، بعكس مزاعم النظام الذي تحدث عن انسحاب «حامية المطار» منه لدى سقوطه في 9 أيلول (سبتمبر) الجاري.

وكانت الفصائل الإسلامية قد حاصرت المطار على مدى سنتين إلى أن سقط هذا الشهر خلال هجوم للمعارضة استغل هبوب عاصفة رملية منعت النظام من استخدام سلاح الجو للدفاع عن الحامية المحاصرة.

وبات وجود النظام مقتصراً في محافظة ادلب على عناصر قوات الدفاع الوطني وميليشيات أخرى موالية له و «حزب الله» اللبناني في بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية، وفق «فرانس برس». وكثّفت فصائل «جيش الفتح» عملياتها العسكرية الجمعة ضد الفوعة وكفريا، بعد استهدافهما بأكثر من تسع سيارات مفخخة قاد انتحاريون (من ضمنهم سعوديان ولبناني) سبعاً منها ضد مراكز للجان الشعبية الموالية للنظام في محيط البلدتين. وتسببت التفجيرات والمعارك بمقتل 21 عنصراً من المسلحين الموالين لقوات النظام و17 من مقاتلي الفصائل. كما قتل سبعة مدنيين بينهم طفلان بعد تمكن انتحاري من الدخول إلى بلدة الفوعة وتفجير نفسه، وفق المرصد.

وشهد محيط البلدتين السبت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، علماً أن مقاتلي «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية يحاصرون في شكل كامل البلدتين منذ نهاية آذار (مارس). وفي آب (اغسطس) الماضي، انهارت هدنتان تم بموجبهما الاتفاق بين الفصائل الإسلامية وقوات النظام على وقف لإطلاق النار متزامن في كل من مدينة الزبداني في ريف دمشق وفي بلدتي الفوعة وكفريا في ادلب.

وفي محافظة حمص، قال المرصد إن «الفصائل الاسلامية قصفت بقذائف الهاون مناطق في قرية الزرزورية الخاضعة لسيطرة قوات النظام بمحيط مدينة حمص... في حين نفذ الطيران الحربي منذ صباح اليوم (أمس) غارات عدة على مناطق في مدينة تدمر» التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، متحدثاً عن «حركة نزوح لمواطنين من المدينة». وأشار المرصد إلى أن غارات طائرات النظام على تدمر أول من أمس أوقعت 33 قتيلاً بينهم 12 من «داعش» والبقية من المدنيين.

وأشار المرصد، في غضون ذلك، إلى «اشتباكات عنيفة» بين قوات النظام و «داعش» في محيط حقل شاعر بريف حمص الشرقي، وسط معلومات عن تقدم للتنظيم المتشدد و «سيطرته على عدة حواجز لقوات النظام».

وفي محافظة ريف دمشق، أشار المرصد إلى ثلاث غارات من الطيران الحربي على مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية «وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الإسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محيط ضاحية الأسد قرب مدينة حرستا... ترافق مع قصف الطيران الحربي على مناطق الاشتباك». ولفت المرصد إلى أن قوات النظام فجّرت ليلة الجمعة - السبت مبنيين على أطراف حرستا.

وعلى الحدود اللبنانية - السورية، أشار المرصد إلى «استمرار الاشتباكات العنيفة... بين الفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني وجيش التحرير الفلسطيني من جهة، والفصائل الاسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى، في مدينة الزبداني، ما أدى إلى مقتل عنصر من حزب الله». أما النظام فقال إن قواته بالتعاون مع «حزب الله» سيطرت على كامل حي النابوع في الزبداني.

أما في محافظة دير الزور الشرقية على الحدود مع العراق، فقد أفاد المرصد بأن الطيران الحربي نفّذ بعد منتصف ليلة الجمعة - السبت غارة على منطقة المعامل عند أطراف مدينة دير الزور، كما قصفت قوات النظام قرية الجفرة المحاذية لمطار دير الزور العسكري.