السبت ٢٠ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ٣, ٢٠١٩
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
ليبيا
«الجيش الوطني» الليبي يعلن مقتل العشرات من ميليشيات طرابلس
سفير ليبيا لدى أفريقيا الوسطى يعلن انشقاقه وكامل البعثة الدبلوماسية عن حكومة الوفاق
القاهرة: خالد محمود
تواصلت، أمس، المعارك في العاصمة الليبية طرابلس بين قوات «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، والقوات الموالية لحكومة فائز السراج، على الرغم من دعوة الاتحاد الأوروبي مجدداً لوقف إطلاق النار، وتأييده لدعوة المبعوث الأممي غسان سلامة للتوصل إلى هدنة بين الأطراف المتصارعة.

وسعى سلامة، أمس، إلى احتواء الاستياء المعلن والتهديدات الرسمية من ميلشيات حكومة السراج، بسبب إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، إذ قال في رسالة وجهها إلى فتحي باش أغا، وزير الداخلية بالحكومة، وفقاً لـ«بوابة أفريقيا»، إن زملاءه أخطأوا حينما اعتبروا مدير مركز الرقابة على الأغذية والأدوية، التابع للحكومة، مخطوفاً، مشيراً إلى أنه يتحمل كامل المسؤولية عن هذا الخطأ، على حد تعبيره. كما أوضح سلامة أن البعثة الأممية لن تتدخل في أي قضية ينظر فيها القضاء الليبي، وذلك رداً على اتهامات وجهتها له حكومة السراج بشأن مساواته بين حوادث جنائية، واختطاف إحدى عضوات مجلس النواب مؤخراً في مدينة بنغازي بشرق البلاد.

وطالب الاتحاد الأوروبي، على لسان فيديريكا موغيريني ممثلته العليا للأمن والسياسة الخارجية، أول من أمس، بالتزام جميع الأطراف الليبية بوقف دائم لإطلاق النار، والعودة إلى العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة. وبعدما رحبت باقتراح رئيس البعثة الأممية غسان سلامة، لإبرام هدنة عيد الأضحى، اعتبرت أن «هذه التدابير يمكن أن تكون خطوة أولى نحو تحقيق السلام» في ليبيا.

وحسب بيان أصدرته فيديريكا، فإن دول الاتحاد الأوروبي، التي تستبعد وجود حل عسكري للأزمة في ليبيا، ترى أنه «من الضروري إعادة إطلاق عملية الوساطة الأممية، والإعداد لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب وقت ممكن».

ميدانياً، قال اللواء فوزي المنصوري، قائد محور عين زيارة بجنوب طرابلس، التابع للجيش الوطني، لـ«الشرق الأوسط»، إن الوضع الميداني تحت السيطرة، لافتاً إلى أن عناصر من اللواء التاسع بالجيش الوطني خاضت على مدى اليومين الماضيين اشتباكات ضد ميليشيات طرابلس.

وتحدثت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش الوطني، عما وصفته بتقدم كبير لقواته بمختلف محاور القتال في العاصمة طرابلس، مشيرة إلى مقتل أكثر من 25 من عناصر الميلشيات المسلحة في حصيلة أولى لقتلى مجموعات الحشد «المليشاوي».

وتأكيداً لما نقلته «الشرق الأوسط»، أول من أمس، عن سكان في العاصمة طرابلس حول إقدام ميلشيات مسلحة على استهداف منازل المواطنين بقصف عشوائي، قالت الشعبة إن الميلشيات بعد خسائرها الكبيرة كالعادة، وبعد عدم قدرتها على المواجهة، اتجهت لقصف الآمنين في المناطق والأحياء السكنية، ومنها منطقة الهضبة وغيرها بالقذائف العشوائية، لافتة إلى وجود حالة من الإرباك تشهدها الميليشيات بعد استنزافها لأشهر وخسارتها الكبيرة في العتاد والأرواح، بالإضافة إلى صراعات وخلافات كبيرة بين قادة الميليشيات، وتوتر واحتقان في مصراتة بسبب كثرة القتلى والخسائر.

واعتبر اللواء محمد المنفور، آمر سلاح الجو التابع للجيش، أن خلاص العاصمة بات قريباً جداً، وقال في تصريحات تلفزيونية «سنضرب أي هدف أو شخص إذا سبب قلقاً للقوات المسلحة، أو للشعب الليبي».

بدوره، قال المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع للجيش الوطني، إن سلاحه الجوي وجه ما وصفه بضربات مباشرة لتجمعات الميليشيات الإرهابية في جبهة عمليات تحرير سرت، كما قصف الجيش الوطني رتلاً عسكرياً كان في طريقه لمهاجمة قاعدة الجفرة.

في المقابل، أعلنت «عملية بركان الغضب»، التي تشنها ميلشيات السراج، أن المدفعية الثقيلة لقوة مكافحة الإرهاب استهدفت تجمعاً لقوات الجيش في وادي الربيع، يضم عدداً من الآليات، دون أن تكشف عن نتيجة القصف.

وسعت الميلشيات الموالية لحكومة السراج للتقليل من حجم خسارتها، حيث قال متحدث باسمها إن 6 عناصر فقط لقوا مصرعهم في المعارك التي دارت ضد قوات الجيش الوطني جنوب طرابلس.

بدورها، نفت مديرية أمن طرابلس ما تردد عن وجود لاقط ذبذبات وإشارة لتوجيه طائرات «الدرون» التركية المسيرة فوق مبناها، وأوضحت في بيان لها، أول من أمس، أن البرج المصغر الذي يعتلي مقرها «لتثبيت لاقط اتصال وتواصل مع مرسلات الغرفة الرئيسية المربوطة بوحدة المرور والترخيص بالعاصمة طرابلس عبر الألياف البصرية».

أعلن سفير ليبيا لدى دولة أفريقيا الوسطى انشقاقه، وكامل البعثة الدبلوماسية، عن حكومة الوفاق. ووفق ما ذكرته «بوابة أفريقيا» الإخبارية الليبية أمس، فقد كشف السفير الليبي في مقطع مرئي انحيازه التام للسلطات الشرعية في ليبيا؛ مشيراً إلى أن إيمانه بالواجب الوطني تجاه الوطن هو ما وضعه أمام هذا الموقف التاريخي.

ودعا السفير الليبي في الوقت ذاته أعضاء ورؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج للوقوف صفاً واحداً لمصلحة الوطن.

من جانبه، وصف عضو مجلس النواب سعيد أمغيب، إعلان السفارة الليبية في جمهورية أفريقيا الوسطى انشقاقها عن حكومة الوفاق، بأنه «خطوة في الاتجاه الصحيح». وقال في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي في «فيسبوك»: «أتمنى من بقية السفارات والبعثات الدبلوماسية في العالم، التابعة للدولة الليبية أن تحذو حذوها... جيشنا ينتصر... والوطن يعود».

من جهة ثانية، وصل إلى القاهرة أمس المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، على رأس وفد في زيارة لمصر، يبحث خلالها أحدث التطورات على الساحة الليبية. ومن المقرر أن يناقش حفتر مع عدد من كبار المسؤولين والشخصيات أحدث التطورات على الساحة الليبية، وسبل مواجهة التنظيمات الإرهابية، إلى جانب استعراض التعاون الثنائي بين مصر وليبيا؛ خصوصاً فيما يتعلق بتأمين الحدود بين البلدين، ومنع تسلل العناصر الإرهابية، أو ضحايا الهجرة غير الشرعية منها.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي يخطط للترشح لرئاسة ليبيا
اشتباكات غرب طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت
رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: الخلافات قد تؤخر الاقتراع
خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية
جدل ليبي حول صلاحيات الرئيس القادم وطريقة انتخابه
مقالات ذات صلة
دبيبة يواصل مشاورات تشكيل الحكومة الليبية الجديدة
كيف تتحول الإشاعات السياسية إلى «أسلحة موازية» في حرب ليبيا؟
لقاء مع غسان سلامة - سمير عطا الله
المسارات الجديدة للإرهاب في ليبيا - منير أديب
ليبيا من حالة الأزمة إلى حالة الحرب - محمد بدر الدين زايد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة