Date: Mar 19, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
واشنطن قلقة من استخدام الأسلحة الإيرانية الثقيلة في العراق
وأجهزة أمنية سعوديّة تنهي تمارين عسكرية على الحدود المشتركة
مع إنهاء قوات من أجهزة أمنية عدة سعودية أمس تمارين عسكرية استمرت أسابيع على الحدود العراقية، ابدى مسؤول أميركي قلق الولايات المتحدة من استخدام الأسلحة الإيرانية الثقيلة في العراق بما في ذلك خلال الهجوم لاستعادة مدينة تكريت العراقية من مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" بمشاركة قوات "الحشد الشعبي" الشيعية.
 
كانت انباء تحدثت عن وجود صواريخ إيرانية داخل العراق. ورفض مسؤولون أميركيون التعليق على أسلحة إيرانية محددة بعدما قالت صحيفة "النيويورك تايمس" إنها ربما تشمل صواريخ المدفعية "فجر 5" وصواريخ "فاتح-110".

وعلى رغم ذلك، قال المسؤول الأميركي طالبا عدم ذكر اسمه إن الاستخدام المحتمل لأسلحة إيرانية ثقيلة سيثير تساؤلات عن مخاطر وقوع خسائر في الأرواح بين المدنيين. وأشار إلى جهود أميركية مكثفة لضمان دقة الضربات.

وأوضح مسؤول أميركي ثان رافضا التعليق على الأسلحة الإيرانية بالتحديد أن "قلقنا الأول هو سبل استخدام أي أسلحة - مدفعية صواريخ أو أنظمة أخرى- وإمكان وقوع خسائر في الأرواح بين المدنيين أو أضرار غير مباشرة".

وحذرت الولايات المتحدة من أن الخسائر بين المدنيين أو انتهاكات أخرى ترتكبها القوات العراقية والمقاتلون الشيعة ضد العراقيين السنة يمكن أن تذكي التوتر الطائفي الذي مهد في الاساس الطريق لتقدم قوات "الدولة الإسلامية" في العراق الصيف الماضي.

وتتابع الولايات المتحدة بقلق شن القوات العراقية النظامية وقوات "الحشد الشعبي" الشيعية هجوما لاستعادة تكريت.

وأشارت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي إلى أن الولايات المتحدة على علم بأن إيران تقدم إمدادات مثل السلاح والذخيرة والطائرات لقوات في العراق. وقالت من غير ان تخوض في تفاصيل الأسلحة الإيرانية: "نواصل التأكيد أن من المهم ألا تزيد التحركات... التوتر الطائفي".
 
"هيومان رايتس ووتش"
واتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" القوات العراقية ومسلحين موالين لها ب"تدمير" منازل المدنيين بعد فك حصار تنظيم "الدولة الاسلامية" عن بلدة آمرلي ذات الغالبية التركمانية الصيف الماضي.

وقالت في تقرير لها ان "الميليشيات والمقاتلين المتطوعين وقوات الامن العراقية شاركوا في التدمير المتعمد للممتلكات المدنية بعدما اجبرت هذه القوات، عقب الغارات الجوية الأميركية والعراقية، الدولة الإسلامية(...) على التراجع من بلدة آمرلي والمناطق المحيطة بها" في آب. واضافت: "عقب عمليات لإنهاء الحصار، دهمت الميليشيات والمقاتلون المتطوعون وقوات الأمن العراقية القرى السنية والأحياء المحيطة بآمرلي في محافظتي صلاح الدين وكركوك"، وانه تخلل عملية الدهم "نهب" ممتلكات السكان السنة واحراق محالهم ومنازلهم. واشارت الى ان الفصائل المسلحة "استخدمت المتفجرات والآليات الثقيلة" لتدمير مبان او قرى باكملها. وذكرت ان العديد من هذه القرى كانت نقاط عبور او تستخدم قواعد للتنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من شمال البلاد وغربها منذ هجوم كاسح شنه في حزيران.

وأعلنت المنظمة ان مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تعليقا على كتاب وجهته اليه عن هذه الاتهامات التي تقول إنها موثقة بشهادات سكان وصور من الاقمار الاصطناعية، اكد حصول "بعض الاخطاء الفردية التي لا تمت بصلة الى سلوك الحكومة العراقية". وقال مكتب العبادي ان الاعمال التي تتهم الفصائل الشيعية الموالية للحكومة بارتكابها، "تم ارتكابها على يد تنظيم داعش".

ورأى نائب مدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة جو ستورك، انه "لا يمكن العراق كسب المعركة ضد فظائع داعش من طريق الهجمات على المدنيين والتي تنتهك قوانين الحرب وتعارض السلوك الانساني القويم"، محذرا من ان هذه الممارسات "تجلب... الدمار على بعض العراقيين الأكثر استضعافا وتزيد الأعمال العدائية الطائفية تفاقما".
 
تفجير
أمنيا، قتل ثلاثة اشخاص على الاقل واصيب اربعة بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت شاحنة مدنية لنقل مواد غذائية ومدنية قرب مدينة البصرة بجنوب العراق.
 
مالية كردستان
على صعيد آخر، صرح وزير المال العراقي هوشيار زيباري بأن حكومة بلاده ستسدد دفعة من الموازنة لسلطات إقليم كردستان "خلال أيام". وقلل شأن المخاوف من انهيار اتفاق لتصدير النفط ساعد في تحسن العلاقات بين الجانبين.

وقال في مقابلة مع "رويترز" إن التأخير، في ما يفترض أن تكون تحويلات شهرية بأكثر من مليار دولار من بغداد إلى كردستان في مقابل النفط المنتج في المنطقة شبه المستقلة، يرجع إلى أزمة مالية وليس إلى عوامل سياسية. وأضاف أن الجانبين لا يزالان ملتزمين الاتفاق. لكنه رفض الإفصاح عن حجم الدفعة المقبلة.
وذمر أن من أسباب نقص السيولة لدى الحكومة الاتحادية سوء إدارة الماليات العامة وتكاليف الحرب مع تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى جانب الهبوط الحاد لأسعار النفط.
 
مناورات سعودية
في سويف السعودية، انهت قوات من أجهزة أمنية سعودية الاربعاء تمارين عسكرية استمرت اسابيع على الحدود العراقية التي شهدت مطلع السنة هجوما نفذه متسللون وادى الى مقتل ثلاثة عسكريين.

وشاركت قوات حرس الحدود واجهزة اخرى من وزارة الداخلية في التمارين التي اجريت يوميا كتمارين "تكتيكية مشتركة" أولى شمال مدينة عرعر.

وافادت وكالة الانباء السعودية "واس" ان احد التمارين تضمن صد محاولة لمهاجمة الحدود بمركبات، وقد شاركت فيه قوات حرس الحدود ومركز التحكم المتطور للسياج الحدودي والجمارك واجهزة اخرى.

وتشدد السعودية مراقبة حدودها الطويلة مع العراق خشية تسلل مقاتلين من تنظيم "الدولة الاسلامية" عبر سياج حديد متطور جداً بدأت تشييده قبل خمس سنوات خشية انفلات الاوضاع الامنية في العراق.