Date: Aug 1, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
مستوطنون قتلوا رضيعاً فلسطينياً بإحراق منزله وأصابوا 3 من أسرته
عباس: جريمة سببها تشجيع الاستيطان وسنتوجّه إلى الجنائية الدولية
رام الله - محمد هواش
في تصعيد اسرائيلي خطير قد يثير ردود افعال غير متوقعة، قتل مستوطنون يهود رضيعا فلسطينيا هو علي دوابشة (18 شهراً) في قرية دوما جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة ، وأصابوا ثلاثة آخرين من أفراد عائلته بجروح وحروق بالغة في عملية حرق منزل العائلة ومنزل آخر مجاور نفذتها عصابة "تدفيع الثمن" اليهودية.

قالت مصادر فلسطينية ان "مستوطنين القوا زجاجات حارقة ومواد سريعة الاشتعال على منزلين يعود احدهما الى عائلة دوابشة في القرية مما ادى الى احتراقه بالكامل ومقتل الطفل علي الدوابشة وجرح والديه وشقيقه بصورة خطرة. اما المنزل الثاني الذي يعود الى مأمون رشيد دوابشة فأتت النيران على جزء منه ولم يصب احد من سكانه باذى لانهم كانوا خارج المنزل وقت الحادث ".
واضافت ان" المهاجمين قاموا ايضا برسم شعارات عنصرية باللغة العبرية على الجدران قبل ان يلوذوا بالفرار من المكان".

عباس
وندد الرئيس الفلسطينيي محمود عباس بالجريمة . وقال في كلمة له في مقر الرئاسة تعليقا على الحادث: "ان الحكومة الاسرائيلية هي التي ترتكب الجرائم البشعة بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها جريمة حرق الطفل الرضيع علي دوابشة... سنتوجه الى المحكمة الجنائية الدولية، وسيكون لنا موقف آخر في القريب العاجل".

ورأى أن "هذه أيضاً تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها المستوطنون وترتكبها الحكومة الاسرائيلية، لأنها عندما تشجع الاستيطان، عندما تبني الاستيطان في كل مكان، وفي كل موقع في الضفة الغربية والقدس، فإنها تشجع قطعان المستوطنين على القيام بجرائمهم اليومية، في كل يوم نستيقظ على جريمة من جرائم الاسرائيليين".
ووصف الحادث بانه " جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية في وقت معا"، وشدد على أنه "لن نسكت اطلاقا، ما دام هذا الاستيطان موجودا، وما دام الاحتلال موجودا، فستبقى مثل هذه الأعمال ، نحن سيكون لنا موقف عملي آخر سيأتي في القريب العاجل".
ولاحظ أنه "لو أرادت الحكومة الإسرائيلية، لو أراد الجيش الإسرائيلي أن يمنع المستوطنين من ارتكاب جرائمهم لمنعهم، اليوم يقولون هي إرهاب يهودي وماذا بعد هذا التصريح، ألا يستطيعون وقف هؤلاء؟".

وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله للصحافيين قبيل مشاركته في تشييع جثمان دوابشة: "هذه الجريمة لن تنال من عزيمتنا ونقول كفى 48 عاما من الاحتلال، نريد زوال هذا الاحتلال، سنذهب إلى كل المحافل الدولية بشكوى ضد هذه الجرائم، ونحن أصحاب حق وباقون، هذه أرضنا، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك، ففي العام الماضي سقط آلاف الشهداء في قطاع غزة، وفي الضفة الانتهاكات متواصلة يوميا وباستمرار يسقط الشهداء، وهناك ستة آلاف أسير في السجون الإسرائيلية، ومن حقنا أن نعلي صوتنا ضد كل هذه الجرائم... مطلوب تحرك دولي لإنهاء الاحتلال وإنقاذ حل الدولتين الذي نحلم بتحقيقه ونعمل من أجله".

نتنياهو
وتلقى عباس اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ابلغه بأنه "زار جرحى الاعتداء الإرهابي الذي وقع في قرية دوما قرب نابلس، في المستشفى".
وأبرز عباس في الاتصال "ضرورة محاربة الإرهاب وإلقاء القبض على منفذي هذه الجريمة البشعة بحق الرضيع علي دوابشة وأسرته ومعاقبتهم".
وكان نتنياهو اعرب عن "صدمته من جريمة الكراهية التي وقعت في قرية دوما وادت الى مقتل الطفل الفلسطيني الرضيع علي دوابشة وجرح اربعة اشخاص آخرين" . ووصف الجريمة بأنها "عمل ارهابي"، مؤكدا ان "دولة اسرائيل تتعامل بيد من حديد مع الارهاب أيا كان مرتكبوه" .

وأفاد انه" أوعز الى الجهات الامنية بالعمل بكل الوسائل المتاحة لها لالقاء القبض على القتلة وتقديمهم الى المحاكمة على وجه السرعة"، مشيرا الى ان "حكومة اسرائيل موحدة في معارضتها الحازمة لهذه الاعمال المروعة والسافلة".

ردود الفعل
ونددت الفصائل الفلسطينية في بيانات منفصلة بالجريمة وطالبت برد عليها. كما نددت بها دول عدة بينها مصر والاردن والاتحاد الاوروبي الذي وصفها بأنها "جريمة قتل بدم بارد'، مطالبا السلطات الإسرائيلية "بتحقيق فوري وتقديم القتلة الى العدالة". وصرح ناطق باسم الاتحاد في بيان: "ان القتل بدم بارد للمستوطنين المتطرفين للطفل الفلسطيني علي دوابشة، هو تذكير بالوضع المأسوي، ويسلط الضوء على الحاجة الملحة الى إيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي". وطالب "بإجراء تحقيق شامل وفوري لاخضاع مرتكبي هذه الجريمة البشعة للعدالة".

القنصلية الاميركية
واستنكرت الولايات المتحدة بشدة الجريمة وقدم القنصل الاميركي العام دونالد بلوم وزملاؤه في القنصلية الاميركية العامة في القدس في بيان صدر عن القنصلية، خالص تعازيهم لعائلة الضحايا.
وقال بلوم: "ان الولايات المتحدة تستنكر بشدة جريمة الكراهية هذه التي ذهب ضحيتها رضيع فلسطيني وتعرض أفراد من عائلته لجروح بالغة". وأضاف: "نحن نحض السلطات الاسرائيلية لاتخاذ كل الخطوات وبشكل عاجل لجلب الجناة في هذا الحادث البشع الى العدالة".