الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: حزيران ١٧, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
فلسطين
الحراك المطالب بـ «رفع العقوبات»: مستمرون حتى استجابة السلطة
السلطة تحمل بعنف على جولة كوشنير
رام الله - «الحياة»
في تحدٍّ واضح لقرار السلطة الفلسطينية منع التظاهر خلال أيام عيد الفطر، يواصل الحراك الشعبي المطالب بـ «رفع العقوبات عن قطاع غزة» فعالياته في وسط رام الله، عقر دار السلطة، على رغم ما تعرّض له من اعتداء على أيدي عناصر أجهزتها الأمنية قبل أيام.

وتجددت مساء أمس، في رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، المسيرات المطالبة برفع العقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على القطاع، بالتزامن مع دعوة منظمي الحراك للشعب الأردني إلى التضامن معهم من خلال المشاركة في وقفة احتجاجية أمام السفارة الفلسطينية في عمّان تحت شعار «غزة توحدنا».

وأكد الحراك في بيان نشره على صفحته في «فايسبوك»، استمرار فعالياته الاحتجاجية حتى استجابة الرئيس محمود عباس وحكومته لمطلبه. وتابع: «مستمرون على رغم ما تعرضنا له في التظاهرة الأخيرة، يوم الأربعاء الماضي، من قمع واعتقال وضرب وسحل على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية».

السلطة تحمل بعنف على جولة كوشنير

أعلنت السلطة الفلسطينية رفضها أي نتائج تتمخض عن الجولة المقبلة لمستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير ومبعوث الرئيس الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات، اللذين يُتوقع وصولهما إلى المنطقة الأسبوع المقبل، للبحث في الأوضاع الإنسانية في غزة، وتسويق «صفقة القرن» للسلام.

وأفادت مصادر مطلعة بأن كوشنير وغرينبلات سيبدآن الأسبوع المقبل جولة تقودهما إلى إسرائيل ومصر والأردن ومنطقة الخليج، للبحث في أوضاع غزة وتسويق «صفقة القرن». وكان المسؤولان والسفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بحثوا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك ليل الجمعة - السبت في الوضع في الشرق الأوسط. وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن مناقشات مثمرة جرت حول الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتعزيز السلام في المنطقة، وضمان الحاجات الإنسانية في غزة، والإجراءات الأخيرة للولايات المتحدة مع الأمم المتحدة.

وفي رام الله، قال الناطق الرئاسي نبيل أبو ردينة في بيان أمس إن «الحديث عن جولة أميركية جديدة لدول المنطقة بهدف البحث في ما يسمى صفقة القرن أو أي مسميات أخرى، مضيعة للوقت، وسيكون مصيرها الفشل إذا استمرت بتجاوز الشرعية الفلسطينية المتمسكة بالثوابت المتفق عليها عربياً ودولياً».

وأكد أن التحركات الأميركية الأخيرة تهدف إلى فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة ليكون مركزاً للحل السياسي. وأضاف: «إن الجولة الأميركية التي بدأت في نيويورك والأمم المتحدة، والهادفة إلى تمرير خطة لا معنىً لها والبحث عن أفكار مبهمة لفصل غزة تحت شعارات إنسانية في مقابل التنازل عن القدس ومقدساتها، لن تحقق شيئاً من دون التزام الشرعية العربية الممثلة بقرارات القمم العربية، وقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، وفي الأساس منها موافقة الشعب الفلسطيني وتوقيع الرئيس، وسيكون مصيرها الفشل الكامل، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار الاستراتيجي الإقليمي، ويدفع المنطقة إلى المجهول».

وتابع: «المطلوب من الإدارة الأميركية التوقف عن محاولات تجاوز الشرعية الفلسطينية»، مشيراً إلى أن «صنع السلام يتطلب الامتثال لقرارات الشرعية الدولية وفق حل الدولتين، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، لكي لا تخلد هذه الإدارة الصراع العربي– الإسرائيلي، وتعطي غطاءً لمواجهة بلا نهاية».

في غضون ذلك، أثار وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان «إرباكاً وبلبلة» في اجتماع المجلس الوزاري المصغر الذي ناقش الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة وإعطاء تسهيلات إنسانية لسكانه. وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن ضباط الجيش عرضوا أمام الوزراء الوضع في غزة بالأرقام، في وقت أوضحت المؤسسة الأمنية أن المصلحة الإسرائيلية الواضحة تتمثل في تعزيز سلسلة من الإجراءات لتخفيف الوضع في مجالات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والتجارة وغير ذلك.

وأضافت أن ليبرمان أجرى مراجعة سياسية- أمنية أمام الوزراء، من دون الإشارة إلى قضية مساعدات غزة، وعندما سأله وزير البيئة زئيف ألكين عن موقفه، رد بأنه يؤيد موقف الجيش، فعاد وسأله إن كان يعني أنه يؤيد منح التسهيلات لغزة من دون شروط، فرد ليبرمان: «لا نعطي أي شيء من دون مقابل من حماس». وتابعت أن ألكين كرر السؤال، ليرد عليه ليبرمان أنه مع موقف الجيش مئة في المئة، لكنه ضد تقديم تسهيلات، ما أربك الاجتماع، خصوصاً أن وزير الداخلية آرييه درعي جرب أيضاً حظه، وسأل السؤال نفسه، وتلقى الإجابة نفسها.

ونفى مكتب ليبرمان لاحقاً صحة هذه الأخبار، وقال: «يتم تنسيق المواقف بين وزير الدفاع ورئيس الأركان (الجنرال غادي أيزنكوت)، ولا توجد فجوات بينهما. من الواضح أن أي شخص يسرب لا يفعل ذلك ليعكس الصورة الحقيقية، ولكن لتشويهنا وتشويه سمعتنا».

الخطة الأميركية للسلام مصيرها الفشل
رام الله (الاراضي الفلسطينية) - أ ف ب
أكدت السلطة الفلسطينية التي جمدت اتصالاتها مع واشنطن منذ أشهر احتجاجاً على ما تعتبره انحيازا لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لصالح اسرائيل أمس (السبت) أن الخطة الأميركية لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي «مصيرها الفشل».

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن الجولة الأميركية الجديدة المنتظرة الأسبوع المقبل لمستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الاوسط جاريد كوشنر والمبعوث الخاص لترامب الى الشرق الاوسط جيسون غرينبلات «هي مضيعة للوقت وسيكون مصيرها الفشل، اذا استمرت بتجاوز الشرعية الفلسطينية المتمسكة بالثوابت المتفق عليها عربياً ودولياً».

وسيزور كوشنر وغرينبلات كلا من إسرائيل ومصر والسعودية لمناقشة خطة السلام الأميركية والوضع في قطاع غزة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام اسرائيلية لم تعط مزيداً من التفاصيل عن برنامجهما.

ويذكر أن محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين معطلة منذ العام 2014. وكان ترامب تعهد بالإشراف على اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين وصفه بأنه سيكون «الأمثل».

لكنه أصدر سلسلة من القرارات التي أثارت حفيظة الجانب الفلسطيني كان أبرزها الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل في السادس من الكانون الأول (ديسمبر) الماضي ونقل السفارة الأميركية في اسرائيل من تل أبيب إلى القدس في 14 أيار (مايو) الماضي.

وجمدت السلطة الفلسطينية اتصالاتها مع المسؤولين الأميركيين وهو ما يجعل من استئناف جهود السلام أمراً غير مرجح.

وقال أبو ردينة للصحافيين إن الجهود الأميركية «الهادفة لتمرير خطة لا معنى لها (...) من دون التزام الشرعية العربية الممثلة بقرارات القمم العربية، وقرارات مجلس الأمن الدولي، والشرعية الدولية، وفي الأساس منها موافقة الشعب الفلسطيني وتوقيع الرئيس محمود عباس سيكون مصيرها الفشل الكامل الامر الذي سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار الاستراتيجي الاقليمي ويدفع المنطقة إلى المجهول».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
وقف نار غير مشروط في غزة بوساطة مصرية
تل أبيب ترفض التهدئة وتستدعي قوات الاحتياط
مصير الانتخابات الفلسطينية يحسم اليوم
استطلاع: «فتح» تتفوق على «حماس» والبرغوثي يفوز بالرئاسة
المقدسيون مدعوون للانتخابات عبر مراكز البريد
مقالات ذات صلة
أيضاً وأيضاً: هل يتوقّف هذا الكذب على الفلسطينيّين؟ - حازم صاغية
حرب غزة وأسئلة النصر والهزيمة! - أكرم البني
إعادة اختراع الإسرائيليّة والفلسطينيّة؟! - حازم صاغية
لا قيامة قريبة لـ«معسكر السلام» - حسام عيتاني
... عن مواجهات القدس وآفاقها المتعارضة - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة