الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢٤, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
الجزائر
أزمة سياسية جزائرية - فرنسية في الأفق
الجزائر - عاطف قدادرة
تتطور الأحداث بين الجزائر وفرنسا «سلباً» بعد تلقي الأولى انتقادات سياسية عنيفة وتبادل سحب التعزيزات الأمنية حول سفارات بلديهما، ما ينذر بأزمة «سياسية» تلوح في الأفق بين البلدين.
كانت الجزائر ردت بالمثل بعد إلغاء باريس للحماية «الاستثنائية» حول المقرات الديبلوماسية الجزائرية في فرنسا، قبل أن تتطور الأحداث بعد الانتقادات السياسية العنيفة من بيرنار باجولي السفير السابق في الجزائر والمدير السابق للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية.

ولاحظت «الحياة» سحب الجزائر العناصر الأمنية الإضافية حول مقر السفارة الفرنسية في حي حيدرة بالعاصمة، مع الإبقاء على الحماية الأمنية في مستواها العادي وفقاً لاتفاقات التبادل الديبلوماسي، وأفيد من مصادر جزائرية، بأن العملية تمت «رداً بالمثل» على قرار فرنسي سابق اتخذ قبل نحو أسبوع، بعد سحب الحماية «الاستثنائية» للسفارة الجزائرية بباريس، وهو إجراء استفادت منه كل من الجزائر والولايات المتحدة وإسرائيل.

ولم يسبق أن شهدت علاقات الدولتين هذا المستوى من الخلافات، على رغم أن لا أحد من الطرفين أكد هذه القرارات أو علق عليها، كما لم يصرح أحد من الجزائريين أو الفرنسيين دواعي اتخاذ باريس تلك الخطوات.

وتتقاطع معطيات وفي وقت متزامن، لتعطي انطباعاً عن تدهور محتمل في علاقة الجزائر والمستعمرة السابقة، ومظاهر هذا التدهور تاريخي وأخر اقتصادي وباطنه على الأرجح سياسي، وقد بدا ذلك في اختيار السفير الحالي لفرنسا بالجزائر، الإثنين الماضي أي توقيت وصول المستشارة الألمانية أنجيلا مركل إلى الجزائر، لإطلاق تصريحات يكشف فيها عن عمق التعاون بين البلدين، ما اعتبر تشويشاً على الزيارة.

وزاد الطرف الفرنسي، بإعلانه ترقية نحو 25 من «الحركى الجزائريين» (خونة الثورة الجزائرية) يوم غد الثلثاء، إلى مراتب بأوسمة شرف ودرجة فرسان، في سياق قرارات غير مسبوقة منحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لهذه الفئة من الجزائريين الذين اختاروا الجيش الفرنسي ضد الثورة الجزائرية.

واكتمل نصاب الخلافات، بتصريحات وصفت بـ «الصادمة» من قبل باجولي، والتي قال فيها إن» العلاقات الجزائرية - الفرنسية تطورت بخطوة صغيرة جداً، لسببين، الأول يتعلق بجيل الثورة الذي يحافظ على إضفاء الشرعية من خلال استغلال المشاعر اتجاه المستعمر السابق»، أما السبب الثاني، وفق باجولي «الرئيس بوتفليقة، مع كل الاحترام الذي أكنه له، يبقى على قيد الحياة بشكل مصطنع. ولن يتغير شيء في هذه الفترة الانتقالية».

وتدرك الجزائر جيداً، معنى انتقاد الفرنسيين لـ «جيل الثورة» سيما وجود تصريحات فرنسية سابقة تقول إن بناء علاقات بين البلدين بشكل طبيعي «لن يتم إلا بوجود جيل الاستقلال في الحكم»، وعلى رغم أن باجولي لا يمثل الرأي الرسمي في فرنسا، إلا أن تواجده لسنوات على رأس المخابرات الفرنسية أعطى لتصريحه قراءة سياسية تقول ربما بتحفظات فرنسية على ترشح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
انطلاق «تشريعيات» الجزائر اليوم وسط أجواء من التوتر والاعتقالات
بعد عامين من اندلاعه... ماذا تبقى من الحراك الجزائري؟
لوموند: في الجزائر.. انتخاباتٌ على خلفية القمع المكثف
انتخابات الجزائر... الإسلاميون في مواجهة {المستقلين}
انطلاق حملة انتخابات البرلمان الجزائري وسط فتور شعبي
مقالات ذات صلة
فَراغ مُجتمعي خَانق في الجزائر... هل تبادر النُخَب؟
الجزائر... السير على الرمال المتحركة
"الاستفتاء على الدستور"... هل ينقذ الجزائر من التفكّك؟
الجزائر وفرنسا وتركيا: آلام الماضي وأطماع المستقبل - حازم صاغية
الجزائر بين المطرقة والسندان - روبرت فورد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة