السبت ٢٧ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ١٧, ٢٠١٨
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
"فوربس" وثروة الرئيس اللبناني ميشال عون: بحثاً عن الـ 1,2 مليار دولار
هالة حمصي
قادة سياسيون لبنانيون، بينهم رئيس الجمهورية ميشال عون، من اصحاب المليارات والملايين. هذا هو الزعم، بحيث انشغل اللبنانيون في اليومين الماضيين بتناقل بوست على وسائل التواصل الاجتماعي عن ثروة الرئيس عون، وايضا ثروات 9 قادة سياسيّين آخرين، نسبت المعلومات فيه الى مصدر شهير، مجلة "فوربس" الاميركية، مما اضفى جدية عليها، وحصدت سيلا من التعليقات. لكن هذه المعلومات صحيحة؟ وهل تقف بالفعل وراءها "فوربس"، وفقا للمزاعم؟ "النهار" دققت من أجلكم.

الوقائع: بوستات بعنوان "السياسيون اصحاب الملايين" حقّقت انتشارا واسعا في الساعات الاخيرة، حتى ان احدى الجرائد اللبنانية نشرت هذه الأرقام في المانشيت الصادرة في عددها السبت 15 ايلول 2018، ونسبت المصدر الى "فوربس". ومما تقول:

"أوردت مجلة "فوربس" الأميركية المتخصصة، تحت مقال بعنوان: "أغنى عشرة مسؤولين سياسيين في لبنان لسنة 2018"، ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حصد المرتبة الرابعة في التصنيف بثروة قدرت بـ 1،2 مليار دولار. وظهر في المركز الأوّل رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، حيث بلغت ثروته 3.3 مليار دولار، يليه نائب رئيس الحكومة الأسبق عصام فارس بثروة بلغت 2.3 مليار دولار. وفي المركز الثالث، جاء رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بثروة بلغت 1.5 مليار دولار.

وفي ما يلي ترتيب السياسيين العشرة بعد الرئيس عون الذي حلّ في المركز الرابع. وليد جنبلاط: مليار دولار. نبيه بري: 78 مليون دولار. تمام سلام: 71 مليون دولار. سليمان فرنجيه: 65 مليون دولار. أمين الجميل: 58 مليون دولار. ميشال سليمان: 49 مليون دولار. وابرزت المجلة الأميركية اهتماماً بثروة رئيس الجمهورية، بحيث كتبت انه حصد المرتبة الرابعة في التصنيف بثروة قدرت بـ1.2 مليار دولار."

في واقع الامر، يتداول ايضا لبنانيّون بوستات "ثروات السياسيين اللبنانيين"، ولكن من دون مصدر "فوربس"، او اي مصدر آخر، ومع اضافة هذا المقطع الى الارقام: "أما بالنسبة الى الشعب، فـ47% منهم عاطل عن العمل والأكثرية العظمى مديونة لعشرات السنوات المقبلة... قيمة السرقات في لبنان منذ 75 تساوي نحو 140 مليار دولار، والدين نحو 72 مليارا. 140 مليارا سرقوا منا...".

بإجراء مقارنة سريعة بين اللوائح المتداولة في البوستات، يتبين وجود اختلاف في الارقام الواردة فيها: 3,6 مليار دولار لميقاتي هنا بدلا من 3.3 مليارا هناك، مليار للحريري بدلا من 1,5 مليارا، 90 مليونا للرئيس عون بدلا من 1,2 مليارا... هذا الاختلاف يعزز الشكوك حول صدقية الارقام المتداولة وجديتها.

- البوست قديم: انه نفسه، ويعود اثره الى عام 2017، مع نسب مصدره الى "فوربس".

- هل اصدرت "فوربس" بيانات تقديرية عن ثروات بعض السياسيين اللبنانيين؟

تنشر "فوربس" على موقعها الالكتروني لائحة باسماء اكبر اغنياء العالم مع ثوراتهم التقديرية والمرتبة التي يحتلها كل منهم، وبينهم سياسيّون ووجوه لبنانية بارزة. لكنها لا تخصص للسياسيين اللبنانيين وحدهم لائحة عن ثرواتهم. كذلك، لا اثر لمقال بعنوان: "أغنى عشرة مسؤولين سياسيين في لبنان لسنة 2018"- على ما يزعمه البوست المتداول- وفقا لما يبينه بحث على موقع "فوربس" وفي الانترنت.

- المقال يقود كل مرة، ليس الى "فوربس"، ولكن الى مواقع الكترونية، بعضها دعائية، تتناقل المعلومات نفسها عن موقع محدد (TopRichests)، لا سيما عن الرئيس عون وغيره من السياسيين المذكورين بالبوستات. مقال بالانكليزية بعنوان: Top 10 Richest Politician of Lebanon 2018، واللائحة التي يتضمنها هي نفسها التي يتم تداولها في البوستات المتناقلة، وتبيّن ايضا ان الرئيس عون حلّ في المرتبة الرابعة لكن مع ثورة تقدر بـ90 مليون دولار، وليس 1,2 مليار دولار، وفقا للزعم أخيرا. ومع ان هذا المقال تم تعديله في 28 ايار 2018، الا ان الموقع لا يذكر مصدر معلوماته، ولا يعرّف بنفسه، ولا باهدافه، ولا يذكر اي وسيلة للاتصال به، مما يطرح علامات استفهام حول جديته.

- وفقا للائحة بأسماء اصحاب المليارات في العالم لسنة 2018، والتي تنشرها "فوربس" على موقعها، احتل الرئيس نجيب ميقاتي المرتبة 887 مع ثروة قدرها 2,7 مليارين، بينما جاء سعد الحريري في المرتبة 1561 وثروته 1,5 مليارا. نبحث عن اسماء البقية، لا سيما اسم الرئيس عون الذي زُعِم ان ثروته 1,2 مليارا- لكن لا اثر لها.

- بالنسبة الى اللبنانيين من اصحاب المليارات، تورد "فوربس" اسماءهم الآتي: طه ميقاتي (2,8 مليار دولار)، نجيب ميقاتي (2,7)، بهاء الحريري (2،1)، روبير معوض (1,6)، سعد الحريري (1,5)، ايمن الحريري (1,3)، وفهد الحريري (1,3).

-"النهار" سألت مجلة "فوربس" عن المقالة المزعومة. ولم تتلق جوابا حتى الساعة.

النتيجة: يبيّن البحث على موقع "فوربس" وفي الانترنت ان لا وجود لمقال بعنوان: "أغنى عشرة مسؤولين سياسيين في لبنان لسنة 2018"، نشرته "فوربس" وفقا لما يزعم. وفي وقت يتبين ان بعض البوستات المتداولة حديثا تعود الى العام الماضي، فقد غاب اي اثر على موقع "فوربس" لاسماء سياسيين لبنانيين قيل ان المجلة قدّرت لهم ثرواتهم، في طليعتهم الرئيس عون.

الزعم اذًا ان "فوربس" اصدرت هذه التقديرات لثروات عون وعدد آخر من السياسيين، زعم كاذب وفبركة. اما بالنسبة الى الارقام المعلنة لهذه الثروات، فلا شيء يثبت صحتها، خصوصا ان لا مصدر رسميا او جديا وراءها.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة