Date: Jul 28, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
واشنطن وأنقرة لمنطقة آمنة في شمال سوريا وغطاء جوي للمعارضة في مواجهة "داعش"
تعمل تركيا والولايات المتحدة على وضع خطط لتوفير غطاء جوي لمقاتلي المعارضة السورية والتعاون في إخراج مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من شريط من الأرض على امتداد الحدود التركية وذلك لتعزيز أمن أنقرة عضو حلف شمال الأطلسي وتوفير ملاذ آمن للمدنيين.
 
ولم يعلن عن ترتيبات رسمية في هذا الشأن مع واشنطن ، لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو صرح امس بأن أنقرة وواشنطن متفقتان على الحاجة إلى توفير غطاء جوي للمعارضة السورية المعتدلة في قتالها ضد "داعش". واضاف في مقابلة مع شبكة "اي تي في" التركية للتلفزيون بثت على الهواء مباشرة: "ما لدينا الآن هو غطاء جوي لإخلاء منطقة من داعش ودعم المعارضة المعتدلة حتى تستطيع السيطرة على تلك المنطقة... لا نريد أن نرى داعش على حدود تركيا".

وأكد ان بلاده ستواصل عمليتها العسكرية ضد متمردي "حزب العمال الكردستاني" الى ان يسلم هؤلاء اسلحتهم، قائلاً: "سنواصل معركتنا ... الى أن نحقق نتيجة معينة"، مضيفاً: "اما السلاح واما الديموقراطية". وأعلن أن قوات الأمن التركية ألقت قبضت 1050 مشتبها في انتمائهم الى "داعش" و"حزب العمال الكردستاني" واليساريين المتطرفين في الأيام الأخيرة، موضحاً أن ما بين 50 و60 منهم من الأجانب. وقالت وسائل إعلام محلية إن الغالبية العظمى منهم من الأكراد واليساريين وليس من أفراد "داعش".

وفي واشنطن، أفاد مسؤولون أميركيون أن مناقشات تجري في شأن حجم ونطاق منطقة آمنة على الحدود تخلى من مقاتلي "داعش" وتتيح لمسلحي المعارضة المعتدلة العمل بحرية.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس باراك أوباما طلب عدم ذكر اسمه: "الهدف هو إقامة منطقة خالية من تنظيم الدولة الإسلامية وضمان المزيد من الأمن والاستقرار على حدود تركيا مع سوريا".
واستبعد مسؤولون أميركيون التعاون مع تركيا في إقامة منطقة حظر طيران رسمية.

وسيعقد حلف شمال الأطلسي اجتماعا طارئا لمناقشة القضايا الأمنية اليوم بناء على طلب تركيا. وتوقع شخصان مطلعان على المناقشات أن تطلع أنقرة حلفاءها على الاجراءات التي تتخذها، لكنها لم تطلب اي دعم بالطائرات أو القوات خلال الأعداد للاجتماع.

أكراد سوريا "ليسوا هدفاً"
وإلى غاراتها في سوريا، شنت المقاتلات التركية غارات لليلة الثانية الأحد استهدفت معسكرات لـ"حزب العمال الكردستاني" في العراق وذلك في اطار ما وصفه مسؤول كبير في الحكومة بمعركة "شاملة ضد كل التنظيمات الإرهابية".

وفي إبراز للطريق المحفوف بالمخاطر الذي تسلكه أنقرة بينما تقاتل "داعش" في سوريا والمقاتلين الأكراد في العراق، قالت "وحدات حماية الشعب" الكردية إن الجيش التركي قصف مواقعها في قرية على مشارف بلدة جرابلس الحدودية التي تسيطر عليها "الدولة الإسلامية".

بيد ان مسؤولاً تركياً كبيراً، قال إنه لم يتضح اي الجماعات هي التي قصفت، مشددا على أن الجيش التركي لا يستهدف "وحدات حماية الشعب". وأضاف: "حزب الاتحاد الديموقراطي (الجناح السياسي لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية في سوريا) وآخرون لا يزالون خارج نطاق الجهد العسكري الحالي".

ونفى الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إيحاءات بأن واشنطن غضت الطرف عن هجمات تركيا على "حزب العمال الكردستاني" في مقابل تعزيز أنقرة تعاونها ضد "داعش". ووصف التوقيت بأنه "مصادفة". وقال: "حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية أجنبية وتركيا لها الحق في الدفاع عن نفسها ضده... لا صلة بين ما فعلوه ضد حزب العمال الكردستاني وما نحاول أن نفعله معاً ضد تنظيم الدولة الإسلامية".