الثلثاء ٣٠ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢٦, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
تونس
السبسي يعلن الطلاق مع «النهضة»
محمد ياسين الجلاصي
أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أمس نهاية التوافق السياسي مع حليفه في الحكم، حزب النهضة الإسلامي، بسبب خلاف بين الطرفين على بقاء الحكومة من عدمه، كما جدد دعوته رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى عرض حكومته على البرلمان لنيل الثقة، من أجل تجاوز الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد منذ أشهر.

وقال السبسي في مقابلة تلفزيونية إن علاقة التوافق التي تجمعه بحزب «النهضة» الإسلامي، انتهت بسبب دعم «النهضة» حكومة الشاهد، على رغم مساعي الرئيس وحزبه «نداء تونس» إلى إقالة هذه الحكومة، مضيفاً أن «التوافق حقق استقراراً سياسياً لتونس، والآن سندخل في مغامرة جديدة».

ويعتبر هذا الموقف إعلاناً صريحاً للقطيعة مع الإسلاميين (الحزب الأول في البرلمان التونسي) بعد سنوات من التوافق إثر انتخابات عام 2014 التي فاز فيها السبسي وحزبه «نداء تونس»، قبل أن يفقد الغالبية لفائدة «النهضة» بسبب انشقاقات داخلية مزمنة.

وفي خصوص مصير حكومة الشاهد، جدد الرئيس التونسي دعوته رئيس الوزراء إلى «تصحيح موقفه والذهاب إلى البرلمان لتجديد الثقة وكسب الشرعية»، مشيراً إلى أن حركة «النهضة» فضّلت تكوين علاقة أخرى مع الشاهد، واختارت طريقاً آخر غير التوافق.

وتمسكت «النهضة» بمسار التوافق والحوار مع السبسي، واعتبرت في بيان أن «الاختلاف في وجهات النظر لا يعني تنكُر النهضة للعلاقة المتينة التي تربطنا برئيس الجمهورية، بل هو من صميم الحياة الديموقراطية، ومن متطلبات دقة المرحلة وجسامة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تشغل الرأي العام الوطني».

ومنذ آذار (مارس) الماضي، يواجه الشاهد ضغوطاً من أجل الاستقالة من جانب «نداء تونس» ومنظمات اجتماعية بارزة على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد)، لكنه تمكّن من الحفاظ على منصبه بفضل دعم «النهضة» ونواب مستقلين شكلوا كتلة جديدة، غالبيتها من المنشقين عن «نداء تونس».

ولم يتطرق السبسي إلى الصراع العلني بين نجله حافظ قائد السبسي، مدير حزب «نداء تونس»، ورئيس الحكومة، واكتفى بالقول: «لو ذهب الاثنان، فذلك في مصلحة تونس... أو فليصلحا من أمورهما»، ما دفع مراقبين إلى اعتبار أن الرئيس انحاز إلى نجله في هذا الصراع، لكنه في الوقت نفسه اعترف بعدم القدرة على إقالة الحكومة.

وعلى رغم اللقاءات المكثفة التي جمعت السبسي بزعيم «النهضة» راشد الغنوشي، إلا أنهما لم يتوصلا إلى اتفاق على مصير الحكومة، نظراً لتمسك «النهضة» بدعمها الاستقرار الحكومي إلى حين الانتخابات عام 2019، في حين يصر نداء تونس على إقالة الشاهد الذي سبق أن علّق عضويته في قيادة الحزب.

وتعليقاً على الدعوات إلى تقديم الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، قال إنّ «الانتخابات ستكون في موعدها، لا تقديم ولا تأخير، عام 2019».

وأوصى السبسي بتعديلات دستورية وتنقيح النظام الانتخابي باعتبار أن حال عدم الاستقرار سببها الدستور والنظام الانتخابي الذي لا يفرز غالبية نيابية واضحة، مضيفاً أنه يريد تحسين الدستور، لكن الأمر ليس بيده.

ورداً على سؤال عن الإضرابين العامين اللذين قررهما اتحاد الشغل، قال السبسي: «اليوم لا يمكن تجاهل الاتحاد العام التونسي للشغل، وأنا أسانده في مطالبه المشروعة»، مشيراً إلى أن «التهديد بالإضراب العام لا يعني أنه سيحصل».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
احتجاجات ليلية قرب العاصمة التونسية ضد انتهاكات الشرطة
البرلمان التونسي يسائل 6 وزراء من حكومة المشيشي
البرلمان التونسي يسائل الحكومة وينتقد «ضعف أدائها»
الولايات المتحدة تؤكد «دعمها القوي» لتونس وحزب معارض يدعو الحكومة إلى الاستقالة
«النهضة» تؤيد مبادرة «اتحاد الشغل» لحل الأزمة في تونس
مقالات ذات صلة
أحزاب تونسية تهدد بالنزول إلى الشارع لحل الخلافات السياسية
لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟ - حازم صاغية
محكمة المحاسبات التونسية والتمويل الأجنبي للأحزاب...
"الديموقراطية الناشئة" تحتاج نفساً جديداً... هل خرجت "ثورة" تونس عن أهدافها؟
حركة آكال... الحزب الأمازيغيّ الأوّل في تونس
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة