Date: Jul 7, 2015
Source: جريدة الحياة
معارك طاحنة في الزبداني. و«داعش» يستعيد موقعاً إستراتيجياً في الرقة وعشرات القتلى الأكراد
واصل تنظيم «داعش» هجماته ضد قوات النظام والوحدات الكردية في شمال سورية وشمالها الشرقي، وتمكن من استعادة بلدة عين عيسى الإستراتيجية في ريف محافظة الرقة والتقدم في جبل عبدالعزيز في محافظة الحسكة المجاورة، مستعيداً بذلك أرضاً كان الأكراد قد طردوه منها، بمساعدة طائرات التحالف قبل أسابيع قليلة فقط، ذلك بعد يوم من اعلان التحالف شنه غارات عنيفة على الرقة معقل التنظيم شرق سورية.

وأفاد تقرير لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «داعش» استعاد السيطرة «في شكل كامل» على مدينة عين عيسى ومناطق أخرى بمحيطها من الجهة الشرقية في الريف الشمالي الغربي للرقة، بعد هجوم معاكس بدأه التنظيم ضد الوحدات الكردية.

وأوضح أن «داعش» بدأ هجوماً على تمركزات للوحدات الكردية «في المنطقة الممتدة من جنوب عالية في أطراف محافظة الحسكة، وصولاً إلى محيط منطقة صرين بالريف الجنوبي الشرقي لمدينة عين العرب (كوباني) مروراً بمحافظة الرقة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين التنظيم من طرف، ووحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بالفصائل المقاتلة من طرف آخر، ومعلومات مؤكدة عن أن العشرات من عناصر الوحدات الكردية والفصائل قضوا وجرحوا خلال الهجوم هذا».

وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» ريدور خليل لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي: «شن التنظيم فجر اليوم (أمس) هجوماً واسع النطاق بدءاً من قرية بديع عالية على الطريق الدولي مروراً بقرية شركراك والكنطري وانتهاء بعين عيسى».

وتقع هذه المناطق على خط شرق عين عيسى في ريفي الحسكة والرقة. وقال خليل: «لم يتقدم التنظيم في أي جبهة سوى جبهة عين عيسى»، مشيراً إلى أن «اشتباكات تدور الآن داخل عين عيسى من الجهة الجنوبية (جهة الرقة) لطرد داعش منها».

وكان «المرصد» قد أشار قبل ذلك إلى «اشتباكات عنيفة» بين الأكراد و«داعش» في «أطراف جبل عبدالعزيز وصولاً إلى شرق مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي، حيث تمكن التنظيم من التقدم والسيطرة على قرى ومناطق كانت تسيطر عليها الوحدات الكردية قرب جبل عبدالعزيز». وتابع أن «داعش» وصل إلى بلدة الشركراك في شمال شرقي عين عيسى.

ولفت «المرصد» إلى مقتل «8 أشخاص من ضمنهم 3 أطفال ومواطنات ومقاتلان كرديان اثر انفجار سيارة مفخخة (أول من) أمس في منطقة الركبة الواقعة في أطراف محافظة الرقة قرب الحدود مع الريف الجنوبي لمدينة رأس العين (سري كانيه)».

وفي مدينة الرقة نفسها، قال «المرصد» إن «داعش» أعدم شابين بتهمة «طباعة أوراق علمانية وتصوير صور وأشرطة مصورة مقابل 400 دولار اميركي وتصوير حقول النفط». وأوضح أنهما أُلبسا «اللباس البرتقالي» وربطا إلى جذعي شجرتين حيث أطلق عناصر من التنظيم النار على رأسيهما.

أما في الحسكة في شمال شرقي سورية، فذكر «المرصد» أن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في محيط سجن الأحداث وقرب محطة الكهرباء جنوب مدينة الحسكة ... وسط قصف قوات النظام مناطق في حي النشوة الذي يسيطر عليه عناصر التنظيم بالقسم الجنوبي لمدينة الحسكة، ترافق مع استقدام قوات النظام تعزيزات عسكرية من مدينة القامشلي إلى الحسكة». وأكد أيضاً وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام و «داعش» في محيط المدينة الرياضية المحاذية لحي النشوة و «أنباء عن اعطاب دبابة لعناصر التنظيم، وسط تنفيذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق الاشتباك».

وأشار «المرصد» أيضاً إلى وقوع اشتباكات بين «وحدات حماية الشعب» الكردية وعناصر «داعش» في جنوب مدينة الحسكة، وسط قصف طائرات حربية «يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي» على تمركزات «داعش». وأوضح أن الاشتباكات أسفرت عن تقدم الوحدات الكردية وسيطرتها على نقاط كانت خاضعة للتنظيم.

وفي محافظة حلب، ذكر «المرصد» أن انفجاراً وقع قرب معبر جرابلس الخاضع لسيطرة «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي على الحدود مع تركيا، ما أدى إلى مقتل عنصرين من التنظيم. ولفت إلى أن الأنباء تضاربت «بين انفجار سيارة أو لغم أرضي».

وفي وسط البلاد، تحدث «المرصد» عن «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى في محيط بلدة السعن الأسود بريف حمص الشمالي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كذلك تدور اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، قرب منطقة مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي، ترافق مع قصف جوي على مناطق الاشتباك». وأضاف أن عناصر من «داعش» فجروا أحد خطوط الغاز في منطقة الفرقلس بريف حمص الشرقي، ما أدى إلى اشتعال النيران فيه.

وفي شرق البلاد، تحدث «المرصد» عن سقوط قذيفتين اطلقهما عناصر «داعش» على حي القصور الخاضع لسيطرة النظام في مدينة دير الزور. وتابع أن تنظيم «الدولة» أعدم شاباً في الـ 17 من عمره بقطع رأسه بسيف وسط مدينة دير الزور، كما اعتقل ملازماً أوّل منشقاً من منزله في بلدة موحسن بريف دير الزور الشرقي، واقتاده الى جهة مجهولة، مشيراً إلى أن الملازم أول المنشق «كان من مقاتلي الفصائل المقاتلة، ولم يقاتل التنظيم».

ونقل عن نشطاء أن «داعش» نفّذ قبل أيام اعتقالات في موحسن طاولت عقيداً منشقاً وهو قائد المجلس العسكري بريف دير الزور، وممن سهلوا دخول التنظيم إلى مدينة موحسن من دون قتال، مشيراً إلى أنه اعتُقل بسبب سفره إلى محافظة الرقة. ولفت أيضاً إلى اعتقال التنظيم عضوين في الحزب الشيوعي. وذكر «المرصد» أيضاً أن الطيران الحربي نفّذ غارتين على حقل الخراطة النفطي جنوب غربي مدينة دير الزور.

وفي واشنطن (رويترز)، قالت قوة المهمات المشتركة إن الولايات المتحدة وحلفاءها كثفوا حملتهم السبت على «داعش» وشنوا 38 ضربة جوية على أهداف للتنظيم في العراق وسورية. ونفذت 18 من هذه الضربات قرب مدينة الرقة السورية التي تُعتبر بمثابة عاصمة لـ «الخلافة» التي أعلنها «داعش». وقال البيان إنه تمت اصابة وحدات تكتيكية ومركبات وتدمير 16 جسراً.

معارك طاحنة في الزبداني... والمعارضة تصد هجوماً في درعا

دارت أمس معارك طاحنة بين قوات النظام السوري و «حزب الله» من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة اخرى في مدينة الزبداني في شمال غربي دمشق قرب حدود لبنان، في وقت صد مقاتلو المعارضة هجوماً للقوات النظامية في ريف درعا جنوب العاصمة قرب حدود الأردن.

وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة ان عدداً من عناصر «حزب الله» قتلوا في معارك الزبداني بعد هجوم لمقاتلي المعارضة في قلعة الكوكو «في وقت تواصلت الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي بين الثوار وقوات الأسد و»حزب الله» على أكثر من محور في مدينة ‫‏الزبداني، في محاولة مستميتة من الثوار للتصدي للقوات المهاجمة وإفشال مخططتهم للسيطرة عليها».

وكانت «الدرر» اشارت الى اسقاط طائرة استطلاع تابعة لـ «حزب الله» في الزبداني حيث «استهدف الثوار طائرة من دون طيار من نوع أيوب تابعة لحزب الله كانت تقصف مدينة الزبداني، ما أدى إلى سقوطها في جرود وادي عنجر، وهي منطقة عسكرية ومزروعة بالألغام على الحدود اللبنانية - السورية، وتسبب ذلك باندلاع حريق كبير في سلسلة جبال لبنان الشرقية».

كما اشارت الى «استهداف حاجز الحورات في محيط الزبداني بقذائف الدبابات وتدمير دبابتين لقوات الأسد». وقالت: «تواصلت المعارك الطاحنة بين الثوار وقوات الأسد وحزب الله لصد الهجمات التي تستهدف اقتحام المدينة، لاسيما في منطقة الجمعيات التي تقدم فيها الجيش النظامي غرب المدينة، ومحاولة الثوار استرجاعها وسط غارات جوية كثيفة».

من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «الاشتباكات العنيفة استمرت (أمس) بين حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة من طرف وحركة أحرار الشام وجبهة النصرة ومقاتلين محليين من طرف اخر في محيط مدينة الزبداني، وسط تنفيذ الطيران الحربي والمروحي ما لا يقل عن 32 ضربة منذ صباح اليوم (امس) على مناطق في المدينة ومحيطها، كذلك دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة اخرى في محيط بلدة الطيبة بريف دمشق الغربي، وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

وفي جنوب دمشق، سقطت قذائف هاون على مناطق في مخيم اليرموك حيث يشهد أطراف المخيم ومحيطه قصفاً من قبل قوات النظام واشتباكات متجددة منذ أسابيع بين تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، بحسب «المرصد» الذي اشار الى «اشتباكات في حي جوبر بين مقاتلي الفصائل الإسلامية من جهة، وقوات النظام مدعمة بحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى». وفي جنوب غربي العاصمة، قصفت قوات النظام أماكن في منطقة داريا أعقبه قصف جوي على محيط المنطقة، كما نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية.

وفي جنوب البلاد، قصفت قوات النظام مناطق في بلدتي النعيمة واليادودة في ريف درعا، بحسب «المرصد» الذي قال ان الطيران الحربي شن غارتين على مناطق في بلدة طفس، فيما تعرضت مناطق في قريتي كريم وشعارة بمنطقة اللجاة لقصف من قبل قوات النظام «وسط استمرار الاشتباكات في محيط المنطقة بين الفصائل الاسلامية والمقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، في محاولة من الاخير لاقتحام المنطقة ما ادى لاستشهاد مقاتل من الكتائب الاسلامية».

وقالت «الدرر» ان «معارك طاحنة اندلعت إثر محاولة قوات الأسد مدعومة من ميليشيات إيرانية وأفغانية التقدم إلى منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي، حيث تمكن الثوار من قتل أعداد كبيرة من القوات المهاجمة في المنطقة الواقعة بين قريتي كريم وشعارة، والاستيلاء على كمية من الأسلحة والذخيرة».

وتزامنت المواجهات مع قصف الثوار مواقع قوات النظام المتمركزة في حقل كريم، حيث ردت تلك القوات بقصف منازل المدنيين بالمدفعية والهاون في بلدة كريم، بحسب «الدرر» التي قالت: «أن سيارة مليئة بجثث قتلى وجرحى قوات الأسد الذين سقطوا في معارك اللجاة صباح اليوم (امس) دخلت إلى مدينة الصنمين الخاضعة لسيطرة النظام وسط إطلاق نار كثيف».

الى ذلك، قال «المرصد» انه «ارتفع إلى 6 عدد عناصر جبهة النصرة الذين لقوا مصرعهم في اشتباكات خلال الـ 24 ساعة الفائتة مع لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم «الدولة الإسلامية»، من ضمنهم مقاتلان اثنان تم فصل راسيهما عن جسديهما من قبل لواء شهداء اليرموك»، فيما أوضحت وكالة «سمارت» المعارضة، ان «11 عنصراً من «جبهة النصرة» قتلوا خلال اشتباكات مع «لواء شهداء اليرموك» في بلدة نافعة بريف درعا الغربي», وأضاف ان فصائل «جيش الفتح في المنطقة الجنوبية» حاولت التسلل إلى بلدة نافعة، الخاضعة لسيطرة «لواء شهداء اليرموك»، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين، قتل خلالها 11 عنصراً من «النصرة» بينهم قياديان و»شرعي»، وجرح 15 من فصائل «جيش الفتح».

في شمال البلاد، سمع دوي انفجار قرب معبر جرابلس مع الحدود التركية، ذلك عند أطراف المدينة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» بريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى لمصرع عنصرين من التنظيم، بحسب «المرصد» الذي اشار الى «تضارب الأنباء بين انفجار سيارة أو لغم ارضي».

وسقطت المزيد من القذائف التي اطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق في حي حلب الجديدة، والخاضع لسيطرة قوات النظام دون انباء عن اصابات، حيث تشهد مناطق سيطرة قوات النظام في مدينة حلب قصفاً متجدداً بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية وقذائف مدفع جهنم المحلية الصنع، بحسب «المرصد».

في شمال غربي البلاد، نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة اريحا في ادلب، فيما القى الطيران المروحي حاوية متفجرة على منطقة في الاطراف الجنوبية لمدينة معرة النعمان، بحسب «المرصد».

من جهته، قال موقع «كلنا شركاء» المعارضة ان مديرية صحة إدلب التابعة للحكومة الموقتة للمعارضة اعلنت خروج مستشفى بلدة كنصفرة في ريف إدلب عن الخدمة، إثر استهدافه الأحد بغارة جوية تسببت بتهدم أجزاء منه. واوضح: «ان الغارة استهدفت تحديداً مركز الجراحة العظمية التابع للمستشفى، وهو من أهم مراكز الجراحة العظمية في المنطقة».