Date: Aug 30, 2015
Source: جريدة الحياة
البرلمان يرفض إقالة وزير الكهرباء والعبادي يجري تغييرات في القيادات العسكرية في الأنبار
بغداد – حسين داود 
قال شيوخ عشائر ومسؤولون محليون إن المعارك في محافظة الأنبار ضد تنظيم «داعش» تراوح مكانها منذ أيام لضعف التنسيق بين القطعات العسكرية وانشغال الحكومة الاتحادية في ملف الإصلاحات السياسية والتظاهرات، ومقتل قادة أمنيين أخيراً في المعارك. وأجرى رئيس الوزراء حيدر العبادي تغييرات في القيادات الأمنية في الأنبار تمثلت بتعيين بدلاء عن اللواء الركن عبد الرحمن مهدي أبو رغيف والعميد الركن سفين مجيد اللذين قتلا في المعارك شمال الرمادي الأسبوع الماضي.

وأبلغ مسؤول محلي رفيع المستوى «الحياة» أمس، أن لقاءات جرت أخيراً بين مسؤولين محليين وقادة عسكريين أميركيين تناول تطورات المعارك في الأنبار، وأن الجانب الأميركي وعد بزيادة دوره في المعارك. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن مسؤولي الأنبار أبلغوا الجانب الأميركي استياءهم من عدم تنفيذه وعود بتسليح العشائر وتحرير المدينة خلال أسابيع. وزاد أن الجانب الأميركي وعد بالمشاركة بقوة في عملية عسكرية واسعة على مدينة الرمادي وتحريرها بأسرع وقت، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة مهتمة بتحرير الرمادي أكثر من الفلوجة لانتشار قوات «الحشد الشعبي» حول الفلوجة وعدم رغبتهم في العمل مع الجانب الأميركي.

وأمر العبادي أمس بتعيين اللواء الركن إسماعيل شهاب كامل نائباً لقائد عمليات الأنبار وقائداً للمحور الشمالي، وتعيين العميد الركن محمود الفلاحي قائداً للفرقة العاشرة بدلاً من القائدين اللذين قتلا الخميس الماضي في الرمادي. وشملت قرارات العبادي أيضاً تعيين العميد الركن درع مجيد حميد قائداً للفرقة الثامنة في الجيش العراقي، بعد تعيين القائد السابق لهذه الفرقة العميد الركن محمود الفلاحي قائداً للفرقة العاشرة، وهو ما أثار استياء مسؤولي قضاء الخالدية الذين طالبوا بالإبقاء على الفلاحي في منصبه.

من جهة أخرى، قال عبد المجيد الفهداوي، أحد شيوخ الرمادي لـ «الحياة»، إن هناك تراجعاً واضحاً في المعارك الدائرة ضد «داعش» في المحافظة، والوضع يراوح مكانه منذ أيام من دون تقدم للقوات الأمنية في مدينتي الرمادي والفلوجة. وأضاف: «هناك مشكلة ضعف التنسيق بين القطعات العسكرية العديدة المنتشرة في المحافظة من قوات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وأبناء العشائر والشرطة المحلية»، مطالباً الحكومة الاتحادية باتخاذ إجراءات لتنسيق العمليات. ولفت إلى إن «انشغال الحكومة الاتحادية بالملف السياسي والإصلاحات في البلاد أخيراً مع انطلاق التظاهرات الاحتجاجية في بغداد وعدد من المدن جنوب البلاد أثر على زخم المعارك الدائرة في الأنبار».

من جهة أخرى، أفاد محمد الجميلي أحد شيوخ الفلوجة المتواجد في ناحية العامرية في اتصال مع «الحياة» أمس، بأن «العمليات العسكرية في المحافظة تراجعت بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية لأسباب عديدة. وأضاف أن «مقتل قائدين عسكريين في الأنبار الأسبوع الماضي تزامن مع توقف تقدم القوات الأمنية نحو مركزي مدينتي الرمادي والفلوجة بعدما حققت الحملة العسكرية على المدينتين تقدماً جيداً في أيامها الأولى». وشدد الجميلي على ضرورة الإسراع بتنظيم صفوف المتطوعين من أبناء العشائر وتسليحهم تسليحاً جيداً وزجهم في المعارك، لافتاً إلى أن هناك مئات المتطوعين في معسكر الحبانية يواصلون تدريبهم على يد قوات أميركية وبإشراف من وزارة الدفاع العراقية.

إلى ذلك قتل شخصان وأصيب 15 آخرون أمس في قصف بقذائف الهاون شنه مسلحو «داعش» على مجمع سكني في ناحية عامرية الفلوجة شرق الرمادي، مركز محافظة الأنبار. وقال رئيس مجلس الناحية شاكر العيساوي، إن الناحية تعرّضت إلى قصف كثيف، إذ تم قصفها بأكثر من 20 قذيفة هاون وكاتيوشا، وأغلب الجرحى نساء وأطفال. وطالب العيساوي «قيادة عمليات بغداد» بالتدخل لتطهير المناطق المحيطة بالعامرية من عناصر «داعش» الذي يسعى للسيطرة عليها بسبب موقعها الاستراتيجي.

البرلمان يرفض إقالة وزير الكهرباء ويؤجل إقرار قانون «الحرس الوطني»

استجوب البرلمان العراقي أمس وزير الكهرباء قاسم الفهداوي عن أزمة شح الطاقة في البلاد مع ارتفاع درجات الحرارة، والتي كانت أحد أسباب انطلاق التظاهرات الاحتجاجية في بغداد وعدد من المحافظات، فيما قرر تأجيل مناقشة وإقرار قانون «الحرس الوطني» الذي تطالب به عشائر الأنبار لتسليح أبنائها واستيعابهم ضمن القوات النظامية.

وتولى النائب صلاح الجبوري مهمة توجيه تسع أسئلة إلى الوزير تعلقت بمشاريع طاقة متوقفة وعقود حكومية، كما قام عدد آخر من النواب بتوجيه أسئلة للوزير، لكن نواباً انتقدوا آلية الاستجواب والتصويت والتعامل مع أجوبة الوزير على الأسئلة الموجهة له. وأشارت مصادر إلى أن الوزير الفهداوي أوضح خلال الجلسة أن أخطاء كبيرة حدثت في الوزارة قبل تسلمه المنصب، وأن الوزارة لم تكن تمتلك أي استراتيجية لمعاجلة أزمة الطاقة. وبعدها صوّت البرلمان بالغالبية على قبوله أجوبة الوزير الذي كان يواجه خطر حجب الثقة عنه بسبب تزايد موجة الغضب الجماهيري وتنظيم التظاهرات التي طالبت بإقالته من منصبه.

لكن عدداً من النواب عبروا عن استيائهم من آلية الاستجواب، وقالت النائبة عن «التحالف المدني الديموقراطي» شروق العبايجي في مؤتمر صحافي، إن «مجمل عملية استجواب وزير الكهرباء قاسم الفهداوي لم تكن بمستوى ما يطمح إليها الشارع العراقي والتظاهرات التي طالبت بمصير الأموال». وأضافت أن «جلسة الاستجواب لم نسمع خلالها جواباً بمعالجة المشكلة أو محاسبة من هدر الأموال، ولم نعلم ما يترتب على الاستجواب في كشف ملفات الفساد»، مشيرة إلى أن «الأسئلة لم تكن بالمستوى المطلوب بما يتلاءم مع حجم المشكلة».

من جهتها اعتبرت النائبة عن حركة «إرادة» حنان الفتلاوي التصويت على الاقتناع بأجوبة وزير الكهرباء «انتحاراً سياسياً للبرلمان»، وأكدت أن التصويت كان يجب أن يتم بعد أسبوع من الاستجواب وليس في الجلسة ذاتها، فيما دعت رئاسة مجلس النواب إلى إعلان أسماء النواب المصوتين بالرفض والقبول. وأعلنت النائب عن كتلة «الأحرار» ماجدة التميمي عن امتلاكها وثائق ومستندات تدين وزير الكهرباء، وأكدت أنها ستقدم طلباً لاستجواب الوزير خلال الأيام المقبلة، لافتة إلى أن عملية الاستجواب التي جرت أمس والتي صوّت فيها البرلمان على قبوله واقتناعه بأجوبة الوزير كانت «غير مقنعة».

إلى ذلك، هاجم وزير البيئة قتيبة الجبوري قرار رئيس الوزراء حيدر العبادي إلغاء وزارته ودمجها مع وزارة الصحة، ودعا في بيان أمس العبادي إلى مراجعة قرار دمج الوزارة، معتبراً أن القرار «مجحف بحق منتسبي الوزارة ولا يصب في المصلحة العامة أو يخدم الواقع البيئي في البلاد، فضلاً عن أنه جاء مخالفاً للقانون والدستور. وأوضح أن «أسباب مخالفة قرار الدمج لأحكام القانون والدستور هي أن وزارة البيئة وزارة لها قانون 37 لعام 2008 وقانون 27 لعام 2009 الخاص بحماية وتحسين البيئة، وهي وزارة فتية رشيقة كوادرها ﻻ تتجاوز الأربعة آلاف موظف، وتعتبر نافذة حضارية للعراق، تم إنشاؤها عام 2003 لتكون مسؤولة عن مراقبة ومعالجة التلوث البيئي الذي وصل مستويات خطيرة، ترافقها ارتفاع مؤشرات الأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية والإجهاض». وتابع أن «وزارة البيئة بموجب القانون، هي وزارة رقابية، فكيف تدمج مع وزارة خدمية توزعت صلاحياتها على مجالس المحافظات»، وأشار إلى أن «وزارة البيئة قطعت أشواطاً ممتازة في تفعيل دورها الرقابي».

من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم التيار الصدري صلاح العبيدي في بيان أمس أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يشكر المتظاهرين من أبناء الشعب العراقي والقوات الأمنية على إنجاحهم تظاهرات الجمعة في بغداد. وأضاف العبيدي نقلاً عن الصدر، أنه «لا تراجع عن الإصلاح لكل مفاصل الدولة، وإن شئنا الإصلاح يجب أن نبدأ بأنفسنا»، وشدد على ضرورة أن «يستمر الشعب بالإصلاح من الحكومة، وهذا تخويل من الشعب للحكومة للقضاء على الفساد».