الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ٢٢, ٢٠١٩
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
ليبيا
«الجيش الوطني» ينفى سيطرة «الوفاق» على ترهونة... ويواصل التقدم في طرابلس
حكومة السراج تستنفر بعثاتها الخارجية لمواجهة حملات «العزل الدبلوماسي»
القاهرة: خالد محمود
أكدت قوات «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أنها تواصل تقدمها في معارك طرابلس، نافية سيطرة القوات الموالية لحكومة {الوفاق} برئاسة فايز السراج على مدينة ترهونة، الواقعة جنوب شرقي طرابلس بغرب البلاد.

في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام محلية، موالية لحكومة السراج، أمس، عن سفير إيطاليا لدى ليبيا جوزيبي غريمالدي، أن حكومة بلاده لم ترد حتى الآن على طلب السراج تفعيل الاتفاقية الأمنية معها. بدوره، تعهد فتحي باشا أغا، وزير الداخلية بحكومة السراج، باستمرار القوات الموالية لحكومته في التصدي لما وصفه بالعدوان على العاصمة طرابلس، «حتى ينتهي وجود القوات المعتدية، وإلى أن تعود من حيث أتت، والدخول في عملية بناء سلام حقيقية بعيدا عن أي دور لحفتر».

وتابع باشا أغا في تصريحات أول من أمس، مدافعا عن الاتفاق مع تركيا: «سنحدد إطار الاتفاقيات الأمنية والعسكرية والسياسية، بما يضمن حق الحكومة المعترف بها دوليا لصد العدوان»، مضيفا: «نطمئن أبناء الأمة الليبية بأن كل ما نقوم به من اتفاقيات يعتمد أولا على تحقيق مصلحة دولة ليبيا، واحترام حقوقها».

ميدانيا، عزز حفتر من حجم وطبيعة قواته المشاركة في المعارك، إذ قالت شعبة الإعلام الحربي إن الوحدات العسكرية بالكتيبة 646 مشاة، وسرية الإسناد بكتيبة طارق بن زياد المقاتلة، تحركت بعد أن تم تجهيزها بكامل العدة والعتاد إلى «المكان المعلوم».

وفى وقت سابق، نفت قيادة «الجيش الوطني» سيطرة القوات الموالية للسراج على ضواحي مدينة ترهونة، التي تقع على بعد 90 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة، وقالت إن «حكومة الوفاق أوعزت لبعض ميليشياتها في مدينة مصراتة بالهجوم على منطقة الداوون شرق ترهونة». مرجعة الهجوم إلى ما وصفته بيأس هذه الحكومة وتخبطها، والخسائر التي منيت بها بسبب استهداف المواقع العسكرية في مصراتة مؤخرا. وجددت القيادة العامة للجيش التزامها بمنح مهلة ثلاثة أيام لمدينة مصراتة، تنتهي منتصف ليل اليوم (الأحد) دون تجديدها أو تمديدها. كاشفة أن الميليشيات الموالية لحكومة السراج هربت من منطقة الداوون، شرق ترهونة، بمجرد تحرك بعض وحدات اللواء التاسع، التابع للجيش الوطني، لمواجهتها، مشيرة إلى أنه «تمت ملاحقتهم براً وجواً، واستهدافهم حتى تجاوزوا في فرارهم مدينة مسلاتة، التي انطلقوا منها بعد قتل أعداد كبيرة منهم».

وشنت قوات «الجيش الوطني» غارات جوية على مدينة سرت، أول من أمس، استهدفت دوريات لقوات حكومة السراج، تسببت في سقوط خمسة قتلى من عناصرها، حسبما أعلن المتحدث باسم «قوة حماية وتأمين سرت» الموالية لحكومة السراج. كما استهدف الجيش أمس، معسكر ميليشيا «9 يوليو» بغارة جوية في زليتن، الذي يضم عددا من الميليشيات، تحت اسم «درع زليتن»، من أعضاء تنظيمات إرهابية معروفين ومطلوبين للعدالة بتهم إرهاب وجرائم جنائية. ونشرت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها قوات السراج، صورا فوتوغرافية تظهر آثار القصف، الذي قالت إنه استهدف الأحياء المدنية بوسط زليتين، كما زعمت أن «الجيش الوطني» شن أمس أكثر من عشر غارات جوية على مدينة مسلاتة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وسقوط 8 صواريخ «غراد» تجاه الأحياء السكنية وسط المدينة.

في المقابل، اتهم اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي للجيش الوطني، تركيا بنقل إرهابيي «داعش» والنصرة إلى ليبيا، وقال في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس بمدينة بنغازي (شرق)، إنه يتعين على تركيا «أن تدخل مباشرة بجنودها وضباطها في المعركة».

وبعدما أكد أن قوات الجيش ستواجه الغزو التركي لليبيا بالقوة، لفت المسماري إلى أن «ميليشيات مصراتة تمهد الطريق لدخول الغزو التركي». موضحا أن قوات الجيش استهدفت أول من أمس مواقع عسكرية في مصراتة، استخدمت لتخزين الأسلحة التركية، كما قصفت أهدافاً للميليشيات في مصراتة بعدد كبير من الغارات، ودمرت موقعاً لصواريخ الدفاع الجوي، ورادارات استطلاع في مصراتة.

حكومة السراج تستنفر بعثاتها الخارجية لمواجهة حملات «العزل الدبلوماسي»
القاهرة: جمال جوهر
يخوض المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» الليبي في طرابلس، ما وُصف بـ«جولته الأخيرة» لـ«جمع شتات» جبهته الخارجية، قصد صد الضغوط التي تمارس عليه من قبل مجلس النواب الليبي، الذي يطالب دولا عربية وغربية بسحب الاعتراف من حكومة السراج، في وقت صعّد فيه «الرئاسي» ضد مصر، واتهمها في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن الدولي بـ«التدخل في الشأن الليبي».

وبينما طالب اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم «الجيش الوطني»، جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، نهاية الأسبوع الماضي، بسحب الاعتراف من المجلس الرئاسي، اعتبر متابعون أن «عقد البعثات الخارجية الموالية لحكومة (الوفاق) قد انفرط»، عقب إقدام السراج على توقيع اتفاقية الحدود البحرية الاقتصادية مع أنقرة، وأن كثيرا من البعثات الخارجية راجعت موقفها، وأصبحت تؤيد الحكومة المؤقتة، و«الجيش الوطني» في حربه ضد الميليشيات المسلحة، والجماعات الإرهابية في طرابلس.

وقال سياسي ليبي لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن المجلس الرئاسي، الذي استقال غالبية نوابه، «يخوض معركته الأخيرة بعد إحكام (الجيش الوطني) الطوق الأمني حول العاصمة»، مشيراً إلى أن السراج «يسعى لحشد ما تبقى من بعثاته الدبلوماسية لخوض معركته الأخيرة مع الدول، التي تؤيد طرد الإرهاب من ليبيا».

وانضمت سفارة ليبيا لدى القاهرة إلى صفوف المقاطعين لـ«الوفاق»، لكنها فضّلت القول «إنها علقت أعمالها لأجل غير مسمى»، لأسباب وصفتها «بالظروف الأمنية».

وكانت القاهرة قد أكدت «رفضها لأي جهود تسمح بمنح الصلاحية القانونية للاتفاقيتين الموقعتين من جانب رئيس حكومة الوفاق الليبي فائز السراج، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وأرسلت خطابا لمجلس الأمن الدولي».

وجاء في الخطاب، الذي نقله السفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة، أن السراج «انتهك اتفاق (الصخيرات) عندما وقع الاتفاق الشهر الماضي مع إردوغان». موضحا أن «الاتفاقية تتطلب التوقيع من جانب المجلس الرئاسي كله، وليس فقط رئيس المجلس بمفرده، وهو ما يتطلبه إبرام أي اتفاقيات دولية، كما يجب أن يوافق عليها مجلس النواب»، كما أوضح أن البرلمان الليبي «لم يقر الاتفاقيتين الموقعتين مع تركيا».

ورداً على اتهامات «الوفاق» للقاهرة، قال عضو مجلس النواب الليبي الدكتور أبو بكر بعيرة في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «مصر يهمها الشأن الليبي بالمقام الأول لأنه يمس أمنها القومي بشكل مباشر».

وفي دفاعها عن اتفاق (السراج - إردوغان)، نقلت وزارة الخارجية، التابعة لحكومة «الوفاق»، عن بعثتها في نيويورك أمس، أن الاتفاق «لا يناقض الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات، ولا يحتاج لتصديق من الجهات التشريعية». وقالت إن «الدول الداعمة لحفتر بالسلاح، أو بالتعامل معه ومع الأجسام الموازية لحكومة الوفاق، خرقت قرارات مجلس الأمن»، مشيرة إلى أن «ليبيا لها الحق في إبرام الاتفاقيات والتفاهمات مع من تشاء من دول العالم، وهو حق كفله القانون الدولي».

وحمّل بعيرة، النائب عن مدينة بنغازي، الأطراف السياسية الليبية مسؤولية ما يجري، وقال إن «جميعها ارتكب أخطاء في حق الوطن... ومن أتى بالسراج هم أطراف من برقة (بنغازي)، كما أن البرلمان فشل في أداء دوره مما أدى إلى تشظيه». وانتهى أبو بكر بعيرة، قائلا: «لعل الجيش يستطيع حسم هذه المعركة لتتوحد البلاد تحت قيادة واحدة».

وكان رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، عارف النايض، قد دعا المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة بالنظر بجدية، وبشكل عاجل، في عدم منح تجديد تلقائي للمجلس الرئاسي وحكومته، بدعوى أنه أمضى 4 سنوات كاملة «من استبداده بالحكم»، رغم أنه مجلس غير منتخب من الشعب الليبي، ولم يحصل على ثقة البرلمان المنتخب.

واشنطن: الصراع الليبي يزداد دموية... ووجود مرتزقة من روسيا مقلق
السبت 21 ديسمبر 2019 
واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»

قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، اليوم (السبت)، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد حدة الصراع في ليبيا.

ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن المسؤول الذي لم يُكشف إسمه، أن الولايات المتحدة تواصل الاعتراف بحكومة «الوفاق» بقيادة فائز السراج، لكنه أضاف أنها لا تنحاز لطرف في الصراع وتتحدث مع جميع الأطراف التي قد تكون مؤثرة في محاولة صياغة اتفاق يحل الصراع.

وقال المسؤول لرويترز: «نحن قلقون للغاية بشأن التصعيد العسكري... نرى الروس يستخدمون الحرب الهجينة ويستخدمون الطائرات والطائرات المسيرة... هذا ليس جيداً». وأضاف: «مع تزايد أعداد قوات فاغنر والمرتزقة على الأرض نعتقد أن مشهد الصراع يتغيّر ويتصاعد»،  في إشارة إلى مجموعة مرتزقة معروفة باسم فاغنر.

وفي سياق متصل، وافق البرلمان التركي اليوم على مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري مع ليبيا، حسبما أوردت وكالة أنباء «الأناضول» التركية.

وكان فائز السراج والرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد وقّعا الشهر الماضي مذكرتَي تفاهم بشأن التعاون الأمني وترسيم الحدود البحرية، ووافقت حكومة «الوفاق» على المذكرتين، الخميس.

وأعربت مصر واليونان وقبرص ومجلس النواب الليبي المنتخب عن رفضها للمذكرتين، كما أعرب قادة دول الاتحاد الأوروبي عن قلقهم من التفاهم بوصفه «انتهاكاً للحقوق السيادية لدولة أخرى، ولا يتفق مع القانون البحري. ولا يمكن أن تكون له آثار قانونية على الدولة التي انتهكت المذكرتان حقوقها السيادية».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي يخطط للترشح لرئاسة ليبيا
اشتباكات غرب طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت
رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: الخلافات قد تؤخر الاقتراع
خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية
جدل ليبي حول صلاحيات الرئيس القادم وطريقة انتخابه
مقالات ذات صلة
دبيبة يواصل مشاورات تشكيل الحكومة الليبية الجديدة
كيف تتحول الإشاعات السياسية إلى «أسلحة موازية» في حرب ليبيا؟
لقاء مع غسان سلامة - سمير عطا الله
المسارات الجديدة للإرهاب في ليبيا - منير أديب
ليبيا من حالة الأزمة إلى حالة الحرب - محمد بدر الدين زايد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة