الأثنين ٦ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ٣٠, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
اتهامات متبادلة بالإعداد لهجوم بالـ «كيماوي» في معركة إدلب
لافروف يصف المسلحين في إدلب بأنهم «خٌراج متقيح» يحتاج تطهيراً
موســــكو، واشـــنطــن - «الحـــياة» رويترز، أف ب
تزامن ارتفاع حدة تبادل الاتهامات بين اطراف النزاع في سورية روسيا والنظام السوري من جهة وفصائل المعارضة والداعمين لها من جهة أخرى، بخصوص القيام بهجمات كيماوية خلال المعركة المرتقبة في إدلب (شمال سورية) الخاضعة لسيطرة المعارضة، مقروناً بتهديد غربي بضرب قوات النظام حال لجأت الى استخدام السلاح «الكيماوي»، مع الجهود الحثيثة والخطوات المكوكية لروسيا في العواصم المعنية وذات التاثير في الملف السوري للخروج ولو بنصر «معنوي» لها وللنظام السوري وفق مصادر متقاطعة. يأتي ذلك وسط تواصل حالة الفلتان الامني التي تشهدها المحافظة من دهم واعتقالات بتهم الانتماء لتنظيم «داعش» و«التخابر» مع دمشق.

ففي الوقت الذي تؤكد موسكو انها ما زالت على اتصال بالولايات المتحدة بشأن الوضع في إدلب وبإنها تناقش الوضع في المحافظة وفي منطقة عفرين مع إيران وتركيا وكذلك مع المعارضة والنظام السوري، قالت «الجبهة الوطنية للتحرير» إنها رصدت حمولة مؤلفة من سيارات تحمل براميل بداخلها مواد كيماوية نقلها النظام السوري من دمشق إلى ريف حماة.

وفي بيان نشره الناطق الرسمي باسم «الجبهة» ناجي المصطفى أمس (الأربعاء)، أضاف أن البراميل وعددها عشرة خرجت من «اللواء 155» (لواء صواريخ أرض- جو) القريب من دمشق ليلًا، الأسبوع الماضي، ووصلت إلى منطقة السلمية في نفس الليلة.

وأوضح المصطفى أنه تم تفريغها من حمولتها في مستودعات كيتلون والتي هي عبارة عن أربعة مواقع ضمن الجبال، وبعدها تم نقلها إلى مكان آخر غير معلوم، والمتوقع أن يكون قريبًا من مدرسة المجنزرات.

ويأتي بيان «الجبهة» بعد ترويج روسي لهجمات كيماوية على محافظة إدلب في الأيام المقبلة، وزعمت أن فصائل المعارضة ومنظمة «الدفاع المدني» (الخوذ البيض) ستكون وراءها.

ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية أمس عن رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية، أليكسي سيغانكوف «أن أفرادًا من (الخوذ البيضاء) نقلوا حمولة كبيرة من المواد السامة إلى مخزن في مدينة سراقب تديره «حركة أحرار الشام الإسلامية».

وسبق التصريح اتهامات روسية وجهت لفرق «الخوذ البيض» حول القيام بهجمات كيماوية على كفرزيتا وجسر الشغور بريف إدلب.

وقال المصطفى إن التصريحات الروسية عارية تمامًا عن الصحة و»مثيرة للسخرية»، «لكنها تحمل في طياتها مؤشرات خطيرة».

وأضاف «أن الطرف الروسي ومعه نظام النظام السوري بدأ بتطبيق الخطوات التقليدية التي تسبق توجيه ضربات بالسلاح الكيماوي ضد المدنيين، كما فعل سابقًا في ريف ادلب والغوطة الشرقية، معتبرًا أن غالبية الضربات تم توثيقها وبعضها تم إدانتها رسميًا من قبل المجتمع الدولي».

وبحسب المصطفى فإن تزامن الحملة الإعلامية لروسيا والنظام حول موضوع الأسلحة الكيماوية وتحركات النظام الميدانية تُنذر بشكل شبه قطعي بنية النظام توجيه ضربة كيماوية جديدة ضد المدنيين بإشراف روسي تمهيدًا لعمليته العسكرية في إدلب وما حولها.

الى ذلك عاودت الولايات المتحدة والتي تخطط لنشر نظام دفاع صاروخي في سورية للتاكيد على انها سترد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية وفق «سبوتنيك».

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناويرت، الثلثاء، بأن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأميركية، الجنرال جوزيف دانفورد، أبلغ نظيره الروسي، فاليري غيراسيموف، بأن الولايات المتحدة سترد على استخدام الأسلحة الكيماةية في سورية.

وقالت ناويرت إن «الجنرال دانفورد تحدث مع نظيره الروسي، ليوضح له، بأن السلطات الأميركية وشركائها سيستجيبون بسرعة وبشكل متناسب لأي حالة مؤكدة تدل على استخدام أسلحة كيماوية في إدلب أو في أي مكان آخر في سورية».

وأشارت إلى أن بلادها تدعو روسيا لتحذير دمشق من استخدام الأسلحة الكيماوية.

وكانت واشنطن حذرت موسكو، الأسبوع الماضي، من استخدام الأسلحة الكيماوية في إدلب.

في غضون ذلك، تتواصل حالة الفلتان الآمني التي تعيشه محافظة إدلب من عملية خطف وإطلاق نار واغتيالات، بالتزامن مع حملات أمنية لفصائل عسكرية عاملة في المحافظة بحثاً عن أشخاص متهمين «التخابر مع النظام السوري والانتماء لخلايا تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابيوفق مواقع اخبارية.

الى ذلك، رصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مداهمة الفصائل لقرية الدير الشرقي، الواقعة بريف معرة النعمان صباح الأربعاء، بالتزامن مع إطلاق نار سمع في القرية، إذ اعتقلت الفصائل مدير مدرسة بتهمة «التخابر مع النظام»، كذلك تنفيذ «هيئة تحرير الشام» (النصرة) سابقاً، لمداهمات في قرى بريف إدلب الجنوبي الشرقي، والواقعة على مقربة من خطوط التماس مع قوات النظام وحلفائها، بحثاً عن متهمين بـ طالتخابر مع النظام للتوصل لمصالحات»، إذ جرت اعتقالات طاولت عدداً من الأشخاص، وفي بلدة معرشورين رصد «المرصد» تبادلاً للنار، جرى بين مسلحين مجهولين مع شخص آخر إثر محاولة المسلحين قتل الأخير أمام منزله في البلدة، لتجري عملية تبادل النار بين الطرفين من دون أنباء عن خسائر بشرية إلى الآن.

كما رصد «المرصد السوري» ليل الثلثاء، قيام مجموعة تابعة للهيئة ، بمداهمة قرية الغدفة في الريف الشرقي لمدينة معرة النعمان، واعتقلت شخصين من ذوي أحد المطلوبين لها، وقامت باقتيادهما إلى جهة مجهولة، في إطار عمليات الاعتقال التي تطاول متهمين بـ «التخابر مع النظام والانتماء لخلايا «داعش».

لافروف يصف المسلحين في إدلب بأنهم «خٌراج متقيح» يحتاج تطهيراً

موسكو، دمشق - أ ف ب، رويترز 
وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس (الأربعاء) مسلحين في جيب إدلب الخاضع إلى سيطرة المعارضة السورية بأنهم «خُراج متقيح» يحتاج تطهيرا، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن موسكو ما زالت على اتصال مع الولايات المتحدة في شأن الوضع في المحافظة الخاضعة إلى سيطرة المعارضة.

وأوضح لافروف، مطلقاً عليهم وصف الإرهابيين، إنهم يستخدمون المدنيين دروعا بشرية، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن هناك تفاهماً سياسياً بين تركيا وروسيا في شأن الحاجة إلى التفريق بين المعارضة السورية وأشخاص وصفهم بأنهم إرهابيون في محافظة إدلب.

وكانت وكالة الإعلام الروسية نقلت اليوم عن موسكو قولها إنها تناقش الوضع في إدلب وفي منطقة عفرين في سورية مع إيران وتركيا وكذلك مع المعارضة والحكومة السورية.

من جهتها حذرت الامم المتحدة اليوم من أن الهجوم المرتقب لقوات النظام السوري على ادلب في شمال غربي البلاد، قد يؤدي إلى تهجير ما لا يقل عن 800 ألف شخص يعيشون أصلاً في وضع إنساني مأساوي.

واعتبرت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع إلى الامم المتحدة في دمشق ليندا توم في لقاء مع وكالة «فرانس برس» أن الهجوم قد تكون له نتائج «كارثية».

وقالت توم: «إننا نخشى من تهجير ما لا يقل عن 800 ألف شخص وازدياد عدد الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في شكل كبير، مع العلم أن أعدادهم أصلاً عالية، وذلك في حال حدوث تصعيد في الأعمال القتالية في هذه المنطقة».

وتعد إدلب، التي تقع على طول الحدود مع تركيا، آخر معقل للفصائل المعارضة بعد طردها تدريجياً من مناطق عدة في البلاد. وكررت دمشق أخيراً أن المحافظة على قائمة أولوياتها العسكرية.

ويعيش في محافظة إدلب حالياً حوالى 2.3 مليون شخص بينهم أكثر من مليون نزحوا من مناطق أخرى مع أعداد كبيرة من المقاتلين الذين رفضوا اتفاقات التسوية التي ابرمتها السلطات السورية مع الفصائل المقاتلة.

ويعتمد غالبية السكان في شكل كبير على الغذاء والأدوية والمساعدات الإنسانية الأخرى التي تؤمنها الأمم المتحدة والجمعيات الخيرية عبر الحدود التركية.

وعبرت توم عن خشيتها من أن «تتعرض المساعدات إلى الخطر» بسبب الاقتتال ما يهدد المدنيين الذين يقطنون في مناطق ذات كثافة سكانية عالية.

واشارت إلى أن «عمال الإغاثة الذين يعملون في هذه المنطقة قد يتعرضون للتهجير أيضاً وهذا من شأنه أن يضر كذلك بالخدمة المقدمة إلى المحتاجين».

واضافت أن «مستوى الكارثة الانسانية سيكون هائلاً في منطقة ادلب».

ويتطلع الرئيس السوري بشار الأسد إلى استعادة إدلب، بعد ان استعاد الجيش السوري من الفصائل المعارضة مناطق اخرى واسعة خلال الأشهر الأخيرة، ما جعله يسيطر على حوالي ثلثي البلاد.

وأبدت الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن الثلثاء قلقاً متزايداً على مصير ملايين المدنيين في إدلب.

وتزداد التكهنات في شأن إمكان تنفيذ الحكومة السورية بدعم من موسكو عملية لاستعادة إدلب، وهي من مناطق «خفض التصعيد» التي أقيمت العام الماضي بموجب محادثات جرت بين روسيا وتركيا وإيران.

وتعد إدلب منطقة نفوذ لتركيا، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية.

ويرجح محللون أن تقتصر العملية العسكرية لدمشق في مرحلة أولى على مناطق في أطراف إدلب، مع الاخذ بعين الاعتبار أن مصير المنطقة مرتبط بتوافق بين روسيا حليفة دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة.
 


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة