Date: Apr 6, 2015
Source: جريدة الحياة
غارات كثيفة تستهدف الحوثيين تمنعهم من اقتحام ميناء عدن ومقاتلو القبائل يطردون «القاعدة» من المكلا
الرياض - خالد العمري { الحدود السعودية اليمنية - عناد العتيبي { الدمام - ناصر بن حسين { جازان - يحيى الخردلي 
شددت قيادة قوات تحالف «عاصفة الحزم» على أنها تدرك مسؤولياتها تجاه إخلاء رعايا الدول من اليمن، وأهمية العمل الإنساني. وكشفت أن رحلة جوية وحيدة من تركيا هي التي تمكنت من الهبوط في مطار صنعاء الدولي، فيما رفضت الميليشيات الحوثية التي تسيطر على المطار هبوط طائرة إجلاء سودانية حصلت على موافقة قوات التحالف لإجلاء السودانيين. واعتذرت مصر عن عدم تسيير رحلة بسبب صغر سعة الطائرة بالنظر إلى عدد الرعايا. أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي كانت أكثر إثارة لقضية العمل الإنساني فتخلف مندوبوها عن موعد حدد لهم أمس لتسيير رحلة الى اليمن، واعتذروا لاحقاً بأنهم مضطرون إلى البحث عن طائرة أخرى للقيام بالمهمة.

وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات تحالف «عاصفة الحزم» الذي تقوده السعودية العميد ركن أحمد حسن عسيري أن الوضع في العاصمة اليمنية الموقتة عدن «مطمئن». واتهم الميليشيات الحوثية بترويع السكان، بإطلاق النار على مساكنهم عشوائياً. وقال إن الحوثيين منعوا إمدادات الماء أمس، وقطعوا إمدادات الكهرباء عن بعض أحياء المدينة الجنوبية. وأكد أن اللجان الشعبية وأفراد المقاومة يواصلون تكثيف الضغوط على الميليشيات المتمردة حتى تتخلى عن المواقع التي تتحصن بها وسط الأحياء السكنية.

وذكر عسيري، في إيجازه الصحافي اليومي بقاعدة الرياض الجوية أمس، أن الحوثيين قصفوا مدينة الضالع أمس بالمدفعية وقذائف الهاون. وأضاف أن لدى قوات التحالف معلومات بأنهم يتخذون أحياء وفنادق مراكز لقيادتهم. وقال إن التدقيق جار في تلك المعلومات، «وسيُتخذ الإجراء المناسب».

وأشار إلى استمرار الحملة الجوية، قائلاً: «لدينا الصبر الكافي، ونحن لا نستعجل المراحل». وأضاف أنه تم أمس إسقاط مزيد من الدعم اللوجيستي للجان الشعبية في عدن، مؤكداً أن اللجان الشعبية تقوم بتوحيد صفوفها، وأن «النتائج ستكون مبشرة، وستؤتي الحملة أُكلها». وأوضح أن الحملة الجوية شملت غارات استهدفت أمس تدمير مستودعات صواريخ بالستية في محيط صنعاء، ومستودعاً للذخيرة. كما تم استهداف عقبة القندع للمرة الثانية لإعاقة أي تحرك حوثي صوب عدن. وشُنت غارة على عقبتي البيضاء والثرة للغرض نفسه، فضلاً عن استهداف معسكر تنطلق منه هجمات ضد السعودية، إضافة إلى قافلة عربات عسكرية متجهة من المخاء والحديدة صوب عدن.

وأشار إلى عدم حدوث تطورات دراماتيكية على جبهة الحدود الجنوبية السعودية المحاذية لشمال اليمن، إذ تواصل القصف الجوي للمجموعات الحوثية التي تسعى إلى إيجاد قاعدة لنفسها لشن هجمات على السعودية، فتتصدى لها مدفعية الميدان وقوات حرس الحدود السعودي. وفي شأن العمليات البحرية لتحالف «عاصفة الحزم»، قال عسيري إن القطع البحرية التابعة للتحالف تواصل منع أي تحركات من مواني اليمن وإليها. وذكر أن الراغبين في الانشقاق أو الاستسلام من الحوثيين عليهم تسليم أنفسهم إلى اللجان الشعبية وقادة الجيش اليمني الموالين للشرعية. وأكد أن الميليشيات الحوثية سعت أمس إلى الوصول إلى ميناء عدن «لكننا منعناهم من ذلك». وأعرب عن ثقته بأن الأمور في عدن ماضية إلى تحسن. ورفض عسيري احتمال استعانة قوات التحالف بالمجال الجوي لعُمان لمطاردة الهاربين من الميليشيات وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال: «ما الحاجة إلى ذلك إذا كانت قواتنا تتحكم بكامل المجال الجوي اليمني». وشدد على أن قوات التحالف تتخذ جميع الإجراءات السليمة لتجنب مخاطر إسقاط أسلحة قد تقع في أيدي الحوثيين أو عناصر تنظيم «القاعدة» في اليمن. وقال إن الأسلحة التي تم إسقاطها من الجو وصلت إلى الجهات المقصودة فعلياً.

وشدد عسيري على أن الحملة الجوية تحقق نتائج ملموسة على الأرض، وتسير بشكل جيد. وإذا أصبح الظرف مواتياً للزج بمروحيات هجومية أو طائرات بلا طيار، فإن قوات التحالف لن تتردد في استخدامها. وجدد الحديث عن استبعاد تدخل بري في الوقت الراهن، مكتفياً بالقول: «لكل شيء موعد، ولكل مقام مقال». ورهن التدخل البري بالخطة التي تنفذها قوات التحالف.

وفي سياق ذي صلة، أصدر المدير العام للتعليم بمنطقة جازان (جنوب السعودية) عيسى الحكمي أمس قراراً بإنهاء الدراسة في مدارس الشريط الحدودي السعودي، وإجراء اختبارات الفصل الدراسي الثاني نهاية الشهر الجاري. كما أصدر مدير الجامعة السعودية الإلكترونية المكلف الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى، قراراً بإعفاء طلاب الجامعة المشاركين في عملية «عاصفة الحزم» وذويهم من الرسوم الدراسية، وتأجيل اختباراتهم لهذا الفصل الدراسي إلى وقت مناسب.

قوات سعودية بحرية «تشارك» في الحملة على الحوثيين

أكد مستشار سعودي السبت أن قوات خاصة سعودية «تشارك» في العملية العسكرية الجارية حالياً في اليمن ضد الحوثيين من إيران.

وتقود السعودية تحالفاً من الدول العربية بدأ في 26 آذار (مارس) شن غارات جوية تستهدف المتمردين وحلفاءهم، لكنها أكدت أنها لا تنوي نشر قوات برية.

ولفت المستشار الى ان الجيش والقوات الخاصة في البحرية السعودية تنفذ عمليات معينة، من دون تحديد ما اذا كانت هذه القوات سبق ان نفذت عمليات برية. وأضاف أن هذه القوات زودت أنصار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن أسلحة ومعدات اتصال. وأشار إلى أن مهمتها تكمن في «التنسيق والإرشاد» لمساعدة انصار هادي في الرد على المتمردين.

وأضاف انها «ستواصل تنفيذ التزاماتها» مع هؤلاء المقاتلين، مشيراً إلى أن الجيش وقوات البحرية شاركا في عمليات ضد المتمردين الذين «احتلوا» جزيرة ميون في مضيق باب المندب الذي يمر عبره قسم كبير من التجارة العالمية.

وكان التحالف الجمعة شن غارات على الجزيرة دمرت «معدات عسكرية وصواريخ» تشكل تهديداً لسلامة النقل البحري. وأكد المستشار ان «القوات الخاصة عزلت الجزيرة والعملية مستمرة للقضاء على ما تبقى من وجود للحوثيين».

وأكد السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير الخميس «ليست لدينا قوات، قوات رسمية سعودية في عدن».

وأضاف أن مسألة نشر قوات برية «مطروحة لكن القرار سيتخذ بحسب الظروف والحاجات»، وذلك في تصريحات نشرت على موقع «خدمة المعلومات حول العلاقات السعودية - الاميركية».

ورداً على سؤال عن هذه النقطة، قال الناطق باسم عملية «عاصفة الحزم» العميد الركن أحمد عسيري: «لا قوات على الأرض» في اليمن.

وأضاف: «اعتقد بأن أمن العملية مهم بالنسبة إلينا» مما يمنع الحديث عن هذه المسألة عبر الإعلام.

مقاتلو القبائل يطردون مسلحي «القاعدة» من المكلا

أفادت وكالة «رويترز» أن مسلحين قبليين انتشروا في شوارع المكلا أمس بعدما طردوا عناصر «القاعدة» الذين سيطروا على المدينة قبل أيام.

وقال شهود أن الحوثيين قصفوا مناطق سكنية خلال تقدمهم وأضرموا النار في عدد من المباني وألحقوا أضراراً بأخرى. وأضافوا أن بعض السكان وجهوا نداء استغاثة، مطالبين بوقف القصف الذي دفع عشرات العائلات إلى الفرار من منازلها. وأكد المسؤول أن الحوثيين باتوا في موقع قريب من مرفأ المعلا الذي تدافع عنه «اللجان الشعبية» الرديفة للجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي. وقال مقاتل من اللجان واسمه هادي باشايع إن «قناصة المتمردين تمركزوا على أسطح مباني الإدارة المحلية يستهدفون المارة وعناصر اللجان الشعبية».

ويحاول الحوثيون السيطرة على عدن، واستولوا الخميس الماضي على القصر الرئاسي قبل أن ينسحبوا منه فجر الجمعة تحت وطأة الغارات التي شنها التحالف العربي بقيادة الرياض منذ 26 الشهر الماضي. وأعلن التحالف أمس أن طائرتين للصليب الأحمر ستصلان إلى عدن. وقال الناطق باسمه العميد أحمد عسيري السبت إن «العمليات الإنسانية جزء من خطة التحالف»، من دون الموافقة على طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر إقرار هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة لإيصال المساعدات. وشدد على ضرورة إيصالها إلى السكان وليس إلى الميليشيات. وأكد أن روسيا والهند وإندونيسيا وباكستان أجلت رعاياها في حين تستعد الصين وجيبوتي والسودان لذلك، في حين قدمت دول أخرى مثل كندا وألمانيا والعراق طلبات بهذا الخصوص.

لكن السعودية لم تتخذ موقفاً رسمياً حيال طلب روسيا التوصل إلى هدنة إنسانية من خلال مشروع قرار قدمته إلى مجلس الأمن الدولي. وأعلنت رئيسة المجلس للشهر الجاري الأردنية دينا قعوار الحاجة إلى «وقت للتفكير» في مشروع القرار. وتشارك عمان في التحالف العربي الذي يضم تسع دول للدفاع عن الرئيس عبدربه منصور هادي.

وفي حين يواصل التحالف العربي غاراته الليلية في الشمال، مستهدفاً المواقع العسكرية ومخازن الأسلحة، خصوصاً في صنعاء ومحيطها وفي صعدة، معقل الحوثيين، دارت مواجهات أمس في مدينة لودر الخاضعة لسيطرة الحوثيين في محافظة ابين الجنوبية. وقال أحد عناصر «اللجان الشعبية» المؤيدة لهادي ومصدر طبي أن المعارك التي استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة أوقعت 24 قتيلاً بينهم 21 من المتمردين.

وفي المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، تشهد الأوضاع مزيداً من التدهور منذ سيطرة تنظيم «القاعدة» الجمعة الماضي على المدينة البالغ عدد سكانها نحو 200 ألف نسمة. وقالت مصادر قبلية أن اشتباكات دارت أمس بين الجنود ومسلحي حلف قبائل حضرموت الذين دخلوا المكلا في محاولة لصد مقاتلي «القاعدة». وأكدت قتل جنديين وأحد القبليين.

إلى ذلك، توقف «تلفزيون عدن» الموالي للرئيس هادي عن البث بعد ظهر أمس إثر قصف بقذائف الهاون نسب إلى الحوثيين وحلفائهم.

وقال مسؤول في القناة أن المبنى، حيث مقر التلفزيون، في وسط عدن، أصيب «بأضرار لكن ليس هناك إصابات». والقناة إقليمية تابعة للتلفزيون الرسمي.

من جهة أخرى، قتل خمسة أشخاص وأصيب 14 في اشتباكات بين المتمردين واللجان الشعبية الرديفة للجيش الموالي لهادي. وقال مدير دائرة الصحة في عدن: «هناك أطفال بين الجرحى». ودارت هذه المواجهات في أحياء القلوعة والمعلا القريبة من مقر القناة.

وكان مسؤول محلي أكد أن الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح «حققوا تقدماً خلال الليل في المعلا وسيطروا على مقر الإدارة المحلية ومكتب المحافظ».

وأفاد شهود بأن الحوثيين قصفوا مناطق سكنية خلال تقدمهم، وأضرموا النار في عدد من المباني وألحقوا أضراراً بأخرى. وأضافوا أن بعض السكان وجهوا نداء استغاثة، مطالبين بوقف القصف الذي دفع عشرات العائلات إلى الفرار من منازلها.

قال مقيمون ومسؤولون محليون أن رجال قبائل مسلحين انتشروا في شوارع المكلا اليوم الأحد مسيطرين على المدينة الواقعة في شرق البلاد والتي اجتاحها متشددو القاعدة لفترة قصيرة.

ودخل مقاتلو القبائل المكلا أمس متعهدين بإعادة الأمن بعدما اقتحم مسلحو «القاعدة» السجون الخميس وحرروا زعيماً محلياً للتنظيم ونهبوا البنوك وسيطروا على مبان حكومية محلية. وتشير الفوضى في المكلا إلى انهيار السلطة المركزية في اليمن، وقالت مصادر أن رجال القبائل خاضوا معارك خارج المكلا مباشرة ضد قوات مسلحة، ما أدى إلى قتل اثنين من الجنود. وأضافوا أن أحد رجالهم قتل أيضاً.

وأصدرت «اللجان الشعبية» بياناً أمس يدعو الأهالي والموظفين للدفاع عن المستشفيات والمباني العامة لمنع تكرار نهبها مثلما حدث الخميس.

وفي مكان آخر في حضرموت، أفاد أهالي بلدة القطن بوقوع انفجارات وإطلاق نار عندما هاجم من يشتبه بأنهم مقاتلون من «القاعدة» قاعدة للجيش فيها قوات متحالفة مع الحوثيين.