السبت ٢٧ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ١٦, ٢٠١٩
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
ليبيا
برلمانيون ليبيون يُمهدون من القاهرة لتشكيل «حكومة وحدة وطنية»
معارك طرابلس تدخل «مرحلتها الثانية» والجيش الوطني يدفع بتعزيزات إلى محاور القتال
القاهرة: سوسن أبو حسين
أكد نواب ليبيون، في ختام زيارتهم للقاهرة، أن ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعهم بالعاصمة المصرية، سيتم إنجازه خلال جلسة مرتقبة لمجلس النواب في أي مدينة يتم الاتفاق عليها وفي أقرب وقت، بهدف الدعوة إلى مناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية، ووضع خارطة طريق للحل وفق جدول زمني و«آليات تنفيذ واضحة».

واتفق أعضاء مجلس النواب الليبي، في ختام زيارتهم للقاهرة أمس، على عدد من النقاط التوافقية من بينها حل الأزمة من خلال مجلس النواب المنتخب، والتداول السلمي للسلطة، ومدنية الدولة، والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية.

وأجرى المجتمعون وعددهم 75 نائباً يمثلون كافة التيارات السياسية داخل ليبيا، لقاءات تشاورية مغلقة ناقشوا خلالها سُبل تفعيل عمل مجلس النواب، ليقوم بدوره على أكمل وجه، ومناقشة الأزمة الليبية الراهنة وسُبل الحل الممكنة.

وتم خلال اللقاءات «التأكيد على وحدة ليبيا وسيادتها على كامل أراضيها واعتبار ذلك خطاً أحمر لا يمكن التنازل عنه بأي حال من الأحوال، والتأكيد على أن حل الأزمة الليبية يكون من خلال مجلس النواب الليبي بصفته السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة بالبلاد من قبل الشعب والممثل الشرعي له، وكذلك التأكيد على مدنية الدولة الليبية، والمحافظة على المسار الديمقراطي، والتداول السلمي للسلطة التزاماً بالإعلان الدستوري وتعديلاته التي تنظم المرحلة الانتقالية في البلاد».

من جانبه، قال النائب عبد الله بلحيق إن «جولة الحوار برعاية مصرية أحرزت الكثير من النقاط الإيجابية أكثر من غيرها من الاجتماعات»، مؤكداً أن «مصر قادرة على تقديم الدعم اللازم لتجاوز المرحلة». 

فيما أوضحت النائبة أسمهان عبد القادر أن «كل أعضاء البرلمان من كل المناطق بما في ذلك مجموعة طرابلس شركاء في الوطن، وأن الأهم هو الشراكة، وحقن الدماء، ودفع الدول الإقليمية المؤثرة لحل الأزمة سياسياً».

معارك طرابلس تدخل «مرحلتها الثانية» والجيش الوطني يدفع بتعزيزات إلى محاور القتال
القاهرة: خالد محمود
تظاهر سكان في مدينة بنغازي بشرق ليبيا للتنديد بالتدخل القطري والتركي في الشؤون الداخلية للبلاد، فيما جرت أمس عملية تبادل لأسرى حرب بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج. وجاء ذلك فيما سمحت حكومة الوفاق لقواتها الأمنية بالتعامل بحزم وإطلاق النار على المعتدين على مرافق الكهرباء ومحطات الوقود في طرابلس بعد يومين من مقتل شرطي رمياً بالرصاص على يد مواطن في العاصمة الليبية.

وتحدثت وسائل إعلام موالية لحكومة السراج عن إجراء قوات السراج المشاركة في عملية بركان الغضب لعملية تبادل أسرى مع قوات الجيش الوطني بمدينة بني وليد، مشيرة إلى أن قوات الجيش تسلمت أسيرين من عناصرها، مقابل تسليم عنصرين من ميليشيات موالية للسراج كانا مختطفين منذ ثلاثة أشهر بمدينة ترهونة.

وقال مسؤولون في الجيش الوطني إن عمليته العسكرية لتحرير طرابلس منذ الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، دخلت مرحلتها الثانية بعد وصول مزيد من التعزيزات العسكرية لمختلف محاور القتال.

وبعد مرور نحو 4 أشهر على اندلاع القتال ما زالت قوات الجيش الوطني تسعى إلى اختراق الدفاعات المحكمة لقوات السراج خاصة في منطقة جنوب طرابلس.

إلى ذلك، أصدر فتحي باش أغا، وزير الداخلية بحكومة السراج، تعليمات بخصوص التعامل بحزم مع كل من يعتدي على أي مرافق تابعة لشركة الكهرباء أو محطات الوقود.

وقالت وزارة الداخلية إن باش أغا وجه تعليماته لكل مديري مديريات الأمن ومدير الإدارة العامة للدعم المركزي ومدير إدارة الشرطة الكهربائية بـ«ضرورة التعامل بحزم مع أي اعتداء مسلح على أي مرافق تابعة لشركة الكهرباء أو محطات الوقود»، كما أتاح لهم «إمكانية التعامل وفق قواعد الاشتباك والرد بإطلاق النار على مثل هذه الاعتداءات حفاظاً على حياة الناس وأرزاقهم».

وجاءت تعليمات باش أغا بعد واقعة مقتل ضابط شرطة في محطة وقود من قبل شخص مسلح يوم الخميس الماضي، حيث أعلن قسم البحث الجنائي بطرابلس أن النقيب مجدي رحومة الحداد، التابع لقسم شرطة النجدة والمكلف بتأمين تعبئة الوقود بمحطة قرقارش، تعرض لإطلاق نار وهو يؤدي عمله من قبل شخص متهور حاول تعبئة غالون بنزين بالقوة مما أدى إلى وفاته إثر طلقات نارية أودت بحياته.

ولفتت تقارير لوسائل إعلام محلية، إلى تصاعد الغضب الشعبي بين سكان طرابلس خاصة في الغرب، نتيجة لطول فترة انقطاع التيار الكهربائي. واحتج مواطنون غاضبون من منطقتي غوط الشعال والحي الإسلامي بغرب طرابلس مساء أول من أمس قبل أن يتم تفريقهم من قبل مسلحين بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء.

وكان عبد المجيد حمزة رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء في ليبيا أعلن أن العجز في إنتاج الطاقة الكهربائية في البلاد وصل إلى 2000 ميغاواط، مضيفاً في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، أن «مشكلة العجز في الطاقة ليست جديدة، خاصة خلال فترات الذروة في فصلي الصيف والشتاء»، لافتاً إلى أن «ما هو متاح من الطاقة الكهربائية أو ما ينتج من الطاقة لا يكفي حاجة المواطن في الفترات المشار إليها».

وأوضح أن «المتاح حالياً يصل إلى 5000 ميغاواط، في حين المطلوب إنتاج 7000 ميغاواط»، لافتاً إلى أن أغلب المحطات الجديدة المتعاقد عليها متوقفة حالياً بسبب الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد.

وتعاني ليبيا الغنية بالنفط من فوضى أمنية منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، ما أدى إلى عدم عودة الشركات الأجنبية لتنفيذ مشروعات تتعلق بمحطات توليد الطاقة، وتفاقم مشاكل العجز في الكهرباء.

وتخطت خسائر قطاع الكهرباء منذ عام 2011 في ليبيا 1.5 مليار دينار (1.1 مليار دولار)، فيما يبلغ إجمالي قيمة عقود مشروعات تنفيذ محطات للكهرباء في البلاد سبعة مليارات دينار (خمسة مليارات دولار)، بحسب الشركة الحكومية.

في غضون ذلك، فنّد الجيش الوطني أي أخبار أو معلومات تشير إلى استعادة سيطرة القوات المسلحة على مدينة غريان واعتبر في بيان لشعبة الإعلام الحربي التابعة له أن «كل الأخبار والمعلومات المتداولة، لا صحة لها إلى هذه اللحظة». وأضاف: «في هذه اللحظات الحاسمة نُشدّد على كافة النشطاء والمدونين والإعلاميين وكافة الوكالات الإخبارية بعدم نشر أي خبر حتى التحري من صحته، وندعو الجميع إلى التعاون في جمع الأخبار والتأكد من صحتها من خلال القنوات الشرعية».

وحذّر من أن «نشر مثل هذه الأخبار المغلوطة قد يكون سبباً في إرباك أي تحركاتٍ عسكرية والتي تحمل جوانب سرية علينا الالتزام بها لنجاح هذه التحركات وحفاظاً على سلامة جنودنا البواسل». وبدا أن هذا البيان بمثابة رد غير مباشر على تصريحات أدلى بها مساء أول من أمس يوسف البديري عميد مجلس غريان البلدي الذي أكد أن المدينة ما زالت تحت سيطرة حكومة السراج، وقال إن ما يُروّج له من إشاعات عن طريق ما وصفه بـ«إعلام عملية الكرامة» (الجيش الوطني) هو من باب «التضليل والتغطية على هزائمه المتكررة وتصدير مشاكله المتفاقمة خاصة بعد طرده من مدينة غريان»، في إشارة إلى خسارة الجيش الوطني هذه المدينة قبل أسابيع.

وفي مدينة بنغازي، شرق البلاد، تظاهر مساء أول من أمس مئات السكان تنديداً بتدخل تركيا وقطر في ليبيا، وتسليحهما المتواصل لميليشيات وجماعات تسعى إلى استمرار الفوضى وزعزعة استقرار البلاد، بحسب ما قال المتظاهرون. كما أدانوا «الأعمال الإرهابية» التي ترتكبها هذه الجماعات، بما في ذلك التفجير الذي استهدف جنازة مسؤول عسكري سابق في شرق البلاد ما أدى إلى مقتل 5 وإصابة العشرات.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي يخطط للترشح لرئاسة ليبيا
اشتباكات غرب طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت
رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: الخلافات قد تؤخر الاقتراع
خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية
جدل ليبي حول صلاحيات الرئيس القادم وطريقة انتخابه
مقالات ذات صلة
دبيبة يواصل مشاورات تشكيل الحكومة الليبية الجديدة
كيف تتحول الإشاعات السياسية إلى «أسلحة موازية» في حرب ليبيا؟
لقاء مع غسان سلامة - سمير عطا الله
المسارات الجديدة للإرهاب في ليبيا - منير أديب
ليبيا من حالة الأزمة إلى حالة الحرب - محمد بدر الدين زايد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة