الجمعه ١٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢٤, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
تونس
استمرار «نزيف» الاستقالات يفقد «نداء تونس» الغالبية البرلمانية
لا يزال نزيف الاستقالات بصفوف الكتلة البرلمانية لحزب «نداء تونس» متواصلاً، ما بات يهدد بانهيار الحزب، وتراجع نفوذه داخل البرلمان، فيما دعت قيادات بالحزب إلى رحيل حافظ السبسي نجل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، وتخليه عن إدارة الحزب وفق وكالة أنباء الأناضول التركية.

وكان خمسة نواب عن الكتلة البرلمانية لنداء تونس، قدموا الجمعة، استقالاتهم من الكتلة البرلمانية للحزب، ليرتفع العدد الإجمالي للنواب المستقيلين إلى 14 نائباً، بعد أن أعلن تسعة نواب في وقت سابق الاستقالة.

وبررت النائبة المستقيلة حديثاً من الكتلة النيابية للحزب، ابتسام الجبابلي، لموقع «عربي21» الإخباري، قرارها كونه «احتجاجاً على حالة الجمود المتواصل التي يعيشها الحزب، والتي نتجت من غياب الرؤية السياسية الواضحة في علاقة بالوضع العام وبحالة الشلل التسييري الشامل». وأكدت أن الوضع الذي يعيشه الحزب، أثر بدوره في آلية العمل داخل الكتلة في البرلمان، «من خلال انعدام المنهجية وتعمد تهميش الأعضاء في عملية اتخاذ القرار».

واستبعدت النائبة المستقيلة، فرص الإصلاح داخل الحزب، لافتة إلى أن «المجال مفتوح أمام القوى السياسية الديموقراطية لتطوير الفكر البورقيبي والدفاع عن المشروع المجتمعي الحداثي».

وبتقديم 14 نائباً استقالتهم من الكتلة النيابية لنداء تونس، تتراجع التمثيلية العددية للحزب في البرلمان من 55 إلى 41 نائباً، ويخسر بذلك المرتبة الثانية لمصلحة «كتلة الائتلاف الوطني» الداعمة لحكومة يوسف الشاهد، والتي وصل عدد نوابها إلى 43 نائباً، فيما يرجح مراقبون، أن يرتفع العدد إلى 48 نائباً بانضمام النواب الخمسة المستقيلين من النداء.

وتعالت دعوات غير مسبوقة، من قيادات لا تزال تدين بالولاء لنجل السبسي، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي للحزب، إلى ضرورة استقالته.

وكتبت القيادية في الحزب أنس الحطاب تدوينة، عبر صفحتها على «فايسبوك»، دعت فيها صراحة حافظ السبسي إلى مغادرة الحزب بالقول: «أطلب من السيد المدير التنفيذي الانسحاب من قيادة النداء».

بدوره، كشف القيادي المستقيل من «نداء تونس»، جلال غديرة، الذي انضم إلى كتلة الائتلاف الوطني المساندة للشاهد، أن نزيف الاستقالات من الحزب الحاكم ما زال متواصلا، موضحاً أن هناك جملة من الانسحابات سيشهدها الحزب الأسبوع المقبل.

وأضاف غديرة في تصريح صحافي: أن هذه الاستقالات المستمرة تأتي بسبب المواقف الارتجالية لقيادة الحزب التي تعمل ضد مصلحة تونس خاصة فيما يتعلق بمطلب إقالة الشاهد من الحكومة وتجميد عضويته من الحزب»، مضيفاً أنه «لا يمكن المواصلة مع هذه القرارات الهدّامة».

وكان غديرة من ضمن نواب قدموا استقالتهم قبل أسبوعين من كتلة حزب الرئيس الباجي قائد السبسي في البرلمان، وانضموا إلى «الائتلاف الوطني».

وقال غديرة إن الكتلة «تلقت تعهدات من النواب المنسحبين حديثا والذين سينسحبون في الأيام المقبلة للانضمام إليها»، وبذلك تقفز إلى المرتبة الثانية بالبرلمان بأكثر من 43 عضوا، خلف كتلة حركة النهضة المتماسكة وأمام كتلة نداء تونس «المتضرّرة والمتقهقرة».

ولم ينفِ غديرة أن تتحول كتلة «الائتلاف الوطني» إلى حزب سياسي قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية التي تشهدها تونس عام 2019، ولكنه قال إن النقاش في هذا الأمر «مؤجل إلى ما بعد العودة البرلمانية مطلع الشهر المقبل»، لافتا إلى أن الكتلة بصدد التحضير والإعداد لمشروع اجتماعي واقتصادي ورؤية مستقبلية للبلاد.

وزاد: «أن استمرار قيادة حزب نداء تونس في طريقة التسيير الحالي واحتكار القرار، سيقوده إلى الانهيار، بشكل يجعل من الصعب عليه تدارك الأمر والحفاظ على موقعه في المشهد السياسي الحالي.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
احتجاجات ليلية قرب العاصمة التونسية ضد انتهاكات الشرطة
البرلمان التونسي يسائل 6 وزراء من حكومة المشيشي
البرلمان التونسي يسائل الحكومة وينتقد «ضعف أدائها»
الولايات المتحدة تؤكد «دعمها القوي» لتونس وحزب معارض يدعو الحكومة إلى الاستقالة
«النهضة» تؤيد مبادرة «اتحاد الشغل» لحل الأزمة في تونس
مقالات ذات صلة
أحزاب تونسية تهدد بالنزول إلى الشارع لحل الخلافات السياسية
لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟ - حازم صاغية
محكمة المحاسبات التونسية والتمويل الأجنبي للأحزاب...
"الديموقراطية الناشئة" تحتاج نفساً جديداً... هل خرجت "ثورة" تونس عن أهدافها؟
حركة آكال... الحزب الأمازيغيّ الأوّل في تونس
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة