الخميس ٢٨ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ١٧, ٢٠١٨
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
لبنان: عقوبات أميركية وخليجية على قيادة "حزب الله"
مع ان مناخات الجلسة ما قبل الأخيرة لمجلس الوزراء التي عقدها أمس على ان يستكمل درس جدول أعمالها في جلسة اخيرة الاثنين المقبل يليها دخول الحكومة مرحلة تصريف الاعمال لا تعكس تماماً حقيقة المناخات القائمة حيال استحقاقي انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتب المجلس وتسمية رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة، فان كثافة البنود التي أقرها مجلس الوزراء وطبيعتها بدت أقرب الى استلحاق الفترة المتبقية للحكومة بكل ما توفر من بنود متراكمة. وبرز هذا الاتجاه من خلال ملف الكهرباء الذي سقط معظم التحفظات والاعتراضات التي واجهته سابقا ومرت بنوده بسلاسة باستثناء تحفظات وزراء "القوات اللبنانية " ووزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة باسم "اللقاء الديموقراطي".

وفي ظل هذا المناخ الانتقالي ما بين مجلس نواب يستعد لانهاء ولايته ومجلس منتخب سيبدأ ولايته الاسبوع المقبل، أفادت مصادر وزارية ونيابية اطلعت على الحركة التي حصلت حيال الاستحقاقين المقبلين وخصوصا اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في قصر بعبدا الثلثاء ومن ثم اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع مساء اليوم نفسه في "بيت الوسط" ان ثمة أجواء ايجابية معاكسة للمعطيات المتشائمة التي سادت الواقع السياسي قبل ايام حول استحقاقي انتخاب رئيس المجلس ونائبه وتشكيل الحكومة. وقالت المصادر إنه على رغم الطابع الخاص المنفرد لكل من اللقاءين اللذين لا يربطهما أي رابط او تنسيق، فإن اللافت في النتائج التي أسفرت عنهما هو تصاعد مناخ سياسي داخلي عام لتسهيل انطلاق الاستحقاقين البرلماني والحكومي ولو ان ما حصل لا يشكل بعد الضمان الثابت والحاسم لمرور كلا الاستحقاقين من دون عقبات وعثرات او انه سيتجاوز حقول الشروط والشروط المضادة. وأضافت انه يمكن اعتبار الحركة السياسية التي انطلقت من هذين اللقاءين البارزين بمثابة بروتوكول أو اعلان حسن نيات بالاحرف الاولى في شأن الاستعدادات لتسهيل جلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبه منطلقاً لاتباعها باستشارات سريعة تفضي الى تسمية الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة.

ومع ان المصادر بدت جازمة في شأن تسمية الحريري فانها تحدثت عن فروقات ستبرز بين مستويات الاصوات التي سينالها الرئيس بري في التصويت لعودته الى رئاسة المجلس وتلك التي سينالها الرئيس الحريري نتيجة للاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها الرئيس عون في نهاية الاسبوع المقبل أو مطلع الاسبوع الذي يليه. وعزت هذه الفروقات الى ان التوافقات التي ينتظر ان تحصل على اعادة انتخاب الرئيس بري ستختلف بطبيعة الحال عن الواقع الذي سيواكب تسمية الرئيس الحريري مجددا لتشكيل الحكومة إلا في حال انسحاب توافق عريض شامل على الاستحقاقين وهذا امر مستبعد تماما. فاذا كانت "كتلة الوفاء للمقاومة " بادرت أمس الى اعلان ترشيحها الرئيس بري، فان ذلك لا يكفل لرئيس المجلس بعد حالة توافق واسعة على انتخابه قبل بت "تكتل لبنان القوي" موقفه ايجاباً لمصلحة انتخاب بري في مقابل تأييد كتلة بري نائب رئيس المجلس الذي سيرشحه التكتل والذي يبدو انه سيكون النائب المنتخب ايلي الفرزلي.

أما في خصوص الاستحقاق الحكومي، فتقول المصادر انه لا يخفى ان المشاورات الصامتة بدأت عملياً في شأنه ويبدو ان صيغاً كثيرة ستطرح على سبيل اختصار الوقت قبل انطلاق الاستشارات الرسمية. ولم تخف المصادر ان الاجواء الايجابية التي سادت اللقاءات الاخيرة لا تعني ان حقول الألغام التي تتربص بعملية تشكيل الحكومة قد بدأت ازلتها أو ان ازالتها أمر سهل، بل انها نبهت الى امكان ان تكون عملية تشكيل الحكومة الجديدة بالغة التعقيد في ظل الشروط المنتفخة للكتل الخارجة لتوها من الانتخابات في ظل وقائع جديدة طرأت على التمثيل النيابي واحجام الكتل وتوزعها وتنوعها وهو أمر سيترجم في المفاوضات المعقدة المنتظرة لدى بدء عملية تشكيل الحكومة، علما أن التعقيدات ستكون ذات طبيعتين: الاولى تتصل باحجام التمثيل الوزاري للكتل والثانية تتعلق بتوزيع الحقائب التي سيشتد الصراع على بعضها نظراً الى ان المرحلة السابقة حفلت باشتباكات سياسية حول ملفات أساسية ينتظر ان يتخذ الصراع على الحقائب في ظلها بعداً كبيراً في المرحلة المقبلة. وفي رأي الاوساط المعنية بالحركة الجارية ان اعادة النظر في علاقات القوى التي خاضت الانتخابات تحت جنح خلافات وتباينات حادة لا بد ان تطاول علاقة الرئيس الحريري ورئيس "اللقاء الديموقراطي " النائب وليد جنبلاط في وقت قريب ربما سبق ايضا الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الوزراء.

مجلس الوزراء 

وسط هذه الاجواء، اتسمت جلسة مجلس الوزراء الطويلة أمس بالهدوء واعتبر الرئيس عون ان "انجاز الانتخابات النيابية بنجاح وضع حدا للمقولات السلبية التي كانت تشكك في حصولها"، مشدداً على ان "الحرية لا تعني حرية تشويه سمعة من ينجز ويحقق ". ووصف الرئيس الحريري الانتخابات بانها "تاريخية " ولفت الى ان الحكومة الحالية " انجزت الكثير من الامور التي عجزت حكومات سابقة عدة عن انجازها " وعزى ذلك الى "انتخاب الرئيس عون والتوافق السياسي الذي ساد البلاد"، مبرزاً اهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية.

أما أبرز المقررات التي اتخذها مجلس الوزراء فهي الآتية:

الترخيص لمطرانية الروم الارثوذكس في بيروت بإنشاء جامعة بإسم جامعة القديس جاورجيوس في بيروت.

عدم الموافقة على اقتراح القانون الرامي إلى إلغاء الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة (بريفيه).

الاطلاع من وزير الطاقة على التحضيرات لإطلاق دورة التراخيص الثانية لمنح رخص بترولية في المياه اللبنانية.

 الموافقة على عرض وزارة الطاقة والمياه التعديلات اللازمة على النموذج الحالي الأولي لعقد شراء الطاقة المنتجة من الرياح.

 الموافقة على عرض وزارة الطاقة والمياه لدفتر شروط محطات استقبال الغاز السائل بعد الأخذ بملاحظات عدد من الوزراء.

التمديد سنة للبواخر المنتجة للطاقة، بعد مفاوضة وزير الطاقة أصحاب البواخر لخفض السعر.

عقوبات  

على صعيد آخر، سجل تطور جديد يتصل بالعقوبات الاميركية على "حزب الله" اذ افادت وكالة "رويترز" ان الولايات المتحدة فرضت أمس عقوبات جديدة على قيادة "حزب الله" استهدفت الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله ونائبه الشيخ نعيم قاسم.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني إن العقوبات شملت أيضا أربعة أفراد آخرين بينهم القياديون حسين الخليل وابرهيم امين السيد وهشام صفي الدين.

وبثت محطة "العربية " الفضائية لاحقاً ان المملكة العربية السعودية ودولاً خليجية أخرى ادرجت 10 من قادة "حزب الله" على قوائمها للارهاب. وصنفت رئاسة امن الدولة السعودية الاسماء والكيانات الآتية على قائمة الارهاب :السيد نصرالله، الشيخ قاسم،ابرهيم امين السيد، محمد يزبك،حسين الخليل، هاشم صفي الدين، طلال حمية، مجموعة الانماء، شركة الانماء للهندسة والمقاولات، علي يوسف جرار، مجموعة سبكتروم، حسن ابرهيمي، ماهر للتجارة. 


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة