Date: May 28, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
الأكراد يطردون "الدولة الإسلامية" من 14 بلدة آشورية والتنظيم يعدم 20 في تدمر
الجولاني: إسقاط الأسد لن يستغرق طويلاً وزواله يعني زوال حزب الله
سيطر مقاتلو "وحدات حماية الشعب" الكردية على 14 بلدة آشورية في شمال شرق سوريا كانت تحت سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" منذ 23 شباط الماضي، وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن العلاقة بين بلاده وكل من ايران وروسيا "أعمق مما يظنه البعض"، مشيراً الى أن حليفيها يوفران لها دعما "واضحاً وملموساً".
 
جدد المعلم دعم بلاده للاتفاق النووي الذي توصلت اليه ايران مع مجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا، على البرنامج النووي الايراني، وأعرب عن تطلع سوريا الى "دور ايراني افضل" على الساحة الدولية بعد انتهاء المحادثات في شأن هذا الاتفاق.

وقال خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الارميني ادوارد نالبنديان الذي يزور دمشق: "إنني اؤكد ان العلاقة بين سوريا والاتحاد الروسي والجمهورية الاسلامية الايرانية أعمق بكثير مما يظن البعض... هم لم يتأخروا ولن يتأخروا عن تقديم الدعم لصمودنا، ولكن انا اقول إن التآمر على سوريا يومي وسريع". وأعلن عن "دعم واضح من المتآمرين" للمسلحين الذين يدخلون "عبر الحدود التركية" الى الاراضي السورية "ودعم اصدقائنا ايضا، اؤكد للشعب السوري انه ملموس".

وكان الرئيس السوري بشار الاسد صرح في نهاية آذار بان روسيا وايران "تريدان لسوريا الاستقرار وحلاً سياسياً"، مشيرا الى ان لبلاده وايران وروسيا "الرؤية نفسها" للحرب التي تعصف بسوريا منذ اربع سنوات.

وعن الاتفاق بين ايران ومجموعة 5+1، قال المعلم: "نحن ندعم التوصل الى هذا الاتفاق ما دام يلبي مصالح الشعب الايراني الشقيق ونتطلع الى دور ايراني افضل واكبر على الساحة الدولية بعد الانتهاء من انشغالها في المفاوضات الجارية الآن".
ورحبت دمشق مطلع نيسان بالاتفاق الاطار الذي توصلت اليه طهران ومجموعة الدول، واعتبرت ان من شأنه المساهمة في "تخفيف حدة التوتر في المنطقة والعالم".
 
14 بلدة آشورية
في غضون ذلك، أفاد مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له رامي عبد الرحمن: "تمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية بالتعاون مع قوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني من استعادة السيطرة مطلع الاسبوع على 14 بلدة آشورية في محافظة الحسكة، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية استمرت عشرة ايام، وانتهت بطردهم من المنطقة".

وشن التنظيم في 23 شباط هجوماً استهدف منطقة الخابور التي تضم 35 بلدة آشورية وتمكن من السيطرة على 14 بلدة استناداً الى المرصد، مما دفع آلاف الآشوريين الى النزوح خوفاً.
وتحدث المرصد عن "ضربات عنيفة وكثيفة نفذتها طائرات التحالف العربي - الدولي، التي عمدت الى قصف تمركزات وتجمعات التنظيم ومقاره قبل قيام مقاتلي وحدات الحماية والمقاتلين الداعمين لها بتمشيط المنطقة".

وساعدت غارات الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن المقاتلين الاكراد على طرد تنظيم "الدولة الاسلامية" من مدينة عين العرب (كوباني) على الحدود السورية - التركية في كانون الثاني.
وتظهر صور حصلت عليها الشبكة الآشورية "دمارا كبيرا لحق بالمنازل والكنائس الموجودة في البلدات الآشورية التي كانت تحت سيطرة داعش". واشارت الى "خشية عدد كبير من الاهالي العودة الى قراهم بعد انباء عن تلغيم التنظيم للمنازل".

وفر نحو خمسة آلاف آشوري من البلدات المحيطة بنهر خابور بعد هجوم التنظيم الذي اعتقل 220 آشورياً، لا يزال يحتجز 210 منهم، استناداً الى الآشورية التي اعلنت الاثنين اطلاق رهينتين منهم.
ويبلغ العدد الاجمالي للآشوريين في سوريا نحو 30 الفاً من أصل 1,2 مليون مسيحي، ويتحدرون في معظمهم من الحسكة.
 
إعدام 20
وفي تدمر، قال المرصد إن مقاتلي "الدولة الإسلامية" قتلوا بالرصاص نحو 20 رجلاً في مدرج روماني، بعد اتهامهم بأنهم من مؤيدي الحكومة السورية.
ونقل عبد الرحمن عن مصادر داخل المدينة: "لقد أعدموا نحو 20 رجلا في المدرج الروماني وطلبوا من الناس حضور ذلك".

الى ذلك، بثت شبكة "سكاي نيوز" أن 20 جندياً سورياً على الأقل سقطوا خلال اشتباكات عنيفة مع مسلحي المعارضة السورية في محافظة اللاذقية بشمال غرب سوريا.
ونسبت الى مصدر في المعارضة السورية قوله: "قتل 20 جندياً سورياً وجرح آخرون إثر اشتباكات عنيفة مع مسحلي المعارضة السورية ومحاولتهم التقدم نحو منطقة الجب الأحمر في محيط قمة النبي يونس بريف اللاذقية"، مضيفاً أن مسلحي المعارضة تمكنوا أيضاً من السيطرة على تلة قرب جب الأحمر في ريف اللاذقية.

الجولاني
صرّح زعيم "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" أبو محمد الجولاني، في مقابلة نادرة مع قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية أمس، بأن اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد لن يستغرق وقتاً طويلاً، وان "حزب الله" يعلم ان مصيره مرتبط بمصير هذا النظام. وطالب أفراد الأقلية العلوية في سوريا بأن ينبذوا الاسد وان يغيروا اعتقاداتهم ليكونوا آمنين.
 
ورأى أن "العلويين ارتكبوا مجازر كبيرة بحق أهل السنّة"، وأن "النظام يعتمد في مادته الأولى على العنصر العلوي"، موضحاً أن "هؤلاء تسببوا بقتل ما يقارب المليون من أهل السنة في الشام، وبالتالي أصبح بينهم وبين السنّة ثارات". وأكد أن "حسم المعركة في سوريا يكون في دمشق وليس في القرداحة"، وأن "حربنا ليست حرب ثأرية رغم أن العلوية تحسب طائفة خارجة عن دين الإسلام"، قائلاً: "اليوم نحن نقاتل من يقاتلنا، العلويون أدركوا الآن أن هذا النظام غير قادر على حمايتهم... اذا قرر العلويون البراءة من بشار الأسد وعادوا إلى صدر الإسلام ننسى كل الثارات السابقة". وأعلن أن "كل الجنود الذين فروا من النظام وسلموا أنفسهم إلينا أطلقنا سراحهم".
وأضاف: "سنتولى حماية العلويين والدفاع عنهم إذا تابوا عن الشرك وعادوا إلى الاسلام".

أما عن المسيحيين، فقال إن لهم مميزات في ظل الحكم الإسلامي، لافتاً إلى أنهم في الغالب يقفون إلى جانب النظام و"نحن لا نحمّلهم ما تقوم به أميركا أو الأقباط في مصر".

وقال رداً على سؤال: "نحن لا يهمنا ما يقوله الغرب الذي يريد الحفاظ على نظام الأسد وأن تظل الشام محكومة من قبل أقلية... نحن لا نكفّر عموم المسلمين والإتهامات بأننا تكفيريون شائعة".
وأوضح أن "جبهة النصرة مهمتها في الشام هي إسقاط النظام وحلفائه مثل حزب الله".
وقال أيضاً "إننا لن نستخدم الشام كقاعدة إنطلاق لمهاجمة أوروبا وأميركا بناء على توجيهات زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري"، واتهم أميركا بأنها "تساند نظام الأسد وتقصف جبهة النصرة التي تدافع عن المسلمين".

وخلص الى أن "زوال بشار الأسد يعني زوال حزب الله الذي لديه خصوم كثر في لبنان"، وأن "الحزب دخل حرباً خاسرة ولكن لا بد منها". وأشار إلى أن "حزب الله يريد أن يخيف اللبنانيين من الخطر"، لكن "الخطر قادم على حزب الله وليس على اللبنانيين".

وعن سير المعارك في القلمون، قال إن "الحرب هناك حرب عصابات ولدينا ثقة بالمقاتلين"، داعياً كل القوى السياسية اللبنانية إلى "التكاتف معنا لإسقاط النظام وحزب الله". ولاحظ ان "حزب الله" يعلم أن مصيره مرتبط بمصير الرئيس السوري، وأن جهوده لإنقاذه لن تجدي.