Date: Aug 28, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
مدّ هدنة الزبداني والفوعة وكفريا وإجلاء المصابين منها يبدأ اليوم
نيويورك - علي بردى العواصم - الوكالات
اتفق الجيش السوري و"حزب الله" ومقاتلو المعارضة السورية على تمديد وقف النار الذي بدأ في السادسة من صباح امس في مدينة الزبداني بريف دمشق التي تسيطر عليها المعارضة وبلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية في محافظة اللاذقية.

وقالت مصادر مطلعة من الجانبين لـ"رويترز" إنه تقرر تمديد وقف النار يوما آخر ليستمر ثلاثة أيام. واضافت إن الطرفين اتفقا على تسهيل إجلاء المصابين من الزبداني وكفريا والفوعة في محافظة إدلب اعتبارا من اليوم.

وفي تطور آخر، انتزع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أراضي جديدة من أيدي مقاتلين معارضين في شمال سوريا ليتقدم في منطقة تعتزم تركيا والولايات المتحدة أن تفتحا فيها جبهة جديدة ضد التنظيم المتشدد بالتنسيق مع جماعات معارضة هناك.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان التنظيم اقدم على صلب ثلاثة مواطنين وهم احياء في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور في شرق سوريا بتهمة "التحرش" بالنساء .

في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية الروسية إجراء مشاورات روسية-أميركية لتسوية الأزمة السورية على مستوى المبعوثين. وأوضحت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا أن نائب وزير الخارجية مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، سيلتقي المبعوث الأميركي الخاص الى سوريا مايكل راتني الذي يزور موسكو حاليا.

ونفت زاخارفا ما يتردد عن زيادة المساعدات العسكرية الروسية المقدمة للحكومة السورية.
وقالت: "لا توجد لدينا أية معلومات عن مزاعم زيادة المساعدات العسكرية الروسية لسوريا".
وكان بعض وسائل الإعلام الروسية والغربية قد أشار اخيراً إلى أن روسيا سلمت سوريا عددا من طائرات "ميغ" الحربية، في إشارة إلى استمرار تسليح موسكو لنظام الرئيس بشار الأسد.

"مرجعيات" التحقيق في الغازات
وفي نيويورك، طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون من مجلس الأمن الموافقة على توصيات طلبت منه في القرار 2235 في شأن مرجعيات آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والتي ستكلف التحقيق في استخدام غاز الكلور وغيره من المواد السامة سلاحاً في سياق الحرب السورية، وتحديد المسؤولين عن ذلك أملاً في محاسبتهم.
وفي امكان أعضاء مجلس الأمن أن يقدموا أي اقتراحات إضافية أو تعديلات الى الأمين العام في غضون خمسة ايام قبل اعلانه تشكيل لجنة التحقيق الدولية هذه وتسمية رئيسها وأعضائها.

أعباء اللاجئين
على صعيد آخر، طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة ستيفن أوبراين أعضاء مجلس الأمن بـ"محاسبة" انتهاكات القانون الإنساني الدولي أياً يكن الطرف الذي يرتكبها في سوريا، داعياً أيضاً الى "ايجاد طريقة أفضل" لتقاسم أعباء استضافة اللاجئين السوريين.

وقدم أوبراين افادة الى أعضاء مجلس الأمن عن زيارته الأخيرة لسوريا ومدى التزام الأطراف القرارات 2139 و2165 و2191 الخاصة بالأوضاع الإنسانية هناك، فقال إنه منذ بدء النزاع "قتل أكثر من ربع مليون شخص في سوريا وجرح أكثر من مليون. ونزح 7.8 ملايين نسمة داخل البلاد. وكان على أكثر من مليون شخص أن يتركوا بيوتهم هذه السنة وحدها"، مضيفاً أن "أكثر من أربعة ملايين نسمة عبروا الحدود في بحثهم البائس عن النجاة والمستقبل". ودعا الى "ايجاد طريقة أفضل وأكثر استدامة من أن يتقاسم المجتمع الدولي العريض أعباء استضافة اللاجئين السوريين". وأكد أنه "في تموز، لم يصل الطعام أو أي معونة انسانية من الأمم المتحدة الى المناطق المحاصرة التي يعيش فيها نحو 422 ألف نسمة".

ونفى المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري قصف القوات الحكومية دوما، متهماً الجماعات الإرهابية بذلك. وقال إن "التدخل الخارجي في الأزمة في سوريا هو سبب الإرهاب وتأخر الحل السياسي".

الاتفاق على تمديد وقف النار في الزبداني والفوعة وكفريا "داعش" يسيطر على خمس قرى محاذية للحدود التركية

اتفق الجيش السوري و"حزب الله" من جهة ومقاتلي المعارضة السورية من جهة أخرى على تمديد وقف النار في مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي قرب الحدود مع لبنان وبلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد وإجلاء الجرحى. والهدنة التي بدأ سريانها في السادسة من صباح امس هي الثانية من نوعها في خلال شهر.

قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له، إن الوضع كان "هادئا" في المناطق الثلاث في وقت مبكر الخميس.
وأبلغت مصادر مطلعة من الجانبين "رويترز" في ما بعد أنه تقرر تمديد وقف النار يوما آخر ليستمر بذلك ثلاثة أيام. وأوضحت أن الطرفين اتفقا على تسهيل إجلاء المصابين من الزبداني وكفريا والفوعة من اليوم.

وأفاد مصدر مقرب من الحكومة السورية أن المحادثات مستمرة في شأن أمور أخرى منها انسحاب المقاتلين من الزبداني وإجلاء المدنيين من البلدتين. وأضاف أنه في هذه الأثناء سينقل المصابون من الزبداني إلى محافظة إدلب التي يخضع معظمها لسيطرة المعارضة. وسينقل المصابون من كفريا والفوعة إلى اللاذقية التي تسيطر عليها الحكومة في المناطق الساحلية معقل الرئيس بشار الأسد. وكشف مصدر من المعارضة أن المصابين الراحلين عن البلدتين الشيعيتين سيسافرون في حماية "حركة أحرار الشام" الإسلامية السنية، التي تقود جانب المعارضة في المفاوضات. ويسري وقف النار في الجزء الغربي من سوريا بعيدا من المعاقل الرئيسية لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).

وكان قد تم التوصل إلى وقف مماثل للنار في وقت سابق من الشهر الجاري في المناطق نفسها بمساعدة من ايران وتركيا، لكنه انهار ودارت مذذاك معارك ضارية. وكانت الهدنة تهدف إلى إتاحة فرصة لمحادثات في شأن وقف الأعمال القتالية فترة أطول.
وقال مقاتل من القوات الحكومية في الزبداني إن الاشتباكات اشتدت قبيل وقف النار الجديد.

والزبداني محور هجوم يشنه "حزب الله" اللبناني والجيش السوري على جماعات معارضة تتحصن هناك. وتكتسب المنطقة أهمية كبيرة بالنسبة الى الأسد لقربها من دمشق والحدود اللبنانية. وشنت جماعات المعارضة بدورها هجمات على البلدتين الشيعيتين في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد، وهي منطقة متاخمة لتركيا وتخضع في أكثرها لسيطرة المعارضة التي حققت سلسلة من الانتصارات على الجيش السوري هذه السنة.

"داعش" يتقدم
في غضون ذلك، سيطر "داعش"على خمس قرى في ريف محافظة حلب، وتقدم الى أطراف بلدة مارع، أحد أبرز معاقل المعارضة في شمال سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان التنظيم المتطرف "بدأ فجر اليوم (أمس) هجوما في ريف حلب الشمالي، وتمكن من السيطرة على قرى صندف والحربل والخربة المحيطة بمارع". وأضاف ان التنظيم "فجر عربة مفخخة عند أطراف بلدة مارع، وتلت الانفجار الانتحاري اشتباكات بين عناصر التنظيم ومقاتلي فصائل معارضة موجودة في البلدة، تمكن الجهاديون خلالها من التقدم الى بعض اطراف البلدة الجنوبية".

وأورد الناشط والصحافي مأمون الخطيب الموجود في مارع ان التنظيم "بات يحاصر مارع من ثلاث جهات الشمالية والشرقية والجنوبية". وقال عبر الانترنت: "لا تزال الجهة الغربية لمارع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، وهي تتصل ببلدتي الشيخ عيسى وتل رفعت".

وأعلن المرصد ان الاشتباكات بين الطرفين في محيط مارع والبلدات المجاورة أسفرت عن مقتل 18 عنصرا على الاقل من "داعش". وقتل مدني وأصيب عدد من الاطفال بجروح في التفجير الانتحاري الذي نفذه التنظيم.

وتؤوي مارع حاليا نحو خمسة الاف مدني، استنادا الى الخطيب الذي اشار الى ان "اشتباكات متقطعة استمرت بعد الظهر فيما يستهدف مقاتلو داعش البلدة بقذائف هاون".
وتقع مارع على خط امداد رئيسي لفصائل المعارضة بين محافظة حلب وتركيا. ويحاول "داعش" منذ أشهر اقتحامها.

ووثقت منظمات طبية دولية بينها منظمة "اطباء بلا حدود" الثلثاء هجوما بالسلاح الكيميائي استهدف مارع الاسبوع الماضي وتسبب باصابة العشرات من المدنيين. واتهم ناشطون محليون "الدولة الاسلامية" بهذا الاعتداء.

كما سيطر التنظيم في اطار هجوم متزامن، على قريتي دلحة وحرجلة القريبتين من الحدود التركية واللتين كانتا تحت سيطرة "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" الى ما قبل اسبوعين. وقد انسحبت منهما الجبهة وسلمتهما الى مقاتلين من فصيل إسلامي في 10 آب بعد التقارير عن خطة اميركية - تركية لإنشاء منطقة حدودية آمنة خالية من "داعش".