الثلثاء ٢٣ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
«النصرة» أمام خيارين ... كلاهما مُر
بيروت - أ ف ب
لطالما شكلت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، ملفاً شائكاً في النزاع السوري، وها هي اليوم عرضة لهجوم من قوات النظام السوري التي تحشد منذ أسابيع عند أطراف محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، معقلها الأخير في البلاد.
ظهرت «النصرة» في سورية مطلع العام 2012، وبعدها بعام رفضت الاندماج مع تنظيم «داعش»، وبايعت زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، وسرعان ما صنفتها واشنطن والدول الغربية منظمة «إرهابية».

ومنذ ظهورها، تمكنت «النصرة» إلى جانب فصائل أخرى، من التقدم والسيطرة على مناطق عدة في سورية. وتمكنت في العام 2015، من السيطرة ضمن تحالف «جيش الفتح» مع فصائل أخرى على كل إدلب، قبل أن تعلن إثر ضغوط داخلية، العام 2016، فك ارتباطها مع «القاعدة» وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام». وما هي إلا أشهر حتى أعلنت في كانون الثاني (يناير) العام الماضي، وإثر اقتتال داخلي مع فصائل إسلامية في إدلب، عن اندماجها مع فصائل أخرى في «هيئة تحرير الشام»، التي تضم في صفوفها حالياً نحو 25 ألف مسلح، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

ويوضح الباحث في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، أن «حوالى 20 في المئة من عديد مقاتليها من الأجانب»، ويتحدر هؤلاء في شكل أساس من الأردن وتونس ومصر، فضلاً عن دول في جنوب آسيا.

ومع تقدم قوات النظام بدعم روسي منذ العام 2015، انحصر أخيراً وجود «تحرير الشام» في إدلب. وعلى وقع اقتتال داخلي مع فصائل أخرى تكرر في العامين 2017 و2018، تمكنت «الهيئة»، كونها الأكثر قوة وتنظيماً، من طرد الفصائل من مناطق واسعة في إدلب، وبسطت سيطرتها على أكثر من 60 في المئة منها.

ويقول الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيكولاس هيراس، إن نفوذ هيئة تحرير الشام «يعود في شكل كبير إلى كونها تسيطر على الحركة التجارية من إدلب وإليها، والتي تساهم في تمويلها وتمنحها سلطة أكبر من حجمها».

وتطلب روسيا من تركيا، صاحبة النفوذ في إدلب وحيث تنشر نقاط مراقبة، إيجاد حل لإنهاء وجود «تحرير الشام»، وبالتالي تفادي هجوم واسع على إدلب.

وتعمل أنقرة ميدانياً، على توحيد صفوف فصائل إدلب استعداداً لمواجهة محتملة مع «الهيئة». وأعلنت أربعة فصائل، على رأسها حركة أحرار الشام وفصيل نور الدين زنكي، مطلع الشهر الماضي، تحالفها ضمن ائتلاف «الجبهة الوطنية للتحرير». ويقول هيراس أن «من شأن حل الهيئة بأمر من تركيا أن يحرمها من جزء كبير من قوتها، ويعني استبدال حكم «تحرير الشام» بحكم تركيا».
 


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة