Date: Mar 22, 2015
Source: جريدة الحياة
«داعش» يصعّد هجماته في سورية والأكراد يتعهدون الدفاع عن أراضيهم
ارتفعت حصيلة الهجوم المزدوج الذي استهدف احتفالات للأكراد في شمال شرقي سورية إلى 45 قتيلاً، في وقت تبنّى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الهجوم الذي حظي بإدانة واسعة، في وقت تعهد الأكراد «الدفاع عن مناطق الأكراد» ضد تنظيم «داعش». كما ارتفع عدد القتلى في صفوف القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها إلى 83 عنصراً قتلوا خلال هجمات نفذها أمس تنظيم «الدولة الإسلامية» ضد مواقعها في وسط البلاد.

وتعد هذه الهجمات من أكثر الهجمات دموية في يوم واحد مع حصيلة تفوق 120 قتيلاً بين مدني وعسكري.

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»، إن عدد القتلى الأكراد المدنيين في مدينة الحسكة «ارتفع إلى 45 شخصاً، بينهم خمسة أطفال على الأقل، بعد هجمات الليلة الماضية» التي استهدفت احتفالات عشية عيد النوروز، رأس السنة الكردية. وكان «المرصد» أحصى الجمعة مقتل 33 شخصاً. وأوضح أن «عدداً من المصابين الذين كانوا في وضع حرج قضوا متأثرين بجروحهم».

وقال عبد الرحمن إن «المحتفلين الأكراد كانوا يضيئون الشموع ومعهم عدد كبير من الأطفال» لحظة وقوع الانفجار. وأضاف: «السبت كان يفترض أن يكون يوم احتفال بالحرية لكن الناس خائفون من الاحتفال».

وعيد نوروز هو عيد قومي يحتفل به الأكراد في كل أنحاء العالم ويستعيدون خلاله الكثير من تقاليدهم في الطعام واللباس والاحتفالات.

ولم يتبن أي جهة هجمات الحسكة، لكن عبد الرحمن قال إن «تنظيم الدولة الإسلامية هو من يقف خلف الهجوم المزدوج».

ونفذ انتحاري التفجير الأول مستهدفاً تجمعاً خلال الاحتفالات في المدينة، فيما نتج التفجير الثاني عن عبوة ناسفة استهدفت تجمعاً آخر على بعد مئات الأمتار.

وتتقاسم قوات النظام السوري و «وحدات حماية الشعب» الكردية السيطرة على مدينة الحسكة، بينما تدور في ريف الحسكة معارك ضارية بين الأكراد وتنظيم «الدولة الإسلامية» على بعض الجبهات، وبين التنظيم وقوات النظام على جبهات أخرى.

وقال مسؤول كردي رفيع إن عدد القتلى تجاوز ٩٠ شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالجهود «الحقيرة» التي يبذلها تنظيم «الدولة الإسلامية» للحث على العنف الطائفي بين المكونات السورية.

وحذر القائد العام لقوات أسايش (قوات الأمن الكردية) جوان إبراهيم من أن الجريمة «لن تمر من دون عقاب»، وفق ما نقلت عنه إحدى صفحات «وحدات حماية الشعب» الكردية على «فايسبوك».

من جهة أخرى، قال «الائتلاف الوطني السوري» في بيان: «وقع انفجاران في حي المفتي في مدينة الحسكة مساء الجمعة استهدفا احتفالات الأهالي بعيد نوروز راح ضحيتهما 50 شهيداً وأكثر من 100 جريح، جراح معظمهم خطيرة، ووزعوا على أربعة مستشفيات»، مضيفاً: «إننا في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ندين هذا العمل الإرهابي الإجرامي، ونعزي عوائل الشهداء ونتمنى الشفاء للجرحى، ونطالب أبناء شعبنا في الجزيرة، كُرداً وعرباً وسرياناً وآشوريين، بالوقوف صفاً واحداً في وجه الإرهاب الذي يهدف إلى تحويل توق المحتفلين بنوروز للحياة والحرية إلى مآتم وحمامات دم تخدم الاستبداد وقوى الظلام وأعداء الإنسانية».

وقال «حزب الوحدة الديموقراطي الكردي» في بيان، إنه «عشيةَ احتفالات المواطنين الكرد بقدوم عيدهم القومي «نوروز» وتجمّعهم في ساحة حي المفتي بمدينة الحسكة، أقدمَ تنظيمُ داعش الإرهابي المتعطش للدم على تفخيخ سيارةٍ ودراجة آلية وتفجيرهما وسطَ الحشود المحتفلة، ما أوْدى بحياة عشراتِ المواطنين وجرحِ أكثر من مائة مواطنٍ جراحُ بعضهم خطرة». وتابع: «ندينُ هذا العمل الإرهابي الجبان بأشد عبارات الإدانة ونؤكد لأبناء شعبنا أن مثل هذه الأعمالِ الإجرامية الانتقامية تدل بوضوح على عمق الضربات الموجعة التي يتلقاها الإرهاب على يد المقاتلين الكرد، من جلولاء إلى الجزيرة وحتى عفرين مروراً بكوباني، حيث أظهرتْ قوات حماية الشعب والبيشمركة الكردية شجاعةً فائقة في التعامل معها، وأن مثل هذه الجرائم الآثمة التي لا يميّز مرتكبوها بين هذه الجهة السياسية الكردية أو تلك، لن تثنيَ عزيمة شعبنا عن مواصلة دفاعه المشروع عن مناطقه، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب السائر نحو الزوال حيث مصيره المحتوم».

ويسعى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وفق عبد الرحمن، إلى «تعويض خسائره عبر تسجيل إنجازات عسكرية ولو محدودة على الأرض، بعد الهزائم التي مني بها في الفترة الأخيرة في محافظات حلب والرقة (شمال) والحسكة في مواجهة المقاتلين الأكراد من جهة والنظام من جهة أخرى».

في وسط البلاد، ارتفعت حصيلة القتلى في هجمات شنها تنظيم «الدولة الإسلامية» ضد مواقع تابعة للقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في ريفي حمص وحماة إلى 83 قتيلاً على الأقل، وفق ما أعلن «المرصد».

وكان «المرصد» أحصى الجمعة مقتل أكثر من سبعين عنصراً في هجمات شنها التنظيم في ريفي حمص وحماة.

وقال عبد الرحمن إن حصيلة القتلى في حماة وحدها بلغت 63 شخصاً، لافتاً إلى أن «هجمات التنظيم مستمرة في محاولة لقطع طريق الإمداد الواصل بين خناصر والسلمية»، وهو الطريق الرئيسي لقوات النظام إلى حلب.

وتسيطر قوات النظام على معظم محافظتي حمص وحماة، وهناك وجود محدود لتنظيم الدولة في الريف الشرقي لكل من المحافظتين.

إلى ذلك، قال «المرصد» إن «ثلاثة مسلحين قرويين قضوا خلال هجوم واشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في قرية صالي بالريف الجنوبي لعين العرب (كوباني) شمال سورية وقرب حدود تركيا، لافتاً إلى أن «داعش قام بفصل رأس أحدهم عن جسده وأخذ الرأس معه، فيما قضى الاثنان الآخران خلال الاشتباكات، بينما قضى 4 مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي امس خلال اشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في الريف الشمالي الغربي لبلدة عين عيسى داخل محافظة الرقة. ولقي 7 عناصر على الأقل من تنظيم «الدولة الإسلامية» مصرعهم في الاشتباكات ذاتها».

«داعش» يقطع رؤوس ثلاثة على أبواب دمشق

قطع تنظيم «داعش» رؤوس ثلاثة أشخاص على أبواب دمشق، ضمن حملة تصعيد يشنّها في مناطق في سورية بعد الخسارة العسكرية التي مني بها في شمال البلاد وشمالها الشرقي بفضل غارات التحالف الدولي- العربي. في الوقت ذاته أكد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض رفضه حضور الجلسة الثانية من «منتدى موسكو»، بعدما أشار الى «تطور إيجابي» في موقف روسيا واعترافها بـ «الائتلاف».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «داعش» أعدم أمس ١٣ شخصاً بينهم 3 «فصل رؤوسهم عن أجسامهم في حي الحجر الأسود جنوب دمشق، بتهمة محاولة العودة وتسليم أنفسهم للنظام»، إضافة الى خمسة قطع رؤوسهم في الريف الشرقي في حمص وسط البلاد، متهماً إياهم بأنهم «مرتدون من أعوان النصيرية» في إشارة الى نظام الرئيس بشار الأسد.

وكان «المرصد» أفاد بأن عدد القتلى الأكراد المدنيين في مدينة الحسكة «ارتفع إلى 45 بينهم 5 أطفال على الأقل، بعد هجمات الليلة الماضية» والتي استهدفت احتفالات عشية عيد النوروز، رأس السنة الكردية. وكان لافتاً ان النظام والمعارضة تنافسا على المشاركة في هذه المناسبة، بما في ذلك رعاية حزب «البعث» الحاكم الذي يتّهمه الأكراد بـ «التعصب القومي»، احتفالاً في دمشق بُثت مشاهد منه على شاشة التلفزيون الرسمي.

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة القتلى في هجمات شنّها تنظيم «داعش» على مواقع تابعة للقوات الحكومية والمسلّحين الموالين لها في ريفي حمص وحماة إلى 83 قتيلاً على الأقل، وفق «المرصد».

ويسعى التنظيم وفق مدير «المرصد» سامي عبدالرحمن، إلى «تسجيل إنجازات عسكرية ولو محدودة على الأرض، بعد الهزائم التي مُنِي بها أخيراً في محافظات حلب والرقة (شمال) والحسكة في مواجهة المقاتلين الأكراد من جهة والنظام من جهة أخرى»، بغطاء من غارات التحالف.

سياسياً، أفاد «الائتلاف» بأن هيئته العامة وبعد الاطلاع على رسالة الدعوة من الخارجية الروسية «قررت الاعتذار عن عدم المشاركة في منتدى موسكو 2 مطلع الشهر المقبل، وثمّنت الموقف الروسي بعدم استخدام حق النقض (الفيتو) خلال التصويت على قرار مجلس الأمن الرقم 2209 القاضي بتجريم استخدام السلاح الكيماوي في سورية الذي استخدمه نظام (الرئيس بشار) الأسد أكثر من مرة وآخرها في مدينة سرمين بريف إدلب (شمال غرب). كما لاحظ أعضاء الهيئة العامة تطوراً في الموقف الروسي لمصلحة الاعتراف بالائتلاف خلافاً لما ظهر في منتدى موسكو 1».

وكانت الخارجية الروسية لبّت بعض طلبات المعارضة، ودعت رئيس «الائتلاف» خالد خوجة بصفته التنظيمية لا الشخصية، ووعدت بوضع جدول أعمال للمنتدى، على عكس ما حصل في الجولة الأولى نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي.