Date: Apr 11, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
"الدولة الإسلامية" تعزّز قواتها شمال حلب وخلافات بين أطياف المعارضة في حوار موسكو
منظمة التحرير تنأى بنفسها عن المشاركة في معارك اليرموك
أكد أحد قادة مقاتلي المعارضة السورية و"المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقرا له، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عزز قواته شمال مدينة حلب ثانية كبرى مدن سوريا حيث يهاجم جماعات منافسة في إطار هجوم أوسع خارج معاقله الشرقية.

وكان التنظيم الجهادي المتشدد شن في الأسابيع الأخيرة سلسلة هجمات في مناطق غرب سوريا منها أراض تسيطر عليها الدولة، كما قام بتحرك كبير داخل دمشق حيث يقاتل للسيطرة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

وقال أحد قادة مقاتلي المعارضة في المنطقة إن تنظيم "الدولة الإسلامية" استدعى تعزيزات. وأضاف القائد الذي طلب عدم ذكر اسمه حفاظا على سلامة مقاتليه: "إنهم زادوا وجودهم وهم يشنون هجوما". وأضاف: "إنهم يبعثون برسائل لتخويف الناس وينشرون الشائعات بين الناس أنهم عائدون".

وأفاد المرصد أن معارك دارت في بلدة بالقرب من مسرح تفجير سيارتين مفخختين الاسبوع الماضي. وقال مديره رامي عبدالرحمن: "تحاول داعش استهداف الفصائل الإسلامية وغيرها من الفصائل المقاتلة في الريف شمال حلب... إنهم يحاولون أخذ زمام المبادرة".

وجاءت أحدث حملة عقب هجمات لمقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" جنوبا في مناطق تسيطر عليها الحكومة منها محافظة حماه حيث ذبح التنظيم نحو 40 شخصا خلال هجوم على إحدى القرى.
وإذا استطاع التنظيم السيطرة على مخيم اليرموك الذي لا يزال يشهد معارك ضارية، فإن ذلك سيمنحه موطئ قدم على مسافة بضعة كيلومترات من قصر الرئيس السوري بشار الأسد.

موسكو
واختتمت امس رسميا المحادثات بين ممثلين للحكومة السورية وبعض أعضاء المعارضة في موسكو من دون مؤشر لإحراز تقدم يذكر لإنهاء صراع مستمر منذ أربع سنوات قتل فيه أكثر من 220 ألف شخص.
وشهدت المحادثات التي تستضيفها روسيا للمرة الثانية هذه السنة خلافات بين مبعوثي المعارضة ولم يشارك فيها "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" المدعوم من الغرب ومقره اسطنبول.

وأشاد الوسيط الروسي فيتالي نعومكين والنائب السابق لرئيس الوزراء السوري قدري جميل الذي انضم الى صفوف المعارضة ورئيس الوفد الحكومي السوري في موسكو مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري باتفاق قالوا إن الجانبين أيداه. وأوضحوا أنه يدعو الى اتفاق سياسي يستند الى وثيقة تم التوصل اليها في جنيف عام 2012 ووضع نهاية للتدخل الخارجي ووقف دعم الإرهاب في سوريا.

لكن سمير العيطة، وهو من ممثلي المعارضة، نفى أن يكون كل مبعوثي المعارضة أيدوا مجموعة المبادئ التي اتفق عليها ودعا الى اجراءات لبناء الثقة ومعالجة القضايا الإنسانية بما في ذلك الإفراج عن السجناء السياسيين في سوريا.

في غضون ذلك، أرسل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون المبعوث رمزي عز الدين رمزي الى دمشق لاجراء محادثات في شأن الأزمة الانسانية في مخيم اليرموك.

معارضون سوريون يسعون إلى تجمّع بديل عن "الائتلاف الوطني"
بعد فشل الجولة الثانية من المحادثات بين وفد حكومي سوري وجزء من المعارضة في موسكو في التوصل الى أي نتائج ملموسة، والاكتفاء بتبني "وثيقة عمل" من نقاط عدة تعيد طرح المبادئ الاساسية التي تمّ التوافق عليها خلال لقاء موسكو (في كانون الثاني، يسعى معارضون سوريون الى تشكيل تجمع يطرحونه بديلاً من "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، يتولى التفاوض مع نظام الرئيس بشار الاسد سعياً الى ايجاد تسوية للنزاع السوري الدامي المستمر منذ اربع سنوات.

وسيلتقي 150 معارضا يعيشون في الداخل السوري او خارج البلاد مطلع أيار في القاهرة في اطار "المؤتمر الوطني الديموقراطي السوري"، استناداً الى المنظمين.
ويقلل محللون قدرة التجمع الجديد على ايجاد مكان مؤثر له على الخريطة السورية المتشعبة، بينما لم يتبين بوضوح مدى الدعم الخارجي الذي يحظى به.

وأوضح احد منظمي المؤتمر المعارض البارز هيثم مناع ان المجتمعين سيتبنون "ميثاقا وطنيا سوريا". وقال: "لم ينجح الائتلاف بتمثيل مجمل المعارضة السورية، لانه قدم نفسه كممثل وحيد للمعارضة والمجتمع السوري، بينما هناك مجموعات عدة في المعارضة مستثناة منه". واضاف: "هدفنا في المقابل هو تشكيل وفد متوازن، ويتمتع بصفة تمثيلية، ولا يستثني احدا، من اجل مواجهة الوفد الحكومي في المفاوضات".

منظمة التحرير تنأى بنفسها عن المشاركة في معارك اليرموك

على صعيد آخر، رفضت منظمة التحرير الفلسطينية فكرة المشاركة في المعارك في مخيم اليرموك بسوريا، خلافاً لما أعلنه امس ممثل فلسطيني التقى مسؤولين في النظام السوري.
وأكدت المنظمة في بيان ليل الخميس في مقرها في رام الله "موقفها الدائم برفض زج شعبنا ومخيماته في اتون الصراع الدائر في سوريا الشقيقة وانها ترفض تماما ان تكون طرفا في صراع مسلح على ارض مخيم اليرموك".

احتجاز مدنيين
في غضون ذلك، يحتجز تنظيم "الدولة الاسلامية" 50 مدنياً خطفهم من قرية في ريف حماه بوسط سوريا.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن "تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يحتجز منذ أيام ما لا يقل عن 50 مواطناً من ريف حماه الشرقي، بعد الهجوم الذي نفذه في 31 آذار على قرية المبعوجة التي يقطنها مواطنون من المسلمين السنة ومن أبناء الطائفتين الإسماعيلية والعلوية".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الخبر لم يعمم حتى الآن للحؤول دون عرقلة مفاوضات جارية من اجل الافراج عن الرهائن. الا ان هذه المفاوضات لم تؤد الى نتيجة بعد.
وبين المخطوفين عشرة اسماعيليين، منهم ست نساء. اما الاربعون الآخرون فهم من البدو السنة، وبينهم 15 امرأة.
وتخوف عبد الرحمن من "سبي النساء".

الاستخبارات التركية
وفي اسطنبول، أوردت وكالة الانباء التركية "دوغان" ان محكمة اتهمت رسميا 17 عسكريا لاعتراضهم في كانون الثاني 2014 بأمر من مدع، قافلة لاجهزة الاستخبارات التركية كانت متوجهة الى سوريا، في اطار قضية مثيرة للجدل.
وهؤلاء العسكريون الذين اوقفوا هم من افراد الدرك التابع للجيش في تركيا. وقد اتهموا خصوصا بالانتماء الى منظمة ارهابية والعمل لحساب "دولة موازية" وهي الصبغة التي يستعملها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للاشارة الى عدوه اللدود الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة.

وكان العسكريون اعترضوا في اضنة بجنوب تركيا على الحدود مع سوريا، قافلة شاحنات متوجهة الى سوريا. وحاول عناصر الاستخبارات الذين كانوا يرافقون الموكب منع العسكريين من تفتيش الشاحنات التي يشتبه في انها كانت تنقل اسلحة الى المعارضة السورية.
ويحاكم 19 من رجال الاستخبارات العسكرية التركية الحاليين بتهمة "التجسس" في اطار هذه القضية ويمكن ان يحكم عليهم بالسجن مدداً طويلة.
وأكدت السلطات ان الاشخاص الذين كانوا في الشاحنة كانوا في مهمة رسمية.

وتابعت الشاحنات طريقها بينما اعلنت الحكومة التي شعرت باستياء كبير انها تنقل مساعدات الى الاقلية التركمانية في شمال سوريا ونفت وجود أي اسلحة عليها. وأبعد العسكريون الذين فتشوا الشاحنات عن وظائفهم بعد ذلك.
وسربت لاحقاً وثائق على الانترنت تثبت أن الشاحنات التي ضبطت كانت تنقل اسلحة الى الاسلاميين السوريين الذين يحاربون قوات الرئيس بشار الاسد.