السبت ٢٧ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: حزيران ٢٣, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
اليمن
الجيش اليمني يقطع شريان إمداد ميليشيات الحوثيين في صعدة
وزير حقوق الإنسان: الميليشيات استخدمت أطفال في زرع الألغام
عدن - «الحياة»، رويترز
واصلت قوات الجيش اليمني، يدعمها التحالف العربي أمس، تقدمها في الحديدة حيث سيطرت على مناطق جديدة في طريقها نحو تحرير ميناء المدينة، كما أحبطت عملية تسلل إلى المطار المحرّر، واعتقلت قيادياً حوثياً كبيراً وقتلت مرافقيه. على خطٍ موازٍ، شهدت جبهة صعدة تقدّماً مماثلاً للجيش الذي تمكن من قطع خطوط إمداد ميليشيات الحوثيين.

سياسياً، أكد الناطق باسم التحالف العقيد تركي المالكي من بروكسيل، أن «أي تنازل أو اقتراح من الحوثيين في شأن الحديدة، يجب أن يتم عبر الموفد الدولي إلى اليمن» مارتن غريفيث. جاء ذلك في وقت نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر لم تكشف هويتها قولها إن «الجماعة لمحت إلى استعدادها لتسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة لتقوم بإدارته والإشراف على عمليات التفتيش فيه». ونقلت الوكالة عن مسؤول أميركي قوله إن «الولايات المتحدة تحض دول التحالف على قبول الاقتراح»، مشيرة إلى أن مصدراً ديبلوماسياً في الأمم المتحدة أفاد بأن «التحالف أبلغ غريفيث أنه سيدرس الاقتراح».

وأفاد الديبلوماسي الغربي بأن الحوثيين «لمحوا إلى أنهم سيقبلون بسيطرة كاملة للأمم المتحدة على الميناء»، وأن المنظمة الدولية «ستشرف على إيراداته وتتأكد من إيداعها في البنك المركزي اليمني». ولفت إلى أن «التفاهم يقضي بأن يظل موظفو الدولة اليمنية (في الميناء) يعملون إلى جانب الأمم المتحدة». لكنه عاد وأكد أن «الطريق أمام الاتفاق لا يزال طويلاً». وزاد: «لا تزال هناك تساؤلات في شأن انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة نفسها مثلما تطالب الإمارات وحلفاؤها اليمنيون، وأيضاً في شأن وقف أوسع لإطلاق النار». وأكد أن التوصل إلى اتفاق على مغادرة المدينة قد يكون إحدى «النقاط الشائكة الكبيرة».

وأشارت «رويترز» إلى مصادر أجمعت على أن «الخطة ما زالت في حاجة إلى موافقة كل أطراف الصراع، ولن تؤدي في مراحلها الأولية على الأقل إلى وقف فوري للنار».

وكان غريفيث أعلن مساء الخميس إنه سيواصل مشاوراته مع الأطراف «لتجنب المزيد من التصعيد العسكري في الحديدة»، مشدداً على أن أولويته هي «العودة بسرعة إلى المفاوضات السياسية».

وأكد المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي أن «مطلب التحالف هو خروج الحوثيين من مدينة الحديدة تماماً». وأشار إلى «تقدم بطيء» يحرزه غريفيث، لافتاً إلى أن «ما يعرضه التحالف على الحوثيين هو تسليم أسلحتهم للحكومة اليمنية، والمغادرة في سلام، وتقديم معلومات عن مواقع الألغام والعبوات الناسفة». وأكد أن «العملية العسكرية لتحرير ميناء الحديدة، تتزامن مع جهد إغاثي مكثّف وجسر إنساني لا سابق له لإيصال المساعدات إلى اليمنيين».

في غضون ذلك، قال المالكي في مؤتمر صحافي في بروكسيل أمس، إن «خياراتنا كثيرة في الحديدة، بينها عملية عسكرية خاطفة»، مشدداً على أن «سلامة المدنيين اليمنيين تشكل أولوية قصوى لدى التحالف». وأكد أن «أي تنازل أو اقتراح من الحوثيين يجب أن يتم عبر الموفد الدولي».

وأشار المالكي إلى أن التحالف يقدم التسهيلات كافة لدخول المساعدات الطبية والغذائية إلى الحديدة»، لافتاً إلى أن «الحوثيين يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية، وعملوا على تحويل مساكنهم إلى تحصينات عسكرية». وأكد أن «من شأن تحرير الحديدة تأمين الملاحة البحرية في الممرات الدولية، كما أن تحرير مينائها سيقطع كل الإمدادات التي تدعم الحوثيين». وجدد تأكيده أن «الحل السياسي- الديبلوماسي هو الأمثل للشعب اليمني». كما كشف أن العمليات العسكرية في صعدة حققت تقدماً ومكاسب كثيرة على الأرض بسبب وتيرتها المتسارعة».

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن نائب وزير الخارجية جون سوليفان ومدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مارك غرين، التقيا أول من أمس، مع وكالات دولية ومنظمات غير حكومية للبحث في الصراع على الميناء.

وأفادت الوزارة في بيان بأن سوليفان أبدى خلال الاجتماع تأييده «جهود غريفيث التي تهدف إلى تجنب تصعيد القتال من خلال التوسط في حل وسط في شأن إدارة الميناء»، كما أكد «التزام واشنطن الحل السياسي».

ميدانياً، كشف مصدر عسكري يمني لوكالة «رويترز» أن الهدف المقبل بعد السيطرة على مطار الحديدة هو «التقدم للسيطرة على الطريق السريع المؤدي إلى صنعاء، وكذلك على طريق حجة»، فيما نقلت قناة «العربية» عن مصادر ميدانية في صنعاء قولها إن الميليشيات لجأت إلى اقتياد عشرات الأطفال من العاصمة ونقلهم إلى الحديدة للمشاركة في القتال بهدف تعويض خسائرها هناك.

وأشارت مصادر يمنية إلى مقتل 43 مسلحاً حوثياً في غارات للتحالف العربي ومواجهات مع المقاومة في الساحل الغربي.

وأحبط الجيش اليمني أمس محاولة تقدم للميليشيات إلى ‏مواقعه في صرواح (غرب محافظة مأرب)، ما أدى إلى مقتل 25 مسلحاً. وقصفت مدفعية الجيش ‏تعزيزات وتجمعات للحوثيين في ‏مواقع متفرقة من المحافظة.

وأعلن الجيش اليمني مقتل تسعة مسلحين وأسر أربعة آخرين في مواجهات عنيفة اندلعت في محافظة الجوف (شمال). ولفت إلى أن «جبهة مزويه في مديرية المتون في المحافظة ذاتها، شهدت أيضاً معارك متقطعة تمكن خلالها الجيش من استعادة مدرعة وأسر طاقمها». وأشار إلى أن «مقاتلات التحالف العربي استهدفت تجمعات المسلحين وكبّدتهم خسائر». وفي جبهة البيضاء (جنوب صنعاء)، أعلن الجيش مقتل وأسر عشرات المسلحين الحوثيين.

وشهدت جبهة محافظة صعدة، المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين، معارك طاحنة حقّقت خلالها قوات الجيش تقدّماً ملحوظاً، وسيطرت على الطريق الرابط بين ‏منطقتي مران والملاحيظ ‏في مديرية الظاهر جنوب غربي ‏المحافظة. وقال قائد لواء القوات الخاصة العميد ‏الركن عادل ‏المصعبي إن «الجيش تمكن ‏من الوصول إلى الخط ‏الرابط بين محافظة صعدة ‏ومثلث الملاحيظ حرض، ‏وقطع الإمداد عن الميليشيات»، مشيراً إلى مقتل 12 مسلحاً وتدمير آليات ‏عسكرية للحوثيين.

وفي باريس، قال ديبلوماسيون لوكالة «رويترز» إن فرنسا ستخفض مستوى تمثيلها في مؤتمر إنساني حول اليمن الأربعاء المقبل. وقال ديبلوماسي فرنسي إن الاجتماع «سيكون على مستوى خبراء دوليين للإعداد لاجتماع في المستقبل».

وكانت الأمم المتحدة أشادت أول من أمس، بمساهمات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الإنسانية في اليمن، وأكدت أن من شأنها المساعدة في تقديم مساعدات إلى 7 ملايين يمني شهرياً.

وزير حقوق الإنسان اليمني: الميليشيات استخدمتهم في زرع الألغام

كشف وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر، أن «ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران لجأت إلى استخدام الأطفال لزرع الألغام في المناطق التي تطرد منها، كما تعمدت تفخيخ المنازل والمستشفيات ودور العبادة».

وقال عسكر أن «الميليشيات الانقلابية الحوثية استخدمت أنواعاً مختلفة من الألغام، وتحديداً المضادة للأفراد التي تعد من أخطر الأسلحة العشوائية المحظورة زراعتها في مناطق مأهولة بالسكان، كما استخدمت الألغام الارتجالية والمموهة، وابتكرت طرائق وأساليب جديدة في استخدام الألغام المضادة للمركبات، وتحويل استخدامها إلى مضادة للأفراد، بقصد إحداث أكبر قدر من القتل والإعاقة والضرر للمدنيين الأبرياء».

ولفت إلى أن «الحوثيين كلفوا الأطفال زرع الألغام سواء في المناطق التي يطردون منها أو على الحدود اليمنية - السعودية، ما أدى إلى مقتل كثيرين».

وكشف عسكر أن عدد الألغام التي زرعتها الميليشيات في اليمن حتى عام 2018، «بلغ أكثر من مليون لغم، ما تسبب في إعاقة 814 مدنياً أصيبوا بعاهات دائمة، منهم 374 بترت أطرافهم، من بينهم أطفال ونساء».

وأشار إلى أن «الميلشيات زرعت الألغام في نواحي عدن وأبين ومأرب والجوف والبيضاء وصعدة والحديدة ومناطق شمال صنعاء». ولفت وزير حقوق الإنسان إلى أن الحوثيين «استخدموا الألغام الارتجالية والمموهة، حيث ابتكروا طرائق وأساليب جديدة في استخدامها، كما زرعوا الألغام البحرية في مناطق يرتادها الصيادون، وتفننوا في تفخيخ المنازل والممتلكات العامة وتفجيرها».
 


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة