Date: Apr 23, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
السعودية تواصل منع الحوثيين من التقدّم وواشنطن تحضّ على العودة إلى المفاوضات
أعلنت المملكة العربية السعودية انه على رغم انتهاء "عاصفة الحزم" في اليمن، فإن الجيش السعودي سيواصل استخدام القوة لمنع المسلحين الحوثيين من إحراز تقدم في اليمن، فيما طالب الحوثيون بوقف كامل للغارات التي تشنها قوات التحالف عليهم في اليمن وبعد ذلك بمعاودة الحوار الوطني في رعاية الامم المتحدة، وذلك في ظل استمرار الغارات على مواقعهم.
 
وصرح السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير في مؤتمر صحافي: "حينما يتخذ الحوثيون أو حلفاؤهم خطوات عدائية سيكون هناك رد. إن القرار بتهدئة الأمور يعتمد الآن تماماً عليهم". واضاف ان القوات السعودية التي ترددت أنباء أنها شنّت 12 غارة جوية على الأقل في جنوب اليمن امس مستعدة لوقف أي تقدم للحوثيين إلى ميناء عدن.
ويشار الى ان الحوثيين تمكنوا امس من السيطرة على مقر اللواء 35 مدرع الموالي للرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي في مدينة تعز جنوب صنعاء، وذلك بعد معارك عنيفة. 

واشنطن
ودعا البيت الأبيض إلى اغتنام انتهاء عملية "عاصفة الحزم" في اليمن لبدء البحث في تسوية سياسية للأزمة في البلاد.
وحضت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بيرناديت ميهان في بيان صدر عن البيت الأبيض الأطراف اليمنيين كافة إلى الحوثيين وأنصارهم على اغتنام هذه الفرصة والعودة إلى المفاوضات في إطار الحوار السياسي، مشيدة بقرار السعودية تقديم 274 مليون دولار مساعدات للإغاثة الإنسانية للشعب اليمني.

وأكدت أن الولايات المتحدة ستواصل عن كثب مراقبة التهديدات الإرهابية التي يمثلها تنظيم "القاعدة"، موضحة أن الإجراءات اللازمة ستتخذ لإجهاض أي تهديدات وشيكة تواجه الولايات المتحدة ومواطنيها.

وفي هذا السياق، صرحت الناطقة باسم البيت الأبيض جين بساكي في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية للتلفزيون "بأن عدم الاستقرار في اليمن يتطلب بذل مزيد من الجهود هناك وفي منطقة الشرق الأوسط بأسرها... ومن الواضح أن المهمة لم تنته بعد"، مؤكدة أن "ثمة حاجة الى مزيد من العمل". كما أكدت أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها حول العالم، مشيرة إلى أن لا حل آخر سوى الحل السياسي لإنهاء الأزمة في اليمن، وأن هذه ليست حربا يمكن حسمها في ميدان المعركة.

ورأى رئيس مجلس النواب الأميركي جون بوينر أن ارسال سفن حربية أميركية الى المياه المقابلة لسواحل اليمن "امر صائب" وأمل ألا يلزم تدخلها.
وسبق لمسؤولين اميركيين ان قالوا إن السفن أرسلت لتنفيذ عمليات أمنية بحرية وليس لاعتراض شحنات أسلحة ايرانية الى اليمن.
 
بان كي - مون
ورحب الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون باعلان انتهاء العملية العسكرية للتحالف في اليمن وامل في "انتهاء المعارك في اقرب وقت ممكن". وابدى استعداده "لتقديم التسهيلات الديبلوماسية اللازمة لحل هذه الازمة من طريق الحوار".

وقبل بدء غارات التحالف في 26 آذار، كانت الامم المتحدة تقوم بوساطة في اليمن، لكن وسيطها جمال بن عمر قدم استقالته في 15 نيسان اثر انتقادات من دول خليجية.
وقال بان كي - مون انه اقترح شخصية لتخلف بن عمر على دول الخليج وانه "ينتظر الردود الايجابية من الاطراف المعنيين".

وقال ديبلوماسيون في الامم المتحدة إن بان كي - مون يرغب في تعيين الديبلوماسي الموريتاني اسماعيل ولد شيخ احمد في هذا المنصب وان هذا التعيين يفترض ان يصير ساريا بحلول نهاية الاسبوع.

وبعدما ذكر بانه دعا الاسبوع الماضي الى وقف نار فوري، رحب الأمين العام "باعلان التحالف انه يدعم معاودة سريعة للعملية السياسية في اليمن والتزامه حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى كل اليمنيين". وقال: "حين قرأت التقرير عن معاودة القتال شعرت بقلق شديد من ذلك". واضاف: "أتمنى باخلاص ان تكون هناك نهاية للقتال في أسرع ما يمكن".

الحوثيون طالبوا بوقف الغارات تماماً وفكّ الحصار للعودة إلى المفاوضات
غداة اعلان تحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده المملكة العربية السعودية وقف الغارات الجوية على اليمن، طالب الحوثيون بمعاودة محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة ولكن بعد التوقف الكامل للغارات التي يشنها التحالف على الجماعة منذ نحو شهر.
 
دعا الناطق باسم حركة "انصار الله" الحوثية محمد عبد السلام في بيان نشر بموقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي الى "وقف العدوان بشكل نهائي وتام وفك الحصار على الشعب اليمني بشكل كامل وهو ما لم يتم حتى الآن مع استمرار الغارات الجوية والحصار"، مؤكداً اعتراف جماعته "بالحوار لحل الخلافات السياسية"، واصفاً جهود الأمم المتحدة لحل الازمة اليمنية سلمياً بأنها "ايجابية". وحدد مطالبة جماعته "باستئناف الحوار السياسي برعاية الامم المتحدة بعد وقف العدوان وانهاء الحصار بمرجعية المبادرة الخليجية ومقررات الحوار الوطني واتفاق السلم والشركة".
وبعد ساعات من الاعلان عن وقف "عاصفة الحزم"، أعلنت مصادر عسكرية وسياسية افراج الحوثيين عن وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة اللواء الركن محمود الصبيحي المحتجز لديها منذ شهر وكذلك عن قائد اللواء 119 العميد فيصل رجب وناصر منصور هادي شقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في إطار اتفاق غير معلن رعته وساطة عربية مع جماعة الحوثيين.
وقال مصدر عسكري إن الصبيحي ومنصور هادي ورجب في طريقهم من صنعاء الى عتق عاصمة محافظة شبوة.
في غضون ذلك، دعت اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين والتي تتولى مهمات الرئيس الانتقالي، المجالس البلدية في المحافظات الجنوبية إلى مزاولة أعمالها بصورة طبيعية متعهدة صرف مرتبات الموظفين.

تقدم حوثي في تعز
وعلى رغم الاعلان عن وقف "عاصفة الحزم"، أفادت قيادة الجيش اليمني أن طائرات التحالف شنت غارة على معسكر الاستقبال في مديرية بني مطر، كما شنت غارتين على معسكر اللواء 35 مدرع الموالي لجماعة "الاخوان المسلمين" في محافظة تعز بعد ساعتين من تمكن قوات الجيش يساندها مقاتلو اللجان الشعبية الموالية للحوثيين من السيطرة عليه، مشيرين إلى أن الطائرات عاودت عصراً قصف المعسكر ذاته بصواريخ عدة، كما قصفت منطقة الدمغة في المرتفعات الجنوبية للمدينة على سفوح جبل صبر بصاروخ لم ينفجر، إلى قصفها منطقة جبلية خالية في مدينة الصالح السياحية غرب المدينة من دون سقوط ضحايا.
وتحدثت قيادة الجيش عن استعادتها السيطرة على معسكر اللواء 35 مدرع الموالي للرئيس هادي بعد أيام من المعارك الطاحنة شهدتها الأحياء الشمالية والغربية للمدينة وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وتخريب مئات المنازل ونزوح آلاف المدنيين.
وشوهدت وحدات من قوات الامن الخاص تنتشر على طول الطريق الرئيسية من وسط المدينة وصولا إلى منطقة المطار القديم حيث مقر اللواء 35 مدرع والذي دخلته قوات الجيش بعد مواجهات استمرت ساعات، وهو يعد من أكبر معسكرات الجيش في الضواحي الغربية للمدينة.
 
قصف جوي وبحري
وجنوباً، شنت طائرات التحالف خمس غارات على منطقة الوهط بمحافظة لحج، سعيا الى دعم موقف مسلحي المقاومة الموالين للرئيس هادي، مما أدى إلى تدمير مدرسة، كما شنت غارة سادسة استهدفت مطار عدن الدولي ولم تتضح نتائجها.
وقصفت البوارج الحربية الراسية في خليج عدن مناطق واحياء سكنية في عدن مستهدفة تجمعات لقوات الجيش واللجان الشعبية في أحياء الشيخ عثمان والعريش وغيرها، لفك الحصار الذي تفرضه قوات الجيش على مسلحي لجان المقاومة الجنوبية الموالية للرئيس هادي.
وأكدت قيادة الجيش استمرار طائرات التحالف في شن غاراتها على مواقع للجيش والحوثيين ومواقع مدنية في محافظة صعدة الحدودية حيث سجلت 11 غارة، موضحة أن الغارات ليل الثلثاء ونهار الأربعاء أوقعت أربعة قتلى من المدنيين و28 جريحا.
 
وفد باكستاني رفيع إلى الرياض اليوم
سياسياً، كشفت السلطات الباكستانية في ختام اجتماع طارىء في اسلام اباد عن الازمة اليمنية، ان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وقائد الجيش الجنرال راحيل شريف سيتوجهان اليوم الى السعودية لمناقشة الوضع في اليمن.

وكانت باكستان التي يعد جيشها واحدا من أقوى الجيوش في العالم الاسلامي، رفضت الانضمام الى التحالف ضد الحوثيين، داعية الاطراف الى ايجاد حل سياسي للنزاع اليمني.
وأشادت السلطات الباكستانية باعلان الرياض انتهاء الغارات الجوية. وجاء في بيان اصدره مكتب رئيس الوزراء بعد اجتماع مع كبار مسؤولي الحكومة والجيش، ان "رئيس الوزراء يرحب باعلان السعودية تعليق عملياتها للقصف الجوي في اليمن والدخول في مرحلة الحوار السياسي".

وقالت السلطات ان رئيس الوزراء وقائد الجيش ووزير الدفاع خواجا آصف والمسؤول الثاني في وزارة الخارجية احمد شودري، سيقومون اليوم بزيارة تستمر يوما واحدا للسعودية لمناقشة الازمة اليمنية.
 
إيران شدّدت على الحلّ السياسي
وفي طهران، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم: "منذ الساعات الاولى لهذه الغارات (الجوية على اليمن) بدأت (ايران) تحركاتها السياسية واستشاراتها الثنائية على المستوى الديبلوماسي مع دول من المنطقة... كنا ضد العمل العسكري واعتبرنا ان الحل في اليمن سيأتي بالتفاوض". واعتبرت ان اعلان التحالف انهاء الغارات الجوية "كان حتميا في نظر المحللين المتابعين للوضع" اليمني.

وعرضت ايران ايضا على الامم المتحدة خطة سلام لليمن تنص على هدنة تليها مفاوضات بين الاطراف كافة يديرها وسطاء خارجيون.
وتساءل رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني عن الاهداف التي حققتها الرياض من خلال شن الغارات. وقال في حديث نقلته وكالة "فارس" الايرانية للأنباء: "ماذا حصل في 27 يوما باستثناء مقتل اكثر من الف شخص واصابة الآلاف وتدمير البنى التحتية، فيما سيطر (التمرد وحلفاؤه) على عدد من المحافظات؟".