خصصت بريطانيا أكثر من 13 مليون دولار لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين في الرقة. ونقلت وسائل الإعلام البريطانية عن وزيرة التنمية الدولية البريطانية، بريتي باتل، أن من المهم جداً أن يساعد المجتمع الدولي بشكل حيوي في استعادة الحياة في المدينة. وأضافت أن «بريطانيا تقدم مساعدة للكثير من السوريين الذي فقدوا كل ما كان لديهم، بما في ذلك المساعدات الطبية والمياه والبطانيات».

ومن المتوقع أن ترسل بريطانيا إلى الرقة وسائل لرفع الألغام وأدوات ومعدات طبية. وسيشارك الخبراء البريطانيون في إجراء 145 ألف استشارة طبية وتقديم المساعدات النفسية لـ 1.6 ألف شخص. كما سيحصل سكان المدينة على 31 ألف سلة من المساعدات وفق ما أفادت لندن.

في موازاة ذلك، أعلن وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل أن الحكومة الألمانية خصصت 10 ملايين يورو لإزالة الكمائن المفخخة في الرقة. وأفاد في بيان: «على مدى نحو أربعة أعوام كانت الرقة مكاناً للإرهاب والقمع، تعاملت داعش بوحشية مروعة مع المواطنين المدنيين، ونقلت الإرهاب من هناك حتى أوروبا».

وأضاف: «بدعم من التحالف الدولي ضد داعش قبضت الآن قوات سورية الديموقراطية على زمام الأمور في المدينة بأكملها، وبذلك انتهت سيطرة داعش على الرقة، وفقدت معقلها الكبير الأخير، يعد هذا خطوة مهمة في مكافحة الإرهاب، غير أن الانتصار عليه سوف يستغرق وقتاً أطول».

وأوضح: «لن يتحقق للمدينة الفرص المستقبلية نحو الحياة الطبيعية واليومية من بعد ما عاشته من رعب إلا من طريق دعم شامل من جانب المجتمع الدولي.. وهذا يشمل إزالة الكمائن المفخخة الغادرة التي زرعها داعش».

وأثارت هرولة فرنسا وأميركا وبريطانيا وألمانيا لتخصيص تمويل بشكل عاجل لمدينة الرقة تساؤلات موسكو. وأعربت وزارة الدفاع الروسية عن قلقها للمسارعة بتقديم مساعدات عاجلة، وذلك بعد الرفض المتكرر لإرسال مساعدات للشعب السوري.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف: «لم تلبث الرقة أن تلتقط أنفاسها من قصف التحالف الدولي، فتعالت التصريحات في واشنطن وباريس وبرلين من قبل قادة رفيعي المستوي لتقديم تمويل مستعجل بقيمة عشرات ملايين الدولارات واليورو، بزعم أن هذه الملايين يجب أن تصرف لإعادة الحياة السلمية في المدينة. إننا نرحب بهذا التجاوب، لكن هناك أسئلة». وذكر كوناشينكوف أن «روسيا ناشدت مراراً خلال السنوات الماضية الولايات المتحدة والعواصم الأوروبية لإرسال مساعدات إنسانية إلى السوريين المتضررين من الحرب، وتم إعداد لائحة بأسماء التجمعات السكنية التي تحتاج لمساعدة قبل غيرها دون تقسيم السوريين إلى جيد أو سيئ. لكننا في كل مرة كنا نتلقى جواباً واحداً من قبل واشنطن وبرلين وباريس ولندن - نحن لا نستطيع ولا يمكننا القيام بذلك».

ورغم أن كوناشينكوف قال إن روسيا ترحب بتعهدات الغرب بتقديم مساعدات مالية لإعادة إعمار الرقة فقد شكك في التوقيت.

وتابع: «ما هو السبب وراء اندفاع العواصم الغربية لتقديم مساعدة مالية للرقة فقط؟».

وزاد «هناك تفسير واحد فقط.. الرغبة في التستر على أي دليل على القصف الوحشي من جانب سلاح الجو الأميركي والتحالف بأسرع ما يمكن ودفن آلاف المدنيين المحررين من داعش تحت الأنقاض».