Date: Sep 7, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
المغرب: الاسلاميون احتلوا المركز الأول في الانتخابات المحلية بالمدن الكبرى
أظهرت نتائج نشرتها وزارة الداخلية المغربية السبت ان حزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي يقود التحالف الحكومي المغربي هو ابرز المستفيدين من الانتخابات المحلية التي نظمت الجمعة في المغرب وحل في المركز الاول في الانتخابات الجهوية وثالثا في الانتخابات البلدية.

وفاز حزب العدالة والتنمية بـ174 مقعدا من 678 مقعدا في المجالس الجهوية (25,6 في المئة) وتلاه خصمه حزب الاصالة والمعاصرة الليبرالي المعارض بـ132 مقعدا (19,4 في المئة) وحزب الاستقلال الوطني المحافظ المعارض بـ 119 مقعدا (17,5 في المئة).

وفي هذه الانتخابات التي اختار المغاربة فيها للمرة الاولى اعضاء المجالس الجهوية مباشرة، جاء الحزب الاسلامي في الطليعة في ثلاث من المناطق الاربع الكبرى من حيث عدد السكان في المغرب بما فيها المدن الكبرى الثلاث الدار البيضاء والرباط وفاس.

ورأى رئيس هذا الحزب الذي يتولى رئاسة الوزراء عبد الاله بنكيران ان حزب العدالة والتنمية حقق هذه النتائج بفضل ادائه في ادارة الحكومة منذ اربع سنوات.

وفي الانتخابات البلدية حيث جرى التنافس على 31 الفا و503 مقعد، حل حزب الأصالة والمعاصرة الذي أسسه أحد المقربين من الملك عام 2008، في المرتبة الاولى بحصوله على 6655 مقعدا ( 21,12 في المئة)، وتلاه حزب الاستقلال (5106 مقاعد بنسبة 16,22 في المئة)، ثم حزب العدالة والتنمية (5021 مقعدا بنسبة 15,9 في المئة)، استناداً الى النتائج غير النهائية. واكد نائب ألامين العام لحزب الأصالة والمعاصرة الياس العماري في لقاء والصحافيين، ان حزبه وأحزاب المعارضة الاخرى قررت "عدم الانخراط نهائيا في أي تحالف يقوده حزب العدالة والتنمية". وعزا هذا الموقف الى طبيعة "المشروع السياسي والمجتمعي للعدالة والتنمية الذي يملك تأويلاً خاصا للإسلام"، معتبرا أن هذا الحزب "دولة موازية تعمل في الظل ... ومشروعهم لا يشمل المغرب وحده بل كل مكان". واكد ان حزبه واحزاب المعارضة الاخرى يمكنها ان تحكم بفضل لعبة التحالفات، اذ انها فازت في ثماني مناطق من اصل 12،

في مقابل اربع مناطق فقط لحزب العدالة والتنمية. لكنه أشار الى ان البيان الصادر عن أحزاب المعارضة في هذا الشأن يتحدث عن التحالفات التي "يقودها" العدالة والتنمية وليس التي "قد يكون ضمنها".

بنكيران
وعلق بنكيران على ذلك بقوله ان "رد فعل احزاب المعارضة مثير للشفقة". واضاف: "يجب قول الحقائق بوضوح، لقد هزموا وبرأيي كان على قياداتهم ان تستقيل"(...) "كفوا عن خداع الناس بقولكم ان حزب الاصالة والمعاصرة هو حزب كبير ... واليوم نحن مقتنعون بان حزب المال يضعف". وكان بنكيران التزم في بيان مشترك مع الغالبية الحكومية السبت "تدبير التحالفات في إطار احترام منطق الغالبية الحكومية"، موضحا ان "التحالفات خارج منطق الغالبية لا يمكن أن تكون إلا استثناء يخضع لتشاور مسبق". وبلغت نسبة المقترعين في هذه الانتخابات المحلية 53,6 في المئة استناداً الى الارقام الرسمية اي بزيادة طفيفة عن انتخابات 2009 (52,4 في المئة).

وتعد هذه الانتخابات مؤشرا للمناخ السياسي في المملكة بعد اربع سنوات من حركة الاحتجاج الشعبي التي ولدت في خضم الربيع العربي ودفعت العاهل المغربي الملك محمد السادس الى تبني دستور جديد. وفي نهاية 2011 احرز حزب العدالة والتنمية فوزا تاريخيا في الانتخابات النيابية بعدما كان دوماً في المعارضة.