Date: Aug 1, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
هجمات كردية و"النصرة" أكّدت اعتقال مقاتلين درّبتهم واشنطن
لليوم العاشر، واصل "حزب العمال الكردستاني" هجماته على قوات الامن التركية، بينما تحرك القضاء التركي لملاحقة الزعماء السياسيين الاكراد في تركيا مع تصاعد الحديث عن انتخابات نيابية مبكرة.

وقتل شرطيان في هجوم استهدف مقرا للشرطة في مدينة بوزانتي بمنطقة اضنة في جنوب البلاد، فارتفع الى 13 على الاقل عدد القتلى الاتراك الذين سقطوا في هجمات نسبت الى "حزب العمال الكردستاني". ورد الطيران الحربي التركي بغارات بعد ظهر الجمعة. على مواقع لهذا الحزب في شمال العراق، ليستمر مسلسل العنف منذ الهجوم الانتحاري في سوروج الذي اسفر عن مقتل 32 شابا من الناشطين الاكراد.

ونفى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشدة ان تكون تركيا تساعد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، واتهم "قوى سوداء" بنشر دعاية اعلامية خاطئة عن بلاده.
وفتحت تركيا في الايام الاخيرة قاعدة انجيرليك الجوية امام مقاتلات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة "داعش".

وفي تطور بارز، تبنت "جبهة النصرة"، ذراع تنظيم "القاعدة" في سوريا، خطف أفراد من "الفرقة 30" المدربين ضمن البرنامج الاميركي للمعارضة المعتدلة، متهمة اياهم بأنهم "وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح اميركا في المنطقة".

وجاء في بيان صادر عن الجبهة أوردته حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي ان الولايات المتحدة "شرعت في استقدام اصناف من قوات ما سموها المعارضة المعتدلة تندرج فيهم المعايير الاميركية ليخضعوا لبرنامج تدريب وتأهيل برعاية وكالة الاستخبارات الاميركية". واضاف: "قبل ايام، دخلت اولى هذه المجموعات تحت مسمى الفرقة 30 مشاة الى سوريا بعدما اكملوا البرنامج التدريبي وتخرجوا منه ليكونوا نواة لما يسمى الجيش الوطني. فكان لزاما على جبهة النصرة التحري واخذ الحيطة والحذر من مثل هذه المشاريع، فقامت باعتقال عدد من جنود تلك الفرقة".

واتهمت الجبهة أفراد "الفرقة 30" بأنهم "وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح اميركا في المنطقة وقتالهم للتنظيمات الارهابية على حد وصفهم".

وقالت ان طيران الائتلاف الدولي "تدخل سريعا لمؤازرة" المخطوفين "وقصف مواقع جبهة النصرة باكثر من عشرة صواريخ خلفت عددا من الشهداء والجرحى في صفوفنا". وحذرت الفرقة "من المضي في المشروع الاميركي"، داعيا إياها الى "الرجوع الى الحق والصواب".

"جبهة النصرة" تُهاجم مقاتلين درّبتهم واشنطن والائتلاف يغير على مواقعها في إعزاز

تحدث "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له وجماعات مقاتلة عن مهاجمة "جبهة النصرة"، جناح تنظيم "القاعدة" في سوريا، مقاتلين يدعمهم الغرب في شمال البلاد أمس، في تصعيد للتوتر بين الجماعات المتنافسة قرب الحدود مع تركيا.
وقال إن طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أغارت على مواقع للجبهة في المنطقة قرب بلدة اعزاز شمال مدينة حلب.
وأقرت "النصرة" في بيان بإن عدداً من أفرادها قتلوا في سوريا في غارات للائتلاف دعما لهؤلاء المعارضين.

ويسلط القتال الذي أوضح المرصد أنه أسفر عن مقتل 13 شخصاً على الأقل من الجانبين، الضوء على تعقيدات كبيرة تواجه خططاً أميركية وتركية للتعاون على طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من شمال سوريا.

وسبق لـ"جبهة النصرة"، التي تعتبر احدى أقوى الجماعات المسلحة في شمال سوريا، أن سحقت جماعات معارضة تحصل على دعم من الدول الغربية بما فيها حركة "حزم" التي تفككت هذه السنة.
وتقول مصادر في المعارضة السورية إن احدى جماعات المعارضة التي استهدفها هجوم "النصرة" ليل الخميس والتي تعرف بـ"الفرقة 30" شاركت في برنامج تقوده الولايات المتحدة لتدريب المقاتلين وتزويدهم العتاد لمحاربة "داعش".

واتهمت "الفرقة 30" الجبهة بخطف زعيمها وعدد من أفرادها هذا الأسبوع. لكن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" نفت أسر أو اعتقال أي من أفراد "القوة السورية الجديدة".
واعلنت "الفرقة 30" أن مقاتلي النصرة هاجموا مقرها الساعة الرابعة والنصف فجرا قرب اعزاز. وقتل خمسة من أفراد الجماعة خلال تصديهم للمهاجمين.
وافادت جماعة أخرى للمقاتلين أنها اشتبكت أيضا مع "النصرة" في اعزاز.

وأورد "جيش الثوار"، وهو تحالف لجماعات المقاتلين تشكل هذه السنة، في بيان بموقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي أن أربعة من أفراده وثمانية مهاجمين على الأقل قتلوا.

تدمير جسرين لـ"داعش"
في غضون ذلك، شن الائتلاف الدولي غارات جوية على جسرين استراتيجيين في محافظة دير الزور بشرق سوريا يقعان على طريقين رئيسيين يستخدمهما "داعش" للتنقل بين سوريا والعراق.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "تهدم جزء كبير من جسرين رئيسيين في محافظة دير الزور جراء استهدافهما بغارات من طائرات حربية تابعة للائتلاف بضربات عدة بعد منتصف ليل أمس". وأوضح ان أحد الجسرين "يصل بين مدينة البوكمال وقرية الباغوز ويمر فوق نهر الفرات، والثاني يصل بين البوكمال وقرية السويعية على الحدود العراقية ويمر فوق نهر صغير متفرع من الفرات".
ورأى رئيس اركان الائتلاف الجنرال كيفن كيليا أنه "سيكون لهذه الغارات اثر عميق على قدرة "داعش" على تنفيذ عمليات في العراق وخصوصاً في الرمادي" عاصمة الأنبار.