Date: Jul 11, 2015
Source: جريدة الحياة
العبادي يأمر بوقف قصف مناطق المدنيين في الفلوجة
السيستاني: وثائق «داعش» تكشف عدم جدية الجهود لوقف تدفق الإرهابيين
كشف قيادي أمني رفيع المستوى، عن تسلمه رسائل من عشرات مقاتلين «داعش» في الفلوجة تعهدوا فيها عدم مواجهة القوات الأمنية في حال الهجوم على المدينة، فيما أحبط الجيش أمس هجوماً للتنظيم على بلدة الخالدية شرق محافظة الأنبار.

وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، إن «150 عنصراً من داعش من أهالي الفلوجة أرسلوا تعهدات إلينا بالاستسلام وعدم القتال إلى جانب التنظيم»، وأضاف أن «التعهدات تضمنت تأكيداً أنهم سيلتزمون أحد جوامع المدينة في حال اقتحامها».

إلى ذلك، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار عيد عماش الكربولي في تصريح صحافي مقتضب أمس، أن «العبادي أوعز إلى قيادة العمليات المشتركة بوقف القصف العشوائي على المناطق المأهولة بالمدنيين العزل».

ميدانياً، قال نائب رئيس مجلس المحافظة فالح العيساوي أمس، إن «العملية التي تقودها القوات الأمنية والحشد الشعبي ضد عناصر داعش الإجرامي لتطهير ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة، مازالت مستمرة ولم تتوقف». وأشار إلى أن «أغلب مناطق الناحية أصبحت في يد القوات الأمنية التي تشن عمليات استباقية على معاقل داعش، خصوصاً بعد رفع العلم العراقي فوق الأبنية الحكومية التابعة للناحية والتي كانت خاضعة لسيطرة الإرهابيين».

وأفاد مصدر أمني بأن «القوات المشتركة تتقدم في الصقلاوية وتمكنت من تحرير قريتي الغينان والمطير بعد اشتباكات مع عناصر داعش الذين فروا مدحورين»، مؤكداً أن «قواتنا في تقدم مستمر وتعمل على تطهير القصبات المحيطة بالقرى».

وأعلن مصدر أمني «التصدي لهجوم إرهابي فجر اليوم (أمس) على قضاء الخالدية بدعم من طائرات التحالف الدولي»، وتابع أن «المعركة استمرت أكثر من 3 ساعات وأدت إلى تدمير 20 عجلة بينها 8 مفخخات».

وذكر مصدر أمني أن «عصابات داعش فجرت جسر البوعامر لمنع تقدم قوات الحشد الشعبي باتجاه الفلوجة، كما تم العثور على ورشة لتفخيخ السيارات في منطقة الصقلاوية، إضافة إلى قتل 10 إرهابيين وتدمير صهريج مفخخ شرق الرمادي» .

وأعلنت وزارة الدفاع في بيان، أن «طيران الجيش تمكن من تدمير مقر لإرهابيي داعش وقتل من فيه وحرق عجلة تابعة لهم في منطقة البوشجل في قاطع الأنبار». وأكد مكتب الإعلام الحربي لـ «لواء 30 حشد شعبي»، قتل «الإرهابي علي حاتم إبراهيم خليوي الجميلي، مسؤول تنظيمات ذراع دجلة في داعش».

وفي بغداد، أفاد مصدر طبي بأن «حصيلة ضحايا انفجار سيارة مفخخة فجرت الليلة قبل الماضية في منطقة الزعفرانية، ارتفعت إلى ستة شهداء و25 جريحاً».

وفي صلاح الدين، أعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان مقتضب أمس، أن «قوة من الشرطة الاتحادية تمكنت من تدمير ثلاث آليات مفخخة يقودها انتحاريون في أطراف مصفاة بيجي، إضافة إلى حرق عجلتين وقتل من فيهما».

السيستاني: وثائق «داعش» تكشف عدم جدية الجهود لوقف تدفق الإرهابيين

أكد ممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، العثور على وثائق مع قتلى «داعش» تكشف استمرار تهاون وعدم جدية بعض الأطراف الإقليمية والدولية في منع تدفق عناصر الإرهاب إلى العراق.

وأشار الشيخ عبداللطيف هميم، رئيس الوقف السني، إلى أن «الخطاب الديني في حاجة إلى إعادة نظر، مع ما تمر به الأمة الإسلامية من ظروف تجعلنا نعيد النظر بالكثير من الخطابات والأفكار الموجودة في المجتمع».

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة أمس: «تشير المعلومات الواردة من ميادين القتال مع عصابات داعش، خصوصاً في بعض المدن المهمة كبيجي، ومن خلال ما تكشف عنه الوثائق التي يُعثر عليها مع قتلاه، إلى وجود عدد غير قليل من أصحاب الجنسيات الأجنبية والعربية غير العراقية الذين يقاتلون في صفوف داعش، ما يكشف استمرار تهاون بعض الأطراف الإقليمية والدولية وعدم جديتها في منع تدفق عناصر جديدة إلى العراق».

وحذر من «استمرار سياسة اللامبالاة وغض النظر، المقصود أو غير المقصود، عن تدفق هؤلاء المغرر بهم الى العراق، لأن ذلك يفاقم خطورة هذه العصابات على المنطقة بأسرها، بل سيشكل تهديداً حقيقياً للدول التي ينطلقون منها، حيث إنه من الممكن أن يعودوا إليها مستقبلاً ليشكلوا خلايا إرهابية تنشط للإخلال بأمنها واستقرارها».

وحض»دول المنطقة المجاورة للعراق والدول التي ينطلق منها الإرهابيون، على اتخاذ إجراءات حاسمة تحد من التحاق عناصر جديدة بهذه العصابات الإرهابية، ملاحظاً «تزايد عدد الدول التي ينتشر فيها الفكر التكفيري، خاطفاً عقل العديد من مواطني تلك الدول وأرواحهم، شباباً وشيباً، رجالاً ونساء، ما يفرض تكاتفاً دولياً للحد من هذه الظاهرة الخطيرة».

وجدد الكربلائي مطالبته بـ «العناية الطبية بجرحى المقاتلين في القوات المسلحة والمتطوعين، وضرورة توفير أفضل الإمكانات لعلاجهم»، وطالب «الجهات المعنية في وزارتي الدفاع والداخلية بتطوير الطبابة العسكرية وإعطائها اهتماماً مماثلاً لاهتمامها بتطوير بقية الصنوف، لأنه لا يقل أهمية عنها في الوقت الحاضر في إدامة زخم الانتصار في المعارك الجارية مع الإرهابيين وتوفير نظام للحوافز لخريجي الكليات الطبية للانضمام إلى الصنف المذكور في الوزارات الأمنية لرفدها بعناصر وقيادات علمية تخصصية كفوءة، على غرار ما يحصل في الكثير من الدول».

وشدد على ضرورة «التزام المسؤولين في الوحدات المقاتلة المعنيين بأمور الجرحى، احترام الكوادر الطبية وعدم التدخل في شؤونهم، وتجنب تعريضهم للإهانة أو التهديد، فإنه مما لا مسوغ له، بالإضافة الى ما يتسبب به من الإحباط والعزوف لدى هذه الكوادر عن العمل في هذا المجال».

إلى ذلك، قال الهميم خلال زيارته أحد معسكرات النازحين الليلة قبل الماضية، إن «الخطاب الديني في حاجة إلى إعادة نظر مع ما تمر به الأمة الإسلامية من ظروف تجعلنا نعيد النظر في الكثير من الخطابات والأفكار الموجودة في المجتمع»، لافتاً إلى وجود «ترهل وغلو في الخطاب الديني في العراق، ونعمل على إعداد ورقة عمل جديدة تتبنى نشر الفكر الوسطي ورفض أي خطاب ديني متشدد». وأكد أن «ما يمر به العراق يحتاج إلى إعادة رسم خارطة للخطاب الديني ونبذ التطرف بكافة أشكاله»، مشيراً إلى أن «الأمة هي صاحبة الاختصاص باختيار نظامها وأميرها».

وكشف الهميم خططاً للتعاون مع مرجعيات سنية في المنطقة لمكافحة التطرف، وقال إن «الوقف السني لديه علاقات طيبة مع الأزهر والشيخ أحمد الطيب، كما نسعى إلى فتح صفحة جديدة مع هيئة علماء السعودية لتوحيد الخطاب الديني والعمل على نشر تعاليم الإسلام السمحة التي تؤمن بقبول الآخرين والعيش المشترك بين الجميع، بعيداً من الفكر المتشدد الضال الذي يكفّر كل من يخالفه».