الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ١٤, ٢٠١٩
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
سوريا
أميركا تعيد انتشار قواتها في شمال شرقي سوريا
واشنطن: معاذ العمري - لندن: «الشرق الأوسط»
أعادت القوات الأميركية انتشار عناصرها في شمال شرقي سوريا؛ إذ سحبت قسماً من قاعدة قرب عين العرب (كوباني) شمال سوريا، في وقت استقدمت فيه تعزيزات من شمال العراق إلى شمال شرقي سوريا.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن رتلاً عسكرياً أميركياً دخل إلى الأراضي السورية قادماً من شمال العراق ليلة الثلاثاء - الأربعاء.

وذكر «المرصد» أن الرتل دخل عبر معبر الوليد الحدودي، وأن دخوله ترافق مع تحليق طائرات حربية في سماء المنطقة. وأوضح أن الرتل يتألف من مدرعات وآليات عسكرية عدة، واتجه نحو القواعد الأميركية شمال وشمال شرقي سوريا.

يذكر أن الولايات المتحدة كانت قررت سحب كل قواتها من شمال سوريا، إلا إنها تراجعت وقررت إبقاء «قوات محدودة» في سوريا لحماية المنشآت النفطية. وسحبت أمس جزءاً كبيراً من قواتها من قاعدة صرين، جنوب مدينة عين العرب.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن رتلاً كبيراً من قوات التحالف ضم نحو 120 سيارة محملة بالذخيرة والمدرعات والمواد اللوجيستية خرج من قاعدة صرين، التي تعدّ من أكبر قواعد التحالف في شمال سوريا، صباح الأربعاء متجهاً شرقاً.

وترافق ذلك مع سماع دوي انفجارات ضخمة في القاعدة، يعتقد أنها ناجمة عن قصف جوي نفذته طائرات قوات التحالف لتدمير بعض التجهيزات التي تركتها في القاعدة المهجورة.

وعلى صعيد آخر، وصلت عشرات الشاحنات تحمل آليات ثقيلة وأسلحة وذخائر ومعدات لوجيستية، إلى قاعدة «قسركي» على أوتوستراد الـ«m4» بين منطقتي تل تمر وتل بيدر.

على صعيد آخر، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «مجهولين أشعلوا النيران في بئر نفطية ضمن المنطقة الواقعة بين محطة العزبة وحقل الجفرة». وأضاف: «قبل يومين من واقعة إشعال النيران في البئر، ألغت قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأميركية اتفاقاً سابقاً حول بئر الحمادة بالقرب من حقل الجفرة النفطي كان جرى التوصل إليه في أبريل (نيسان) الماضي، حيث استعادت السيطرة على البئر وطرد الحرس القديم ونشر قوات جديدة للحراسة».

وكان نزاعاً عشائرياً اندلع في 14 أبريل أسفر عن مقتل الشاب محمود حجاب الثليج الذي ينتمي إلى أبناء «جديد عكيدات»، نتيجة نزاع عشائري بسبب الخلاف على استثمار البئر النفطية التي سيطر عليها مسلحون عشائريون في بداية العام الجاري.

وقالت مصادر آنذاك، لـ«المرصد السوري»، إن «الخلاف انتهى بالتوصل إلى اتفاق يقضي بأن تبيع قوات سوريا الديمقراطية النفط من هذه البئر بسعر 10 دولارات فقط لمدة 10 أيام لأبناء جديد عكيدات، و10 أيام لأبناء جديد بكارة، و10 أيام لمجلس دير الزور العسكري، على أن يبيع هؤلاء النفط لأصحاب الحراقات بـ20 دولاراً للبرميل الواحد».

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن اجتماع وزراء دول التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» سيناقشون إجراءات روسيا وتركيا والحكومة السورية في شمال شرقي سوريا.

وذكر ممثل عن وزارة الخارجية الأميركية رفيع المستوى، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف: «سنجمع في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) في واشنطن أكثر من 35 دولة عضو ومنظمة، التي تعتبر رئيسية من حيث المشاركة في العمليات في سوريا والعراق أو دعم الجهود بطرق أخرى، بما في ذلك من خلال تمويل أو تنفيذ عمليات مدنية، لمناقشة التطورات التي حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك الغزو التركي لشمال شرقي سوريا، وتدخل روسيا والنظام السوري في هذا المجال، وموقف شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية من الحرب ضد «داعش»، بالإضافة إلى الخطوات المستقبلية من حيث الوجود الأميركي (في شمالي سوريا)».

ووفقاً له، سيعقد قبل هذا الاجتماع، اجتماع آخر لـ«المجموعة الصغيرة» حول سوريا التي تضم بريطانيا وألمانيا ومصر والأردن والسعودية والولايات المتحدة وفرنسا، قائلاً إنه سيتم تدارس الوضع في سوريا من وجهة نظر العملية السياسية والوضع العسكري والأمن.

وأضاف المسؤول الأميركي: «على وجه الخصوص، ستركز المناقشة على انطلاقة عمل اللجنة الدستورية في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) (الماضي) في جنيف، وهي خطوة مهمة إلى الأمام، والوضع في الشمال الشرقي (من سوريا)، وحول كيفية تأثير ذلك على كثير من الأهداف ذات الصلة التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار والأمن في سوريا».

جهات تتقاسم السيطرة على الطريق الدولي شرق الفرات

القامشلي: كمال شيخو
أفرزت العملية التركية الأخيرة واقعاً مغايراً في شرق الفرات، وبات الطريق «إم 4» بين مدينتي حلب شمال البلاد، والقامشلي الواقعة في شمال شرقي سوريا، متعددة السيطرة بحسب تموضع كل جهة عسكرية سورية مع جهة ثانية. والطريق الذي يصل حتى المعبر الحدودي مع العراق (اليعربية-ربيعة) ويبلغ طوله 455 كلم، تحول إلى هدف للجهات السورية المتحاربة للسيطرة عليه، بالتزامن مع تفاهمات دولية بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية على تسيير دورياتها وعدم استهدافها من نيران صديقة على الأرض.

وتبسط القوات النظامية السورية سيطرتها النارية على الطريق الدولي من حلب إلى بلدة تادف التابعة لمدينة الباب شرقاً بمسافة 30 كلم، ومن تادف حتى بلدة العريمة وبطول 20 كلم تسيطر عليها فصائل عملية «درع الفرات» الموالية لتركيا، أما من العريمة حتى بلدة عين عيسى والتي تقع بريف الرقة الغربي وبطول 115 كلم تفرض «قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية سيطرتها، بينما تفرض فصائل عملية «نبع السلام» التي أطلقها الجيش التركي وفصائل سوريا موالية في 9 من الشهر الماضي، سيطرتها النارية من عين عيسى حتى بلدة تل تمر التابعة لمدينة الحسكة وتبلغ مسافتها 130 كلم.

ولا تزال «قوات سوريا الديمقراطية» تفرض السيطرة على باقي المسافة من بلدة تل تمر وحتى معبر اليعربية مع الجانب العراقي بطول 160 كلم، وفي إفادة صحافية مع راديو (أرتا إف إم) المحلية، أشار مظلوم عبدي قائد القوات بأن الأوضاع تغيرت منذ شهر بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب ودخول الجيش التركي، وقال: «جميع القوى تريد أن تعرف دورها، والمباحثات مستمرة مع جميع الأطراف، نحن نعقد لقاءات مع دمشق ومع كل من موسكو وواشنطن، توجد أيضاً محادثات بين موسكو وواشنطن، وستستمر هذه اللقاءات إلى أن تتضح الصورة أكثر»، وشدّد بأن الوضع النهائي لخارطة توزع القوى العسكرية المنتشرة حالياً في شرق الفرات، ستتضح خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وأفاد بأن القوات الأميركية إضافة إلى المناطق المنتشرة فيها الآن، «ستنتشر إلى جانب قواتنا في مناطق الجزيرة والقامشلي ودير الزور والشدادة وديريك والحسكة». ودعا عبدي الولايات المتحدة وروسيا إلى ممارسة ضغوط جدية وعملية على تركيا: «وعدم الاكتفاء بالبيانات لوقف العدوان التركي على روجآفا»، في إشارة إلى المناطق ذات الغالبية الكردية شمال شرقي سوريا.

والطريق الدولي السريع الذي أنجز في خمسينيات القرن الماضي، وكان بمثابة شريان اقتصادي يصل سوريا بالعراق وتركيا وإلى شواطئ البحر المتوسط، تحول جانبيه إلى شريطٍ حدودي فاصل ومناطق تماس بين المناطق الخاضعة لفصائل «درع الفرات» و«نبع السلام» الموالية لتركيا من جهة، و«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركية من جهة ثانية، والقوات النظامية المدعومة من روسيا من جهة ثالثة.

ويرى أحمد يوسف الخبير الاقتصادين الطريق السريع تأتي أهميته الاستراتيجية كونه يصل مدنا رئيسية في شمال البلاد بالمعابر الحدودية ومصادر الطاقة والنفط في شرق الفرات، وقال: «بما أن خارطة توزع الطاقة المتجددة وغير المتجددة تشير إلى الأهمية النسبية للمحافظات الشرقية الثلاث وهي الرقة ودير الزور والحسكة، فقد دخلت تلك المحافظات في صلب حسابات المتنازعين في مراحل الصراع السوري».

واكتسبت هذه المدن أهميتها في حسابات القوى التي سيطرت على الساحة السورية لسبيبين رئيسيين: «أولهما تمركز مصادر الطاقة من الغاز والنفط المستخدم للأغراض الاستهلاكية والصناعية على حدٍ سواء، وثانيهما وجود ثلاثة سدود في هذه المحافظات»، لافتاً أن الطاقة الإنتاجية للسدود المشيدة على نهر الفرات، «والواقعة كلها تحت سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية) 1585 ميغاواط، وهي تعادل 20 في المائة من الطاقة الكهربائية المتولدة عن طريق محطات التوليد الغازية والبخارية والنفطية في سوريا».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة