الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ١٣, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
ليبيا
التنافس الغربي والعربي يفاقم الأزمة الليبية
طرابلس - أ ف ب
تزامناً مع بدء محادثات دولية حول الأزمة الليبية في إيطاليا، لا يبدي الليبيون المصطفّون في طوابير أمام المصارف في طرابلس تفاؤلاً كبيراً بإمكان التوصل إلى حل للأزمة السياسية والاقتصادية في بلادهم. ويعتبر مراقبون أن التنافس بين الدول الغربية والعربية يفاقم الأزمة الليبية.

وقال المهندس علي كريديغ (40 عاماً) لوكالة «فرانس برس»: «أنا هنا منذ السادسة صباحاً، وبعد مضي خمس ساعات لم يصلني الدور لاستلام رقمي الذي سيمكنني من الحصول على جزء من نقودي». وتحد المصارف الليبية عمليات سحب الأموال وتربطها بتوفر السيولة ما يستدعي تشكّل طوابير انتظار طويلة أمامها. وتابع كريديغ «لعلك تلاحظ المئات ينتظرون مثلي».

وفي محاولة لتخفيف طوابير الانتظار الطويلة خصصت بعض المصارف أياما للنساء وأخرى للرجال. وأمام مصرف آخر في حي الأندلس في غرب طرابلس تنتظر عشرات النساء دورهن فيما بعضهن يحاولن الاحتماء من أشعة الشمس.

وفي المقهى المقابل، قال لطفي متأملاً صفوف الانتظار الطويلة أمام مصارف طرابلس: «أمر محبط أن نرى هذا، وكأننا بلد فقير». وقال كريديغ: «لقد تنقل سياسيو بلدي في العشرات من المحطات الدولية طيلة الأعوام الأربعة الماضية، وأنفقوا ملايين الدولارات دون فائدة».

ويذهب القسم الأكبر من عائدات النفط الليبي لزعماء الحرب في بلد تتنافس الفصائل المسلحة فيه للاستيلاء على موارده.

وفي أيلول (سبتمبر) الماضي أعلنت حكومة الوفاق الوطني إصلاحات اقتصادية بهدف مكافحة الفساد.

لكن الإجراءات الحكومية تعرّضت لانتقادات كبيرة، كما يشكك محللون في جدواها وفاعليتها. إلا أن رئيس المجلس الرئاسي في الحكومة فائز السراج قال: «إن تشكل الطوابير أمام المصارف يظهر فاعلية الإصلاحات وإن السيولة عادت إلى المصارف».

لكن عشية مؤتمر دولي في باليرمو لبحث الأزمة الليبية يسود التشكيك في إمكان التوصل إلى حل ينهي معاناة الليبيين اليومية.

وأثناء انتظاره أمام المصرف برفقة طفله البالغ خمس سنوات قال كريديغ: «لا نتيجة ستتحقق في إيطاليا مثلما كانت النتيجة صفر في الاجتماعات الدولية السابقة». وتابع أن «إيطاليا لا تحاول مساعدة الليبيين، فهي لا تتمنى الخير لهم على الإطلاق»، مضيفاً أن شريحة واسعة من الليبيين تعتبرها «مستعمراً سابقاً لا يمكن الوثوق به». وأضاف هذا المهندس: «بالتالي هذا المؤتمر هو فقط للاستعراض الدولي، وإظهار روما أمام جيرانها الأوروبيين، بأنها صاحبة المبادرة والزمام في ليبيا»، بعد استضافة فرنسا في أيار(مايو) الماضي قمة بين الأطراف الأربعة الرئيسيين في الأزمة الليبية.

بدورها، تعارض الأستاذة الجامعية سعاد ملوق تدخل إيطاليا في شؤون بلادها الداخلية، لأنه «لا يمكن اعتبارها وسيطاً محايداً بسبب دعمها أطرافاً على حساب أخرى».

وأكدت الصيدلانية فاتن محمود (54 عاماً) أن أرباحها انخفضت بشكل كبير بسبب تدهور قيمة العملة المحلية.

وقالت: «نحن الليبيون لا زلنا ننتظر أن يأتي الحل لمشاكلنا من دول أجنبية، هي نفسها التي لا نكف عن شتمها وتحميلها مسؤولية ما نعانيه». وتابعت الصيدلانية أن «الصخيرات وإسطنبول وباريس وروما وباليرمو، ليست إلا وجهات سياحية بالنسبة إلي»، في إشارة إلى المدن التي استضافت في السنوات الأخيرة مؤتمرات لبحث الأزمة الليبية. وأضافت أن «الحل يجب أن يأتي من طرابلس وبنغازي وسبها ومصراتة والزنتان».

أما جاب الله الشويهدي (74 عاماً)، فيرى أن الأمل ضئيل جداً، معتبراً أن حل الأزمة الليبية يتطلب طاولة حوار ليبية حصراً. وقال الشويهدي لـ «فرانس برس»: «إذا كان هناك أمل فهو ضئيل جداً جداً ولا أنظر إليه خارج ليبيا، المنطق (يفرض أن) نجلس على طاولة ليبية، عندها ممكن أن نصل إلى نتيجة».

من جهته، جزم رمضان ناصف (45 عاماً) بأن مؤتمر باليرمو لن يكون مختلفاً عن المؤتمرات السابقة.

وقال ناصف متسائلاً: «كيف أتحاور مع البندقية؟».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي يخطط للترشح لرئاسة ليبيا
اشتباكات غرب طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت
رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: الخلافات قد تؤخر الاقتراع
خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية
جدل ليبي حول صلاحيات الرئيس القادم وطريقة انتخابه
مقالات ذات صلة
دبيبة يواصل مشاورات تشكيل الحكومة الليبية الجديدة
كيف تتحول الإشاعات السياسية إلى «أسلحة موازية» في حرب ليبيا؟
لقاء مع غسان سلامة - سمير عطا الله
المسارات الجديدة للإرهاب في ليبيا - منير أديب
ليبيا من حالة الأزمة إلى حالة الحرب - محمد بدر الدين زايد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة