السبت ٢٠ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ١١, ٢٠١٨
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
خطاب الوصاية الفوقية لنصر الله يتحدى الجميع والحريري يرد فور عودته
لم تخرج كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن سياق التوقعات الموضوعة لها، بل على العكس، جاءت سقوفها النارية لتعكس لغة تحدٍ فوقية قدم فيها نصر الله نفسه على انه المرجعية المقررة، مغلقا الباب امام اي أفق لتسوية للعقدة السنية من خارج شرطه الذي جدد تأكيد المؤكد حيال موقف الحزب من تمثيل وزير سني من النواب السنة في تحالف ٨ آذار، علما ان نصر الله لم يقف عند حد حسم موقف حزبه من هذا الموضوع، بل وجه رسائل نارية متعددة الاتجاهات طالت سهامها الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب " القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، من دون ان يفوته تصويب البوصلة في اتجاه رئيس الجمهورية و" التيار الوطني الحر"، بما بدا بمثابة اعادة تصويب التحالف معهما حسما لحملة السجالات الاخيرة بين الجانبين والتي عكست تباينا واختلافات. وكان واضحا من كلام نصر الله حرصه على حسم الجدل في هذا الشأن وتصويب الامور لجهة التأكيد على ان "العلاقة مع رئيس الجمهورية جيدة والتحالف معه فوق كل محاولات البعض أخذ الرئيس الى صراع مع حزب الله"، الامر الذي أحرج فيه نصر الله حليفه المسيحي بعد محاولة الاخير التمايز في مواقفه ان في مسألة العقدة السنية او في ملف العقوبات.

واذ نفى نصر الله "أن يكون حزب الله يريد تطفيش رئيس الحكومة"، مكررا تأكيده "ان الحكومة طالما ستكون حكومة وحدة وطنية" فقد شن هجوما عالي النبرة عبر سؤاله عن وحدة المعيار في التمثيل"؟، مشيرا الى ان النواب الستة يمثلون بنتائج الإنتخابات وهم يمثلون سنة 8 آذار وكل هذا الوجود الطويل العريض ولم يغيروا مواقفهم، انهم يمثلون هذا الخط السياسي الطويل العريض، ونرفض عدم تمثيل هؤلاء لأنها لغة إقصاء، ونحن لم نكن مع إقصاء أحد ونحن كنا صادقين بأن تكون الحكومة حكومة وحدة وطنية. إذا ممنوع عليهم ذلك فدعونا نحكي من أول وجديد".

وفي حين أعلن انه "ليس طرفا في المفاوضات، قال ان حل هذه العقدة هو عند الرئيس المكلف، وقلت هذا الأمر في سياق لقائي مع الوزير جبران باسيل قبل يومين".

كما طالب بـ"التفاوض مع النواب الستة السنة، وهذا حقهم ونحن حلفاء لهم".

وفي حين رمى نصر الله بالكرة في ملعب الرئيس المكلّف، رفضت اوساط مستقبلية التعليق على كلامه، مكتفية بالقول ان موقف الحريري يعلنه بنفسه فور عودته الى بيروت.

فيما لم يمر هجوم نصر الله على جنبلاط من دون رد فوري. اذ خاطب نصر الله جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي قائلا: "من أين أتيتم بالحديث عن أن إيران تريد معاقبة لبنان بسبب العقوبات، وهل الرئيس الأسد يتدخل؟ اضبط الإنتينات يا وليد بيك. شوف جنابك بقيت أربعة أشهر تؤخر تشكيل الحكومة، وأقول لك تحدث بعد أربعة أشهر عن محاولاتنا تأخير الحكومة، هلق بدك تروق شوي".

كما خاطب "القوات اللبنانية" قائلا: "ألم تكونوا عقدة؟ ألم تشكل المعارك التي حصلت طيلة خمسة أشهر عقدة؟ هل سمعتم ان حزب الله اعترض واتهمكم كقوات واشتراكي بتعطيل البلد؟ القوات اللبنانية التي أخرت تشكيل الحكومة خمسة أشهر عليها انتظار خمسة أشهر من الآن للآخرين".

وعلى الفور رد جنبلاط مغردا بالقول: "يا سيد حسن، في هذه اللحظة، يجتمع الرئيس الفرنسي والمستشارة الالمانية على التأكيد على المصالحة بعد مئة عام من اندلاع الحرب العالمية الاولى، اتوجه اليك كمواطن عادي من أجل التأكيد على الحوار على نقطة واحدة فقط في منع الانهيار الاقتصادي والجوع بعيدا عن الصواريخ وإيران وسوريا".

ومع ترقب عودة الحريري المتوقعة اليوم للمشاركة في جلسات الهيئة العامة يومي الاثنين والثلاثاء، استغربت مصادر سياسية قذف مسؤولية العقدة السنية في اتجاه الحريري خصوصا وان الاخير اعلن موقفه صراحة عندما هدد بالاعتذار عن التأليف اذا كان شرط ولادة الحكومة وجود وزير من سنة ٨ آذار، مشيرة الى ان الموضوع بات عند رئيس الجمهورية الذي يعود اليه إيجاد المخرج الذي يقي الرئيس المكلف تجرع كأس التنازل او الاعتذار اذا كان رئيس الجمهورية حريص حقا على التعاون معه. وقالت انه يمكن فهم الأسباب الكامنة وراء موقف حزب الله من النواب السنة الحلفاء له وفهم مبرراته وحيثياته، لكن في المقابل، من الضروري احترام موقف الرئيس المكلف وصلاحياته في التأليف. وكشفت ان المخرج في هذه الحال يكمن في اختيار شخصية تحظى بتوافق كل الأفرقاء بمن فيهم نواب اللقاء التشاوري، والا فإن مصير التأليف سيبقى مهددا الى اجل غير مسمى.

وكان هذا الموضوع شكل محور حركة سياسية في اليومين الماضيين، هدفت في الواقع الى دفع رئيس الجمهورية الى تغيير موقفه والسير في توزير احد سنة ٨ آذار. وقد برزت في هذا الإطار حركة لنائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي الذي زار عين التينة ثم بعبدا. وكشفت معلومات ان مهمة الفرزلي كانت في إقناع الرئيس على ان يتولى رئيس المجلس اذا نجح هذا المسعى، إقناع الحريري.

وفي هذا السياق، برز موقف لرئيس الجمهورية، اكد فيه "انه لن يترك جهداً الا وسيبذله من اجل حل تعقيدات تشكيل الحكومة"، معتبراً خلال استقباله في قصر بعبدا بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف العبسي على رأس وفد من سينودس اساقفة كنيسة الروم الكاثوليك في لبنان والمنطقة وبلاد الانتشار، "ان الامر يتطلب شجاعة وصبراً لنصل الى الخواتيم، لكننا سنجد الحل لأن الانتظار هو خسارة للوقت". 

على خط موازٍ، برزت الزيارة الليلية التي قام بها رئيس "التيار الوطني الحر" لنصر الله حيث اجتمعا في حضور رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا. وتم البحث بحسب ما اعلنت دائرة العلاقات الاعلامية في الحزب ""في موضوع تشكيل الحكومة والعمل على إيجاد السبل الكفيلة لحل العقد التي تعترض إنهاء عملية التشكيل، على اساس المعايير الموضوعية والعملية. وتطرق النقاش إلى عدد من الملفات الداخلية حيث اتفق الطرفان على وجوب تحصين الوحدة الوطنية ومنع الإنجرار إلى توتير البلاد او التحريض المذهبي او الطائفي. كذلك، تم البحث في الوضع الإقليمي واهمية تعزيز الاستقرار في لبنان ملاقاة لأي تطور في المنطقة"، وعلم ان هدف الاجتماع تمحور حول نقطتين أساسيتين: احتواء الخلافات الاخيرة بين الحزب والتيار، وتكليف باسيل معالجة العقدة السنية بعدما ازعج كلام باسيل حول ان العقدة هي سنية شيعية، الحزب.

في اي حال، تتجه الأنظار الى ما سيكون موقف الحريري. الذي يتابع زيارته الى باريس حيث شارك بعشاء يقيمه وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان مساء على شرف المشاركين في مقر وزارة الخارجية قي الكي دورسيه، في حضور الحريري على ان يشارك ظهر اليوم في مأدبة غداء يقيمها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على شرف الرؤساء الحاضرين. وسيكون للحريري سلسلة لقاءات عدة على هامش المنتدى الذي يستمر من 10 الى 12 الجاري مع عدد من الرؤساء منهم الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على ان يعود الى بيروت قبل يوم الاثنين.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة