الأربعاء ٢٤ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: حزيران ٢٧, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
المغرب
السجن 20 عاما على قائد «حراك الريف» في المغرب
الدار البيضاء (المغرب) – أ ف ب 
حكم القضاء المغربي مساء أمس (الثلثاء) على زعيم «حراك الريف» ناصر الزفزافي، وثلاثة من رفاقه بالحبس لمدة 20 عاماً، بعدما دانهم بتهمة «المشاركة في مؤامرة تمسّ بأمن الدولة»، فيما حكم على 49 متهماً آخر بالسجن لفترات تتراوح بين عامين و15 عاماً، واكتفى بفرض غرامة مالية على متهم واحد.

وأصدر القاضي بغرفة الجنايات في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء الأحكام في غياب المتهمين الذي يحاكمون منذ منتصف ايلول (سبتمبر) 2017، الذين قرروا منذ منتصف حزيران (يونيو) الجاري مقاطعة ما تبقى من جلسات محاكمتهم.

وهزّت احتجاجات ما يعرف بـ «حراك الريف» مدينة الحسيمة ونواحيها (شمال) على مدى أشهر ما بين خريف 2016 وصيف 2017، وخرجت اولى التظاهرات في الحسيمة، احتجاجا على حادث أودى بحياة بائع السمك محسن فكري.

وحكمت المحكمة على كل من ناصر الزفزافي (39 عاماً) الذي يوصف بـ «زعيم الحراك»، ونبيل أحمجيق، الرجل الثاني في «الحراك»، وسمير إغيد ووسيم البوستاتي بالسجن مع النفاذ لمدة 20 عاماً، بعدما دانتهم باتهامات تتعلق بالتآمر للمس بأمن الدولة.

وبرز الزفزافي بصفته «زعيم الحراك»، منذ اعتقاله في أيار (مايو) 2017 بعدما قاطع خطبة جمعة معادية لحركة الاحتجاجات.

ودانت المحكمة بتهم تتعلق ايضا بالتآمر للمس بأمن الدولة كلا من محمد حاكي، ومحمد بوهنوش، وزكريا أدهشور الذين حكمت عليهم بالحبس لمدة 15 عاما، في حين حكمت على مجموعة ثالثة من سبعة أفراد بالسجن لمدة 10 أعوام بعدما دانتهم بتهم مماثلة.

ودين بقية المتهمين بجنح أقل خطورة، مثل المشاركة في تظاهرة غير مرخصة، او إهانة القوات العمومية، أو انتحال صفة، وتراوحت الأحكام الصادرة في حقهم ما بين خمسة أعوام سجنا، وغرامة خمسة آلاف درهم (حوالى 450 يورو) بالنسبة لعشرة أشخاص، وثلاثة أعوام سجنا مع غرامة 2000 درهم (حوالى 180 يورو) بالنسبة لثمانية أشخاص، وسنتين سجنا مع غرامة 1000 درهم (حوالى 90 يورو) بالنسبة لـ 21 شخصا، بينما اقتصرت عقوبة متهم وحيد على غرامة خمسة آلاف درهم.

وما ان بدأ القاضي بنطق احكام الادانة حتى تعالت صرخات بعض أقارب المتهمين الذين حضروا الجلسة، وانهار بعضهم لدى سماعه العقوبات الصادرة، في أجواء غلب عليها التوتر والانفعال.

وقالت المحامية سعاد براهمة عن هيئة الدفاع إن «هذه الأحكام قاسية جدا. كانت الدولة في امتحان لاحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير واستقلال القضاء لكنها مع الأسف فشلت». وأوضحت أن هيئة الدفاع ستطلب استئناف الأحكام بعد التشاور مع موكليها.

بالمقابل، وصف المحامي محمد كروط عن المطالبين بالطرف المدني هذه الأحكام بـ «المخفّفة مقارنة مع التهم الموجهة للملاحقين والعقوبات التي ينص عليها القانون»، علما بأن بعض تلك العقوبات تصل الى الإعدام في القانون الجنائي المغربي.

وأنكر قادة الحراك وعلى رأسهم الزفزافي كل الاتهامات الموجهة اليهم أثناء مثولهم أمام القاضي على مدى أشهر، مؤكدين أن «الحراك» كان سلمياً، وأنهم خرجوا للتظاهر احتجاجا على الفساد وللمطالبة بإنماء المنطقة.

وطعن الزفزافي وجلّ المتهمين في أدلة الإدانة التي اعتمدت ضدهم، شاكيا «تزوير» الأقوال التي أدلى بها للشرطة.

وأنكر الملاحقون كل التهم المتعلقة بتلقي أموال من أفراد ينشطون في الخارج من أجل انفصال الريف، مؤكدين أن حمل أعلام تحيل على هوية هذه المنطقة المتمردة تاريخياً لا يعدو التأكيد على خصوصياتها الثقافية. لكن النيابة العامة أكدت في مرافعاتها الأسبوع الماضي على كل هذه التهم.

وكان دفاع الطرف المدني الذي يمثل الدولة في هذه المحاكمة، أكد في وقت سابق إصابة أكثر من 600 رجل أمن، وتسجيل خسائر مادية اثناء الاحتجاجات التي هزت مدينة الحسيمة ونواحيها طوال اشهر منذ حادث وفاة بائع السمك في خريف 2016.

وتقدر جمعيات اعداد المعتقلين على خلفية «حراك الريف» بحوالى 450 شخصا، وطالبت هيئات حقوقية وسياسية عدة بالافراج عنهم، معتبرة مطالبهم مشروعة.

وأعلنت الحكومة المغربية إطلاق مشاريع إنمائية والتسريع بإنجاز أخرى تجاوبا مع مطالب «الحراك»، كما تم إعفاء وزراء ومسؤولين كبار اعتُبروا مقصّرين في تنفيذ تلك المشاريع.

غياب معتقلي «حراك الريف» عن آخر جلسات محاكمتهم في المغرب
الرباط - أ ف ب | اخر تحديث في 27 يونيو 2018 / 00:45
تواصلت في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء محاكمة قادة «حراك الريف» في جلسة شهد مرافعة الدفاع عن الصحافي حميد المهداوي، وهو الوحيد الذي لم يقاطع جلسات هذه المحاكمة التي تدخل مراحلها النهائية. وتواصل أول من أمس، غياب 53 متهماً، من بينهم 3 يلاحقون في حالة سراح موقت، عن جلسات محاكمتهم منذ أسبوعين احتجاجاً على ما اعتبروه «انحياز» المحكمة و«ميلها المسبق نحو الإدانة».

ويحاكم هؤلاء منذ منتصف أيلول (سبتمبر) 2017 بأنواع مختلفة من الاتهامات بعضها خطير مثل «المس بأمن الدولة». وكان محاموهم أعلنوا إثر ذلك «التزام الصمت» في ما تبقى من جلسات.

ويلاحق المهداوي ضمن هذا الملف بتهمة «عدم التبليغ عن جريمة تمس أمن الدولة»، كونه لم يبلغ عن مكالمة هاتفية تلقاها من شخص يعيش في هولندا يتحدث فيها عن ادخال أسلحة إلى المغرب لمصلحة «الحراك». وسبق أن دين المهداوي بالسجن لمدة سنة بسبب الدعوة للمشاركة في تظاهرة غير مرخصة، عندما اعتُقل أُثناء مشاركته في تظاهرة في الحسيمة (شمال) في تموز (يوليو) الماضي. وقال الدفاع عنه أول من أمس، إنه «أُقحم إقحاماً في هذا الملف لتأكيد أطروحة الشرطة التي تقول إن الحراك لم يكن سلمياً». وأضاف أحد محاميه أن «الشخص الذي حدثه عبر الهاتف عن تسليح الحراك يقول في المكالمة ذاتها إنه لا يثق الا في الملك (محمد السادس). كان على النيابة العامة أن تأمر بعلاج شخص يقول مثل هذا الكلام بدل محاكمة المهداوي».

ويلاحق ناصر الزفزافي (39 سنة) الذي يوصف بزعيم الحراك بتهم «المساس بأمن الدولة والتحريض ضد الوحدة الترابية»، منذ إيقافه في أيار (مايو) 2017 بعدما قاطع خطبة جمعة معادية لحركة الاحتجاجات.

وأكد دفاع الطرف المدني الذي يمثل الدولة في هذه المحاكمة إصابة أكثر من 600 رجل أمن في وتسجيل خسائر أثناء الاحتجاجات التي هزت مدينة الحسيمة منذ حادث وفاة بائع السمك محسن فكري في خريف العام 2016.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
المغرب: زعيم حزبي يعد بعدم رفع الضرائب إذا تولى الحكومة المقبلة
المغرب: لجنة نيابية تصوّت اليوم على «تقنين» القنب الهندي
المغرب يعلن عن «استقبال استثنائي» لجاليته في الصيف
سياسي مغربي: الحزب المتصدر للانتخابات لن يتجاوز 80 مقعداً برلمانياً
«النواب» المغربي يناقش «تقنين زراعة القنب الهندي»
مقالات ذات صلة
الانتخابات المقبلة وضعف النقاش السياسي في المغرب - لحسن حداد
استياء مغربي من «تهجم على الملك» في قناة جزائرية
الجميع مستاء وسؤال المستقبل مطروح على المغرب - انتصار فقير
عن أزمة النخب السياسية في خطاب العاهل المغربي - بشير عبد الفتاح
الحركات الاحتجاجية المُطالبة بالتنمية تُوحَّد بين البلدان المغاربية - رشيد خشانة
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة