Date: Apr 21, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
أميركا تعزّز بحريتها قبالة اليمن بعد أنباء عن تحرك لـ 8 سفن إيرانية و"مارشال عربي" لليمن
صنعاء - أبو بكر عبدالله 
في هجوم هو الاعنف منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" بقيادة المملكة العربية السعودية على الحوثيين في اليمن، أغارت مقاتلات على قاعدة صواريخ في جبل فج عطان قرب حي حدة حيث يقع القصر الرئاسي وعدد كبير من السفارات في صنعاء.
 
وصرّح الناطق باسم عملية "عاصفة الحزم" العميد أحمد عسيري لوكالة الانباء السعودية "و ا س" بأن العملية دخلت مرحلة جديدة. وأوضح أن المرحلة التالية ستركز على تحركات المسلحين وحماية المدنيين ودعم الاجلاء والاغاثة، الأمر الذي يشير الى ان قصف القواعد العسكرية الذي استمر ثلاثة اسابيع في انحاء البلاد حقق الغرض.
وبث التلفزيون الإيراني الرسمي أن إيران استدعت القائم بالاعمال السعودي لديها في شأن الانفجار الذي سجل قرب سفارتها في صنعاء.

وفي تطور عسكري، اعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الكولونيل ستيف وورن أن البحرية الأميركية أرسلت حاملة طائرات وطراداً مزوداً صواريخ موجهة إلى المياه القريبة من اليمن لإجراء عمليات تتعلق بالأمن الملاحي.

وأرسلت البحرية الأميركية حاملة الطائرات "يو اس اس ثيودور روزفلت" والطراد "يو اس اس نورماندي" المرافق لها من الخليج إلى بحر العرب الأحد.
ونفى وورن الأنباء التي أفادت أن السفينتين في مهمة لاعتراض شحنات أسلحة إيرانية إلى اليمن.

وكانت تقارير أفادت ان ارسال السفينتين الاميركيتين تمّ وسط تقارير عن ابحار ثماني سفن ايرانية نحو اليمن محملة باسلحة للحوثيين. وقال مسؤولون في البحرية الاميركية إن ثمة تسع سفن أميركية في المنطقة بينها مدمرات تحمل طواقم يمكنها تنفيذ عمليات انزال على متن سفن اخرى وتفتيشها.

وفي موسكو، جاء في بيان للكرملين ان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض خلال مكالمة هاتفية الأوضاع الإقليمية والدولية، وفي مقدمها الأزمة اليمنية. وأضاف : "أن الملك سلمان بن عبد العزيز أعرب عن امتنانه لروسيا على موقفها لدى تصويت مجلس الأمن في 14 نيسان على القرار الأممي الرقم 2216 حول اليمن".
وتوجه وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى الرياض للقاء نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل.

أعنف غارات "عاصفة الحزم" تستهدف مخزن صواريخ قرب صنعاء  

أفاقت صنعاء أمس على وقع غارات عنيفة شنتها طائرات تحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده المملكة العربية السعودية، قالت وزارة الدفاع اليمنية أنها استهدفت أحياء في منطقة فج عطان وحي حدة بوسط العاصمة وأدت، وفق حصيلة أولية لوزارة الصحة العامة، إلى مقتل 33 مدنيا وإصابة 351 بجروح، فيما استمرت الجهود لانتشال الضحايا من تحت انقاض المنازل المدمرة حتى مساء أمس.
 
استهدفت طائرات التحالف معسكر ضبوة التابع لقوات الاحتياط جنوب العاصمة وجبل ظفار، غير أن أكثر الغارات تدميرا حصلت في منطقة فج عطان غرب العاصمة. واهتزت صنعاء على نحو غير مسبوق منذ بدء "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في 26 آذار، وتطاير زجاج النوافذ على مسافة كيلومترات من مكان الانفجار على تلة مطلة على المدينة من جهة الجنوب.
وأفادت مصادر طبية من اربع مؤسسات طبية ان حصيلة الضحايا بلغت 18 قتيلا و300 جريح اصيبوا بجروح متنوعة.

وروى شهود عيان ان الانفجارات التي تلت الغارة التي قد تكون الاعنف في النزاع الحالي، اسفرت عن تدمير عشرات المنازل المجاورة واحراق عدد كبير من السيارات. وظل الاقتراب من الموقع متعذرا فترة طويلة بعد الغارة بسبب الحرارة الكبيرة المنبعثة حتى مئات الامتار من المخزن الواقع ضمن نطاق قاعدة للواء الصواريخ تابعة للحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقد تكون حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع استناداً الى المصادر الطبية. وشوهدت سيارات الاسعاف تتحرك في المنطقة لنقل الضحايا.

واظهرت لقطات مصورة انتشرت على الانترنت كتلة نار ضخمة تنبعث من موقع فج عطان، تبعها دوي انفجار هائل وموجة من الضغط والغبار اتت على عشرات السيارات والمنازل. واندلعت النيران في مخزن الذخيرة الذي يضم صواريخ على ما يبدو، وشبت اعمدة دخان كثيف غطى سماء صنعاء. وامتدت النيران الى منازل ومحلات تجارية قريبة والى محطة للمحروقات مجاورة. كما تضرر مبنى قناة "اليمن اليوم" الموالية لعلي صالح، وقتل اثنان من موظفيها بحسب مسعفين، وهما ضمن القتلى المدنيين الـ18 الذين أمكن احصاؤهم.

وقال القائم باعمال وزير الصحة العامة غازي اسماعيل إن مستشفيات العاصمة اكتظت بالضحايا، وإن الوزارة وجهت نداء استغاثة إلى المواطنين للتوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم إلى مناطق الغارات لانتشال جثث الضحايا المطمورة تحت الانقاض، كما دعت الأطباء والجراحين للتوجه إلى مستشفيات العاصمة لمواجهة النقص الحاد في الكادر الطبي، مشيرة الى اننا حشدنا كل الامكانات المتوافرة من سيارات الاسعاف وما تبقى من أدوية ومستلزمات للمستشفيات".

ومنطقة فج عطان من أكثر المناطق التي شهدت موجات نزوح جماعية للسكان نظرا الى استهداف طائرات التحالف اياها باستمرار، اذ شنت مئات الغارات الجوية على مواقع الدفاع الجوي. رجح سكان أن تكون الانفجارات التي تلت الغارات ناتجة من انفجار مستودعات اسلحة وذخيرة.

غارات في عدن وإب
وفي محافظة إب، قال مسؤولون محليون إن غارات التحالف استهدفت مقر كلية المجتمع في مدينة يريم بمحافظة إب مما أوقع اضراراً جزئية في المبنى. كما استهدفت الغارات محافظة صعدة ومنطقة مران، فاصيبت ثلاث نساء. وشنت طائرات التحالف غارات على مواقع للجيش في محافظة عدن مستهدفة مناطق تدور فيها مواجهات بين الجيش ومسلحي المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.

وتحدث مسؤولون محليون عن قصف البوارج الحربية الراسية في خليج عدن مطار عدن ومنطقة خورمكسر وجبل حديد والمنطقة المحيطة بمعسكر صلاح الدين، مشيرين إلى أن القصف خلف ضحايا من الجنود والمدنيين.
وجاءت الغارات بعد ساعات من اعلان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن شرف غالب لقمان تمكن قوات الجيش يساندهم مقاتلو اللجان الشعبية من احراز "تقدم كبير في جهات جبهات الصمود في إطار مهمات تأمين وتطهير المناطق التي فيها عناصر التطرف القاعدية والخارجة عن القانون في بعض المحافظات".
 
مقتل جندي سعودي
وفي الرياض، أعلنت وزارة الداخلية السعودية إن أحد أفراد حرس الحدود قتل وأصيب اثنان آخران في اطلاق كثيف للنار وقذائف الهاون من اليمن مساء الأحد. وقتل عدد من افراد القوات السعودية منذ أن بدأت المملكة وحلفاؤها غارات جوية على الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن الشهر الماضي.
 
مشروع "مارشال عربي"
وفي الكويت، رفض وزير الخارجية اليمني المعترف به دوليا رياض ياسين اي وساطة من ايران لحل النزاع في اليمن، كما اشار الى تحضير مشروع "مارشال عربي" لاعادة اعمار اليمن بعد اعادة ارساء "الشرعية".
وقال ان "اي مشروع وساطة ياتي من ايران غير مقبول لان ايران تورطت في الشأن اليمني" ، مشيرا الى ان "ايران اصبحت جزءا كبيرا من الازمة اليمنية ولا يجوز لمن يعتبر نفسه طرفا ان يكون وسيطا".

وكانت ايران قدمت الى الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون الجمعة خطة من اربع نقاط لاحلال السلام في اليمن، ودعت الى وقف الحملة الجوية "العبثية" التي تقودها السعودية على المتمردين الحوثيين.

واعتبر ياسين انه يتعين "على الحوثيين وميليشيات علي (عبدالله) صالح ان ينسحبوا من كل المدن والقرى بما فيها عدن وصنعاء". عليهم ان يعودوا الى (معقلهم الشمالي في) صعدة كمدنيين ويلقوا السلاح ويسلموا الاسلحة التي استولوا عليها وبعدها يجري الحديث عن حوار وعن حلول سياسية، اما الآن فلا مجال للتفاوض".
ومع ذلك، اعرب عن اعتقاده ان العمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن ستنتهي "قريبا".

وعلى صعيد اعادة الاعمار، كشف ياسين وجود "مشروع ندرسه الآن مع دول الخليج، وعندما تعود الشرعية سيكون هناك مشروع لاعادة الاعمار والتنمية والبناء عبارة عن + مشروع مارشال + عربي اسمه مشروع سلمان التطويري لليمن".