الأربعاء ٢٤ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢٣, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
«الوطني» يتحدث عن صيغة معدّلة ... و«التقدمي»: لقليل من التنازلات
باستثناء بعض اللقاءات والاتصالات المحدودة التي لم تفض إلى أي خرق في جدار الأزمة، دخل الملف الحكومي مرحلة الجمود من جديد، مع سفر الرئيس اللبناني ميشال عون إلى نيويورك اليوم، وعودته المتوقعة الجمعة المقبل.
ولفت عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب أكرم شهيب إلى أن «بعد استفحال الأزمات المفتعلة، وشعور الناس بالملل من الأقوال والردود المضادة، كم نحن في حاجة إلى القليل من التنازلات والكثير من صحوة الضمير».

وأمل أن «يتمكن الرئيس المكلف سعد الحريري من التوصل إلى حكومة عتيدة تنطلق في معالجة قضايا الناس الاجتماعية والاقتصادية الملحة، وإنقاذ ما تبقى من مؤسسات، لأنه كلما تأخر الأمر استفحلت الأزمة والعواقب».

ورأى عضو تكتل «​لبنان القوي​« النائب ​آلان عون​ أنه «إذا تم وضع معيار واحد لتأليف الحكومة لا أحد يتدخل وحينها تنحل الأزمة».

وأوضح أن «لدينا تمنيات في بعض الحقائب وهذا الموضوع يطرح مع الرئيس المكلف​، والمفاوضات يجب أن تكون بعيدة من الإعلام كي لا نصبح أسرى هذه المطالب».

وشدد على ضرورة «إعطاء صدمة إيجابية للبلد عبر تعيين وزراء يصنعــون الفرق، لأن المهم بالنسبة إلى الحكومة ليس التأليف ولكن ما بعد»، وقال: «حديث رئيس ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ ​وليد جنبلاط​ الأخيـــر فتح البــاب لحلّ العقدة لتشكيــل الحكومة، والخطوات لبلـــورة صيغة معــدّلة باتــت فـــي المرحلـــة الأخيـــرة التي نأمـــل أن لا تطـــول».

«المحيطون بالعهد يعرقلونه»

وأكد عضو «التكتل الوطني» النائب طوني فرنجيه أن «لا بوادر لتشكيل حكومة في الوقت القريب»، معرباً عن تمنياته بنجاح العهد «لأن نجاحه من نجاح لبنان وفشله فشل للبلد»، مشدداً على أن «العهود الناجحة لا تقاس بما نالته من وزراء بل بماذا قدمته للبنان»، مضيفاً: «اللبنانيون لم يعد باستطاعتهم التحمل وجزء منهم كان يعلّق الآمال على هذا العهد إلا أنهم يعيشون، اليوم، نوعاً من الإحباط بعد تراكم الفشل في عدد من الملفات».

وأكد أن «أنصار ​التيار الوطني الحر​ لم يناضلوا من أجل وزراء وأصهرة بل نضالهم كان من أجل لبنان، وهم ضحّوا بأنفسهم وبأموالهم وبحياتهم من أجل البلد وليس من أجل الأشخاص». ولفت إلى أن «العهد ليس من يعرقل نفسه بل من يحيط به لأن فريق العمل أحياناً هو من يقود إلى الفشل».

الجميل: لم يفاتحنا أحد بالانضمام إلى الحكومة ولبنان محاصر عربياً ودولياً لأنه فاقد قراره

ينفي رئيس حزب «الكتائب» النائب الشيخ سامي الجميل في مجالسه أن يكون أحد فاتح حزبه بالمشاركة في الحكومة التي يجري العمل على تشكيلها «لأنهم يعرفون أن الكتائب لا تساوم ولا تعرف المتاجرة بالسياسة وبسيادة لبنان وبشهدائنا الذين ماتوا لأجل الاستقلال وبناء الدولة الديموقراطية».

ويضيف الجميل أن حزبه «لا يبيع شهداءه من أجل حكومة ولن نتنازل عن القضية ونحن أوفياء لنضالنا». وينتقد الطبقة السياسية «التي تتنافس على الحصص الوزارية» فيما البلاد مقبلة على احتمال انهيار اقتصادي، مبدياً تخوفه من أن يكون الفرقاء السياسيون غير واعين لعمق الأزمة الاقتصادية، أو أنهم يريدون إبقاء البلد بلا حكومة «حتى لا يتحملوا مسؤولية أي انهيار حين يحصل ويهربوا من مسؤولياتهم، وفي الحالتين كارثة»...

ولدى الجميل أرقام عن الوضع الاقتصادي يتجنب إعلانها «حتى لا يقال إني أهول»، داعياً الدولة إلى «إعلان حال طوارئ اقتصادية بدءاً بتكليف القطاع الخاص حل أزمة الكهرباء وإرسال الفائض من الموظفين إلى منازلهم لأنه جيء بهم من أجل تنفيعات سياسية، وتعزيز الرقابة على المرفأ والمطار لوقف التهريب والهدر». ويرى رئيس «الكتائب» أن الناس «مخدرة بالخدمات الشخصية فيما لا يستطيع لبنان الاستمرار في العقلية الحاكمة والمجموعة غير الكفوءة، وبوجود فريق في السلطة يبعد لبنان عن أصدقائه الحقيقيين وعن الدول التي تقف إلى جانبه».

وفي قراءة الجميل أنه مثلما كان اتفاق الطائف مفصلاً في السياسة اللبنانية «شكل العام 2015 مفصلاً حين قرر البعض الاستسلام لمشيئة «حزب الله» الذي رشح العماد ميشال عون للرئاسة عام 2012 وكان جميع الفرقاء بلا استثناء ومنهم الكتائب رافضين لهذا الترشيح ليس لاعتبار شخصي بل بفعل الاختلاف السياسي، لكن انتهى الأمر بدعم الجميع للجنرال في 2016 بعد أن قال الحزب إن البرلمان لن يفتح إلا لانتخابه، ومن هذه اللحظة ضرب قرار الدولة وبدأ «حزب الله» الاستيلاء عليها ففقد التوازن في الحكومة الحالية بعد انتخاب العماد عون وصار له ولحلفائه 17 وزيراً من أصل 30 في وقت كانت الحكومة السابقة تضم 19 وزيراً لفريقنا... ثم جاء قانون الانتخاب النسبي الذي دعمه «حزب الله» ووقفنا ضده لأنه يعطي الأكثرية لقوى 8 آذار، وكذلك «القوات اللبنانية» و «تيار المستقبل» و «الحزب التقدمي الاشتراكي»، ثم أصبحوا معه وصوتنا نحن ضده وبات للحزب أكثرية في البرلمان وبين الرئاسة والحكومة والمجلس النيابي صار يسيطر على الدولة». وذكّر الجميل بأن حزبه اعتبر كل الحجج التي سيقت لتبرير هذه الخيارات «واهية وساقطة» إذ كان يقال إن انتخاب عون سيأتي به إلى الوسط ويبتعد عن الحزب وهذا لم يكن واقعياً. وفي قراءة الجميل أن «ما كان البلد يتمتع به من غطاء عربي ودولي بسبب عدم وجود «حزب الله» على رأس السلطة، فقدناه وبات لبنان محاصراً عربياً ودولياً لأنه فاقد قراره وسيادته ومن يريد معرفة ما سيجري ينتظر ما سيقوله (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله وليس ما يقوله رجالات الدولة. والمصالح الشخصية تبقي الدولة معطلة، لأن الجميع بالهم بالحصص ولا يرون أن الهيكل سيسقط على الجميع ولن تبقى حصص لتقاسمها».

ويشير الجميل إلى مواقف من قوى في 8 آذار تمس بعلاقة لبنان مع الدول التي وقفت معه في محاولة لفصله عن أصدقائه التاريخيين، وآخرها بعد حرب تموز التي لم يقف معه خلالها إلا الدول التي يجري التهجم عليها، في وقت ليس مطلوباً أن يكون جزءاً من الصراع الإقليمي بل أن يحافظ على صداقاته. ويجب أن تعرف الدول العربية أن هناك أفرقاء لم يساوموا وأن هناك مجتمعاً هو رهينة... والمواطن ليس حراً إذ أوصلوه إلى تقديم مصلحته الشخصية وكيف يدخل ولده إلى المدرسة، وأضعفوا الطبقة الوسطى الحصن الأساس للديموقراطية.

وعن توقعات بقيام جبهة مسيحية في مواجهة العهد لا يعتبر الجميل «أننا في حاجة إلى تحالفات طائفية والأمور لا تقف عند مسؤولية الرئيس، فكل المشاركين في التسوية -الصفقة لتسليم البلد لأغراض شخصية وحزبية مسؤولون عما آل إليه الوضع ولنكف عن رمي المسؤولية على غيرنا». وتمنى لو تحصل تحالفات لأهداف محددة إذا كانت من نية عند الآخرين لتصحيح سياستهم «فنحن بقينا في 14 آذار والآخرون راحوا إلى 8 آذار. فليعودوا، وإذا كان البعض متمسكاً بصفقة سلمت البلد للآخرين لماذا التحالف؟ هل هم مستعدون لفك تحالفهم مع قوى 8 آذار؟»

ويبدي الجميل خشيته من أن يؤدي تسلم «حزب الله» حقائب رئيسة في الحكومة إلى ما يحكى عند الأميركيين عن وقف المساعدات للجيش اللبناني، ويكرر في ما يخص أزمة النازحين أنه كان أول من طلب مساعدة روسيا لإعادتهم في زيارة له لموسكو «ومن يزايد في القضية اليوم كان في السلطة حين دخل أول مليون إلى البلد»، ويستبعد أن يكون هناك أي فريق لبناني مع توطين سوريين وفلسطينيين في لبنان.

تيمور جنبلاط بعد لقائه بري: لا جديد حكومياً

بانتظار المشاورات الجديدة التي سيجريها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة سعد الحريري، فإن الأجواء الإيجابية التي عبر عنها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في شأن المفاوضات حول حصته الوزارية، أعقبتها أمس الأول زيارة قام بها رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط يرافقه الوزير السابق غازي العريضي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث جرى عرض لآخر المستجدات الحكومية. لكن رئيس اللقاء اكتفى بالقول بعد المغادرة رداً على أسئلة الصحافيين: «بس يصير في شي جديد منخبركن».

أما عضو «اللقاء» ذاته النائب هادي أبو الحسن، فدعا إلى «الترفع عن الصغائر والذهاب لإنتاج تسوية وطنية توصلنا إلى حكومة وحدة وطنية»، لافتاً إلى «أن الحزب التقدمي الاشتراكي كان دائماً من دعاة التسوية ولكن ضمن الحد المقبول».

وقال النائب السابق في «تيار المستقبل»​عمار حوري​ إنه «ليس سرًّا أنّ الأمور معقّدة، ولكن إمكانات الحلحلة قد تأتي في لحظة واحدة. الحلحلة في حاجة إلى بعض التواضع ممّن يغالون في مطالبهم، ويتمسّكون بقواعد يعتقدون أنّها ملزمة»، مؤكّدًا أنّه «إلى اللحظة، الصورة معقدّة وليست مريحة».

واعتبر عضو المكتب السياسي في»المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش أن «نظريا، التهدئة الحاصلة قد تمهد الطريق باتجاه حلحلة ما، لكن عمليا لا تزال المعايير الكافية لتأمين التوافق غير متوافرة»، مضيفا أن «الرئيس الحريري يحرص على إحاطة تحركاته ومشاورته بالسرية حفاظا على الطبخة الحكومية». وقال «لا معطيات جديدة بأن الحكومة ستشكل في وقت قريب، والأمور متوقفة على موافقة الرئيس ميشال عون على طروحات الرئيس الحريري»، مشيراً إلى أن «التعديل بالمسودة التي تقدم بها الرئيس الحريري ممكن، ولكن لن يكون كبيراً بالشكل الذي يرضي طروحات رئيس الجمهورية، فالحريري مقتنع بأحقية مطالب «القوات» و «الاشتراكي»، «والمردة، والأطراف الثلاثة لا تزال متمسكة بمطالبها».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة