لندن، موسكو - «الحياة» أعلنت القوات النظامية السورية أمس، تحرير دير الزور من تنظيم «داعش» بعد القضاء على «أعداد كبيرة من إرهابييه» والاستيلاء «على مستودعات أسلحته وذخيرته»، وفق تصريح مصدر عسكري سوري. وذكرت أنباء في دير الزور أن التنظيم زرع آلاف الألغام والعبوات الناسفة في الشوارع والمنازل في محاولة لعرقلة تقدم القوات النظامية. وأشار المصدر العسكري إلى أن وحدات الهندسة في الجيش السوري تقوم بإزالة المفخخات والألغام. وفتح تقدم القوات النظامية في محافظة دير الزور محوراً عسكرياً على الحدود السورية - العراقية للوصول إلى مدينة البوكمال الإستراتيجية.
واعتبرت القيادة العامة للجيش السوري أن أهمية إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة دير الزور «تأتي من موقعها الإستراتيجي كونها تشكل عقدة مواصلات تربط المنطقة الشرقية بالمنطقتين الشمالية والوسطى وتشكل ممراً رئيسياً بين بادية الشام والجزيرة السورية ومنها إلى العراق الشقيق، إضافة إلى أهميتها الاقتصادية كمنطقة زراعية تعد خزاناً رئيسياً للنفط والغاز».
وأضافت القيادة العامة أن الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة «مصمم على مواصلة حربه على ما تبقى من فلول تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى كل أراضي الجمهورية العربية السورية».
ولفتت إلى أن تحرير مدينة دير الزور «يشكل المرحلة الأخيرة» في القضاء النهائي على تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، وأنه بفقدان سيطرته عليها «يفقد قدرته في شكل تام على قيادة العمليات الإرهابية لمجموعاته التي أصبحت معزولة ومطوقة في الريف الشرقي للمدينة».
وسيطرت القوات النظامية والميليشيات المساندة صباح أمس على كامل أحياء مدينة دير الزور، بعد معارك استمرت أشهراً كان آخرها في حي الحميدية.
وقتل تسعة أشخاص أمس في تفجير انتحاري في سيارة مفخخة، في بلدة حضر في هضبة الجولان السورية. وتحدثت أنباء عن أن «إرهابياً انتحارياً فجّر عربة مفخخة بين منازل المواطنين على أطراف بلدة حضر، ما تسبب في مقتل تسعة وجرح 23 شخصاً على الأقل».
واتهمت دمشق «جبهة النصرة» («هيئة تحرير الشام» حالياً) بتنفيذ التفجير، الذي أعقبته اشتباكات مع الجيش السوري. ومن جهة أخرى، قال الجيش الإسرائيلي أمس، إنه مستعد لحماية بلدة حضر، ووعد بعدم السماح بسقوطها في أيدي الفصائل التي تقاتل القوات السورية.
وقال الناطق باسم الجيش الجنرال رونن مانيليس في بيان إن الجيش الإسرائيلي جاهز «لمنع تعرض حضر للأذى أو الاحتلال كجزء من التزامنا إزاء المجتمع الدرزي».
ديبلوماسياً، أبلغ مصدر روسي «الحياة» بأن مصير مؤتمر سوتشي للحوار بين الأطراف السورية، الذي كانت موسكو أعلنت ترتيبات لعقده في 18 من الشهر الحالي، «يخضع لنقاش»، مرجحاً أن تتم «مراجعة الموعد والمكان» خلال الفترة القريبة المقبلة.
وعكست تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الموضوع أمس، تمسكاً روسياً بفكرة عقد مؤتمر جامع لمكونات الشعب السوري، لكنه تجنب في حديثه الإشارة إلى سوتشي، كما أنه لمح إلى تأجيل الموعد المعلن بإشارته إلى أنه «سيتم الإعلان قريباً عن مواعيد محددة».
ودافع لافروف عن فكرة المؤتمر، مؤكداً أنها «تشكل أول محاولة نوعية لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يطالب المجتمع الدولي بدعم السوريين في إقامة حوار شامل، يفضي إلى توافقات مقبولة من كل الأطراف حول التسوية السياسية».
ونبه إلى أهمية «عدم التسرع بالاستنتاجات والتوقعات حول الفكرة»، مؤكداً أن موسكو وجهت الدعوات إلى «كل الأطراف، الحكومة السورية وكل فصائل المعارضة من دون استثناء، سواء كانت داخل البلاد أو خارجها».
|