Date: Sep 1, 2015
Source: جريدة الحياة
قلق من قرار «الحشد الشعبي» الانسحاب من بيجي
حذر مسؤول محلي في محافظة صلاح الدين من عواقب انسحاب «الحشد الشعبي» من بيجي، ودعا قادة «حزب الله/ العراق» و «عصائب أهل الحق» إلى إعادة النظر في قرارهم الذي اتخذوه احتجاجاً على إلغاء منصب نائب رئيس الجمهورية الذي يشغله رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وعلى دمج الوزارات.

من جهة أخرى ، أقدم «داعش» على إحراق أربعة عناصر من «الحشد» الذي يقاتل الى جانب القوات الأمنية، على ما أظهر شريط مصور بثه التنظيم أمس، واعتقل 200 رجل في بلدة الرطبة القريبة من الحدود الأردنية.

ودعا قائمقام بيجي محمد محمود، في تصريح إلى «الحياة»، قادة «الحشد الشعبي» الى إعادة النظر في قرار انسحابهم من صلاح الدين «لما يمثله ذلك من تداعيات أمنية خطيرة على البلاد بشكل عام والمحافظة بشكل خاص». وأكد أن «القرار يأتي فيما قوات الحشد والجيش وأبناء العشائر نجحت في تحقيق انتصارات على داعش الذي فشل أكثر من مرة في استعادة بعض الأراضي المحررة».

وكان قادة «حزب الله/ العراق»، و «عصائب أهل الحق» قرروا الانسحاب من صلاح الدين، وأكدت مصادر أن القرار جاء على خلفية رفض رئيس الوزراء حيدر العبادي إعادة المالكي إلى منصبه، فضلاً عن احتجاج التنظيمين على دمج بعض الوزارات.

واعتبر خبراء في مكافحة الإرهاب « قرار الانسحاب خطأً استراتيجياً في الحرب التي تخوضها القوات الأمنية». وقال معتز الجبوري لـ «الحياة» إن «القوات المسنودة بالشرطة وأبناء العشائر غير قادرة على مسك الأرض والحفاظ على المكتسبات المتحققة في محافظة صلاح الدين وداعش سيعمل على استغلال هذا الفراغ في شن هجمات يستعيد من خلالها مواقع استراتيجية في قضاء بيجي». وأكد شهود لـ «الحياة» أن «أرتالاً كبيرة من الآليات العسكرية والمدافع بدأت مغادرة المدينة في اتجاه قضاء سامراء ومن ثم الى بغداد».

إلى ذلك، أظهر شريط تداولته حسابات إلكترونية مؤيدة لـ «داعش» أربعة أشخاص يرتدون زياً برتقالياً، ويعرفون أنفسهم بأنهم من محافظات ذات غالبية شيعية في جنوب العراق، وينتمون إلى «الحشد الشعبي». وفي نهاية الشريط، يبدو الأربعة مقيدي الأيدي والأرجل بالسلاسل ومربوطين في هيكل حديد، والنار تندلع أسفلهم، قبل أن تبدأ بالتهامهم.

وقال عناصر في التنظيم إن حرق هؤلاء «قصاص»، رداً على عمليات مماثلة تعرض لها سنة من فصائل موالية للحكومة. وأضاف: «الآن حان القصاص. نحن اليوم نعتدي عليهم بمثل ما اعتدوا علينا، ونعاقبهم بما عاقبوا إخواننا به»، وذلك في الشريط الذي يحمل توقيع «ولاية الأنبار»، في إشارة إلى المحافظة الواقعة في غرب العراق، حيث يسيطر التنظيم على مساحات واسعة.

وتضمن الشريط الذي قاربت مدته خمس دقائق ونصف دقيقة، مشاهد من أشرطة مصورة في أحدها نار مندلعة أسفل شخص على قيد الحياة، وآخر يظهر مقاتلاً في «الحشد» يعرف باسم «أبو عزرائيل»، وهو يقوم يقطع جزءاً من جثة محترقة بالكامل. وأكد التنظيم أن الشخصين من «أهل السنة». لكن يمكن التحقق من صدقية ذلك، فقد انتشرت أشرطة كثيرة لم تكن حقيقية.

في الرطبة (إ ب) التي اعتقل «داعش» فيها 200 انتقاماً لقتل أحد عناصره في هذه البلدة التي تسود فيها عادة الثأر العشائرية، وجاءت عملية الاعتقال بعد تظاهرة منددة بالتنظيم. وقال المختار عماد الريشاوي إن مئة رجل آخرين ربطوا إلى أعمدة الكهرباء 24 ساعة قصاصاً لهم.