Deprecated: Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : زيارة السعودية كشفت التباعد بين بعبدا وبكركي
السبت ١١ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ١٥, ٢٠١٧
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
زيارة السعودية كشفت التباعد بين بعبدا وبكركي
لم يكن كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من المملكة العربية السعودية التي اختتم زيارته التاريخية لها عصر أمس، إلّا ترجمة للتباعد القائم منذ فترة بين بعبدا وبكركي، والذي تجلى في اللقاء الاخير الذي جمع الراعي والرئيس ميشال عون، وقبله بيان مجلس المطارنة الموارنة في اجتماعه الشهري الذي أغفل الذكرى السنوية الاولى للعهد على رغم الضجيج الذي رافق المناسبة في لبنان. تفهم الراعي اسباب استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري ودعوته الرئيسين عون ونبيه بري الى تحمّل مسؤولية إيجاد حلول تسهّل عودة رئيس الوزراء المستقيل الى لبنان، عكست تناقضاً في الموقفين: موقف الراعي الداعي الى اجراءات معالجة الاسباب، وموقف رسمي يدعو الى عدم الاخذ بكلام الحريري لانه لا يعبر عنه بل انه ملزم قوله كما حاله في اقامة ملزمة له، وهو الموقف الذي يحمله وزير الخارجية جبران باسيل الى العالم لاقناعه بـ"تحرير" الرئيس الحريري وضمان عودته الى لبنان. وهذا الأمر حدا الحريري الى التغريد، للمرة الأولى منذ نحو عشرة أيام، قائلاً: "يا جماعة أنا بألف خير، وان شاء الله أنا راجع هل اليومين خلينا نروق، وعيلتي قاعدة ببلدها المملكة العربية السعودية مملكة الخير". 

لكن كلام الحريري والراعي لم يعدّل الخطة التي اعتمدها لبنان الرسمي، اذ يواصل الوزير باسيل جولته وكان التقى أمس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي قرر ايفاد وزير الخارجية جان - ايف لودريان اليوم الى المملكة للقاء ولي العهد الامير محمد بن سلمان وسيبحث معه في الوضع في لبنان. وشدد رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب على ضرورة ان يتمكن نظيره اللبناني المستقيل سعد الحريري من "العودة بحرية" الى بلده. ونقل مراسل "النهار" في باريس سمير تويني عن مصادر ديبلوماسية غربية ان التحرك اللبناني الذي يقوم به الوزير باسيل هدفه لفت الانتباه الى الوضع الملتبس الذي يعيشه الرئيس الحريري والتشديد أمام الدول الصديقة على أهمية صون وحماية الاستقرار الداخلي الذي يرتكز على الوحدة الوطنية.

كما أشارت المصادر الى أن السلطات اللبنانية حريصة على الحفاظ على العلاقات المميزة مع الدول الصديقة وفي مقدمها الدول العربية الشقيقة وخصوصاً السعودية.

الاجتماع العربي

الى ذلك، يواجه لبنان ازمة مرشحة للتفاقم في نهاية الاسبوع مع انعقاد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الاحد في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، بدعوة من المملكة العربية السعودية للبحث في "ما تقوم به ايران من انتهاكات في المنطقة العربية والتي تقوّض الامن والسلم فيها وفي العالم بأسره"، اذ سيكون موقف لبنان على المحك، فإما "ينفّس" الاحتقان بتأكيد التزامه سياسة النأي بالنفس ورفض أي اعتداء على الدول العربية، وإما يفجر العلاقة مع الاشقاء العرب فيرمي كرة نار استقالة الحريري في وجه المملكة، وقد اعتبر الوزير مروان حمادة "ان الاحد هو يوم الانفجار الكبير".

عودة الحريري

وفيما توقع الوزير باسيل عودة الرئيس الحريري اليوم، سئل البطريرك الراعي عن لقائه رئيس الوزراء فأجاب: "حلو كتير... حلو كتير". وسئل: هل أكد لك العودة إلى لبنان؟ أجاب: "أكيد أكيد، وفي أسرع ما يمكن". ورداً على سؤال: هل العودة قريبة؟ قال: "في أسرع ما يمكن". وأضاف مبتسما: "قد يكون الآن متوجها إلى بيروت". وليلاً سرت معلومات عن امكان وصوله وحكي عن اجراءات أمنية استثنائية في بيت الوسط نفاها مقربون من الحريري.

مصافحة للتاريخ بين ملك السعودية وبطريرك الموارنة 
الرياض- إيلي الحاج
فتحت المصافحة التاريخية في مهد الإسلام بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وبطريرك الموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صفحة جديدة في كتاب العلاقات بين أتباع المسيحية والإسلام، ليس في دول الخليج والعالم العربي فحسب بل على مساحة العالم.   

أما في السياسة، فأنهت الزيارة التي ختمت أمس مقولات إن رئيس الحكومة سعد الحريري محتجز في المملكة العربية السعودية بعدما أجبرته سلطاتها على الاستقالة. بدّد الراعي بكلمات بسيطة انطباعات كوّنها لبنانيون وغير لبنانيين نتيجة لدأب فريق سياسي داخلي على الترويج لتلك المقولات. بل ذهب البطريرك الراعي إلى الإعلان أنه مقتنع بأسباب استقالة الحريري، داعيا رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تحمّل مسؤولية إيجاد حلول تسهّل عودة رئيس الحكومة المستقيل الى لبنان.

توّج البطريرك الزيارة التاريخية في يومها الثاني بلقاء الملك سلمان ظهراً في مكتبه في قصر اليمامة، وكان يرافقه المطرانان بولس مطر وبولس عبد الساتر والمسؤول عن الإعلام في بكركي وليد غياض. وحضر اللقاء الذي استمر نحو نصف ساعة عن الجانب السعودي وزير الخارجية عادل الجبير، وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، وعضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان.

ثم التقى البطريرك والوفد المرافق "الرجل القوي" في السعودية، على ما صار وصفه المعتمد دولياً، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في مكتبه في قصر اليمامة أيضاً، وفي حضور السبهان المكلف متابعة العلاقات مع لبنان ومتابعة أوضاعه.

ووزع الإعلام الرسمي المعلومات الآتية عن كل من اللقاءين: "جرى عرض العلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان، وبحث عدد من الموضوعات المتعلقة بدور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف، بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

وعلى الأثر استقبل البطريرك في مقر إقامته في قصر الضيافة الرئيس الحريري. ولم يُسمح للوفد الإعلامي اللبناني بتغطية هذه اللقاءات التي تابع أعضاؤه أخبارها والصور من مكان إقامتهم في فندق "موفنبيك - الرياض"، حيث زارهم السفير المعيّن في لبنان وليد بن محمد اليعقوب واجتمع مع النائب السابق فارس سعيد والدكتور رضوان السيد الذي وصل الى الرياض أمس.

وبعد الظهر انتقل البطريرك من قصر الضيافة إلى قصر الحكم تلبية لدعوة من أمير الرياض فيصل بن بندر إلى وليمة غداء على شرفه، وكان موكبه الضخم والفخم الذي اخترق شوارع الرياض يليق بموكب ملك زائر أو رئيس جمهورية زائر، لا أقل. واستقبل البطريرك في القصر الضخم والمبهر، في حضور الإعلاميين اللبنانيين، بمظاهر تكريم وتشريفات مميزة.

وعلى باب القصر، قال أمير الرياض مودعاً: "سعيد بالزيارة وبلقاء مع البطريرك الراعي والوفد المرافق من مطارنة ومعنيين، ونتمنى لقاءهم في لبنان".

وقال البطريرك: "أينما حللنا في السعودية سمعنا كلام محبة. توّجنا الزيارة بلقاء الملك وولي العهد وأمير الرياض، ونشكرهم على محبتهم للبنان. سأسمي اللقاء بأنه نشيد محبة السعودية للبنان، محبة لبنان المضياف والتعددية والتلاقي، لبنان المنفتح على الشعوب، وصديقها، لبنان الحيادي.

ما قرأناه في قلوبهم اليوم هو عودة لبنان الى جماليته والمحافظة على التقاليد، سمعنا من الملك مدى حبه للبنان، ورغبته في دعمه، وكان لافتا الاهتمام بالجالية اللبنانية التي يحترم أفرادها المملكة وتقاليدها".

وقال رداً على سؤال إنه مقتنع بالأسباب التي دفعت الحريري إلى الاستقالة. وتوجه إلى الإعلاميين: "عليكم إظهار وجه لبنان الجميل. ولا شيء يؤثر في العلاقات بين لبنان والمملكة".

وختم البطريرك الزيارة بالانتقال في طائرة خاصة إلى الفاتيكان للمشاركة في اجتماعات بابوية.

وعلّق النائب السابق سعَيد على لقاء الراعي - الحريري بالقول لـ"النهار": "كاهن بحجم البطريرك وخبرته في كراسي الاعتراف قادر على اكتشاف ما إذا كان الشخص الذي يتكلم معه مرغما أو طليقا. وهو تبنى الأسباب الموجبة للاستقالة، وعلى المعنيين التصرّف بموجبها".


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة