السبت ٢٠ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ١٨, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
مهلة أخيرة لدمشق وحلفائها لإنجاز لجنة الدستور
موسكو، لندن، إسطنبول- سامر الياس، «الحياة»، رويترز
أمهل الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا، دمشق وحلفاءها حتى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لإنجاز تشكيل لجنة الدستور السوري، بعدما حّملها مسؤولية تعطيل انطلاق اللجنة. ووصفت موسكو تقارير عن اتجاه واشنطن إلى فرض عقوبات على الدول المشاركة في إعمار سورية بأنها «مسار تخريبي».

وأبلغ دي ميستورا مجلس الأمن خلال تقديمه أمس احاطة في شأن مستجدات تشكيل لجنة الدستور، أنه سيتنحى نهاية الشهر المقبل «لأسباب شخصية بحتة»، مشيراً إلى أنه «سيبذل جهوداً مكثفة للتوصل إلى اتفاق على تشكيل لجنة الدستور خلال الفترة» الباقية. وقال إنه تلقى دعوة لزيارة دمشق الأسبوع المقبل لمناقشة تشكيل اللجنة، وسيدعو ممثلي الدول الضامنة لـ «آستانة» لاجتماع في جنيف، على أمل أن يكون قادراً على «إصدار دعوات لعقد اجتماع اللجنة الشهر المقبل». وكرر تأكيده أن هناك اتفاقاً على حصص الحكومة والمعارضة في اللجنة، لكن دمشق تعترض على حصة المجتمع المدني والمستقلين. وقال إن روسيا وإيران وصفتا تلك القائمة بأنها «محل شك». وشدد على أن الأمم المتحدة غير مستعدة لقبول لجنة «غير موثوقة وغير متوازنة».

وقال عضو الائتلاف السوري المعارض ياسر الفرحان لـ «الحياة»: «لن ينجح أي وسيط دولي إلا إذا فُرض على النظام الاستجابة لقرارات مجلس الأمن». وأضاف: «دي ميستورا سيطلع مجلس الأمن على نتائج مشاوراته وعلى المجلس أن يعاقب النظام ويرغمه على الحل السياسي».

أما رئيس تيار الدولة السورية لؤي حسين فعزا عزم دي ميستورا على التنحي إلى «عدم حصول تفاهم بين موسكو وواشنطن على بقائه، بعدما دخلت أميركا بقوة على الملف السوري». وقال: «لم نلحظ أي تنابذ بين البلدين لكننا لم نلحظ أي توافق بينهما واستمرار دي ميستورا أحدى النقاط الرئيسة». وأكد أن اللجنة الدستورية تراوح مكانها نتيجة دخول أميركا على خط الملف الذي يحتاج إلى توافق روسي- أميركي ولا أعتقد أن الروس سيقدمون الكثير إلى الأميركيين في الملف السوري، خصوصاً ملف اللجنة. وتوقع «فترة من الركود تليها فترة صراع حتى يتم التوافق على الحصص الرئيسة في الملف السوري».

وفي وقت شهدت المنطقة العازلة في مدينة إدلب ومحيطها (شمال غربي سورية) قصفاً متبادلاً بين قوات النظام وتنظيم «حراس الدين» الموالي لتنظيم «القاعدة»، اعتبر الموفد الأميركي إلى سورية جيمس جيفري أن تطبيق الاتفاق الروسي- التركي في شأن إدلب «جمّد» الحرب في سورية، آملاً باستكماله بإحياء المفاوضات لتسوية النزاع. وقال جيفري للصحافيين في أنقرة، تعليقاً على بدء تطبيق اتفاق إدلب إن «بعض المسلحين انسحب من المنطقة المنزوعة السلاح، وسحب الأسلحة الثقيلة اكتمل وفقاً لكل الروايات... هناك بعض التساؤلات حول ما إذا كان جميع المنتمين إلى هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) قد غادر».

وبدا أمس أن التوتر بين موسكو وواشنطن في شأن التعاطي مع الملف السوري يتصاعد إثر معلومات تحدثت عن مناقشة إدارة الرئيس دونالد ترامب فرض عقوبات على المشاركين في إعمار سورية، الأمر الذي وصفه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بـ «المسار التخريبي».

وكانت قناة «أن بي سي» الأميركية نقلت عن مصادر أن إدارة ترامب تعكف على وضع استراتيجية جديدة للعمل في سورية، تتضمن فرض عقوبات على الشركات الروسية والإيرانية المشاركة في الإعمار.

وقال ريابكوف إن هدف السياسة الأميركية هو «عرقلة عمل الدول الضامنة وجهود مفاوضات آستانة وسوتشي... المسار الأميركي الأحادي والمتناقض والتخريبي يتجلى». وزاد: «اطلعنا على هذه الرسائل. واشنطن تتجاهل الحاجة لضرورة المشاركة في تطبيع الوضع في سورية، وإيجاد الظروف الملائمة لعودة اللاجئين، والانتعاش الاقتصادي، وإعمار البنى التحتية». وقال نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في المجلس الفيديرالي الروسي فلاديمير غاباروف: «في حال حصل فُرضت إجراءات (عقوبات أميركية)، سترد روسيا في شكل مماثل».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة