الجمعه ١٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون ثاني ٣, ٢٠٢٠
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
سوريا
إردوغان يتحدث عن نزوح نحو 250 ألفاً من إدلب لن تستقبلهم تركيا
فصائل تشن هجوماً لاستعادة مناطق جنوب شرقي إدلب
أنقرة: سعيد عبد الرازق
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن ما بين 200 ألف و250 ألف شخص ينزحون من إدلب السورية باتجاه حدودنا ونحاول اتخاذ التدابير اللازمة.

وأضاف، أن الموضوع ليس بالسهل؛ لأن من يقفون هناك هم بشر، ونحن لا يمكن بعد نقطة معينة أن نبني الحواجز والأسلاك الشائكة ضد أي إنسان مثلما يفعل الغرب.

وتابع إردوغان، في ندوة في أنقرة أمس (الخميس)، أن جامعة الدول العربية تعمل على إقصاء تركيا التي تحتضن الملايين من اللاجئين العرب، قائلا إن «الشعب التركي لقّن الغرب بأكمله، وحتى قسماً كبيراً من العالم العربي، درساً في كرم الضيافة».

وأضاف: «ها قد اجتمعوا في جامعة الدول العربية واتخذوا قرارات تقصي تركيا... من نستضيف نحن؟ 4 ملايين شخص لجأوا إلى بلادنا، أغلبيتهم الساحقة من العرب القادمين من سوريا».

وقال: إن تركيا تشرف على إيواء ورعاية وإطعام وعلاج هؤلاء اللاجئين دون تمييز بين العرب والأكراد وغيرهم، «لكنهم يتخذون هذه القرارات من دون خجل في الجامعة العربية... لماذا يقومون بذلك؟ لأن لديهم مساعي أخرى لن أخوض في تفاصيلها».

وأشار إردوغان إلى أن ازدواجية المعايير لدى الغرب تمتد أيضاً إلى ملف اللاجئين، قائلاً إنه «لا توجد مصداقية حول الحس الإنساني لدى أولئك الذين لا يريدون الأجانب في مدنهم، بينما تحتضن تركيا نحو 5 ملايين شخص بينهم نحو 4 ملايين سوري يقطنون كل ولاياتها».

وشهدت الآونة الأخيرة موجة جديدة من هجمات النظام وداعميه أسفرت عن نزوح أكثر من 284 ألف مدني من إدلب إلى مناطق قريبة من الحدود التركية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ويلجأ النازحون الفارون من قصف النظام وحلفائه، إلى المخيمات الواقعة في القرى والبلدات القريبة من الحدود مع التركية، إضافة إلى منطقتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» اللتين تقعان تحت سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها في شمال سوريا. ويضطر قسم آخر من النازحين إلى اللجوء إلى حقول الزيتون، وسط ظروف جوية قاسية.

وحذر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، مؤخراً، من أن استمرار الهجمات على المنطقة «سيؤدي إلى حدوث موجة هجرة كبيرة، وسيكون العبء الإضافي كبيراً على تركيا التي تستضيف نحو 4 ملايين من أشقائها السوريين».

وقال أكار، إن «تركيا تبذل جهوداً حثيثة، ليلاً ونهاراً، من أجل منع حدوث مأساة إنسانية في هذه المنطقة، وتقدم التضحيات لإنهاء المآسي والكوارث بالمنطقة».

في السياق ذاته، قال فؤاد أوكطاي، نائب الرئيس التركي، إن محافظة إدلب باتت تشكل «الجرح النازف» لسوريا، وإن أعداد النازحين في ازدياد جراء قصف النظام السوري الذي يستهدف المنطقة، وإن روسيا تدعم النظام بينما لم تبد إيران موقفاً واضحاً لإنهاء هذا الوضع.

وأضاف، أن تركيا لا يمكنها استقبال النازحين داخل حدودها نظراً لزيادة أعدادهم، لكنها ستواصل رعايتهم في الجانب الآخر من الحدود، «يجب أن نجد حلاً داخل سوريا، ولا يمكننا مواجهة المشاكل التي أوجدها العالم، بمفردنا، لدينا حالياً نحو 4 ملايين لاجئ، نحو 3.6 مليون منهم سوريون».

وتابع أوكطاي، في تصريحات أمس، أنه من خلال إنشاء منطقة آمنة داخل سوريا سنوفر فضاءً ليعيش فيها النازحون في الداخل، مع ضمان العودة الطوعية للاجئين السوريين من تركيا إلى بلادهم، وإن إنشاء المنطقة سيوفر الأمن للسوريين، إلى جانب توفير الأمن للحدود الجنوبية لتركيا، مشيراً إلى أن بلاده أعدت خطة لإنشاء موقع خلال العام الحالي ليكون نموذجاً للمنطقة الآمنة في شمال سوريا.

ودعا أوكطاي دول الاتحاد الأوروبي إلى المساهمة في إنشاء المنطقة الآمنة في سوريا؛ لأن مسألة الهجرة من هذه المنطقة تمسها بشكل مباشر.

فصائل تشن هجوماً لاستعادة مناطق جنوب شرقي إدلب
قتلى في تبادل قصف ومعارك عنيفة

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
بدأت فصائل المعارضة السورية هجوماً عنيفاً الخميس في مناطق تقدمت إليها قوات النظام وخلال الأيام الماضية بريف إدلب الجنوبي؛ ما أدى إلى معارك قتل وجرح فيها عشرات من الطرفين.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي يتخذ من لندن مقراً، له في بيان صحافي، إن اشتباكات عنيفة تدور بين الطرفين على محوري التح وجرجناز، وسط قصف مكثف وعنيف تنفذه الفصائل منذ الصباح، في محاولة منها لمعاودة التقدم في المنطقة واسترجاع البلدة والقرية.

وحسب «المرصد»، لا تزال طائرات النظام وروسيا غائبة عن الأجواء بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة. وقال لاحقاً: «تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة على محاور جنوب شرقي مدينة إدلب، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل ومجموعات من جانب آخر، وذلك في إطار الهجوم المضاد الذي ينفذه الأخير منذ صباح اليوم (أمس) على محوري التح وجرجناز».

ورصد «المرصد» تفجير «هيئة تحرير الشام» التي تضم «النصرة» لعربتين مفخختين قادهما انتحاريان من «تحرير الشام» في محور التح.

وإذ تواصلت عمليات القصف المكثفة بين الطرفين على محاور القتال؛ ما أدى إلى مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي الاشتباك، قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 15 على الأقل تعداد قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا بالمفخخات والقصف والاشتباكات، كما قضى وقتل 8 مقاتلين من الفصائل».

وقصفت قوات النظام مناطق في مدينة معرة النعمان وكفرعويد وسفوهن بجبل الزاوية. وكثفت فصائل هجومها في محاولة منها لمعاودة التقدم في المنطقة.

من جهتها، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، إن «(الهيئة) فجّرت سيارتين مفخختين على محور التح في ريف إدلب الجنوبي؛ ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى». وأضاف المصدر، أن العملية الأولى أسفرت عن انهيارات كبيرة في صفوف قوات النظام؛ ما دفعهم إلى ترك نقاط دفاعهم الأولى والانسحاب إلى النقاط الخلفية. وأوضح المصدر، أن العملية الثانية ضربت تجمعاً كبيراً لهم على المحور ذاته؛ ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من العناصر، وتدمير آليات عسكرية عدة لهم.

من جانبها، أعلنت «الجبهة الوطنية للتحرير»، عن إطلاق عمل عسكري ضخم بمشاركة باقي الفصائل على محاور عدة في ريف إدلب الشرقي.

وتخوض الفصائل معارك عنيفة على جبهات إدلب منذ أسابيع عدة، بعد إعلان النظام إطلاق عملية عسكرية على منطقة معرة النعمان جنوب إدلب؛ الأمر الذي كلف القوات المهاجمة مئات القتلى والجرحى، حسب «الدرر».

على صعيد ذي صلة، قال «المرصد» إنه سجل دخول رتل عسكري جديد للقوات التركية من معبر كفرلوسين عند الحدود السورية مع لواء إسكندرون شمال إدلب، ويتألف الرتل من عربات عسكرية مصفحة، وسيارات محملة بالمساعدات اللوجيستية، حيث توجه نحو نقاط المراقبة المنتشرة ضمن ما تبقى من منطقة «خفض التصعيد». وكان «المرصد السوري» رصد في 26 الشهر الماضي دخول رتل عسكري تركي إلى الأراضي السورية عبر معبر كفرلوسين بريف إدلب الشمالي، وذلك بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، حيث يتألف الرتل من 85 آلية على الأقل، اتجه قسم منه نحو النقطة التركية في العيس جنوب حلب، وقسم آخر توجه نحو الراشدين بضواحي حلب الغربي.

في جنوب البلاد، قال «المرصد» إن مسلحين مجهولين «عمدوا إلى مهاجمة حاجز يتبع لـ(المخابرات الجوية) في منطقة الكرك الشرقي بريف درعا الشرقي، حيث جرى الهجوم بالأسلحة الرشاشة مساء أول من أمس، كما جرى إلقاء قنبلة على الحاجز»، في حين أشارت مصادر إلى إحراق بلدة مسيكة بمنطقة اللجاة شرق درعا من قبل مجهولين، وذلك بعد إزالتهم صورة الرئيس بشار الأسد من على المبنى وكتابة عبارات مناوئة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية على جدرانه، بينما شهدت جدران منازل ومدارس ومرافق عامة واقعة بريف درعا الشرقي كتابات لأهالي المنطقة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين من معتقلات النظام الأمنية وإيقاف القصف على إدلب.

ترتفع حسب «المرصد»، أعداد الهجمات ومحاولات الاغتيال بأشكال وأساليب عدة عبر تفجير عبوات وألغام وآليات مفخخة وإطلاق نار خلال الفترة الممتدة من يونيو (حزيران) إلى أكثر من 234، في حين وصل عدد الذين قتلوا إثر تلك المحاولات خلال الفترة ذاتها إلى 163، وهم: 25 مدنياً، بينهم 3 مواطنات وطفلان، إضافة إلى 86 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمتعاونين مع قوات الأمن، و29 من مقاتلي الفصائل ممن أجروا «تسويات ومصالحات»، وباتوا في صفوف أجهزة النظام الأمنية، من بينهم قادة سابقون، و16 من الميليشيات السورية التابعة لـ«حزب الله» اللبناني والقوات الإيرانية، بالإضافة إلى 6 مما يُعرف بـ«الفيلق الخامس» الذي أنشأته روسيا.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة