الخميس ٢٨ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ١٤, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
ضربة عسكرية أميركية - بريطانية - فرنسية في سورية
واشنطن، لندن، باريس - أ ف ب، رويترز 
شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر اليوم (السبت) عملية عسكرية على سورية، رداً على الهجوم الكيماوي الذي اتهمت به دمشق، واستهدفت غارات جوية مواقع ومقار عسكرية عدة، بينها في دمشق.

ووجهت الدول الثلاث أكثر من 100 ضربة إلى سورية في ما وصفته الولايات المتحدة بأنه «ضربة لمرة واحدة فقط».

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب توجه به إلى الأمة من البيت الأبيض أنه «تجرى عملية عسكرية مشتركة مع فرنسا وبريطانيا، ونحن نشكر» البلدين.

وقال ترامب إنه أمر بتوجيه «ضربات دقيقة» ضد سورية، رداً على الهجوم المزعوم بغاز سام والذي أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 60 قتيلاً في السابع من نيسان (أبريل). وأضاف في كلمة تلفزيونية من البيت الأبيض: «أمرت منذ فترة وجيزة القوات المسلحة الأميركية بتوجيه ضربات دقيقة إلى أهداف مرتبطة بقدرات الدكتاتور السوري بشار الأسد في مجال الأسلحة الكيماوية».

وبعد أكثر من ساعة على خطاب ترامب، أعلن قائد الأركان الأميركي الجنرال جو دانفورد انتهاء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد برنامج الأسلحة الكيماوية السوري.

وقال الجنرال الذي كان موجوداً في البنتاغون إلى جانب وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، انه ليس هناك في الوقت الحالي خطط لشن عملية عسكرية أخرى.

وفي وقت كان الرئيس الأميركي يلقي كلمته، تردد دوي انفجارات متتالية في العاصمة السورية، بحسب ما أفادت مراسلة لوكالة «فرانس برس».

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الضربات جاءت في أعقاب أدلة حاسمة على أن الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عن هجوم بالأسلحة الكيماوية استخدم فيه غاز الكلور على الأقل.

وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد إنه تم استهداف ثلاث منشآت رئيسة للأسلحة الكيماوية بصواريخ أطلقت من البحر ومن طائرات، ما أدى إلى إطلاق وسائل الدفاع الجوي السورية.

ولم تؤكد وزارة الدفاع عدد الصواريخ التي أصابت أهدافها.

وقال ماتيس ودانفورد إن الضربة تهدف إلى إضعاف القدرات الكيماوية السورية من دون قتل مدنيين أو المقاتلين الأجانب الكثيرين في الحرب الأهلية السورية التي تشارك فيها أطراف متعددة، وخصوصاً من روسيا.

وقال دانفورد للصحافيين: «حددنا على وجه الدقة تلك الأهداف للتخفيف من خطر الاشتباك مع القوات الروسية». وأضاف أن الجيش الأميركي أبلغ روسيا بالمجال الجوي الذي سيستخدم في الضربة، لكنه لم يخطرها بموعد الضربة مسبقاً.

وأكد ماتيس أن الولايات المتحدة لم تشن الهجمات إلا بعد توافر أدلة قاطعة إلى استخدام غاز الكلور في الهجوم الذي وقع في السابع من نيسان (ابريل) في سورية.

وذكر ماتيس أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وجهت «رسالة واضحة إلى الرئيس السوري بشار الأسد من خلال ضربات استهدفت ليل الجمعة - السبت برنامج الاسلحة الكيماوية السوري». وأضاف أنه «من الواضح ان نظام الاسد لم يتلق الرسالة العام الماضي»، في إشارة الى الضربة الاميركية التي نفذت في نيسان (ابريل) 2017 على قاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سورية، رداً على هجوم كيماوي اتُهم النظام السوري به في شمال غربي البلاد.

وتتكرر الاتهامات باستخدام سورية لغاز الكلور في الصراع السوري الأمر الذي أثار علامات استفهام حول ما إذا كانت واشنطن قد خففت من شروطها لشن عمل عسكري في سورية بقرارها تنفيذ ضربة في أعقاب هجوم بغاز الكلور.

وفي العام الماضي شنت الولايات المتجدة هجوماً على سوريا، بعد أن تأكدت من استخدام غاز السارين الأشد فتكاً. وقالت بعض وسائل الإعلام الأميركية أن واشنطن واثقة من أن الأسد استخدم السارين في السابع من نيسان (ابريل).

غير أن ما تيس أشار إلى أن الأدلة إلى استخدام السارين غير قاطعة حتى الآن. وقال: «نحن واثقون جداً أن غاز الكلور استخدم. ولا نستبعد الآن استخدام غاز السارين».

وقالت وزارة الدفاع إن أحد الأهداف مركز للابحاث العلمية في منطقة دمشق الكبرى وصفته بأنه مركز سوري لبحوث الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وتطويرها وانتاجها واختبارها. وكان الهدف الثاني منشأة تخزين للأسلحة الكيماوية غربي مدينة حمص.

وأوضح دانفورد: «نحن نقدر أن هذا هو الموقع الأساس للسارين السوري ومعدات الانتاج الأساسية».

أما الهدف الثالث الواقع أيضاً قرب حمص فشمل منشأة تخزين لمعدات الأسلحة الكيماوية ومركز قيادة.

ومن جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف استهدف «مراكز البحوث العلمية وقواعد عسكرية عدة ومقار للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في دمشق ومحيطها»، ومركز أبحاث عسكرية ومستودعات قرب مدينة حمص.

وأشار الاعلام السوري الرسمي إلى أن «الدفاعات الجوية السورية تصدت للعدوان الأميركي - البريطاني - الفرنسي على سورية».

ووعد ترامب بأن تأخذ العملية «الوقت الذي يلزم»، مندداً بالهجمات الكيماوية «الوحشية» التي شنها النظام السوري. ووجه تحذيراً لايران وروسيا على خلفية صلاتهما بالنظام السوري، داعياً موسكو إلى الكف عن «السير في طريق مظلم». وقال الرئيس الأميركي ان روسيا «خانت وعودها» في ما يتعلق بأسلحة سورية الكيماوية.

وفي لندن، قالت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في بيان انه «لا بديل عن استخدام القوة (...) لمنع النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيماوية»، محملة دمشق المسؤولية عن الهجوم الكيماوي المفترض في دوما. وأضافت: «بحثنا عن كل الوسائل الديبلوماسية، لكن جهودنا تم إحباطها باستمرار».

وبناء على ذلك، قالت ماي إنها أعطت الاذن للقوات المسلحة البريطانية بشنّ «ضربات مركّزة ومنسقة» ضد القدرات العسكرية الكيماوية للنظام السوري من أجل «تجنّب» استخدامها.

واتهمت رئيسة الوزراء البريطانية النظام السوري بأنه لجأ إلى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد «شعبه بأبشع وأفظع طريقة»، موضحة ـنه تم اتخاذ القرار بالتدخل العسكري من أجل «حماية الأبرياء في سورية».

من جهته أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الضربات الفرنسية «تقتصر على قدرات النظام السوري في إنتاج واستخدام الأسلحة الكيماوية». وأضاف في بيان: «لا يمكننا أن نتحمل التساهل في استخدام الاسلحة الكيماوية».

وقتل أكثر من 40 شخصاً وأصيب 500 آخرون في مدينة دوما قبل أسبوع جراء قصف، قال مسعفون وأطباء إنه تم باستخدام سلاح كيماوي واتهموا قوات النظام بالوقوف خلفه، الأمر الذي نفته دمشق مع حليفتيها موسكو وطهران. وصعد ترامب منذ ذلك الحين تهديداته ضد النظام الذي اكد مع حليفته روسيا ان الهجوم «مفبرك».

وأكّدت الولايات المتحدة الجمعة أنّ لديها «دليلاً» إلى استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد السكان.

ولطالما نفت دمشق استخدام الأسلحة الكيماوية منذ بدء النزاع في 2011، وهي تؤكد أنها دمرت ترسانتها في 2013 بموجب قرار أميركي - روسي جنبها ضربة أميركية في ذلك الوقت اثر اتهامها بهجوم أودى بحياة المئات قرب دمشق.

وتأتي العملية العسكرية الغربية في وقت يفترض ان تبدأ بعثة من منظمة حظر الاسلحة الكيماوية وصلت الى دمشق الجمعة عملها اليوم للتحقيق في التقارير عن الهجوم الكيماوي في دوما.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة