الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٢٣, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
«داعش» يضرب قوات النظام السوري في البادية
ينما كان قائد سلاح الجو الإسرائيلي يعرض تفاصيل الضربات التي وجهتها تل أبيب إلى معسكرات إيرانية في سورية فجر العاشر من الشهر الجاري، ترددت أنباء على نطاق واسع عن انسحاب مليشيات إيرانية وأخرى تابعة لـ «حزب الله» من مدينة درعا (جنوب سورية) المتاخمة للحدود مع إسرائيل، باتجاه دمشق، لتحل محلها عناصر من «قوات النمر» التي يقودها العميد سهيل الحسن المدعوم من موسكو.

في الوقت نفسه، كان لافتاً دفاع مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف عن الوجود العسكري الإيراني في سورية، معتبراً أن المطالب الأميركية في هذا الصدد «غير قانونية». ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية عن أوليانوف قوله: «ما علاقة أميركا بذلك؟ هي تقع ما وراء المحيط، ولا تملك أي أسس قانونية لطرح مطالب كهذه».

وغداة خروج تنظيم «داعش» من جنوب دمشق وانتقال مسلحيه إلى البادية السورية بموجب اتفاق إجلاء، شن التنظيم هجوماً مباغتاً استهدف قوات النظام هناك أسفر عن مقتل 26 على الأقل، بينهم إيرانيون. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «عناصر داعش شنت هجوماً بعد تفجير سيارة مفخخة استهدف تجمعاً لقوات النظام، قبل أن تندلع اشتباكات»، مشيراً إلى أن الجهاديين تسللوا من جيب تحت سيطرتهم شرق مدينة تدمر وسط سورية.

إلى ذلك، نقلت مواقع محسوبة على المعارضة تصريحات للقيادي في فصيل «قوات شباب السنة» التابع لـ «الجيش الحر» بحر أبو عدي، أكد فيها أن أرتالاً عسكرية تابعة لميليشيات «إيرانية» و «حزب الله»، انسحبت من درعا باتجاه دمشق، موضحاً أنه تم رصد خروج رتل ضم 10 شاحنات كبيرة ودبابة فجر أمس، كما خرج في الصباح رتل آخر ضم 4 سيارات شحن كبيرة، رافقها أكثر من 15 سيارة محملة بالعتاد والعناصر، نحو مدينة أزرع، في الطريق إلى العاصمة. ولفت إلى رصد حركة الأرتال من خلال نقاط تمركز الجيش الحر المتاخمة للطريق الواصل بين درعا ودمشق. بالتزامن، نشرت صفحات موالية للنظام، بينها الصفحة الرسمية لـ «قوات النمر»، نية الأخيرة التوجه إلى درعا.

وتأتي تلك التحركات، التي عدتها مصادر في المعارضة جزءاً من «اتفاق بين موسكو وتل أبيب» التي ترفض أي وجود لإيران على حدودها، بعد أيام قليلة من تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سورية.

لكن الناطق باسم وفد المعارضة في «آستانة» أيمن العاسمي نفى هذه التقارير، مؤكداً أن «القوات الإيرانية وحزب الله ما زالت داخل درعا»، ومعتبراً أن هذه الأنباء «مناورة إيرانية لتلافي ضربات في المستقبل».

على صلة، كشف قائد سلاح الجو الإسرائيلي عميكام نوركين خلال مؤتمر في هرتسيليا حضره قادة سلاح الجو من 20 دولة حول العالم، أن الإيرانيين أطلقوا 32 صاروخاً على الجولان المحتل قبل أسبوعين، وليس 20 فقط وفق ما أعلن بيان الجيش الإسرائيلي في حينه. وأشار إلى أن المضادات الأرضية السورية أطلقت أكثر من 100 صاروخ على المقاتلات الإسرائيلية خلال شن غارات واسعة النطاق على 20 هدفاً إيرانياً في سورية.

وكشف أن إسرائيل قصفت مرتين باستخدام طائرات من طراز «إف – 35»، على جبهتين مختلفتين في المنطقة، وقال: «قمنا بتنفيذ أول ضربة بهذه الطائرات في العالم». وأوضح أن إسرائيل كانت لاحظت إدخال إيران، في الأسابيع الماضية، صواريخ بعيدة المدى إلى سورية ومنظومات رادارية متطورة استهدفت إسرائيل بعضها، لافتاً إلى أن المواجهة بدأت باستهداف مطار التيفور بعد أن أطلقت إيران منه طائرة من دون طيار (درون) محملة متفجرات أسقطتها إسرائيل في أجوائها.

مقتل 26 من قوات النظام في هجوم لـ«داعش» في البادية
موسكو، بيروت - سامر إلياس، أ ف ب 
 قُتل 26 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها أمس في هجوم مباغت لتنظيم «داعش» في البادية السورية. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن لـ»فرانس برس» إن «عناصر التنظيم شنوا هجوماً فجراً بعد تفجير سيارة مفخخة استهدف تجمعاً لقوات النظام، قبل أن تندلع اشتباكات»، موضحاً أن الجهاديين تسللوا من جيب تحت سيطرتهم شرق مدينة تدمر في وسط سورية. ويتم نقل القتلى ومن بينهم مقاتلون ايرانيون والجرحى إلى مدينة تدمر الأثرية، وفق «المرصد» الذي أشار إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسة مقاتلين من التنظيم الارهابي.

ويأتي ذلك غداة خروج آخر عناصر «داعش» من أحياء في جنوب دمشق وانتقالهم بموجب اتفاق إجلاء إلى هذا الجيب الصغير الذي يسيطر عليه الارهابيون في البادية. وأعلن الجيش السوري اثر ذلك السيطرة على كل العاصمة ومحيطها للمرة الأولى منذ العام 2012.

إلى ذلك أعلنت الأمم المتحدة أمس، أن حجم الدمار في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق يجعل عودة سكانه أمراً صعباً للغاية. وقال الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كريس غانيس لـ»فرانس برس»: «اليرموك اليوم غارق في الدمار، ويكاد لم يسلم أي منزل من الدمار»، مضيفاً «منظومة الصحة العامة، المياه، الكهرباء والخدمات الأساسية كلها تضررت بشكل كبير».

وتابع: «ركام هذا النزاع العديم الرحمة منتشر في كل مكان. وفي أجواء مماثلة، من الصعب تخيل كيف يمكن للناس العودة».

وقال مدير المكتب السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي لـ»فرانس برس» إن «الخطوة التي تلي تحرير المخيم هي التمشيط الامني وازالة الركام واحصاء الاضرار من اجل اعادة الاعمار واعادة البنية التحتية تمهيداً لعودة السكان».

وأكدت مديرة موقع «بوابة اللاجئين» عتاب الدقة في اتصال مع «الحياة» ان «معظم مناطق المخيم لم تسلم من الضرر»، مشيرة إلى أن « القصف والمعارك دمرت أحياء كاملة مثل المغاربة والتقدم والعروبة وامتداد شارع الثلاثين وشارع القدس ومحيط جامع فلسطين في جنوب المخيم». ولفتت الدقة إلى « البيوت الباقية بات معظمها غير قابل للسكن». وفي حين دمر معظم بيوت جنوب المخيم فإن احياء أخرى في شارع صفد ولوبية تعرضت لأذى أقل، لكن البنية التحتية من ماء وكهرباء وشبكات الهاتف تحتاج إلى اصلاحات كبيرة.

وحسب مصادر فلسطينية تحدثت إلى «الحياة» فإن «الدخول إلى المخيم يحتاج إلى تصريحات خاصة من السلطات السورية، ومعظم من دخلوا هم من الميلشيات التي كانت تساند الجيش مثل لواء القدس افلسطيني وعناصر الدبهة الشعبية القيادة العامة»، واشارت المصادر إلى أن «سكان مخيم السبينة جنوب العاصمة سمح لهم بالعودة إليه بعد أكثر من سنة من سيطرة النظام عليه».

وحسب تقديرات محتلفة فإن 60 في المئة من المخيم نزحوا داخليا في محيط دمشق أو مدن أخرى، فيما غادر 40 في المئة سورية معظمهم قصد أوروبا نظرا لأن أبواب الأردن ولبنان كانت موصدة في وجه اللادئين الفلسطينيين. واستبعدت الدقة «إعادة إعمار المخيم وعودة السكان قبل سنوات» ولفتت إلى أن «إعادة أعمار مخيم نهر البارد في لبنان لم تنجز إلا بنحو 50 في المئة رغم مرور 11 عاما على تدميره»، مشددة على أن «قانون الملكية الجديد قد يحرم كثيرا من أبناء المخيم من العودة وخاصة أولئك الذين سافروا إلى أوروبا أو ممن لا ينلكون سندات اقامة طابو».

وزير الدفاع الروسي يحذر من انتقال إرهابيين من سورية إلى دول الجوار

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس إسقاط طائرة من دون طيار (درون) اقتربت من القاعدة الجوية في حميميم السورية، في ثاني حادث من نوعه في أقل من شهر، في وقت حذر وزير الدفاع سيرغي شويغو من انتقال الإرهابيين في سورية إلى دول الجوار ومنها أفغانستان. وقال شويغو خلال محادثات مع نظيره الأوزبكي عبدالسلام عزيزوف: «الجماعات الإرهابية التي انسحبت من سورية تتوجه إلى الدول المجاورة، ومن بينها أفغانستان. في هذا الشأن، تكتسي ضرورة تدريب الخبراء العسكريين الذين يدافعون عن مصالح الأمن القومي أهمية خاصة». وأضاف شويغو أن «التعاون العسكري والتقني بين روسيا وأوزبكستان يحمل طابعاً مهماً ومحدداً». في غضون ذلك، أعلن ممثل القاعدة الجوية الروسية في حميميم، عن إسقاط طائرة من دون طيار، اقتربت من القاعدة الجوية.

وأوضح بيان لوزارة الدفاع الروسية: «مع اقتراب حلول الظلام، تم الكشف عن هدف جوي صغير الحجم غير معروف (مركبة جوية مسيرة)، على مسافة من المطار، من طريق مراقبة المجال الجوي للقاعدة الجوية الروسية حميميم». وأردف: «تم تدمير الهدف بوساطة المدافع المضادة للطائرات في القاعدة، ولا توجد إصابات أو أضرار مادية».

وتكررت مثل هذه الحوادث في الآونة الأخيرة، وكان رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان الروسية، أكد في 25 الشهر الماضي، أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرتين من دون طيار، تم إطلاقهما من قبل المسلحين، بالقرب من منطقة مطار حميميم.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن الخبير العسكري والاستراتيجي السوري العميد مرعي حمدان، قوله أن «استخدام التنظيمات الإرهابية في سورية للطائرات من دون طيار «تراجع بشدة». وأوضح أنه بعد الاستهداف الأخير، منذ أسابيع عدة، لقواعد روسية في حميميم وطرطوس، باستخدام طائرات «درون»، أعلنت أن الطائرات المستخدمة متطورة جداً، وتوجد في دول بعينها، ما دفع الدول المصنعة لها لعدم منحها للتنظيمات مرة أخرى. وزاد أن «الجيش الروسي أمد نظيره السوري، خلال العام الماضي، بتكنولوجيات متقدمة جداً تمكنه من التصدي للطائرات المسيرة، إضافة إلى أنظمة دفاعه الجوية السورية، بما يتناسب مع التكنولوجيات التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية في محاربته».

تنسيق روسي – تركي لدفع التسوية

ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس مع نظيرة التركي مولود تشاووش أوغلو التنسيق بين البلدين ضمن صيغة «آستانة» لدفع التسوية السياسية في سورية، وذلك قبل اجتماع مقرر أن يعقد الشهر المقبل في أنقرة لمجموعة العمل حول تبادل المعتقلين السوريين، وقبل جولة جديدة من محادثات «آستانة» في مدينة سوتشي الروسية في تموز (يوليو)

وأوضح بيان للخارجية الروسية، أن لافرورف تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره التركي، بحث خلاله في «التسوية السورية». وأضاف البيان: ناقش الوزيران القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك العمل في «صيغة آستانة» لدفع التسوية السورية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254.

في المقابل أكتفت مصادر ديبلوماسية في الخارجية التركية، بالقول إن تشاووش أوغلو هنأ نظيره الروسي بتوليه حقيبة الخارجية مجدداً، وتمنى النجاح للافروف.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة