الثلثاء ٢٣ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ١٩, ٢٠١٩
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
مسؤول كردي يقترح تكرار تجربة "اليونيفيل" في سوريا
سجون "قسد" تفيض بمعتقلي "داعش" الأجانب
دعا أكراد سوريا الدول الأوروبية إلى "عدم التخلي عنهم" بعد انتهاء المعارك التي يخوضونها ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، والمساهمة في نشر قوة دولية في شمال سوريا لحمايتهم من التهديدات التركية، في ضوء اقتراح واشنطن إقامة منطقة آمنة هناك.

صرح القيادي الكردي السوري البارز ألدار خليل في مقابلة مع "وكالة الصحافة الفرنسية" أجريت في باريس مساء الأحد، بأن "تلك الدول لديها التزامات سياسية وأخلاقية" حيال الأكراد الذين احتووا، بقتالهم "داعش"، خطر توسع التهديد الإرهابي إلى أوروبا. وأضاف: "إذا لم يفوا بها، فهم يتخلون عنا".

وتهيمن "وحدات حماية الشعب" الكردية على تحالف "قوات سوريا الديموقراطية" العربي - الكردي الذي يستعد لإعلان الانتصار على "داعش". لكن مع اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يريد الانسحاب من سوريا، تبدو هذه القوات في وضع ضعيف أكثر من أي وقت مضى.

ولم تهدأ خلال الفترة الأخيرة التهديدات التركية بشن هجوم جديد على المقاتلين الأكراد انطلاقاً من مدينة منبج في ريف مدينة حلب. ومن أجل تهدئة الأجواء، اقترح الرئيس الأميركي الشهر الماضي إنشاء "منطقة آمنة" بعمق 30 كيلومتراً على طول الحدود بين الطرفين.

ورحبت أنقرة بالاقتراح، لكنها أصرت في الوقت ذاته على أن تدير تلك المنطقة. إلا أن الأكراد شددوا على رفض أي دور لأنقرة فيها. وتعتبر أنقرة "وحدات حماية الشعب" فرعاً من "حزب العمال الكردستاني" الذي يقود تمرداً في تركيا منذ عام 1984.

ودعا المسؤول الكردي فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن، إلى العمل على نشر قوة دولية في سوريا فور انسحاب القوات الأميركية منها. وقال خليل: "يمكن فرنسا أن تقدم اقتراحاً إلى مجلس الأمن لحمايتنا. يمكنها أن تقترح نشر قوة دولية بيننا وبين الأتراك تكون فرنسا جزءاً منها، أو يمكنها حماية أجوائنا". ويتضمن النطاق المقترح لنشر القوة الدولية، الذي قد يمتد على عمق نحو 30 كيلومتراً في الأراضي السورية، مدناً كبرى تسكنها الأقلية الكردية.

وأوضح المسؤول في الإدارة الكردية شبه الذاتية في سوريا والقائمة منذ 2011 أن هذه القوة الدولية يمكن أن تكون أشبه بالقوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "يونيفيل" لتأمين الحدود مع إسرائيل.

لكن الأوروبيين تغاضوا عن الاقتراح الأميركي إنشاء "قوة مراقبين" تحلّ محل الأميركيين في سوريا. وعلّق مصدر حكومي فرنسي قائلاً: "واشنطن تحاول العثور على حلول للخروج ليست في الواقع حلولاً"، مشيراً إلى أنها تقول "نحن راحلون وأنتم باقون". ويضغط الرئيس الاميركي على الدول الأوروبية لإعادة مئات من مواطنيها الذين يحتجزهم أكراد سوريا بعدما كانوا انضموا إلى "داعش". ورأى خليل أن "الأفضل أن يعودوا إلى بلادهم"، وأنهم إذا لم يرجعوا "يمكن إنشاء محكمة دولية أو اثنتين لمحاكمتهم". ولاحظ أنه في ظل غياب منطقة آمنة، يمكن منطقة حظر جوي أن تمنع الطيران التركي من دخول شمال شرق سوريا لمساندة عملية برية محتملة. و"إذا كانت الأجواء محمية، لا يمكن تركيا القضاء علينا، حتى لو هاجمتنا". واذا لم يساعد الغرب الأكراد على الفوز، ستتجه "وحدات حماية الشعب" إلى النظام السوري الذي، بدعم من روسيا وإيران، بات يسيطر على ثلثي الأراضي السورية.

وحذر المسؤول في الإدارة الكردية شبه الذاتية من انه "إذا لم تفعل الدول الأوروبية والولايات المتحدة شيئاً، سنكون مجبرين على التفاهم مع النظام ليرسل قوات عسكرية إلى الحدود لحمايتها".

وسبق للرئيس السوري بشار الأسد العازم على استعادة كل أراضي بلاده بعد ثماني سنوات من حرب هددت في وقت من الأوقات نظامه، أن اقترح ذلك بالفعل. وقال الأحد: "لا أحد يحمينا سوى دولتنا". واعتبرت روسيا من جهتها أن "الحلّ الأمثل هو الحوار مع دمشق".

وفي حال التوصل إلى تسوية مع دمشق، تنتظر "قسد" أن تواصل إدارة المناطق التي تسيطر عليها والتي تساوي نحو 30 في المئة من مساحة البلاد.

ولفت خليل إلى أن "شرطنا أن تكون العناصر المنتشرة على الحدود متحدّرة من مناطقنا. يكونون مرتبطين إدارياً بالجيش السوري، لكن يكونون وحدات لنا".

ويؤكد الأكراد أيضاً أنهم جاهزون لتقديم تنازلات. وقال خليل: "يمكننا أن نسلّم نسبةً من حقول النفط، وأن نتقاسم العائدات الضريبية، ونقبل أيضاً برفع علم النظام". ويشير بعض المراقبين إلى أن النظام يريد استسلاماً غير مشروط من الأكراد الذين هم الآن في موقف ضعيف.

وأقرّ مصدر حكومي من باريس بأن "الحلّ الأخير الوحيد هو اتفاق بين النظام السوري والأكراد... لكن دمشق تريد استعادة سيادتها ومن هنا أهمية روسيا في اللعبة" وأهمية تسوية سياسية تشمل تركيا.

السجون تضيق

في غضون ذلك، نقلت "رويترز" عن أحد مسؤولي شؤون العلاقات الخارجية في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد عبد الكريم عمر، أن 800 من مقاتلي تنظيم "داعش" الأجانب في الأسر و1500 من أطفالهم و700 من زوجاتهم يمثلون قنبلة موقوتة ويمكنهم الهروب في أي هجوم.

وقال إن المسلحين الدواعش وعائلاتهم الأسرى لدى "قسد" يتزايدون يومياً بالعشرات. وشدد على أن السلطة الكردية في الشمال السوري لن تطلق أسرى "داعش" وعلى دولهم العمل على إعادتهم، ذلك انها لا تستطيع تحمل العبء وحدها ولا سجون كافية لكل مقاتلي "داعش".


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة