Date: Apr 7, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
مجلس الأمن يُطالب بـ"ممر آمن" لإخراج المدنيين من مخيَّم اليرموك
"جبهة النصرة" خطفت 300 كردي و"داعش" فجّر كنيسة
نيويورك – علي بردى 
طالب أعضاء مجلس الأمن بـ"ممر آمن" لإجلاء المدنيين من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك قرب دمشق، محذراً من اتخاذ "اجرءات إضافية" لتوفير الحماية لهؤلاء بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على المخيم خلال الأيام المقبلة.
 
وهذه المرة الأولى يتفق الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن على ضرورة توفير "ممر آمن" لسكان مدنيين في اطار الحرب السورية المتواصلة منذ أكثر من أربع سنوات.

وتلت رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة الأردنية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة دينا قعوار "عناصر بيان للصحافة" جاء فيها أن الأعضاء عبروا عن "قلقهم العميق" من "الوضع الخطر" في مخيم اليرموك. ونددوا "بأشد العبارات" بـ"الجرائم الخطيرة" التي يرتكبها تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" في حق 18 ألفاً من المدنيين في المخيم، مشددين على "الحاجة الى أن لا تبقى جرائم كهذه من دون عقاب".

ودعا أعضاء المجلس الى "حماية المدنيين في المخيم، وضمان ايصال المساعدات الإنسانية الى المنطقة من طريق توفير المساعدة التي تحفظ الحياة، وضمان الممر الآمن والإجلاء للمدنيين". ورحبوا بجهود وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى "الأونروا" في "حماية اللاجئين الفلسطينيين ومساعدتهم"، داعين الى امداد "الأونروا" بـ"الموارد الضرورية للقيام بمهمتها في سوريا".

بدء جولة جديدة من المحادثات بين المعارضة السورية والنظام في موسكو

استضافت روسيا محادثات بين الحكومة السورية وشخصيات في المعارضة، لكن "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" لم يشارك فيها، ومن غير المتوقع إحراز تقدم كبير في اتجاه إنهاء الصراع في سوريا. وأفاد مسؤول كردي أن "جبهة النصرة"، الجناح السوري لتنظيم "القاعدة"، خطفت 300 كردي في شمال سوريا.
 
قال مبعوثون إنهم يتوقعون أن يتركز الاجتماع السوري في روسيا والذي يستمر أربعة أيام على الشؤون الإنسانية، وإن هدفه هو إلى حد كبير بناء الثقة بعد أربع سنوات من الحرب التي قتل فيها أكثر من 220 ألف شخص في سوريا.
وقاطع الائتلاف الوطني، ومقره اسطنبول، الاجتماع، قائلاً إنه لن يشارك إلا إذا أدت المحادثات إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو لا تزال تأمل في تنفيذ الاتفاقات التي أمكن التوصل إليها في جنيف في حزيران 2012، مشيرا الى أنه يجب عدم التهويل بغياب جماعة للمعارضة عن المحادثات. وقال بعد محادثات مع وزير خارجية مدغشقر: "سفكت دماء كثيرة في سوريا، وكان هناك الكثير من البدايات الخاطئة.. لذا يجب ألا ننقاد وراء حقيقة أن أحدهم أعلن أن جماعة معارضة هي الجماعة الرئيسية، وجعل هذا الامر اساساً لمحاولة التوصل إلى نتيجة".
ويدعو بيان جنيف الذي وضع في مؤتمر جنيف 2012 ووافقت عليه واشنطن وموسكو، إلى تأليف هيئة حكومية انتقالية بموافقة الجانبين.

وأفادت وكالة "انترفاكس" الروسية المستقلة للأنباء أن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري يرأس وفد الحكومة السورية في محادثات موسكو، وأن قائمة المشاركين تشبه نظيرتها في الجولة الأولى في العاصمة الروسية في كانون الثاني والتي لم تسفر عن انفراج.

وقال المعارض السوري البارز لؤي حسين الذي يرأس تيار "بناء الدولة" السبت انه ممنوع من السفر الى موسكو لرفض دمشق رفع الحظر المفروض عليه منذ اطلاقه في 25 شباط.
وأعلن عضو المكتب التنفيذي لـ"هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي" يحيى عزيز ان على رأس جدول أعمال الوفد في موسكو "البحث في الملف الانساني، ومن الناحية السياسية البحث في مخرجات من اجل احياء مؤتمر جنيف".

وتحدث ديبلوماسي عربي مواكب للاجتماعات عن سعي روسيا الى ضمان مشاركة المعارضة الجديدة في مفاوضات مع النظام في موسكو في المستقبل القريب، "لكن مصير الاسد يبقى القضية الاساسية".

وأواخر كانون الثاني الماضي، شارك في المحادثات في موسكو نحو 30 معارضاً، بينهم ممثلون لـ"هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي"، ووفد من دمشق. ولم يتح اللقاء احراز تقدم ملموس في ما عدا توقيع اتفاق على اجراء مفاوضات جديدة ونص اطلق عليه اسم "مبادئ موسكو"، يتضمن سلسلة من النقاط الغامضة.

خطف وتبادل أسرى
في غضون ذلك، كشف المسؤول في منطقة كوباني إدريس ناسان أن رجالاً أكراداً خطفوا مساء الاحد، بينما كانوا في طريقهم من بلدة عفرين إلى مدينتي حلب والعاصمة دمشق، مضيفاً أن الخاطفين تركوا النساء والأطفال وأخذوا 300 من الرجال والشبان.

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقرا له أن إسلاميين متشددين ومقاتلين موالين للحكومة السورية تبادلوا أسرى، في خطوة نادرة إذ أطلق الإسلاميون 25 شخصا بين نساء وأطفال مقابل أحد قادتهم. وقال إن الإسلاميين كانوا خطفوا عشرة أطفال و15 امرأة قبل أكثر من سنة في بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين بمحافظة حلب. وأضاف أن الاتفاق حصل بين جماعة "جيش المجاهدين" الإسلامية المتشددة وجماعة موالية للحكومة، وأن "وحدات حماية الشعب" الكردية توسطت فيه.
ولم تورد وسائل الاعلام الرسمية السورية شيئا عن تبادل الأسرى.

الى ذلك، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" إن مسلحين من "الدولة الإسلامية" فجروا كنيسة يعود تاريخها إلى 80 سنة في محافظة الحسكة الأحد أثناء الاحتفالات بعيد الفصح. وأوضحت أن المتشددين زرعوا متفجرات داخل كنيسة السيدة العذراء في قرية تل نصري جنوب تل تمر غرب مدينة الحسكة، وهي قرية آشورية في منطقة تقاتل فيها فصائل مسيحية وكردية تنظيم "الدولة الإسلامية".
 
اليرموك
والاحد، صرح رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق انور عبد الهادي أن 400 عائلة اي ما يقارب ألفي شخص، تمكنت من مغادرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، بعد سيطرة "الدولة الاسلامية" على اجزاء واسعة منه. وقال: "فتحنا معبراً آمنا من بيت سحم والبلدية وتمكنا يومي الجمعة والسبت بمساعدة الحكومة ومنظمات اغاثة من اخراج نحو 400 عائلة أي ما يقارب الفي شخص الى حي الزاهرة" المجاور والخاضع لسيطرة قوات النظام.

بينما قال الناطق باسم وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الاونروا" كريس غينيس ان "94 مدنياً، بينهم 43 امرأة و20 طفلا، تمكنوا من الهرب من المخيم صباح الاحد بعد اشتباكات عنيفة ليلا". وهذه المرة الاولى يجلى مدنيون عن مخيم اليرموك منذ اقتحمه الاربعاء الماضي مقاتلو "الدولة الاسلامية" الذين خاضوا اشتباكات عنيفة ضد مقاتلين فلسطينيين وتمكنوا في اليومين الاخيرين من السيطرة على أجزاء واسعة من المخيم.

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحد الى "ايجاد حل لحماية" سكان المخيم الذين قال انهم "يدفعون ثمن حروب واعتداءات لا علاقة لهم بها".