السبت ٢٧ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ٢٧, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
فلسطين
4 سنوات لاكتمال المصالحة الفلسطينية
رام الله - محمد يونس 
حدد اتفاق القاهرة الأخير أربعة أشهر لتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق المصالحة الفلسطينية، لكن المسؤولين في حركتي «فتح» و «حماس» يقولون إنها قد تمتد أربع سنوات. وقسم الاتفاق عملية المصالحة وإنهاء الانقسام إلى مرحلتين، الأولى يجري فيها تمكين الحكومة من ممارسة صلاحياتها في غزة خلال فترة أربعة أشهر، والثانية، التي تضم قضايا مثل إجراء انتخابات عامة، وإعادة تشكيل المجلس الوطني، وإعادة بناء منظمة التحرير، وتشكيل حكومة وفاق وطني وغيرها، يجري التفاوض عليها في لقاء وطني موسع في القاهرة في 21 الشهر المقبل.

وتشمل المرحلة الأولى، تسلم الحكومة الوزارات والدوائر الحكومية والمعابر، وإيجاد حل لمشكلة الموظفين المدنيين والعسكريين الذين عينتهم حكومات حركة «حماس»، وعددهم أكثر من 40 ألف موظف، منهم 23 ألف موظف في القطاعات المدنية، و17 ألف موظف في أجهزة الشرطة والأمن.

وتسلمت الحكومة رسمياً، المؤسسات والدوائر الحكومية قبل أكثر من أسبوعين، لكنها لم تبدأ بعد ممارسة عملها فعلياً. ويقول مسؤولون في الحركتين إن تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق سيستغرق وقتاً أطول بكثير من المتفق عليه، وهو ما سينعكس على جولة الحوار الثانية التي ستنطلق في القاهرة الشهر المقبل.

وتوجد فجوة كبيرة بين مواقف الجانبين، إذ تطالب «حماس» بدمج الموظفين الذين عينتهم حكوماتها مع الموظفين القدامى الذين عينتهم السلطة. أما «فتح» فتقول إنه لا يمكنها قبول أجهزة الأمن التي عينتها «حماس» لأنها في هذه الحالة ستحكم السلطة من خلال نفوذها في الجهاز الأمني.

وقال مسؤول رفيع المستوى في «فتح»: «حركة حماس تريد أن تترك الحكومة، لكنها تريد أن تواصل الحكم من خلال عناصرها وضباطها الذين تريد أن تزرعهم في أجهزة الأمن والشرطة».

وبينما تطالب «حماس» ببقاء جميع موظفيها في القطاع العام، تقول «فتح» إنه يجب البحث عن حلول أخرى، مثل إحالة العدد الأكبر منهم على تقاعد خاص يتولى صندوق دولي، وليس السلطة، تمويل مستحقاتهم المالية. وتطالب «فتح» بتسلم السلطة المعابر كاملة، لكن «حماس» تُصر على بقاء موظفيها في مواقعهم في المعابر، إضافة إلى بقاء مكاتب أجهزة الشرطة والأمن.

وظهرت خلافات جدية بين الجانبين في الأيام الأخيرة بلغت حد قول رجل «حماس» القوي يحيى السنوار أمام النقابات المهنية في غزة إن «إسرائيل غير راضية عن إتمام المصالحة، وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تريد مصالحة على مقياسها» في إشارة إلى المطلب الأميركي عدم ضم «حماس» إلى الحكومة والمنظمة إلا بعد أن تعترف بإسرائيل وتنبذ العنف وتحل جهازها العسكري.

واعتبرت السلطة أن المصالحة تقتضي عودة «حماس» إلى دورها حركة سياسية إلى جانب الحركات السياسية الفلسطينية. وطالب الرئيس محمود عباس حركة «حماس» بإيجاد حل لجناحها العسكري، مشيراً، إلى أنه لن يقبل بوجود «ميليشيات مسلحة».

وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني أن القيادة الفلسطينية لا تقبل المعادلة التي تحاول «حماس» فرضها في غزة، ومفادها بأن السيطرة فوق الأرض للسلطة، وتحت الأرض لحركة «حماس».

مسؤول معين من «حماس» في غزة يرفض تسليم منصبه لنظيرته في السلطة

آخر تحديث: الجمعة، ٢٧ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش) غزة - فتحي صبّاح 
في سابقة تُعتبر الأولى من نوعها منذ توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية الجديد في القاهرة في الثاني عشر من الشهر الجاري، رفض رئيس سلطة جودة البيئة في قطاع غزة المعين من قبل حركة «حماس» كنعان عبيد، تسليم السلطة لرئيسة سلطة جودة البيئة في السلطة الفلسطينية عدالة الأتيرة.

ويُعتبر هذا التعثر إشارة سلبية على وجود بعض العقبات والعراقيل في طريق المصالحة، التي يلف طرفيها، حركتي «فتح» و «حماس»، كثير من الشك وعدم اليقين.

وكان رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة الرجل القوي يحيى السنوار أعلن غير مرة أنه «سيكسر عنق» كل من يعمل على عرقلة المصالحة، وأنه في حال تعثرها فإن الحركة ستعلن انتهاء الانقسام من طرف واحد.

واصطدمت الأتيرة، التي وصلت أول من أمس إلى القطاع بناء على تعليمات رئيس حكومة التوافق رامي الحمد الله، مع عبيد عندما وصلت إلى مقر سلطة جودة البيئة وسعت إلى ممارسة عملها كرئيسة للسلطة، لكن عبيد رفض.

وقال مدير التوعية والإعلام البيئي في السلطة الدكتور أحمد حلس، الذي رافق الأتيرة، لـ «الحياة» إن عبيد رفض الاعتراف بها رئيسة للسلطة، وقال إنه هو رئيس السلطة فرفضت الأتيرة.

وأضاف حلس أنه تم التواصل مع مرجعيات من السلطة والحكومة الفلسطينية، التي بدورها تواصلت مع قادة من حركة «حماس»، من دون التوصل إلى حل، ما اضطر الأتيرة للعودة إلى مدينة رام الله المقر الرئيس للحكومة وسلطة البيئة.

وقالت الأتيرة إنها لم تتسلم مهماتها في قطاع غزة، نظراً لوجود عدد من الإشكالات، على رأسها هيمنة «الطرف الآخر» على مقر السلطة في القطاع. وأضافت في تصريحات صحافية أمس: «لم أستلم مهماتي كرئيسة لسلطة جودة البيئة في قطاع غزة، بناء على تعليمات القيادة الفلسطينية وتعليمات مجلس الوزراء».

وتابعت: «جئنا إلى هنا بناء على تعليمات مجلس الوزراء والقيادة الفلسطينية مستندين إلى المصالحة الفلسسطينة، ولم نتمكن (أول من) أمس من التسلم، لأن هناك بعض الأمور على ما يبدو لم تصل إلى رئيس سلطة البيئة في غزة كنعان عبيد، علماً أن هناك اتفاقاً واضحاً باستلام الحكومة جميع مهماتها».

إلى ذلك، قال القيادي في حركة «حماس» الدكتور غازي حمد لـ «الحياة» مساء أمس، إنه تم حل الأزمة بعد مغادرة الأتيرة من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. ومن المتوقع أن تعود الأتيرة لاستلام منصبها رئيسة لسلطة جودة البيئة خلال الأيام الساعات أو الأيام المقبلة، على أن يكون عبيد نائباً لها.

يُشار إلى أن عدد موظفي سلطة جودة البيئة يبلغ 110 موظفين، من بينهم 88 موظفاً من القدامى، و30 موظفاً عينتهم «حماس» عقب الانقسام في 2007.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
وقف نار غير مشروط في غزة بوساطة مصرية
تل أبيب ترفض التهدئة وتستدعي قوات الاحتياط
مصير الانتخابات الفلسطينية يحسم اليوم
استطلاع: «فتح» تتفوق على «حماس» والبرغوثي يفوز بالرئاسة
المقدسيون مدعوون للانتخابات عبر مراكز البريد
مقالات ذات صلة
أيضاً وأيضاً: هل يتوقّف هذا الكذب على الفلسطينيّين؟ - حازم صاغية
حرب غزة وأسئلة النصر والهزيمة! - أكرم البني
إعادة اختراع الإسرائيليّة والفلسطينيّة؟! - حازم صاغية
لا قيامة قريبة لـ«معسكر السلام» - حسام عيتاني
... عن مواجهات القدس وآفاقها المتعارضة - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة