Date: Apr 10, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
الفصائل تتوافق والنظام على عمل عسكري ضد "داعش" في اليرموك و"موسكو 2" ينتهي بلا نتائج
أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني أمس توافق أبرز الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك على عملية عسكرية بالتنسيق مع النظام السوري لاخراج تنظيم "الدولة الاسلامية" من هذا المخيم بعد سيطرته على اجزاء واسعة منه.

صرح مجدلاني في مؤتمر صحافي عقده في دمشق بأن دخول التنظيم المتطرف أطاح الحل السياسي، و"وضعنا امام خيارات أخرى لحل امني نراعي فيه الشركة مع الدولة السورية، صاحبة القرار الاول والاخير في الحفاظ على امن المواطنين"، مشيرا الى ان "الجهد الفلسطيني هو جهد تكاملي مع دور الدولة السورية في تطهير المخيم من الارهاب".
وهو كان يتحدث بعد اجتماع عقد مساء الاربعاء وشارك فيه ممثلون لـ14 فصيلاً فلسطينياً في سوريا، وغابت عنه كتائب "أكناف بيت المقدس"، الحركة التي نشأت اخيرا في مخيم اليرموك والتي تعتبر قريبة من حركة المقاومة الاسلامية "حماس" ومعارضة للنظام السوري.

ومنذ دخول تنظيم "الدولة الاسلامية" مخيم اليرموك في الاول من نيسان، تقاتل كتائب "اكناف بيت المقدس" التنظيم الجهادي، مما أوقع 45 قتيلاً بينهم ستة مدنيين.
وقال المسؤول الفلسطيني الاتي من رام الله والذي شارك في اجتماع الفصائل: "اتفقنا على ان يبقى (الاجتماع) مفتوحاً للتنسيق الدائم مع القيادة السورية، وان تُشكل غرفة عمليات مشتركة من القوات السورية والفصائل الفلسطينية التي ترغب والتي لها وجود ملموس داخل المخيم او في محيطه لاستكمال هذه العملية النظيفة عسكريا". وأوضح أن "أي عمل (عسكري) يجب ان يراعي حياة المدنيين السوريين والفلسطينيين في اليرموك، والا تكون هناك حالة من التدمير الشامل للمخيم، وان تتم العملية في شكل تدريجي في الاحياء".

وأكد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق انور عبد الهادي ان الفصائل الفلسطينية توافقت في الاجتماع "على دعم الحل العسكري لاخراج داعش من المخيم"، وكشف ان"90 مقاتلا من اكناف بيت المقدس باتوا ينسقون مع غرفة العمليات المشتركة ويقاتلون الى جانب النظام".
وأفاد مجدلاني ان "قسماً من مقاتلي أكناف بيت المقدس انشقوا عنه وباتوا يقاتلون الى جانب تنظيمي داعش والنصرة".
وتنفي "حماس" اية علاقة لها بكتائب "اكناف بيت المقدس" التي تقدم نفسها على انها مؤلفة من "ابناء المخيم".

وقال ممثل "حماس" في لبنان أسامة حمدان إن الحركة لم تطلع على تفاصيل ما اتفق عليه في اجتماع الفصائل في دمشق، رافضا في الوقت نفسه "مسألة التورط الفلسطيني العسكري في المخيم بالكامل".

وكانت قيادة "حماس" في دمشق قبل بدء النزاع السوري منتصف آذار 2011، الا انها اضطرت الى الانتقال الى الدوحة بعدما اعتمدت موقفاً مناهضاً للنظام ومتعاطفاً مع المعارضة السورية.

ويؤوي المخيم حالياً،ـ استناداً الى مجدلاني، قرابة عشرة الاف فلسطيني وخمسة الاف سوري، بعدما نزح عنه أكثر من الفي شخص اثر دخول تنظيم "الدولة الاسلامية".
وشهد مخيم اليرموك معارك في ايلول 2012، وتمكنت مجموعات من المعارضة المسلحة من السيطرة عليه، بينما انقسمت المجموعات الفلسطينية المقاتلة مع النظام وضده. وبعد اشهر من القتال، أحكمت قوات النظام حصارها على المخيم الذي بات يعاني ازمة انسانية قاسية في ظل نقص فادح في المواد الغذائية والادوية، مما تسبب بوفاة نحو مئتي شخص، بناء على معلومات "المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له".

الصليب الاحمر
ودعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان أمس الى ادخال المساعدات الانسانية فوراً الى مخيم اليرموك، محذرة من المأزق الذي يعيشه آلاف المدنيين جراء الاشتباكات التي تعرض حياتهم للخطر الشديد.
وجاء في البيان ان "الحاجات الانسانية تتزايد يوماً بعد يوم في المخيم"، وناشد جميع المشاركين في القتال "السماح بادخال المساعدات الانسانية العاجلة فوراً والسماح للمدنيين الذين يريدون مغادرة المخيم الى اماكن اكثر امنا بتحقيق ذلك في اي وقت".

محادثات موسكو
في موسكو، اختتمت جولة المحادثات بين المعارضة السورية ومبعوثي دمشق بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات لم ترشح عنها نتائج ملموسة.
وبعد الاخفاق في اجتماع موسكو 1 في كانون الثاني، بدت آمال التوصل الى اتفاق على مبادئ مشتركة ضعيفة حتى قبل بدء الجولة الجديدة من المحادثات التي ضمت 30 معارضا بتمثيل محدود جداً، والذين اختارت دمشق العديد منهم. وأحبط النظام السوري جهوداً بذلتها موسكو لتأكيد مشاركة ابرز مكونين في معارضة الداخل في الاجتماع، برفضه رفع حظر السفر المفروض على بعض المعارضين، مثل رئيس تيار "بناء الدولة" السورية لؤي حسين.

وعلى رغم الدعوة الروسية، أعلن "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" الذي يعتبره المجتمع الدولي المعارضة الرئيسية للنظام في دمشق، مقاطعة الاجتماع.

وبعد يومين من المحادثات الاثنين والثلثاء بين المعارضين أنفسهم، واجتماع أول مع مبعوثين من دمشق الأربعاء، اشار رئيس "جمعية الديموقراطية والتعاون" في سوريا سمير العيطة، المشارك في الاجتماع، الى ان اجتماع موسكو 2 "قد لا يحقق الكثير".

ورأت رندا قسيس، مؤسسة ورئيسة "حركة المجتمع التعددي" ان تركيبة المعارضة المدعوة هي احد اسباب المشكلة. وقالت: "ما دامت تركيبة المعارضة بهذا الشكل فلن نحقق شيئا. لا فريق عمل، هناك فقط قبائل تحاول فرض أفكارها على الآخرين... النظام يستفيد من ضعفنا وانقسامنا. ممثل الحكومة ليس لديه امكان المناورة لكنه يحاول اللعب على خلافاتنا".

وفي المقابل، تبنى النظام السوري لهجة متفائلة، اذ وصف السفير السوري في موسكو رياض حداد اللقاء بانه "مثمر ومليء بالآفاق".
وبث التلفزيون السوري الرسمي ان المشاركين في المحادثات يتبعون جدول اعمال اعده الوسيط الروسي فيتالي ناومكين. ومن المسائل المدرجة فيه ارساء مناخ ثقة بين النظام والمعارضين.
وقدم ممثل دمشق في المحادثات مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري سلسلة من النقاط، "بعضها غير مقبول بالنسبة الى المعارضة" كما قال العيطة الذي اضاف:"التقينا في وقت متأخر من الليل مع المعارضين في محاولة لإيجاد موقف مشترك بشأن هذه النقاط"، من غير ان يحدد ما إذا كانت المناقشات قد نجحت.

وفي لندن، اعلن ان شرطة مكافحة الارهاب البريطانية تحقق في مقتل الإمام السوري عبد الهادي عرواني (48 سنة) الذي وصف بانه من ابرز المعارضين للرئيس السوري بشار الاسد.
وعثر على عرواني الثلثاء جثة هامدة داخل سيارته مصابا بطلقات نارية في صدره في شمال غرب لندن.