الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ١٤, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
الحريري: لن أتنازل كل الوقت والحكومة قريبة وسترون خطوات جدية من السعودية لمساعدة لبنان
حزب الله خفض قواته في سورية من 15 الفا إلى ألفين أو ثلاثة
بيروت - "الحياة"
أمل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ان يتم تشكيل الحكومة قبل نهاية العام الحالي،أو عند بداية السنة الجديدة، مشيرا الى "ان معظم العقد التي كانت تؤخر التشكيل ذللت باستثناء عقدة واحدة نعمل على حلها".
وقال: "منذ شهر أيار، لم أوفر جهدا من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأجريت مشاورات من أجل التأكد من تمثيل عادل في الحكومة. أنا رجل صبور، ومستعد للانتظار لإيجاد الحل. البعض لا يعجبه هذا الأمر، لكن الأمر لا يتعلق بي أنا بل يتعلق بلبنان".

وأعرب الحريري عن أمله في تحسن الوضع الاقتصادي في لبنان بعد تشكيل الحكومة وتسريع الخطى لتنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" والبدء بورشة النهوض الاقتصادي وتطوير البنى التحتية وخلق فرص العمل للشباب والاستعداد للمرحلة المقبلة في المنطقة. ورأى أنه "إذا لم نطبق هذه الخطط يجب ان يعاقبنا الشعب بعدم التصويت لنا في المستقبل".

كلام الحريري جاء خلال حوار أجراه بعد ظهر أمس في مركز شاتهام هاوس في لندن تحت عنوان"لبنان رؤية نحو المستقبل"، استمر زهاء ساعة وربع الساعة.

وبدأ الحريري كلامه بالقول: "أنا هنا في وقت معقد جدا في لبنان والمنطقة. أجرينا الانتخابات النيابية في أيار الماضي، وهي الأولى منذ تسع سنوات. واتفقنا، الرئيس ميشال عون وأنا، على أهمية الاستقرار السياسي والاقتصادي، عبر تقوية مؤسساتنا والإصلاح في المؤسسات.

بلدنا لا يتحمل أن يبقى من دون حكومة تستطيع أن تحميه من الاضطرابات الإقليمية ومن الانهيار الاقتصادي. أنا متأكد من أننا سنصل إلى تشكيل حكومة قريبا، لأن الجميع يعي أن الحاجة إلى الاستقرار والنمو الاقتصادي أهم من أي أجندة سياسية".

أضاف: "اختبرنا الحرب الأهلية، قبل كل الدول في المنطقة، وتعلمنا العديد من الدروس منها. أنا أعمل بجهد لعدم عودة النزاعات بين المكونات المختلفة. وعلى رغم أن الاتفاق الذي توصلنا إليه قد يكون صعبا ومعقدا، لكنه الاتفاق الذي تطمح للوصول اليه أكثرية دول المنطقة اليوم".

وأكد على ضرورة أن نتفادى توسع النزاعات في سورية كي لا تصل إلى لبنان، وأن نتفادى التصعيد الذي يبدو أن حكومة نتنياهو مصرة عليه.

وعن عبء النازحين قال: "كأن المملكة المتحدة تستضيف 33 مليون لاجئ على أراضيها . لدينا 4 ملايين لبناني وحوالى مليوني لاجئ. هذا أحدث ضغطا كبيرا على بنيتنا التحتية وخدماتنا الأساسية ووضعنا المالي. وقال: "نعمل بجهد من أجل تعبئة الأسرة الدولية لتقوم بدورها باعتبار أن لبنان يؤمن خدمة عامة للمجتمع الدولي والعالم".

أضاف :"جيشنا وقوانا الأمنية في تأهب دائم لمنع أي تسلل للارهابيين، ونقف بقوة أمام المتطرفين والتطرف ونواجه التصعيد الإسرائيلي عبر التزامنا بالقرارات الدولية، ومنها القرار الدولي الرقم 1701 الصادر عن الأمم المتحدة. ونعتبر الجيش اللبناني المدافع الوحيد عن سيادة لبنان، ونحن في عملية حوار لنتفق على استراتيجية وطنية للدفاع في لبنان، ما إن تتشكل الحكومة الجديدة".

النأي بالنفس في الحكومة المقبلة

وأشار إلى اعتماد الحكومة المستقيلة سياسة النأي بالنفس، عن الأزمات العربية "وسيتم الإبقاء عليها في الحكومة المقبلة. وموقفنا تجاه القضية الفلسطينية هو موقف الإجماع العربي وفق مبادرة السلام العربية لعام 2002. لا نرى حلا سوى حل الدولتين، والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية وضمان حق العودة للفلسطينيين، لأن دستور لبنان يمنع توطين اللاجئين. ورأى أن للبنان دورا أساسيا في المنطقة كنموذج للتعايش والتسامح، وهو جدار دفاعي بوجه التطرف. لطالما كان لبنان مختبر الابتكار في العالم العربي. ومن المهم أن نحافظ على هذا الدور".

وفي الحوار مع الحضور أوضح الحريري أنه لزيادة النمو ومواجهة البطالة بين الشباب كان علينا أن نفكر بشكل ابتكاري لننتقل بالاقتصاد إلى مكان أفضل ونؤمن النمو الاقتصادي الذييؤثر على نسبة الدين العام مقابل إجمالي الناتج المحلي.

وذكر أن لبنان استخدم تاريخيا اليد العاملة السورية في عمل البنى التحتية بداية التسعينيات، حيث كان هناك ما بين 600 إلى 800 ألف عامل سوري. وفكرتنا هي أن نحقق الاستقرار الاجتماعي ، خاصة مع وجود 1.5 مليون لاجئ سوري، وليستفيد الشباب اللبناني من فرص العمل.

وتابع: "أحلنا عددا من القوانين الى البرلمان، حتى في ظل حكومة تصريف الأعمال، وتم اقرار 14 قانونا تقريبا، بفضل الاتفاق بين مختلف الأطراف على تسريع الاصلاح.

وعن انعكاس حل الأزمة السورية على إطلاق الاقتصاد، أجاب: "سورية ممر لنا نحو العراق والأردن ودول الخليج، وهذا أمر مهم جدا بالنسبة إلينا. لكن 1.5 مليون لاجئ يشكلون عبئا كبيرا على اقتصادنا وبيئتنا ونسيجنا الاجتماعي. استراتيجيتنا بالاستثمار في البنى التحتية وتجهيز لبنان كمنصة لتأتي الشركات الكبيرة، من بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي، لتستثمر في لبنان أو تحوله إلى مركز لها من أجل أن تقوم بعملية إعادة الإعمار في سورية أو العراق أو حتى ليبيا. فلبنان بلد متعدد الثقافات، ونطمح لتسهيل العمل وبيئة الأعمال. نريد أن نحوّل لبنان إلى مركز خدمات للشركات الدولية، ونحرص على أن يتحول إلى منصة تؤمن كل الحاجات المطلوبة من إنترنت إلى طاقة إلى أي شيء تحتاج إليه الشركات. وسورية تشكل سوقا كبيرا بالنسبة إلينا، كما هو الحال مع العراق أيضا، فهناك الكثير من الأعمال التجارية بين لبنان والعراق ونريد أن نعزز ذلك.

وسئل عن تراجع تمثيل تياره في الانتخابات الأخيرة، ما سمح ل"حزب الله" التدخل أكثر في تشكيل الحكومة، وعن احتمالات تشكيلها والتنازلات الممكن تقديمها؟ أجاب: "تأليف الحكومة سيشكل دفعا مهما جدا إلى الأمام، لكنني اليوم في لندن والتقيت عددا من السياسيين والمؤسسات المالية والتجارية، وبالتالي يمكن العمل حتى في ظل حكومة تصريف أعمال، واتفقنا مع البرلمان على صيغة معينة لتمرير القوانين. الأمر بات قريبا، وقد وصلنا إلى المئة متر الأخيرة قبل تشكيل الحكومة.

وحول أزمة النفايات والفساد قال: "بعد اغتيال والدي، انقسم البلد بشكل كبير، الناس توقفوا عن الإصغاء إلى بعضهم البعض، وباتوا يتواجهون، حتى قررنا في العام 2016 القيام بمبادرتين من أجل وضع حد لهذا الانقسام العمودي في البلد، حيث سميت مرشحا لرئاسة الجمهورية ، وفشلت المبادرة الأولى لكننا نجحنا في المبادرة الثانية مع الرئيس ميشال عون، ما أدى إلى خلط الأوراق على الساحة السياسية.

أضاف: "إذا أردت أن تلوم شخصا معينا، يجب أن تلوم الجميع، لأننا سياسيا كنا ضد بعضنا البعض، وكلما تم تقديم مشروع من طرف كان الطرف الآخر يرفضه، وكلما عمل طرف على قانون ما كان الطرف الآخر يسعى جاهدا لإفشاله. ولكن بعد انتخاب الرئيس عون، قررنا جميعا أن نضع خلافاتنا جانبا، خاصة في ما يتعلق بالمسائل الإقليمية.

أضاف: "حزب الله لم يغير رأيي بإيران، وأنا لم أغير رأيه بالمملكة العربية السعودية أو دول الخليج وأهمية علاقاتنا مع بريطانيا أو الولايات المتحدة وكل هذه الدول، وأنا لم أغير رأيي بشأن طريقة "حزب الله" في التعامل مع الأمور في المنطقة، لذلك قررنا أن نضع الخلافات الإقليمية جانبا ولذلك تمكنا من اقرارالموازنة، بعد عدم التمكن من القيام بذلك على مدى 11 سنة، كما اتفقنا على قانون انتخاب، علما أنني عندما قبلت بهذا القانون لم أفعل كما يفعل كل طرف حين يوافق على قانون انتخابي يفيده، أنا وافقت على قانون الانتخاب مع علمي أنه سيجعلنا نخسر بعض المقاعد...علينا أن نقدم التنازلات. ما حصل في ملف النفايات وملف الكهرباء وغيرهما يعود كله إلى أخطائنا الماضية. اعتمدنا خطة جديدة للطاقة ولإدارة النفايات الصلبة وإستراتيجية جديدة للاتصالات. تأخرنا، ولكننا نقوم بذلك الآن. ومع تشكيل الحكومة الجديدة، سيتم حل الكثير من المشاكل.

وردا على سؤال عدد أسباب انخفاض الودائع في البنوك اللبنانية: الحوالات التي كانت تصلنا من دول الخليج انخفضت لأن دول الخليج تعاني اقتصاديا. وهناك عدد أقل من اللبنانيين اليوم يعمل في الخليج، حتى الرواتب باتت أقل، وهي كانت ما بين 8 أو 9 مليارات من هذه المنطقة، وأصبحت اليوم 5 مليارات فقط. والسبب الآخر ارتفاع أسعار الفائدة في العالم. والنقد في المنطقة تراجع. ما نريد أن نقوم به هو مزيد من الانفتاح على القطاع الخاص. وتحدث عن مشروع توسيع المطار كي يستقبل 15 مليون مسافر، ومشاريع مهمةلضخ الأموال في البلد. وكشف عن "مجهود بدأناه منذ أسبوع فقط مع عدد من الدول العربية وبعض الأصدقاء في أوروبا لعل يمكننا جذب بعض الودائع إلى مصرف لبنان".

وعن تأخر تشكيل الحكومة أشار إلى أن "لدينا بعض الوجوه الجديدة في البرلمان وبعض الكتل الجديدة، وتغيرت الأمور ويجب أن نأخذ الأمر في الاعتبار. البعض يظن أن هذه مسألة إقليمية. لكن إذا نظرنا إلى بعض الدول الديمقراطية مثل بلجيكا وألمانيا وغيرهما، فقد استغرق تشكيل الحكومة فيهما أحيانا وقتا طويلا. أظن أننا اقتربنا من الحل. لا أعتقد أن المسألة إقليمية بل هي داخلية، لأن المعادلة تغيرت في البرلمان وبات البعض يطلب المزيد، وأكثرية العوائق تم حلها وبقي عائق واحد فقط.

وأكد أنه "لا يختلف إثنان على ضرورة تشكيل الحكومة وعندما يدفعنا البنك الدولي وتضغط علينا المنظمات الأخرى من أجل تشكيل حكومة فهذا لخير لبنان . إن الضغط الذي نعاني منه جراء الأزمة الاقتصادية يدفع الناس أكثر نحو المطالبة بتشكيل الحكومة بشكل أسرع.

وعما إذا ناقش احتمال شن إسرائيل هجوم مع المسؤولين البريطانيين؟

أجاب: نعم، بما أن إسرائيل تهددنا. تسمعون بعض الادعاءات بأن حزب الله يحفر الأنفاق وانتهك القوانين الدولية. ولكن هل سمعنا يوما عن عدد الانتهاكات الدولية التي قامت بها إسرائيل؟ كم اعتداء قامت به على مياهنا الإقليمية وأجوائنا؟ هل تظنون أنه من العدل أن نسمع فقط الأمور من جهة واحدة؟ هل تظنون أنه من العدل ألا يتم تغطية انتهاكات إسرائيل في الإعلام في وقت يتم فيه انتهاك سيادة مياهنا الإقليمية من 10 إلى 12 مرة كل شهر؟ ولدينا أراض ما زالت محتلة من قبل إسرائيل في مزارع شبعا؟ بالنسبة للأنفاق الجيش اللبناني سيعالج المسألة ونقطة على السطر. أما أن يقال بكل وقاحة أن لبنان هو المسؤول، فأظن أن إسرائيل يجب أن تحاسب على الكثير من الانتهاكات التي قامت بها منذ صدور القرار 1701. الشكاوى المقدمة من قبل لبنان إلى الأمم المتحدة ضد إسرائيل لا يمكن أن نحصيها، وماذا حصل بكل هذه الشكاوى؟ لا شيء.

"حزب الله" مسألة إقليمية

وسئل: لبنان لديه جيش ولديه بالمقابل حزب أو ميليشيا. هل نتعامل مع دولة أو دولة داخل الدولة؟ أجاب: " أفهم وجهة النظر هذه، لكن كم حربا شنتها إسرائيل ضد لبنان؟ انسحبت إسرائيل عام 2000، لكنها شنت حربا جديدة عام 2006 ونرى دائما بعض الاعتداءات وهناك اغتيالات. لكن هل أضعف ذلك حزب الله؟ في الواقع، عام 2006 كان حزب الله يقول أن لديه 10 آلاف صاروخ، وكانت إسرائيل تقول للعالم أنظروا لديه 10 آلاف صارخ، أما اليوم لا أعرف كم صاروخا لديه، ولكنه يقول أن لديه مئة ألف. إذا ماذا حققت الحرب في العام 2006؟ هل أضعفت حزب الله؟ إذا أردتم أن تحلوا هذه المسألة فهي مسألة إقليمية. أنا أقول دائما ، ان "حزب الله" مسألة إقليمية وليست لبنانية، هذه مسألة إيرانية، وإذا أردنا أن نعالجها فيجب أن نجلس إلى الطاولة ونرى كيف نحل مشاكل المنطقة. إذا أردنا أن نصنع السلام مع إسرائيل فهناك القرار الصادر عن جامعة الدول العربية، لكن نتنياهو لا يريد السلام. يريد قطعة صغيرة من لبنان وقطعة من الجولان وقطعة من فلسطين وقطعة من الأردن. صدر عن القمة العربية عام 2002 مبادرة للسلام ولكن لم يتحقق شيئ، نحن نريد السلام ولا نريد الحرب، ولا أظن أن أحدا في المنطقة يريد الحرب، لكن ما الذي تريده إسرائيل؟

النفط والغاز وتغيير اللعبة

وردا على سؤال حول النفط والغاز قال الحريري إن "هذا العنصر سيغير اللعبة بالنسبة للكثير من الدول في البحر الأبيض المتوسط كلبنان وقبرص. فنحن دول لم تنعم يوما بالموارد الطبيعية، ودخولنا في هذا المجال لا بد أن يساعد الشعب اللبناني وشعوب المنطقة لتنتقل من مستوى إلى آخر. لكن يجب أن نكون حذرين حيال التوقعات التي قد نضعها في هذا الملف، يمكننا أن نتعلم من التجربة النروجية، حيث ظنوا في البداية أن لديهم نفط وغاز وتسرعوا في الاستثمارات وكادوا يفلسون دولتهم. لكن ما أنقذهم هو زيادة أسعار النفط في السبعينات. وفي المؤتمر بالأمس في بريطانيا، تحدثنا للمرة الأولى إلى شركة BP وراينا أنها مهتمة بالاستثمار في هذه البلوكات، كما نرى اهتماما من الشركات الأخرى كالأميركية وغيرها وهي تريد أن تستثمر في هذا المجال.

وعن مشاركة النساء في البرلمان اللبناني قال: "نسعى جاهدين لدفع الجميع لإقرار قانون الكوتا النسائية. في الحكومة وضعنا قاعدة بأن أي تعيينات تتم، في المؤسسات العامة يجب أن تراعي الكوتا النسائية بنسبة 30% وحتى 40 و50% في بعض الحالات.

ورأى أن العراق سوق مهم جدا وحان الوقت لأن نركز على دول مثل العراق ومصر والمغرب ولا بد للبنان أن يفتح أسواقه.

وعن احتمال حصول اعتداء إسرائيلي قال: "إذا حصل اي اعتداء لا بد من ردة فعل مناسبة. كنت آمل أن يعدنا (نتانياهو) بأمر جيد أو إيجابي مثل السلام مع الفلسطينيين بدل التوجه إلى الحرب، لكن إذا ما قررت إسرائيل أن تشن حربا على لبنان، فسوف أقول لكم أمرا واحدا: الحرب لم تنفع، الطريق الوحيد لحل ازمة المنطقة هو الحوار والسلام . في الماضي كان هناك رجل يريد السلام في إسرائيل هو إسحاق رابين لكنه قتل، فيما نتياهو لا يريد السلام.

وعن العلاقة مع للمملكة العربية السعودية بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي أجاب الحريري: "كنت متواجدا هناك منذ فترة وجيزة، وطبعا نحن ندين ما حصل مع الصحافي جمال خاشقجي، والحكومة السعودية تدين أيضا ما حصل وكذلك العالم بأسره دان هذا الأمر. وقد ألقت المملكة القبض على الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الجريمة، وقاموا بما يجب عليهم القيام به والآن اخذت طريقها الى العدالة".

وشدد على أن "علاقتي اليوم جيدة جدا مع المملكة العربية السعودية، كما أن السوق السعودية مهمة جدا بالنسبة للبناني، وقد حضرنا عددا من الاتفاقيات التي سوف نوقعها مع المملكة ما إن تتشكل الحكومة اللبنانية، وسترون خطوات جدية من قبل المملكة لمساعدة لبنان اقتصاديا. ففي مؤتمر "سيدر" خصصت المملكة مليارا من أجل لبنان، ولا أعتقد أن العلاقة يمكن أن تكون أفضل مما هي عليه اليوم.

"حزب الله" في سورية والأسد وصدام

وإزاء تكرار السؤال عن احتمال حرب مع إسرائيل قال: "لا أعتقد انه ستحصل مواجهات في الجنوب، فلا أحد يريد الحرب في لبنان وهذه هي الرسالة التي أوصلناها الى الاميركيين والى الجميع. نحن لا نريد اية صدامات ولبنان مكان جيد للاستثمار.

وحول عودة حزب الله من سورية أجاب: "أعتقد ان عددا كبيرا من مقاتلي حزب الله عاد الى لبنان، كانت لديهم قوة كبيرة في سورية تصل الى 15 الف فرد لكنهم خفضوها الى 3 آلاف أو ألفين، وهذا ما يقوله الحزب وما نعرفه من استخباراتنا وبعض الاستخبارات الاجنبية".

أما بالنسبة لسورية فرأى أن وضع النظام السوري مشابه لوضع صدام حسين بعد حرب الخليج حيث أخرج من الكويت ووضع العراق تحت رعاية الامم المتحدة واليوم سورية هي تحت سلطة روسيا والاميركيين والايرانيين وتركيا وغيرهم أيضا، واسرائيل تحتل هضبة الجولان. لذا وضعه سيكون ضعيفا جدا، اذ عليه الاصغاء الى الروس وغيرهم، إلا اذا تم وضع دستور جديد في سورية كما وعد الجميع، يصار من خلاله الى تحقيق تمثيل صحيح للشعب السوري. ولكن الامر لا يزال غامضا ، لقد قتل اكثر من 700 الف مواطن سوري وهناك حاجة الى مصالحة كبيرة في سورية فهل ستحصل ؟ وهل الاسد مستعد للمصالحة من دون الثأر؟ هذا هو السؤال الكبير وانا لا املك الاجابة عنه".

واعتبر أن مسألة الفساد "خطيرة في لبنان ولذلك عندما ذهبنا الى مؤتمر "سيدر" حرصنا على أن يكون هناك لجنة للاشراف على المشاريع كلها كما أن طريقة المناقصات في هذه المشاريع ستكون شفافة جدا والبنك الدولي سيكون مشرفا عليها. أريد العمل مع المجتمع المدني اكثر لأنني اعتقد انهم يملكون الكثير من الافكار الجيدة.

وفي رده على سؤال عن العلاقات مع المملكة العربية السعودية أوضح أنه "كانت هناك حاجة للدعوة الى صحوة في لبنان وكان يجب على اللبنانيين ان يفهموا اننا لا نستطيع ان نستمر في ذلك المنحى ولا يمكننا ان نطلب من دول الخليج ان تستثمر في لبنان في حين لدينا احزاب تشتمها، وانا لا يمكنني ان أطلق تصريحات تجاه إيران من دون أن أتوقع جوابا منها. يجب ان ننأى بانفسنا عن النزاعات الاقليمية".

لن اتنازل كل الوقت

وعن التنازلات التي يقدم عليها: "أنا اؤمن أن قول الحقيقة هو الطريق الوحيد للسير قدما، والدي كان هكذا وهو عانى من ظروف صعبة جدا. اليوم هناك لبنانيون يتنازعون على الحكومة اللبنانية ولكن في الماضي واجه والدي قوة وصاية سورية كانت تقول له ما يجب ان يفعل، وهو كان عاجزا عن إجراء أية تعيينات في أي وزارة أو غيرها. أما اليوم فالأمور مختلفة. استعدنا الحرية بعد انسحاب السوريين. تعلمنا من ذلك فهذه هي المرة الوحيدة التي نستطيع فيها بعد الحرب الاهلية وانسحاب النظام السوري من لبنان ادارة بلدنا بانفسنا. نحن لم نقم بذلك في العام 2005 لغاية العام 2016 اذ قمنا بعكس ما يجب القيام به تماما، كان بجب علينا ان نجلس معا ونتكلم مع بعضنا بغض النظر عن اختلافاتنا ولكنني في تلك المرحلة لم اكن ملما بالسياسة".

أضاف: "أنا لن اتنازل كل الوقت ولكني اتنازل لمصلحة البلد، واذا تأخرنا في تشكيل الحكومة فلأنني لم أشعر ان ما يطلب مني يصب في مصلحة البلد، بل على العكس انه أمر سيىء والآن نحاول حل هذه المسألة".


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة