الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ١٢, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
ليبيا
مؤتمر باليرمو: تشكيك ليبي واهتمام غربي بالنفط
طرابلس، روما - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
قبيل انطلاق المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي يعقد اليوم، في مدينة باليرمو الإيطالية بحضور أهم أطراف النزاع المحليين، ويبحث في محاولة أخرى لإطلاق عملية انتخابية وسياسية من المفترض أن تخرج البلاد من حالة الفوضى، يُجري الفرقاء الليبيبون اتصالات مكثفة مع الأطراف الدولية والإقليمية. وفي حين رهن نواب وساسة نجاح المؤتمر بتشكيل مجلس رئاسي جديد ينظر الغرب إليه باهتمام شديد عقب الكشف عن إمكان القفز بإنتاج البلاد من النفط.

وكان من المقرر أن يشارك بالمؤتمر عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، إلا أن مصادر متقاطعة أفادت بأن حفتر لن يحضر الاجتماعات.

وفي محاولة على ما يبدو لإقناع حفتر بحضور المؤتمر، زار رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أمس بنغازي للقاء المشير أحد الفاعلين الرئيسيين المدعوين إلى المؤتمر. وقال مسؤول في «الجيش الوطني الليبي» الذي يقوده حفتر لوكالة «فرانس برس» إن كونتي جاء إلى بنغازي على بعد الف كلم شرق طرابلس لمناقشة «آخر التطورات لشأن مؤتمر باليرمو»، من دون مزيد من التفاصيل.

وعلى الجانب الآخر من العاصمة طرابلس، يشارك رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري الذي وصل والوفد المرافق بالفعل إلى إيطاليا، ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج. كما توجه وفد من مجلس النواب، على رأسه المستشار عقيلة صالح، أمس إلى إيطاليا للانضمام إلى قائمة الحاضرين للمؤتمر.

كما وصل وفد يضم شخصيات سياسية وعسكرية من مدينة مصراتة إلى روما، قادماً من باريس، بعدما التقى هناك وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، ودعت روما أيضاً عدداً من أعيان القبائل والمجتمع المدني.

وفي مؤشر على الصعوبات في تقريب وجهات النظر في بلد يعاني من انقسامات وصراعات على السلطة منذ انهيار نظام معمر القذافي عام 2011، اعلنت الأمم المتحدة الخميس أن العملية الانتخابية تأخرت ومن المتوقع أن تبدأ في ربيع 2019.

ويشارك ممثلون من دول أوروبية بينها فرنسا والولايات المتحدة فضلاً عن دول عربية في المؤتمر الذي يستمر الإثنين والثلثاء في حين لا تزال ليبيا تعاني من انعدام الأمن والأزمة الاقتصادية.

وينظر الغرب إلى مؤتمر باليرمو باهتمام شديد عقب الكشف عن إمكان القفز بإنتاج ليبيا من النفط إلى 3 ملايين برميل يومياً بنسبة تزيد عن ضعف ما ينتج حالياً، الأمر الذي يساعد في التغلب على النقص في سوق النفط العالمية نتيجة فرض العقوبات الأميركية على إيران.

الى ذلك، قلل برلمانيون وساسة ليبيون من أهمية مؤتمر باليرمو لبحث حل الأزمة الليبية ومن أهمية عقد مؤتمرات واجتماعات مماثلة في حال لم تدعم الأطراف المشاركة التوافق بين مجلسي النواب والدولة بتعديل الاتفاق السياسي واعتماد مشروع الدستور كقاعدة أساسية تستند إليها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة في البلاد وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية.

وقال عضو المجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة، لـ «سبوتنيك»، إن «نجاح مؤتمر باليرمو من عدمه يكمن في دعم التوافق الأخير بين المجلسين بتعديل الاتفاق السياسي بخصوص المجلس الرئاسي الذي يجسد حكومة وحدة وطنية تنهي الأجسام الموازية والانتقال إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية»، مؤكداً أنه «إذا جرى غير ذلك فسوف يكون مؤتمراً فاشلاً كغيره من المؤتمرات الدولية السابقة».

واعتبر شرادة أن «الحضور، حسب القائمة التي تناولها الإعلام، ليس لهم أي تأثير على الساحة الليبية».

الى ذلك، كانت الأزمة في ليبيا محور اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإيطالي جوزبي كونتي.

في غضون ذلك، كشفت صحيفة مالطية قيام المخابرات الفرنسية بمراقبة نقل أسلحة إلى ليبيا، إذ تحدّثت صحيفة «مالطا توداي» عن 5 أشخاص يتبعون المخابرات الفرنسية، قُتلوا في حادث تحطم طائرة عام 2016 وقالت إنهم يشكلون جزءاً من خلية مكونة من 9 أشخاص كانت تعمل من منزل في بالزان بمالطا، قبل أن يتم قطع العملية بتحطم الطائرة المأسوي.

وقالت الصحيفة إنها تلقت معلومات جديدة حول الحادث الغامض المتعلق بالفرنسيين الذين استخدموا مالطا قاعدة لتتبع حركة الأسلحة الفرنسية التي تذهب إلى ليبيا. وتتناقض المعلومات الجديدة مع البيان الرسمي للحكومة المالطية في وقت وقوع الحادث، الذي قال إن الرجال الخمسة كانوا يقومون بمهام مراقبة لصالح إدارة الجمارك الفرنسية.

في السياق ذاته، تواصل رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، مع عدد من الشخصيات السياسية البارزة قبل انعقاد المؤتمر، من بينهم الموفد الدولي غسان سلامة، فائز السراج، عقيلة صالح، خالد المشري، وذلك لتأكيد استعداد المؤسسة للعمل مع جميع الجهات في كامل البلاد بعد المؤتمر بما يخدم مصلحة الشعب الليبي.

على صعيد آخر، اعلن جهاز خفر السواحل الليبي عن إنقاذ 44 مهاجراً غير شرعي بينهم مواطنون ليبيون، كانوا على متن قارب مطاطي تعطل محركه في عرض البحر . وأوضح المكتب الإعلامي لمديرية أمن زوارة في بيان أن المهاجرين من تونس والمغرب والسودان، بصحة جيدة وتم نقلهم إلى ميناء زوارة وتم تقديم المساعدات الإنسانية لهم.
 


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي يخطط للترشح لرئاسة ليبيا
اشتباكات غرب طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت
رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: الخلافات قد تؤخر الاقتراع
خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية
جدل ليبي حول صلاحيات الرئيس القادم وطريقة انتخابه
مقالات ذات صلة
دبيبة يواصل مشاورات تشكيل الحكومة الليبية الجديدة
كيف تتحول الإشاعات السياسية إلى «أسلحة موازية» في حرب ليبيا؟
لقاء مع غسان سلامة - سمير عطا الله
المسارات الجديدة للإرهاب في ليبيا - منير أديب
ليبيا من حالة الأزمة إلى حالة الحرب - محمد بدر الدين زايد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة