الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ١٠, ٢٠١٧
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الشرق الأوسط إلى أين في مرحلة ما بعد "داعش"
خسر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) غالبية المناطق التي أعلن منها "خلافته" في سوريا والعراق عام 2014، ولم يعد يسيطر سوى على جيوب محدودة في البلدين المجاورين، بعد معارك عنيفة شارك فيها أطراف عدة. 

شكلت مدينتا الموصل العراقية والرقة السورية أبرز هزائم التنظيم المتطرف. وكان "داعش" سيطر منذ صيف 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وعلى الاحياء الشرقية من المدينة، مركز المحافظة، حيث حاصر الآلاف من العسكريين السوريين والمدنيين. 

وفي أيلول الماضي، تمكن الجيش السوري بدعم جوي روسي من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل نحو ثلاث سنوات على الأحياء الغربية لمدينة دير الزور والمطار العسكري المجاور. وسيطر مطلع تشرين الثاني على كامل المدينة. وفي مواجهة هجمات عليهم على جانبي الحدود السورية - العراقية، انكفأ الجهاديون الى مدينة البوكمال.

وأعلن الجيش السوري الخميس استعادتها تماماً، ليفقد التنظيم تالياً آخر المدن التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق.

وفي سوريا، بات "داعش" يسيطر على 30 في المئة فقط من مساحة محافظة دير الزور تضم نحو 30 قرية وبلدة على ضفاف نهر الفرات، فضلا عن منطقتين صحراويتين، الاولى في الريف الشرقي حيث تخوض "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) العربية - الكردية بدعم أميركي عمليات ضده، والثانية في الريف الجنوبي حيث يقاتله الجيش السوري وحلفاؤه. ولا يزال التنظيم المتشدد يسيطر على جيوب محدودة في محافظة حمص بوسط البلاد، فضلاً عن حي الحجر الأسود وجزء من مخيم اليرموك في جنوب دمشق. كما يسيطر فصيل "جيش خالد بن الوليد" الموالي له على مناطق محدودة في محافظة درعا جنوباً.

وكانت "قسد"، وهي فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، طردت "داعش" من مدينة الرقة، معقله الأبرز في سوريا في 17 تشرين الأول.

وفي 17 تشرين الاول 2016، أطلقت القوات العراقية بدعم من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة هجوماً لطرد "داعش" من الموصل، ثانية المدن العراقية. وبعد تسعة أشهر، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استعادتها في العاشر من تموز 2017. وواصلت القوات العراقية عملياتها ضد التنظيم المتطرف لطرده لاحقاً من منطقتي تلعفر والحويجة.

وتدعم قوات الحشد الشعبي، وهي فصائل ذات غالبية شيعية تدعمها طهران، الجيش العراقي في عملياته ضد الجهاديين.

وسيطرت القوات العراقية في 3 تشرين الثاني على قضاء القائم المقابل لمدينة البوكمال. وكان في منطقة القائم، استناداً الى الائتلاف الدولي، نحو 1500 مقاتل في "داعش". وفرّ غالبيتهم في اتجاه سوريا.

ولم يعد أمام القوات العراقية سوى استعادة قضاء راوة المجاور للقائم ومناطق صحراوية محيطة من محافظة الأنبار، ليعلن استعادة كل الأراضي التي سيطر عليها التنظيم المتشدد عام 2014.

ماكرون

هذا التقهقر المتواصل لـ"داعش" دفع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يزور أبوظبي الى توقع الانتصار الكامل في المعركة ضد الجهاديين في سوريا والعراق خلال الاشهر المقبلة، الا انه رأى ان هذه الانتصارات لا تعني نهاية التهديد الذي يشكله مقاتلو التنظيم.

 وقال لدى لقائه مجموعة من الجنود الفرنسيين في باحة قاعدة "معسكر السلام" في ميناء زايد بأبوظبي: "لقد انتصرنا في الرقة وفي الاسابيع المقبلة والاشهر المقبلة، أؤمن بأن الانتصار العسكري الكامل سيتحقق في المنطقة العراقية - السورية... لكن هذا لا يعني ان المعركة انتهت"، مشيراً الى ان "التصدي للجماعات الارهابية سيكون عنصرا رئيسيا مكملا للحل السياسي الشامل الذي نريد أن نراه يتحقق في المنطقة". وأشاد بـ"التعاون العملاني الرفيع المستوى" مع الامارات التي تشارك منذ 2014 في الائتلاف الدولي ضد "داعش".

حلف شمال الاطلسي

الى ذلك أجرى وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس محادثات في مقر حلف شمال الاطلسي ببروكسيل مع نحو 60 وزيراً وممثلاً للدول المشاركة في الائتلاف الدولي ضد "داعش" من أجل تقويم الوضع بالنسبة إلى الحملة العسكرية في سوريا والعراق.

وقال ماتيس انه بعد استعادة السيطرة على الموصل في العراق والرقة، أبرز معاقل التنظيم في سوريا، حان الوقت للتفكير في مرحلة "ما بعد" التنظيم الجهادي.

وأوضح ان "غالبية الاسئلة التي تُطرح علي الان تتعلق بالمرحلة التالية اذ لم يعد الامر يتعلق بـ+هل نوقف توسع تنظيم الدولة الاسلامية ونتغلب عليه+ بل +ماذا سيحصل بعدها؟+".

وتدعم دول الغرب المفاوضات من أجل تسوية النزاع في سوريا والتي تتم في اشراف الامم المتحدة في جنيف. وفي المقابل، تقود ايران وروسيا حليفتا النظام السوري وتركيا المتحالفة مع فصائل مقاتلة، محادثات في أستانا بقازاقستان تركز على الوضع الأمني.

وتحدث الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الثلثاء عن "تحرير غالبية الاراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية... لكننا مدركون ان ذلك ليس معناه انتهاء الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية لانه لا يزال يشكل تهديدا شاملاً... فنحن نراه في شوارعنا حيث يخطط ويجند لشن هجمات".

 والتقى ماتيس في بروكسيل نظيره التركي نور الدين جانكلي. وتشهد العلاقات بين تركيا وواشنطن توترا نتيجة الخلافات على تدريب الولايات المتحدة "وحدات حماية الشعب" الكردية وتزويدها اياها اسلحة ضد "داعش" فيما تعتبرها أنقرة مجموعة "ارهابية".


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
من "ثورة الياسمين" إلى "الخلافة الإسلامية"... محطّات بارزة من الربيع العربي
لودريان: حرب فرنسا ليست مع الإسلام بل ضد الإرهاب والآيديولوجيات المتطرفة
نظرة سوداوية من صندوق النقد لاقتصادات الشرق الأوسط: الخليج الأكثر ضغوطاً... ولبنان ‏الأعلى خطراً
دراسة للإسكوا: 31 مليارديرًا عربيًا يملكون ما يعادل ثروة النصف الأفقر من سكان المنطقة
الوباء يهدد بحرمان 15 مليون طفل شرق أوسطي من الحصول على لقاحات
مقالات ذات صلة
المشرق العربي المتروك من أوباما إلى بايدن - سام منسى
جبهات إيران الأربع والتفاوض مع الأمريكيين
إردوغان بوصفه هديّة ثمينة للقضيّة الأرمنيّة
إيران أو تحويل القضيّة فخّاً لصاحبها - حازم صاغية
عن تسامح الأوروبيين ودساتيرهم العلمانية الضامنة للحريات - عمرو حمزاوي
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة