الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ٥, ٢٠١٨
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
لبنان: الحكومة تواجه بطاقات حمراً ومعركة أحجام
تتجه الانظار الى العقوبات الاميركية المتشددة التي دخلت حيز التنفيذ منذ اليوم على ايران وما تسميه واشنطن أذرعها في العالم، وتأثير ذلك على لبنان وتحديداً على "حزب الله" وكوادره. وفي حسابات المراجع المالية ان العقوبات المالية التي وضعت تحت عنوان "تجفيف منابع تمويل حزب الله" لا تعني القطاع المصرفي اللبناني الذي يتشدد في التزام المعايير الدولية، لكن ما هو منتظر من باقي العقوبات التي ستطاول البيئة الحاضنة للحزب ومحيطها، من حلفائه وممن يتعاملون معه في أكثر من مجال، قد يكون أكثر ايلاما، اذا ما طاول الطاقم السياسي والحزبي الحليف للحزب من مسؤولين لبنانيين حكوميين وحزبيين في المجالات العامة والبلديات والمؤسسات المستقلة والقطاعات الصناعية والتجارية والسياحية الخاصة.

أما داخلياً وفي غياب الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في باريس، والذي الغى مكتبه مواعيده لليوم وغداً، من غير ان يحدد مواعيد جديدة خلال الاسبوع الجاري، تجمدت حركة المشاورات الحكومية، خصوصاً بعد الكلام الاخير لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي أوجد شرخا مع "حزب الله" عمل الحزب، كما "التيار الوطني الحر"، على تخفيف وطأته وضبط الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعدم التصعيد. واذ أكد الحزب مجدداً عبر أكثر من تصريح مطلبه توزير أحد "النواب السنة المستقلين"، أوضحت مصادره ان المشكلة ليست مع الرئيس عون الذي له وجهة نظر في توزير أحد السنة المستقلين تختلف عن وجهة نظر الحزب، وان الموضوع هو لدى الرئيس المكلف المعني بالتوزير وبتشكيل الحكومة. أما العلاقة مع رئيس الجمهورية و"التيار" فهي علاقة ممتازة. لكن مصادر أخرى حملت "تيار المستقبل" مسؤولية عدم الافادة من رفع "حزب الله" البطاقة الحمراء في وجه رئيس الجمهورية لعدم السماح له بنيل 11 مقعداً وزارياً مع فريقه.

وبينما أكدت مصادر "التيار الوطني الحر" ان العقدة المسيحية حلت، وان المشكلة باتت سنية – شيعية مع تبني الطرف الشيعي مطلب "السنّة المستقلين"، اكد الرئيس نبيه بري لزواره ان العقدة ليست سنية - شيعية، وأشاد ببيان المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى. وعلم ان بري بادر الى الاتصال بمفتي الجمهورية قبيل الاجتماع متمنياً عدم التصعيد خوفاً من انعكاس ذلك على الشارع.

من جهة أخرى ، قال مصدر وزاري مطلع على مسار التأليف لـ"النهار" إن موقف "حزب الله" من التمثيل السني ليس طارئاً، بل هو مطلب قديم، وكان يمكن حله بالحوار، الّا ان أي جهة رسمية لم تأخذ هذا المطلب في الاعتبار. وأضاف أن تمسك "حزب الله" به وتعطيل تأليف الحكومة يقرأ كالاتي: ان الحزب غير مستعجل تأليف الحكومة كما يعتقد البعض باعتبارها غطاء له قبيل العقوبات على ايران، والحزب ليس في وارد التخلي عن حلفائه الا اذا ارتضوا حلاً مختلفاً، والحزب مصرّ على المعايير الموحدة التي اعتمدت مع العقدتين الدرزية والمسيحية. ورأى المصدر ان ولادة الحكومة باتت من دون موعد في انتظار اتصالات الاتي من الايام بعد عودة الرئيس الحريري.

على الضفة الاخرى، تجددت السجالات بين "التيار" والقوات اللبنانية". فبعد استياء من تغريدة سابقة للمرشحة القواتية لوزارة الثقافة الزميلة مي شدياق وقيام حرب الكترونية تناشد الرئيس ميشال عون عدم القبول بتوزيرها، شن رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل هجوماً من بوابة الصحة اذ افتتح السبت مؤتمراً عن الطاقة الصحية يبدو ان وزير الصحة غسان حاصباني لم يدع اليه، أو أنه آثر عدم الحضور، وتحدث عن "ان القطاع الصحي في لبنان مريض". فقابله حاصباني بسلسلة ردود استمرت السبت والاحد، ووصفه بـ"وزير الخارجية والطاقة المعتلة".

ومع ادخال البطاقة الصحية على خط الجدل، طمأن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابرهيم كنعان اللبنانيين الى أن "البطاقة الصحية على طريق الانجاز والبحث يتم اليوم في اللجنة في آليات التمويل والمطلوب توافر الارادة للحسم، ولاسيما بعد العمل على تفكيك كل الألغام التي كانت مدار معاناة سابقاً ان كان على مستوى الضمان الاجتماعي أو الصناديق الأخرى".

في غضون ذلك، برز اللقاء الذي عقده رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيه مع اهالي ضحايا مجزرة اهدن تمهيداً للقاء المصالحة مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في بكركي، وأطلعهم على ما آلت اليه الاتصالات مع حزب "القوات"، لافتاً الى "ان الحوار أو اللقاء نتيجة طبيعية للمصالحة التي أجريت في بكركي واللقاءات التالية".

وأكد ان "الحوارات مع "القوات" مرت بمراحل عدة، واللقاء الثنائي مع الدكتور سمير جعجع يأتي تتويجا لهذه اللقاءات التي لم يجر التفريط خلالها بكرامتنا أو بكرامتكم أو كرامة شهدائنا، وسيكون لقاء من دون مصالح آنية أو ظرفية". وأعلن "اننا نتطلع الى مرحلة جديدة نتخطى من خلالها الماضي، الا اننا نأخذ منه العبر لاولادنا كي نبقى ونستمر".

باسيل يصوّب مجدّداً على وزير الصحة وحاصباني يردّ على "وزير الطاقة المعتلّة"

"تلطيشات" رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل على وزارة الصحة العامة ومن ورائها الوزير غسان حاصباني، لم تمر بلا رد من الأخير، وإن دخل الوزير سليم جريصاتي على خط السجال، مصادقاً على كلام باسيل.

وكان باسيل الذي مثل رئيس الجمهورية في المؤتمر الوطني الاول لجمعية "الطاقة اللبنانية للصحة"، في الجامعة اللبنانية - الحدت، اعتبر أن "لا مبرر لوزارة الصحة في اي دولة ما لم يكن الهدف حصول كل مواطن على حقه في الرعاية الصحية"، واصفاً القطاع الصحي في لبنان بأنه "مريض".

ورأى "أن أكثر ما هو فاضح، هو التوزيع السياسي المجحف للخدمات والتكاليف الصحية بين المناطق (...) وقد رفعنا الصوت عالياً منذ زمن لتصحيح هذا الخلل السياسي المقصود، وأملنا خيرا لتصحيحه مع الوزارة الأخيرة، الا ان تنبيهاتنا المتكررة وصراخنا داخل الجدران الاربعة لم تلق تجاوباً بسبب فعل الارضاء او الخنوع السياسي. ياللأسف ضاعت الفرصة، فرصة التصحيح. كان بالهم بالكهرباء واختراع الحديث عن صفقات، بدل مواجهة الصفقات الفاضحة الحاصلة في وزارتهم".

وتطرق الى مشروع البطاقة الصحية و"هو احد اولويات المجلس النيابي، وقد جرى اقرار معظم مواده في لجنة المال والموازنة أخيراً باستثناء تلك المرتبطة بالتمويل، على امل اقرارها الاسبوع المقبل".

حاصباني

ورد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني عليه بتغريدة عبر حسابه على "تويتر"، قال فيها: "الى وزير الخارجية والطاقة المعتلة، بعد 10 سنوات في الوزارة التي حولتموها الى اللا طاقة ولا مياه، النتيجة: مياه ملوثة، صرف صحي في الأنهار والآبار والبحور، انبعاثات سامة من معامل الكهرباء والسرطان يتكاثر جراء كل ذلك. ولكم الجرأة ان تقولوا كلاما مضللا عن الصحة؟

لم تدعموا لا بين الجدران المغلقة ولا فوق السطوح المعادلة العلمية التي انصفت المستشفيات المغبونة والتي تعرفونها جيداً. واذا اردتم ذلك فالفرصة لاتزال متاحة أمامكم والارقام رفعت الى وزارة المال.

أطلقنا العمل على البطاقة الصحية منذ اكثر من سنة، وأقر اقتراح القانون في لجان عدة في مجلس النواب بحضورنا ولم تتنبهوا إليها الا الآن؟ اهلًا بوزير الخارجية على كل حال. فأن تأتي متأخراً خير من الا تأتي أبدا".

جريصاتي

غير أن وزير العدل سليم جريصاتي عاد وكتب في تغريدة على "تويتر": "الى الوزير حاصباني الآتي من عالم الرقم: إن الأرقام والنسب المحققة لا تخطئ، وإن محاضر مجلس الوزراء تشهد على الوقائع والواقعات. في كلامك إقرار بأنك استنسخت الماضي ولم تنجح في تصويب الأمور في وزارة الصحة". 


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة