Date: Apr 25, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
احتدام القتال في وسط اليمن وجنوبه وعلي صالح دعا الحوثيين لوقف النار
صنعاء - أبو بكر عبدالله
احتدم القتال بين الفصائل المتحاربة في اليمن، في الأجزاء الجنوبية والوسطى من البلاد، واستهدفت غارات جوية قوات الحوثيين في عدن، ولكن لم تكن هناك خطوات جديدة نحو الحوار.

وشنّت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية نحو 20 غارة جوية في أنحاء اليمن الخميس و10 غارات أخرى الجمعة.
ويتزايد القلق لدى واشنطن ودول غربية أخرى تدعم الحملة الجوية من الأزمة الإنسانية على الأرض، كما من خطر استفادة الجماعات المتشددة من الفوضى.

ونشر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي لم يكن له وجود يذكر في اليمن، شريط فيديو في وقت متقدم الخميس قال إنه يظهر أعضاء في التنظيم يقومون بتدريبات عسكرية في البلاد ويتعهدون مهاجمة الحوثيين.

وقال مسؤولون سعوديون ومصادر في الأمم المتحدة إن السعودية دعت إلى اجتماع مع وكالات المعونة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة وغيرها لمناقشة تحسين ايصال المساعدات إلى اليمن والذي يعوقه الحصار البحري.

ويقول ديبلوماسيون غربيون إنه في حين أن الغارات الجوية السعودية لم يكن لها تأثير يذكر على الحوثيين الذين هم في الغالب عصابات مسلحة تسليحاً خفيفاً، فإنها ألحقت ضرراً بالغاً بحلفاء الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في الجيش.

وينظر إلى كسر التحالف بين الحوثيين وعلي صالح على أنه أمر محوري بالنسبة أي فرصة لنجاح قوات التحالف في هدفها المتمثل في دفع الحوثيين مجدداً الى معقلهم الشمالي ومعاودة محادثات السلام وإعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء.

علي صالح
ودعا علي صالح في بيان أصدره أمس جميع اليمنيين إلى العودة الى الحوار السياسي لانهاء الصراع في البلاد. وقال: "نداء إلى كل الأطراف المتصارعين في جميع المحافظات أن يوقفوا الاقتتال ويعودوا إلى الحوار في المحافظات... أدعو انصار الله (الحوثيين) الى القبول بقرارات مجلس الامن وتنفيذها مقابل وقف العدوان لقوى التحالف... أدعوهم وجميع الميليشيات وتنظيم القاعدة والمسلحين التابعين لهادي الى الانسحاب من جميع المحافظات وخصوصاً محافظة عدن" كبرى مدن الجنوب. ورحب يقرار مجلس الامن الرقم 2216، معتبراً انه "يوقف حمام الدم" في اليمن. واقترح تسليم جميع المحافظات "للجيش والامن ووضعها تحت امرة السلطات المحلية في كل المحافظات".

في غضون ذلك، نفى ناطق باسم وزير الدفاع محمود الصبيحي تقارير لوسائل إعلام محلية مفادها أن الحوثيين أفرجوا عن الصبيحي بعد أسابيع من الاحتجاز.
وأعلنت الأمم المتحدة إن مجموع القتلى من المدنيين بسبب القتال والغارات الجوية منذ بداية القصف في 26 آذار وصل إلى نحو 551 شخصاً. وقال صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" إن 115 طفلا على الأقل بين القتلى.

ايران تحتج
وفي طهران، أفادت وكالة "ايسنا" الطالبية للأنباء أن وزارة الخارجية استدعت القائم بالأعمال السعودي في طهران للاحتجاج على اعتراض الرياض طائرتين إيرانيتين كانتا تحملان مساعدات إنسانية الى اليمن.
وقالت إن طائرات سعودية أجبرت طائرتي شحن إيرانيتين تحملان مواد غذائية وطبية لليمن على مغادرة المجال الجوي اليمني إحداهما الخميس والأخرى الجمعة.

وعلى صعيد آخر، أبحرت قافلة مكونة من تسع سفن بضائع وسفن عسكرية ايرانية كان مسؤولون أميركيون يخشون ان تكون محملة أسلحة الى اليمن في اتجاه الشمال الشرقي نحو ايران في خطوة قالت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" إنها ساعدت في تهدئة القلق الاميركي.

وصرّح الناطق باسم "البنتاغون" الكولونيل ستيف وورن بأن القافلة في المياه الدولية في منتصف المسافة تقريبا عند ساحل عمان الجمعة ولا تزال تبحر في اتجاه الشمال الشرقي. وامتنع عن القول ما اذا كانت السفن في طريق العودة الى ايران أو تتجه نحو ايران. وأشار الى ان الجيش الاميركي لا يعرف نياتها وان السفن يمكن ان تعود في أي لحظة. لكنه أكد ان هذا التحول ساعد بالفعل في تهدئة مخاوف واشنطن قائلاً: "أعتقد أن من الانصاف القول إن هذا يبدو تخفيفاً لحدة بعض التوترات التي كانت تناقش في وقت سابق من الأسبوع".

احتدام المواجهات الحدودية في محافظتيْ صعدة وحجة 

استمرت أمس المواجهات البرية بين قوات الجيش اليمني والحوثيين من جهة والجيش السعودي من جهة اخرى في عدد من مناطق الشريط الحدودي، مع استمرار طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في شن غاراتها الهجومية والاسنادية في سبع محافظات، بالتزامن مع تحرك بعض البوارج الحربية الراسية في خليج عدن إلى مناطق قريبة من سواحل محافظتي عدن وأبين.

قال مسؤولون إن المواجهات البرية احتدمت ليل الخميس - فجر الجمعة في مناطق عدة من الشريط الحدودي بمحافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين وكذلك في محافظة حجة وسط تبادل للقصف بالقذائف الصاروخية والمدفعية، مشيرين إلى أن قوات حرس الحدود السعودي قصفت بكثافة مناطق حجلة وألبه والمنزالة والصبة والمروي.

ويدخل الحوثيون وقوات الجيش الموالية لهم المواجهات البرية منهكين بعد تدمير قوات التحالف أكثر مواقعهم العسكرية وعتادهم الثقيل والمتوسط، وتدهور الاوضاع الانسانية في صعدة، التي أعلنتها سلطاتها المحلية "منطقة منكوبة"، نتيجة ما سمته "العدوان الهجمي الكثيف الذي دمر مرافق البنية التحتية بصورة كاملة" بعمليات قصف مدفعي وصاروخي وغارات جوية.

وأكد احد تجار المدينة لـ"النهار" طالباً عدم ذكر اسمه أن مديريات محافظة صعدة تواجه اختناقات حادة في المواد الغذائية والتموينية بعد استهداف غارات التحالف اكثر المستودعات الغذائية والأسواق في هذه المحافظة في ظل انعدام كامل لخدمات الكهرباء والمياه الصالحة للشرب وشح شديد للوقود والغاز المنزلي.
وناشدت السلطات المحلية المنظمات الاغاثية العربية والدولية توفير مساعدات عاجلة ونجدة المدنيين النازحين الذين يحتاجون الى الغذاء والدواء، مؤكدة عدم قدرتها توفير هذه الحاجات.

وقال قادة عسكريون لـ"النهار" إن جبهة ثانية للمواجهات البرية بدأت في المناطق الحدودية بمحافظة حجة المطلة على البحر الأحمر، مشيرين إلى أن عدداً من هذه المناطق تعرض لقصف مدفعي من قوات الحرس الوطني السعودي بعد ساعات من تموضعها في مناطق على خط الحدود بين البلدين، فيما شهدت منطقة فج حرض تبادلا كثيفا للقصف المدفعي استمر ساعات.

تحريك البوارج الحربية
في غضون ذلك، أعلنت مصادر عسكرية يمنية إن بوارج حربية أجنبية اتجهت للتمركز قرب سواحل مدينة عدن على بحر العرب بالتزامن مع استمرارها في قصف مواقع تمركز قوات الجيش ومسلحي اللجان الشعبية الموالية للحوثيين في معسكر بدر وادارة الامن والمباحث الجنائية ومطار عدن الدولي ومناطق أخرى متفرقة في احياء مدينة عدن بصورة مكثفة.

ولم تتوافر معلومات عن نيات هذه البوارج خلال الساعات المقبلة، غير أن مسؤولين لاحظوا أن تحركاتها تزامنت مع تحليق كثيف لطائرات التحالف فوق محافظة عدن وعمليات انزال لأسلحة ومعدات على سواحل المدينة لضمان تسلم مسلحي المقاومة الجنوبية اياها.

غارات الاسناد
وأفادت سلطات مطار صنعاء الدولي أن قوات التحالف منعت للمرة الثانية طائرة ايرانية من الهبوط في مطار صنعاء الدولي كانت تحمل مساعدات انسانية.
وجاء ذلك فيما استمرت طائرات التحالف في شن غاراتها بمحافظة عدن مستهدفة مواقع الجيش في منطقتي كريتر وخورمكسر وكذلك منطقة معاشيق حيث القصر الرئاسي وجبل حقات.
وشنت مقاتلات التحالف غارات جديدة على محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر مستهدفة مطار الحديدة الدولي، مما أدى إلى تدمير مدرج المطار والمرسى وصالة كبار الضيوف. وقال مسؤولون إن المطار لم يعد مؤهلا لاستقبال أي طائرات مدنية.

وفي محافظة الضالع، قالت قيادة الجيش إن طائرات التحالف استهدفت دار الحسن التاريخي بمدينة دمت الذي يُتخذ منذ فترة مقرا لقيادة اللواء 33 مدرع مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى فضلا عن قصفها جسرين في منطقة وادي بنا لقطع طرق الامداد في هذه المنطقة التي تربط محافظتي إب والضالع.

وشنت المقاتلات ثلاث غارات على المعهد التقني ومواقع للجيش في مدينة الحوطة بمحافظة لحج وأربعاً في محافظة مأرب قال وجهاء أنها استهدفت اسواقاً وطرقاً ومواقع في مدينة صرواح بعد تراجع مسلحي القبائل الموالين لجماعة "الاخوان المسلمين" الذين يخوضون مواجهات مع قوات الجيش والحوثيين في مناطق عدة.

وفي محافظة أبين، استهدفت طائرات التحالف مثلث شقرة الساحلي المطل على بحر العرب ومنطقة زنجبار، كما عاودت شن غاراتها في محافظة تعز على مواقع متقدمة لقوات الجيش واللجان الشعبية التابعة للحوثيين في الاحياء الشمالية والشرقية للمدينة التي تشهد مواجهات بين الجيش والحوثيين من جهة ومسلحي "الإخوان المسلمين" من جهة أخرى.

وقالت قيادة الجيش إن محافظة إب تعرضت لسلسلة غارات شنتها طائرات التحالف على مبنى كلية المجتمع بمنطقة يريم مما الحق اضراراً جسيمة بالمبنى وقاعاته الدراسية وانهيار منزلين مجاورين للكلية، فضلا عن تضرر مساكن اخرى جزئياً.

كما استهدفت غارات التحالف في محافظة إب معهد التدريب والتأهيل في منطقة السحول مما أوقع اضراراً جسيمة في مبانيه من دون خسائر في الأرواح، إلى استهدافها مقر المنطقة الامنية في المخادر.